الثلاثاء 19-03-2024 13:22:49 م : 9 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الشهيد هارون التميمي.. الفنان الذي رحل باكراً

الإثنين 16 يوليو-تموز 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح - خاص - فهد سلطان

    

لمع نجمه باكراً بتوشيحاته الصوفية، والتي كان يسجلها بالتلفون، عكست منذ لحظتها الاولى صوتا جميلا وابتهالات شجية ذات الكلمات المؤثرة. انه صوت المنشد الشهيد هارون التيممي.

استشهد هارون صباح اليوم الاثنين، اثناء اقتحام بلاطجة مسلحين للمركز الامتحاني بمدرسة 26 بالخيامي بالمعافر (احدى مديريات ريف محافظة تعز وسط اليمن), حيث لم يمر على فترة زواجه سوى عام وبضعة أيام فقط، فقد كان حفل زواجه بتاريخ 2 / 7 / 2017م.

الشاب هارون التميمي (23 عاما)ً, يدرس هندسة نفط في دولة السودان, وعاد لقضاء اجازته الصيفية في اليمن, ويتواجد في المركز الامتحاني بعد انتدابه كمراقب على سير عملية الاختبارات للمرحلة الثانوية.

تفاجأ هارون بأحد أولياء الامور يقتحم المركز في محاولة لإيصال الغش لابنته التي تتواجد في قاعة الامتحان، فتم منعه من الدخول الى داخل القاعة. 

تفيد معلومات تناقلها ناشطون أن والد الفتاة عاد مرة ثانية، وبصحبته عدد من المسلحين، واقتحموا المركز واطلقوا النار بشكل عشوائي، وقتل على اثرها هارون بعد إصابته بطلقة نافذة في الصدر فارق الحياة على الفور.

يقول الدكتور نجيب البارد بأن هارون ذات مرة قبل سنوات التقى بإمام الحرم الشيخ ماهر المعيقلي وأنشد أمامه بقصيدة "خليها على الله" فتأثر بها الشيخ وقال له: "هذه خير من مائة خطبة". كما يظهر له تسجيل مصور يتناقله ناشطون، في منزل الشيخ حمد الغامسي بمكة المكرمة, وهو يلقي انشودة "سيعدو ربي سعيدو"، حيث يظهر تآثر كبير على الحاضرين.

تفيد معلومات تناقلتها وسائل إعلام عن تمكن الاجهزة الامنية من إلقاء القبض على المتهم محمد عبدالكريم الملقب بالموقعي, والمتهم الثاني مصطفى محمد عبد الرقيب, والمتهم الثالث صالح الدجاري, فيما لا يزال البحث جار عن ثلاثة آخرين متهمين في الحادثة.

كانت أول قصيدة مصورة للشهيد التميمي تناقلها ناشطون في وسائل التواصل الاجتماعي تحت عنوان " سعيدو من عرف ربي سعيدو" والتي أنشدها باللهجة التعزية الخالصة, ولاقت رواجاً كبيراً لدى المتابعين, وتبعها بعدد من التواشيح، كان آخرها لا تقبروني, والتي تم تصويرها في أحد الاستديوهات وخرجت بصورة مرتبة وتعكس المستوى الكبير لأداء صوته.

اثناء فترة الدراسة في السودان غنى " اشتدي يا يمن اشتدي" وهي مناجاة لوطنه الجريح الذي يخوض حرباً ضروس ضد الانقلاب واستعادة الشرعية، وتعكس حجم التعلق الكبير بالشهيد هارون باليمن وهو بعيداً عنها لطلب الدراسة. 

لاقى مقتله استياء واسعا من قبل الناشطين والشارع اليمني, وخلال ساعات فقط غطى وسائل التواصل الاجتماعي صوره والالبومات التي انتجها، والذكريات الخاصة بها والحياة التي عاشها، حيث تعكس هذه الحادثة حجم الاستهتار بارواح الناس, وبالمستوى الذي وصل اليه استعمال السلاح, ومحاولة الغش في العملية التعليمية والتي -حسب البعض- يتهدور معها بسبب الحرب ومخلفاتها.

 

كلمات دالّة

تعز ادارة الامن