السبت 20-04-2024 13:23:17 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

قراءة في كتاب "تقديس الزعامات"

الجمعة 06 يوليو-تموز 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص / عبد العزيز العسالي
 

 

تلخيص المبحث الأخير من الكتاب بعنوان:
(مـظـاهـر تــقــديـس الـزعامــات)

ــ التعريف بالمؤلف
المؤلف: ثــامــر عــبــاس.
مصري الجنسية
أشار إلى ذلك في المقدمة واصفا عصر مبارك في الزمن الشاذ المظلم، ولم يزد!

ـــ الكتاب تم تأليفه بعد ثورة 25 يناير /2011 ـ
الطبعة الأولى في مطلع 2015
ـــ ليس للكاتب اي بطاقة تعريفيه سوى ما سبق.
ــ الكتاب كثيف صغير الحرف جاء في 619 صفحة.
ــ مراجع الكتاب: 376 مرجعا عالميا وعربيا.
ـــ الكتاب غني بالمعلومات.
ـــ ينطلق الكاتب من علم النفس الاجتماعي.

ـــ يمزج الكاتب بين فلسفة سيكولوجيا الجماهير, وعلم الاجتماع السياسي, والتحليل النفسي ل سيكولوجياً الجماهير.
ــ أسلوب الكاتب معقد جدا لأنه ينطلق من خلفيات فلسفية, والأسطورة عبر التاريخ الحضاري معتمدا مفردات فلسفية.
ـــ الكاتب يفتقر إلى الأسلوب الفني في تسلسل الأفكار, كما انه يفتقر للأسلوب الأكاديمي, حيث جاءت لغة الكتاب أقرب إلى الأسلوب الخطابي.
ـــ أراد الكاتب أن يقدم موسوعة شاملة حول تقديس الزعامات.
فحشر كثير من المعلومات في الكتاب غير أن فائدة كثير من الفصول قليلة الجدوى.
ـــ امتازت لغة الكاتب بمصطلحات ومفردات مكثفة, وكثيراً ماً تميل لغته إلى الغموض; نظرا لاستخدامه لغة الفلسفة, وفلسفة علم الاجتماع السياسي وعلماء النفس.
ـــ حاولت جاهدا إيصال خلاصة للكتاب إلى القراء فوجدت صعوبة بالغة.
فقررت انطلاقا من الحكمة القائلة: ما لا يدرك كله لا يترك كله, فجاء عملي متمثلا في تلخيص المبحث الأخير "مظاهر تقديس الزعامات".
ـــ حاولت تفكيك أسلوب الكاتب وتحويله إلى فقرات, فلاقيت صعوبة , ومع ذلك فقد حاولت تحويل المبحث الى فقرات, ولست راض عن عملي; لأن كلام المؤلف كثيف مثقل بالمعاني.

قسم المؤلف الكتاب إلى قسمين:
القسم الأول: الخلفيات الأسطورية والدينية, وتضمن عدة فصلين وتحت كل فصل مباحث عدة, حول اللاهوت والناسوت ودار هذا في المخيال الجمعي, وكيف تتراكم الأساطير عبر تاريخ الحضارات وقد استغرق 100 صفحة!
الفصل الثاني: الأساطير وولادة الرجل الاستثنائي! خصائص ومميزات الكاريزما السياسية!
الفصل الثالث: تضمن عدة مباحث محورها مراحل التأليه. في تاريخ الحضارات ـ مشيراً إلى اعتلال وشقاء الوعي الجمعي, والبحث عن مخلص!

الــقــسم الــثـانــي:
المخاضات الإجتماعية والتاريخية, وقد وضع أصلا إلهيا لميلاد الكاريزما السياسية!
وفي المبحث الذي يليه:
تحدث عن الصفات الشخصية للزعيم ــ الكاريزما ـ شجاعة, قدوة, حكمة, قيادة, طموح, مشيرا أن الخيال الجمعي هو من يضفي هذه الصفات وان لم يكن لها وجود!
جاء الفصل الذي يليه تحت عنوان: "السياسة والتأطير"، متسائلا: من يؤطر من?
وجاء الفصل السادس بعنوان: "الرجل الاستثنائي"، استعرض عددا كبيرا من الكتاب الأوروبيين الناقدين للتقديس, والمجتمع القطيعي, وحكمة الراعي وخرافة الرعية, وانه الكاريزما ــ ليست زعامة للوطن وإنما وطن للزعيم وجاء الفصل السابع والأخير, بعنوان: "سيكولوجيا الجماهير"، بين التماهي والتقديس, مركزا الحديث حول عوامل التماهي وصولا للتقديس, وأبرز العوامل نسبة الأمية الحرفية والثقافية, وانحسار المعنى, وهذا يعني الدخول في مرحلة ــ القطيع ـ وصولا إلى مظاهر التأليه للزعيم.
ــ أعتذر للقارئ الكريم إزاء عدم إيراد جملا من كل فصل أو مبحث; نظرا للأسلوب السردي الخطابي والذي يصعب تفكيك او اجتزاء من الجملة ـ
وحرصا على إفادة القراء آثرت تلخيص المبحث الأخير بعنوان:

مــظـاهــر تــقـديـس الــزعـامـات:
علما بأن الكاتب أورد نقاطا هي اقرب إلى الآثار وليست مظاهر, وقد اضطررت لإدخال بعض المفردات من كلامي ليستقيم المعنى, وأحيانا اضطررت لتفكيك بعضا من كلام المؤلف وعرضه في فقرات..
فإلى التلخيص
قال تقديس الزعامات:
1/ قادمة من خلفية اعتلال نفسي متصلاً بعلاقات المجتمع واختلال توازناته, وانحلال أخلاقه!
2/ وهي دلالة على أن المجتمع عاجز عن تحقيق أدنى درجات العدل, ولىنه لا يستطيع تحقيق العدل سوى رجل واحد فقط هو الزعيم المقدس القادر على كل شيء.
3/ يلاحظ في المجتمع المهدور المسحوق والذي يقدس ويؤله الزعيم.
ــ هنا يظهر فيه أخلاق التقديس ولو في مجالات أخرى ــ أشخاص فضلاء في الذاكرة المجتمعية, وتقديس الأضرحة, وأشخاص من جوقة الزعيم المقدس ـ فيهم علماء دين و غيرهم، كما سنوضح لاحقاً.
نعم: هذا التقديس الممتد خارج كاريزما الزعيم يأتي كتعويض اجتماعي لافتقاد الفضيلة, والهدف من هذا التعويض هو الارتماء بطريقه أو بـأخرى إلى جوقة الزعيم ليلتئم المجتمع تحت شمل أعضاء ــ جوقة التطبيل; ليخفف وطأة الأزمة الناجمة عن فقدان معايير الانتماء وتبلد الإحساس الذي يتحول إلى مهدد مقلق للهويه الجمعية, وتصدع وعي الفرد; فيثمر فقدان ذاكرة المجتمع كوسيلة دفاعيه ترمي إلى نسيان ما يعانيه المجتمع وما حل به, وتشاؤم من القادم الجديد, فالمجتمع عاجز عن الانتصار فيلجا إلى وسيلة دفاعية هي النسيان.
4/ الجمهور المدجن: هروباً من التماهي في المستبد الزعيم المقدس ـ يمارس المجتمع..
ــ طريقة هروبية ــ يتجه إلى وضع الزعيم في مرتبة التقديس والتنزيه من العيوب والأخطاء وصولاً إلى درجة التأليه! وبطبيعة الحال فإن الوصول إلى هذه الدرجة لا يكون طفرة وإنما يمر بمراحل ومحطات تحويلية, وبالتالي: فإن المجموعة حول الزعيم تتحول من جماعة سيكولوجية حية إلى (كتلة سيكلوجية قلقة متوترة) فتنخلع على مستوى الهوية ــ أي ينقطع انتماؤها عن المجتمع ; لان زلزال التقديس قد دمر كيانها الذاتي ــ تخلخل (أناها) أي الأنا الجمعي, وهنا تظهر الجوقة مشتتة متناحرةً فاقدة البوصلة, فتعجز عن بلوغ خيارها في حين إذا سمعت هذه الجوقة تهويمة كاذبة تجاه الزعيم المقدس تنخلع قلوبها وتبكي وتنتحب وتدعو الجمهور إلى مشاركتها في النحيب; لأن الزعيم هو مصدر حياة الأمة وهو نافث الموت فيها!
ــ يأتي هذا الانتحاب بسبب فقدان المنظومة الرمزية المكونة للشخصية ــ القيم الداخلية ــ الأنا, البيئة, اللغة, الشعور بالانتماء والهوية, فإذا فقدت هذه الرمزية:يخرج الشخص عن إنسانيته, ويتدحرج وصولا إلى ما قبل الإنسانية!
ـــ إن هذه المنظومة الرمزية هي تمثل دفء الشعور بالانتماء , ويقين الاحتماء بالمجتمع , فإذا شعر الإنسان ان هذه المنظومة الرمزية قد انهارت في وعيه, وبدأت بالتآكل والاندثار, فهنا ينهار لديه نظام المعاني والدلالات فيظل ينشد ما فقده فلا يجده, فيحصل لديه حالة تبدل ــ تمرد ــ فيظهر انه يتمتع بمواصفات تمرد منها:
ــ التحلل من أي التزام قانوني, والتفلت من أي انضباط مؤسسي, ومن هنا يأمر الذين هم تحت إدارته وجماعته أن يتحللوا من كل ما هو قانوني وقيمي ويسيروا مع الدولة! وعلى ما تفرضه السلطة المستبطنة في الوعي واللاوعي !!
ويصبح الاستثناء الوحيد هو ما يقوله الزعيم وبس.!!
فهو المقدس, وهو محور العدل; وهو المجتمع, وهو الوطن, وهو الدستور وهو القانون وهو صاحب الفضل في أساس وجود الجوقة العاكفة حوله?
فكيف لا تترك القوانين لأجل الكاريزما?
5/ يصبح تأثير القوانين ضعيفاً جداً أمام طبائع الغرائز المنتفشة والعنيفة, يحدوها وباء عقلي هو التقديس وتأليه الزعيم لا غير.
6/ كما تظهر النخبة أنها عاجزة ــ فإنها تعلن عجزها عن تشكيل أي رأي شخصي, ناهيك عن التفكير بإيجاد رأي جماعي ــ اللهم سوى الرأي الذي صدر عن الزعيم المقدس, وتصبح قواعد القانون, وقيم العدل عاجزة عن توليد أدنى درجات الروح الجاذبة نحو العدل والحرية!
7/ هذا العجز يتولد عنه الطابع الانفعالي لدى الجماهير المسحوقة (المهدرة) كما عند الجوقة, كما يتولد طغيان النزعة العدوانية; ذلك أنها هنا لا تعني أنها تفتقد مظاهر العقلانية والمنطق والتفكير, وإنما تعني: إنها لا تمتلك أدنى يقين ومصداقية وأيضا غياب المعنى, وفقدان الأنا على مستوى الذات الفردي والجماعي.
8/ يتولد عما سبق:
ثمرة في غاية المرارة ـــ هي التأثر الشديد بالإيحاءات فينجم عنها سرعة الانفعالات والاستسلام للأوهام ــ الخوف من كل شيء وعدم الثقة بأي كان إلا بالزعيم المقدس.
9/ يتولد عنه هواجس الهلع من المستقبل, فيتحنط الوعي, وتتنمط الشخصية وتتخشب اللغة غير أن الشخص المنتمي إلى الجوقة يتحرك مزيداً نحو الجوقة ــ ظنا منه أنها ستحميه وتشاطره أحاسيسه وهنا ستتحرك الجماعة فتلوذ بقوة الزعيم الرمزية, طالما الزعيم موجود فالجماعة والكل بخير.
ــ هنا يتجلى لنا بوضوح سر التعلق بالأولياء والقبور والدجالين, وبالأبطال وأبناء الذوات; تعويضاً للتوازن والقيم الخاوية، أمنا، ودينا، ودنيا!
10/ تزداد الجوقة تسبيحاً وتطبيلاً فتتحرك وجدان الجماهير المسحوقة (المهدرة إنسانيا وهوية)، نحو المزيد من التعلق بالزعيم لأنه المنقذ مستبطنة هالة السلطة وهيبتها فتعطي المتسلط نظرة كونيه تشحن الوجدان لدى المسحوق. فيتحول المخيال الاجتماعي ــ اعتقادا منه أن الدواء السحري متمثل في الزعيم وما يمتلكه من مواهب و.و. وهذه بداية التأليه.
ــ كما يتخيل المسحوق أن الإله الزعيم يشاطره الهم في كل لقمة!
وبالمقابل فان الزعيم يستخفه الغرور فيرى انه أولى بالتقديس, وأنه فيه صفات تستحق التأليه, وأن البشر محتاجون إليه فهو الزعيم المسؤول عن الأنفاس والأكسجين!
ـ ألم يقل عفاش: من يرحل؟!
11/ إذا وصل الزعيم إلى هذا الشعور, فإنه يسعى لضرب من السلوك التملكي الاستحواذي; لأنه أصبح في مجال السلطة المطلقة, فتأتي القوانين والدستور وخدمات المجتمع كما يريد هو لا كما يريد المجتمع, وبالتالي: يتم طرد الآخر, وإقصائه, وإطلاق الاتهامات على المعارض, ثم يصنع الأزمات المتتالية ــ المركبة ــ أزمات حادة دائماً..., وهنا يستطيع تحشيد المزيد من الجوقة إلى جانب الموجودين وصولا الى حشد مدجن متصف. باللامعيارية لا تجيد سوى إظهار الزعيم شخصية زعامية ملهمة, وتنسج عليه أشياء من الهيبة والإبهار, وانه ما وصل إلى هذه المقام إلا بسر لا يعلمه إلا الله, وأن فيه صفات تؤهله لهذه المكانة, وهنا يبدأ الزعيم المقدس باستعراض لبطولاته فتصبح حديث المجتمع.
12/ هنا يبدأ المخيال الاجتماعي عن طريق الإيحاءات بنسج الأساطير من اللاوعي وتأتي إسقاطات من الأدب الشعبي والفلكلور ..!
(بدءً من طفولة الزعيم ومغامراته), ويدعمها استحضار القصص الديني عبر التاريخ وهنا يتم إسقاطها وسط عواطف جياشة دونما ذكر لاسم الزعيم فتتبلور الصورة مكرمة مقدسة يُدعى لها ليل نهار بالحفظ والرعاية، وأنها تعبد ولا تنتقد!

13/ هنا يعيش الجمهور المسحوق حياة (الازدواج) عاجزاً عن حسم أية مشكلة سواءً في شكل السلطة أو في مجالات الحياة; لأن السلطة قد سحقت الهوية الرمزية لصالح الهوية العائلية, او هوية الحزب او اللجنة المركزية والمكتب السياسي, او اللجنة الدائخة, والجمهور المسحوق يعلم هذه الهوية المتقوقعة, ومع ذلك يغالط نفسه, بالقول أن السلطة حررتنا من سلطة الكهنوت او من كارثة كذا, أو حرب محققة, بل يتبجح قائلا:
ــ نحن دولة حرة علمانية وهو يرى تماما ويسمع ويشاهد أن جوقة الزعيم المقدس خليط من رجال الدين وغيرهم ــ كل يطبل بما يجيده.
الخلاصة:
ــ الجمهور المسحوق يعيش ازدواجية غلاط الذات ــ خيالات وأوهام اسمها حرية ويعيش تخلف في هوة سحيقة بعيدة القاع.
14/ ولأن الزعامة ــ الكاريزماـــ وليدة ظروف شاذة وأحداث غريبة, وإكراهات واقع, فإنها تعيش تهديدات بانقلاب, ومن هنا تتحول الكاريزما إلى عصاة رادعة بدلا عن الإقناع, فتعمل ما تشاء هي لا ما تشاء الجماهير, والعنف بدل الحوار, فينجم عنها سيولا من الأزمات السياسية والتصدعات الاجتماعية, والاحتقانات النفسية والشعبية, و الحساسيات الدينية تغلي تحت غطاء من الاستقرار الكاذب وتجانس مفبرك!
15/ ولاستمرار زحم السلطة وهيبتها: تسعى للاقتراب من الوسط الاجتماعي وتشحنه بالطقوس والأساطير وهنا يعيش الجمهور المسحوق مدجنا.
ــ سيكولوجيا لا يحسد عليها متمثلة في:
انخذال إرادي, انفعال نفسي, اتكال سياسي, انفصال اجتماعي, ولا فرق بين مجتمع علماني او متخلف, فالشمولية والفردية والانخذال والتقديس سيد الموقف في المجتمع.

16/ هنا تقوى شخصية الزعيم وتعكف كل الشخصيات حوله, والمسحوق بعد هذا كله يقول للزعيم: "دمي فداء لك لا للوطن".
الخلاصة:
العامل الأبرز في عبادة الزعماء, والسبب المحوري هو:
سيكولوجية الجمهور المدجن ــ غيبوبة ثقافية وأمية حرفية! ووجود هذا السبب كفيل بإيجاد الزعيم المعبود كما هو كفيل بإيجاد جماعة الجوقة ــ القلقة المنفعلة, فهي الحامل لكل الموروث الفاسد والأساطير والخرافات والسياسية المخرفة, والألقاب، وإذا ما ظهر الزعيم ليعلن تحديات ــ يصطنعهاـــ تطير الجماهير المسحوقة المهدرة طربا لهذا الهراء وستجد الكتاب والخطباء والشعراء والحوارات والندوات تحلل ما وراء هذا السَّقط التافه, وإذا ما لمح شخص خطأ ما في فترة ماضية في حياة المقدس أو في هذا التحدي:
فإن الردود والتبريرات توجه الخطأ الذي كان بأنه كان عناية إلهية!
أو أن الذي سيكون ضد الوطن: انه من صنع أعداء الزعيم حسدا وعماله وغياب وطنه و.و...إلخ.

كلمات دالّة

#الزعامات