الثلاثاء 19-03-2024 09:38:32 ص : 9 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

استغلال الحالة الإنسانية في الحديدة لتأخير الحسم

السبت 14 يوليو-تموز 2018 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - خاص


على بوابات مدينة الحديدة يرابط الجيش الوطني مدعوماً من التحالف العربي للمضي قدماً في تحرير المدينة والميناء كحاجة ملحة لليمنيين لإنقاذ المواطنين من حالة البؤس والمعاناة التي يعيشها السكان هناك.
لكن بعض القوى الدولية والأمم المتحدة حالت ولو بشكل مؤقت دون المضي بالتحرير حتى النهاية، تحت ذريعة تفاقم الوضع الإنساني هناك، بعد ما استنفرتها المليشيا الحوثية عبر منظماتها ولوبياتها.


الشرعية اليمنية ومعها التحالف العربي أوضحت أن عملية التحرير هي في الأساس لإنهاء المعاناة الإنسانية لكل اليمنيين؛ تلك المعاناة التي تسببت بها المليشيا الانقلابية فأوقفت السفن المحملة بالأغذية والحبوب والمواد الإغاثية وقصفت سفينة تركية محملة بالحبوب بالقرب من ميناء الصليف الشهر الماضي، فضلاً عن نهب تلك المساعدات وفرض إتاوات مختلفة عليها وجمارك إضافية ضاعفت حجم معاناة اليمنيين في كل المحافظات التي تسيطر عليها تلك المليشيا الانقلابية.


حيث عملت المليشيا الحوثية على تحويل كل الموارد وعلى رأسها ميناء الحديدة إلى سوق سوداء للتكسب السريع وغير المشروع للإثراء الشخصي على حساب المواطنين، وفرضت زيادات الرسوم على كل الشحنات والبضائع، وأقامت منافذ جمركية إضافية إيغالاً في جباية الأموال ونهبها، مما ضاعف من المأساة الإنسانية وإفلاس الكثير من التجار.


ولم تكتف المليشيا الانقلابية بالتسبب بكل تلك المعاناة الإنسانية للمحافظة التي تعاني في الأساس من فقر مدقع، بل عمدت إلى التمترس في المدينة المكتظة بالسكان وأقامت المتارس المختلفة فضلاً عن حفر الخنادق وسط الشوارع وإدخال الأسلحة الثقيلة إليها واعتلاء قناصاتها البنايات المرتفعة استعداداً لخوض حرب شوارع مما يعرض حياة المدنيين للخطر والإصرار على تدمير المدينة وتحويلها إلى مأساة إنسانية فعلية كنوع من أنواع الاستغلال الحربي والسياسي أمام المجتمع الدولي.


لكن محللين سياسيين ومراقبين دوليين يرجعون تمهل الجيش الوطني والتحالف العربي في عملية تحرير المدينة ومينائها بالكامل، يعود إلى اعتبارات إنسانية في الأساس، فالتحالف العربي لا يرغب في الإضرار بالمدنيين، بينما الانقلابيون الحوثيون يتخذون المدنيين دروعاً بشرية، ويتهيؤون إلى حرب شوارع مما زاد من تفاقم أوضاع السكان.


حيث فتح الجيش الوطني والتحالف العربي منافذ وطرقا للمواطنين الذين رغبوا في النزوح من الحديدة إلى بقية المحافظات وتخفيف السكان ما أمكن حتى لا تتخذهم المليشيا الحوثية دروعا بشرية أو تقوم بتعريض حياتهم للخطر أو القيام بقصفهم من بُعد كما تفعل في مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

 

موجة نزوح كبيرة


وتشهد محافظة الحديدة موجة نزوح كبيرة من المدينة ومن بعض المديريات التي تحتلها المليشيا الانقلابية؛ إذ تقدر بعض المصادر أن حالات النزوح تصل إلى أكثر من مائة ألف، توزع النازحون بين صنعاء وتعز وعدن وأبين ومارب وصولاً إلى المهرة بالقرب من سلطنة عمان.
منظمة "رايتس رادار" رصدت نزوح أكثر من 5600 أسرة من الحديدة خلال الفترة 15 إلى 30 حزيران/يونيو المنصرم فقط، بعضهم توجهوا إلى صنعاء والمحافظات المحيطة بالحديدة، والبعض الآخر توجهوا إلى محافظات عدن وأبين ولحج وحضرموت والمهرة.
المليشيا الحوثية تستغل الحالة الإنسانية في الحديدة ذريعة لتأخير تحريرها وهي مراوغة مكشوفة، بات الجميع يدركها تسببت في افتعالها تلك المليشيا هروباً من الهزيمة المنتظرة.


كما تكشف حالات النزوح الإنساني في الحديدة المنظمات الدولية العاملة وتعريها أمام العالم بحيث أن هذه المنظمات لم تلتفت إلى هذه المأساة الإنسانية على الرغم من تقديم التحالف العربي لها أموالاً طائلة للقيام بواجبها تجاه المهجرين والنازحين، وخاصة في مناطق سيطرة المليشيا الانقلابية؛ إذ يشكو النازحون من إهمال وتقصير وعدم التفات لهم من أي من المنظمات العاملة في اليمن.

 

نزوح من زبيد


مدينة زبيد هي الأخرى شهدت نزوحا جماعيا للسكان في الطرف الغربي لمدينة زبيد تحسباً لأية معركة تتجه نحو زبيد بعد تحرير التحيتا، وبدأ المواطنون بمغادرة منازلهم باتجاه وسط المدينة وخارجها بعد انتشار الحوثيين بكثافة في أحيائهم والتمترس فيها، كما نزح الكثير من سكان المدينة التاريخية خلال الأيام الماضية في ظل انتشار الحوثيين في الأحياء السكنية والأبواب التاريخية ونقل المعدات العسكرية وإطلاق القذائف باتجاه التحيتا.

 

انتهاكات حوثية في الحديدة


وتعيش محافظة الحديدة العديد من حالات الانتهاكات التي تقوم بها المليشيا الحوثية الانقلابية، حيث ذكرت مصادر محلية في مديربة الدريهمي جنوب مدينة الحديدة بأن حرائق اشتعلت في منازل المواطنين وأشجار النخيل في قريتي بني هارون والمهيوب في عزلة دير عبدالله في تلك المنطقة الواقعة جنوب غرب مديربة الدريهمي.
وأضافت المصادر أن مليشيات الحوثي أطلقت وابل من قذائف المدفعية والهاون على القريتين وأشجار النخيل فيها ، ما أدى الى اشتعال النيران في المنازل.


وأطلق سكان محليون ونازحون في هذه المناطق، مناشدة لإنقاذهم من قصف مليشيات الحوثي لقراهم ومنازلهم واشجار نخيلهم، مطالبين بتحقيق دولي عما يحدث لهم من اعمال وحشية وتهديد بالإبادة الجماعية على يد مليشيات الحوثي الارهابية، والتي تتهم سكان هذه القرى بعدم القتال معها في حربها.
وتعد هذه القرى منكوبة وفقدت بعض الأسر منازلها والبعض غادر الى مناطق خارج منزله في العراء مع أطفالهم ونسائهم ولم يتمكن البعض من مغادرة هذه القرى التي تتقطع مليشيات الحوثي لأية أسرة تحاول الفرار وتختطف الذكور منها.

 

تجنيد الأطفال


وارتفع سعار المليشيا الحوثية الانقلابية وصعدت من حملاتها لتجنيد الأطفال والسكان في محافظة الحديدة وإجبارهم على القتال معها دون أن يتلقوا أية تدريبات عسكرية، وعرف عن أهالي الحديدة سلميتهم وبساطتهم وعدم جنوحهم للعنف أو استعمال السلاح في أي من مناطقهم.
كما عمدت هذه المليشيا الانقلابية إلى اقتحام مساكن المواطنين في حملات عشوائية إجبارية للتجنيد ما دفع بالكثير من الأسر إلى النزوح إلى مناطق الشرعية هروباً من الحرب والتجنيد الإجباري.
فقد سعت المليشيا الانقلابية إلى التمترس بمباني المواطنين خلف السكان وقامت بحفر الخنادق والمتارس في شوارع مدينة الحديدة وبعض القرى المحيطة بها ما أدى إلى تشريد السكان واحتلال بيوتهم ومساكنهم.