الأربعاء 24-04-2024 10:56:49 ص : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الهوية اليمنية في مرمى الاستهداف الطائفي

الأحد 29 يوليو-تموز 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص
 

 

من الحقائق التي يجب الانتباه لها، ان هناك ما هو أخطر من تدمير المنازل واحتلال المدن بالسلاح، المتمثل في تغيير ملامح المجتمع اليمني، عبر استزراع هوية إجبارية معاكسة لثقافته المتسامحة والتي عاش في ظلها لعقود طويلة، كما يجري في هذه الأثناء بصنعاء والمناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.


قطاع التعليم لدى إمارة الحوثي الطائفية، واحدة من أخطر المشكلات التي باتت تهدد امن واستقرار المجتمع اليمني وتذهب به بعيداً وتهدده في أمنه واستقراره، وذلك عبر زرع بؤر طائفية واستنساخ لتجارب تدميرية في عدد من الدول العربية المجاورة, تدفع تلك الدول ثمنها باهظاً.
خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة عمد الحوثيون إلى شحن كتب المدارس والجامعات وكل مؤسسات التعليم بمناهج غريبة، بما تؤسس لجيل جديد سيكون من الصعب احتواؤه وإعادته الى المسار الصحيح، وهذا ليس كلاماً في الهواء بل بناء على معلومات وقراءة واعية لما تقوم به الجماعة، مستغلة انشغال الناس بأوضاع الحرب.


في الأيام الماضية قرر الحوثيون إطلاق اسم مجمع الصريع صالح الصماد على المجمع التربوي التابع لجامعة إب، كمركز للتعليم الديني، كما يجري الاستعداد، حالياً للزج بمئات آلاف من الكتب المعدلة طائفياً وذات أفكار عنصرية إلى المدارس في كل مراحل التعليم عبر لجنة شكلت من قبلهم تسمى لجنة التعديل.


وهذه اللجنة الدينية الطائفية، بذلت نشاطاً كبيراً لإعادة كتابة المواضيع المتعلقة بالتاريخ والتربية الوطنية والإسلاميات، واستمرت في هذا العمل لخمسة أشهر كاملة حسب تصريحات الحوثيين أنفسهم، أقرت بموجبها تسميات جديدة لمئات المدارس في المناطق التي يسيطرون عليها، وشملت تلك الأسماء الجديدة مسميات لقيادات حوثية قتلوا في الحرب, الى جانب اسماء دينية بما يعزز الفرز الطائفي بصورة واضحة.


والى جانب فرض الأسماء القديمة والجديدة وتغير مناهج التعليم، فهناك قرار اتخذ من قبل الجماعة ينفذ هذا العام بجعل الصرخة الحوثية جزءاً من طابور الصباح، إضافة الى مقررات طائفية ستزج بها في مناهج المدارس والجامعات, هذا العام والأعوام الجديدة.


تفيد معلومات أولية أن التعديل في المناهج الدراسية قد ادخل تفاصيل فيما يخص "آل البيت" من وجهة نظرهم، وستعزز فكرة الحق الإلهي المتمثل في البطنين (الحسن والحسين)، في مصادمة واضحة لفكرة الجمهورية والتعددية ومكتسبات الشعب اليمني التي ناضل من اجلها لعقود طويلة.
وحسب مختصين فإن دعاة الحوثية في هذه الأثناء يعملون على إعادة هندسة نظام الخيال والانفعالات لدى طلبة المدارس في المراحل المختلفة وخاصة الأولى منها.


فهو يقدم الحوثي كبطل ومخلص في نفس الوقت، وكقصة إلهية تستثير الدموع، وكمظلوم ذنباه الصدق والشجاعة. الى جانب أن الأطفال الذين يموتون في الجبهات هم أخف الضحايا وهم في الجنة مباشرة ورسالتهم عظيمة حسب ما تقرره المناهج الجديدة.


كما أن الأطفال الذين تهندس عقولهم في المدارس ولا يموتون في الجبهات هم الفخ الكامن ليست الألغام، على بشاعاتها، بل هي أخطر ما دسته هذه الجماعة لليمنيين في السر والعلن.