الخميس 28-03-2024 12:30:14 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

قيادات نسائية بعدن: التحريض ضد (الإصلاح) استهداف للتعددية والعمل المدني

الخميس 12 يوليو-تموز 2018 الساعة 11 صباحاً / الإصلاح أمة الرحمن الغفوري
  

حملة إعلامية متواصلة ضد العمل الحزبي يمكن ملاحظتها بسهولة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو المواقع الالكترونية أو وسائل الإعلامة المتختلفة. وفيما يتركز ظاهرها على الإصلاح إلا أنها تتعداه في حقيقتها إلى استهداف كل الحياة السياسية والتعددية، ومبادئ الديمقراطية والتعايش السلمي، مع التأكيد أنه لا مبرر يجيز استهداف أي كيان سياسي أو حزبي يعمل ضمن الإطار المدني داخل البلاد.

تستنكر فاطمة مريسي -رئيسة اتحاد نساء اليمن بعدن- ما وصفته بـ”بعض الظواهر السلبية التي نشهدها اليوم في معارضة الخطاب المنسوب للتيار الإسلامي”.

وتضيف في معرض الرد على سؤال عن حملة التحريض والحملة الإعلامية التي يتعرض لها الإصلاح: “نشهد للأسف مهاجمة طرف لطرف آخر، وقد تسبب ذلك لمعاناة بعضنا واستغلال البعض لهذه الظاهرة لتعزيز الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع الواحد”.

مشيرة إلى تاريخ عدن الممتد لآلاف السنين بعراقته وما اتسم به من التعايش وتعدد الثقافات، وأن عدن ظلت على امتداد هذا التاريخ مدينة التعايش الإنساني وحضنا لكل الجنسيات والثقافات والديانات.

مضيفة: “لهذا أجدها فرصة لأقول إن علينا ردم الفجوة التي نراها تتوسع يوما بعد يوم وتحدث صراعا مجتمعيا خطيرا يؤدي إلى نشر ثقافة العداء والحق بين أبناء هذه المدينة الذي تعايش على أرضها ديانات مختلفة”.

 

ومن جانبها، تشير “باسمة إبراهيم”، عضو مؤتمر الحوار الوطني، إلى “أنهم لم يبدؤوا حملتهم على الإصلاح عموما، والإصلاح في عدن خصوصا، إلا بعد تحرير عدن والمحافظات الجنوبية، لأنهم كانوا يعلمون أنه لولا الإصلاحيين ومن خرج معهم من كل الوطنيين والشرفاء لما كان هناك جبهات ولا تحرير”.

مضيفة أن كثيرا ممن لا شغل لهم هذه الأيام إلا مهاجمة الإصلاح، يدعون أنهم يناصرون التحالف في معركة تحرير الوطن من مليشيا الحوثيين، فيما هم يناصرون الحوثي ويعملون جاهدين على الإضرار بالشرعية والتحالف من خلال ما يصورونه خلافا مع الإصلاح والشرعية.

وإذ تستنكر القيادية في دائرة المرأة للإصلاح في عدن هذه الحملات الموجهة ضد أي طرف وفي أي منطقة من البلاد، فإنها تستنكرها على نحو خاص في عدن التي هي “مدينة الحب والسلام والتعايش السلمي، والتي احتضنت الجميع وامتزج الجميع فيها”.

وتقول: “الإصلاح حزب معروف بدوره السياسي، ويتبنى مصلحة الوطن وخيارات الشعب ويقف إلى جانب الشرعية في معركة استعادة الدولة، وقدم أروع المواقف والبطولات الوطنية في سبيل الحفاظ على الدولة ومؤسساتها ومكتسبات الشعب اليمني، ثم في سبيل استعادتها وما يزال”.

مؤكدة أن التعددية السياسية باليمن من أبرز مكتسبات النضال الوطني، وأن مبادئ حقوق الإنسان وقواعد العمل السياسي التعددي في اليمن لم يسبق أن تعرضت للتجريف بهذه الطريقة المشينة التي نشهدها اليوم.

مختتمة حديثها بالتأكيد على أن الإصلاح “سيظل وفيا لأبناء عدن والتضحيات التي قدموها في معركة التحرير، وكل مكتسبات النضال الوطني الذي أنتج التعددية السياسية في اليمن وفي عدن بشكل خاص”.

 

المحامية والناشطة الحقوقية المعروفة “هدى الصراري”، تقول من جهتها: “عدن عرفت بالتعددية، ليس فقط على المستوى السياسي، وإنما الاجتماعي والثقافي، ولهذا كانت نموذجا يحتذى به في التعايش السلمي وتطبيق النظام القانون، كما كان مستوى الوعي لدى المواطن بشكل عام والنخبة المثقفة بشكل خاص مرتفعا نتيجة مخرجات التعليم والتنوع الزاخر الذي أضفى مستوى تعدديا راقيا في التعامل وفق أسس ثقافية وعلمية”.

وتتابع: “كما ساعد فرض هيبة الدولة وتطبيق القوانين على احترام حرية الرأي والتعبير والحريات العامة وعدم التعدي على الآخرين، وهذا هو الأصل في تطبيق التعددية بمستوياتها المختلفة وباختلاف الأديان والطوائف والآراء والأجناس”.

وتشير رئيس مؤسسة دفاع للحقوق والحريات إلى أن عدن “تشهد حاليا تشهد طفرة أرجعت المدينة إلى مستوى لم تشهد مثيله في الإقصاء والتهميش وخفض مستوى الحريات العامة وعدم احترام الآراء وحرية التعبير بل ومهاجمة كل من يختلف أو له وجهة رأي مغايرة”. والشيء المخيف حسب قولها “هو مهاجمة التعددية السياسية وضرب الديمقراطية في مقتل”.

مؤكدة “أن هذه الأفكار دخيلة على سكان عدن الذين عرفوا منذ الأزل بمرونة التعامل واحترام الحريات العامة والتعبير وتطبيق صورة رائعة في التعايش السلمي، وليس من المنطق مهاجمة الأحزاب السياسية وإن اختلفنا معها أو حظر حرية الرأي والتعبير لمجرد الاختلاف”.

وتختم حديثها بالتأكيد على أنه “لم تظهر هذه الأفكار الإقصائية إلا بعد الحرب الأخيرة على عدن نتيجة الأفكار الدخيلة من البعض الذين تولوا إدارة أمور المحافظة وبروز قيادات وأشخاص تمارس الإقصاء المتعمد لأبناء عدن الرافضين لهذه الممارسات بكافة أشكالها”.

 

وتؤكد الحقوقية والناشطة في المجتمع المدني “إحسان عبيد” على تاريخ عدن الحضاري والطابع المدني والسلمي الذي عرفت به هذه المدينة.

معتبرة في الحديث عن الحملات الإعلامية التي تستهدف الإصلاح أن “التجاذبات السياسية وتطويع النعرات والنزعات المناطقية وثقافة أنا ومن بعدي الطوفان وتجاهل مدينة عدن وتاريخها وماذا علينا أن نقدمه اليوم وغدا من أجلها وللأجيال.. كل هذا تجاهلته النخب السياسية فظهر الصراع جليا للاستئثار بالسلطة وللمصالح الضيقة، فأصبح الكل يهاجم الكل ويشن الحملات على بعضه”.

وتضيف: “وهذا دون شك جزء من التشويه لهذه المدينة والذي ينم للأسف عن وعي وفكر مشوه لهؤلاء العابثين بعدن”.