السبت 20-04-2024 06:04:54 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الهجوم على الملاحة البحرية..أبعاد ودلالات وانعكاسات

السبت 28 يوليو-تموز 2018 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص
 

  

سبق للحوثيين أن هددوا الملاحة في البحر الأحمر، ومن المواقع التي كانت بحوزتهم في المخاء 2016 قبل تحريرها ، غير أن استهداف ناقلتي نفط سعوديتين الأربعاء الماضي كان له صدى أوسع، وردود أفعال مثيرة للدهشة، سواء من الأمم المتحدة، أم من الدول الغربية، والولايات المتحدة تحديدا.

 

البعد الإيراني

 

أجمع المحللون والمراقبون أن العمليات إيرانية.. ليس ذلك تحليلا، بل أكد قاسم سليماني قائد فيلق القدس أن العملية إيرانية؛ إذ يقول إن البحر الأحمر لم يعد آمنا والسبب الوجود الأمريكي، وكأن الوجود الأمريكي طارئ، وليس منذ الحرب العراقية الإيرانية، بل ومنذ ما بعد حرب أكتوبر 1973، إنما هي إشارة إيرانية للإدارة الأمريكية بأن إيران لا ترغب في المواجهة المباشرة، وأنها تستخدم الحوثيين لاستهداف المملكة وليس أمريكا؛ أي أن الحوثيين -ولانعدام الحسابات السياسية عندهم، وامتهانهم للحرب، واستخدام السلاح- ينفذون أوامر طهران، وليس مهما إن كان ذلك على حساب الشعب اليمني، فإنهم لا يشعرون بالإنتماء إليه وإنما هو مجرد وسيلة لتنفيذ نزواتهم وتنفيذ أوامر أصحاب المصلحة في طهران.

 

الساحل الغربي

 

جاءت الحادثة الإرهابية الأخيرة في ظل الرحلات المكوكية للمبعوث الأُممي، للوصول إلى حلول عنوانها الأبرز إنسحاب الحوثيين من الحديدة ومينائها، وتعليق العمليات العسكرية التي كانت قد وصلت الى المطار، فهل هي فقط أوراق ضغط لتحقيق هدف الحوثي المعلن بالإبقاء على السيطرة على الحديدة مع إشراف أممي؟ وهل مثل تلك العمليات تحقق الهدف؟

منطق الأشياء يقول إن سلوك الحوثيين هو رفض ظاهر لمساعي الأمم المتحدة، ما يجعل انتزاع الحديدة والساحل الغربي عسكريا هو السبيل الوحيد، فعلى ماذا إذاً يستند الحوثيون في القيام بهذه العمليات؟

 

العائد من العمليات

 

وقعت عملية استهداف الناقلات النفطية السعودية أثناء وجود المبعوث الأممي في صنعاء، ولئن كانت الأهداف الإيرانية واضحة منها فبماذا تعود على الحوثيين؟!

المعلومات الأولية تفيد بأنهم رفعوا سقف مطالبهم، وأنهم يطالبون بإشراكهم في إدارة الموانئ كلها، وفي تحصيل الإيرادات العامة في مناطق سيطرة الشرعية، بمعنى وضع العقدة في المنشار.

 

الإجراءات السعودية

 

اتخذت الرياض قراراً بوقف تصدير النفط عن طريق باب المندب، ووصفته بأنه فوري ومؤقت، وتبعتها دولة الكويت، فهل تؤدي عمليات الحوثي الى تغليب الحسم العسكري؟

كل المعطيات الراهنة تشير إلى استبعاد إمكانية التوصل الى حلول بشأن الساحل الغربي، وأن ثمة تصلبا حوثيا واضحا، وعمليات خطرة يقومون بها.

الأرجح وصول المبعوث الأُممي الى قناعة بعدم إمكانية الحصول على حلول سلمية للحديدة ومينائها حتى وان ظل يتحدث عن السلام باعتبار مهمته.

بصرف النظر عن قناعات المبعوث الأًممي، فإن ما أثبتته الأحداث حقيقة دامغة

استحالة الوصول الى حلول سياسية للأزمة اليمنية، وأن الحلول عسكرية.

 

أثبت الحوثيون للتحالف خاصة وللمجتمع الدولي، أن بقاء الساحل الغربي تحت سيطرتهم يعد تهديدا مباشرا لطرق التجارة الدولية، قد يعطلها كليا.

لتلك المعطيات فإن المتوقع هو إعادة اتخاذ القرار بتحرير الحديدة كليا بالقوة، إذ لم يعد تحريرها ضرورة يمنية، لتجفيف منابع التمويل للحوثيين أو تقليصها بل صار ضرورة إقليمية ودولية.

إن تعطيل الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب هو تهديد مباشر للأمن والسلم الدوليين، والأمانة العامة للأمم المتحدة تدرك ذلك، وإن رددت عبارة أن التهديد يؤكد ضرورة الحلول السياسية ، إنها عبارة مكررة حتى مع اختلاف الأحداث والتهديد الفعلي والمحتمل للأمن والسلم الدوليين.

يمكن القول أن جهود الأمانة العامة ومبعوثها قد أخفقت، ووصلت الى طرق مسدودة، على الرغم من سعي قوى دولية ـ لإعطاء الحوثيين وقتا أطول-

إن الوقائع تشير الى أن الأرجح انطلاق عملية التحرير خلال الأيام القليلة القادمة.

وأن الرياض بإجراءاتها الفورية والمؤقتة تعمد للحصول على تأييد دولي قبل إطلاق العملية العسكرية، ماعدا ذلك فإنه احتمال وارد لكنه ضئيل، ونعني به السعي الخارجي لإطالة عمليات الأخذ والرد ، وإعطاء الحوثيين فرصا أًخرى ، فذلك معناه سقوط مفاهيم الأمن والسلم الدوليين ، ومجازفات دولية.

 

نتائج

 

تعد إيران هي الفاعل الرئيس في استهداف الملاحة في البحر الأحمر ، وبواسطة الحوثيين، انها التبعية المطلقة من قبل الحوثي لإيران، واستهداف المملكة من قبل إيران في إطار التصعيد الجاري في المنطقة، وإلحاح الأمم المتحدة على حلول سياسية يشجع الحوثيين وإيران على تهديد الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي.

إن استهداف الملاحة في البحر الأحمر يؤكد للتحالف أن لامناص من تحرير الساحل الغربي، وينبغي للتحالف والسلطة اليمنية أن يكون لديهم رؤية استراتيجية كاملة لما بعد تحرير الساحل الغربي ، تضمن تشغيل الموانئ من قبل السلطة ، وضمان انسياب المساعدات، وتحقق الأهداف المرجوة ، من إحكام أمن الساحل والممر المائي، وقطع الإمدادات الخارجية عن الحوثيين وعودة سلطة الدولة الشرعية.