الخميس 28-03-2024 23:44:25 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

تعقيدات الأزمة اليمنية بين الملفات الدولية والمبعوث الأممي

الأحد 01 يوليو-تموز 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

جاء حاملاً معه العديد من الملفات للتوسط بها في حل الأزمة اليمنية، من دولة تعد أحد الأطراف الدولية الرئيسية المتحكمة بملفات وأزمات المنطقة عموماً واليمن خصوصاً، لذلك استبشر به الكثير حلاً للأزمة اليمنية..إنه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، الذي سعى برحلة مكوكية بين صنعاء والرياض وعدن ليقول حاله هذه المرة: ها قد أتينا ببداية الحلول وقبول المليشيا الحوثية إدارة الأمم المتحدة لميناء الحديدة.

لكنها لم تكن سوى رسالة ناقصة، فالمليشيا الحوثية تشترط البقاء في الميناء والمدينة؛ إذ ليست المشكلة في من يدير الميناء بل في الانقلابيين أنفسهم، فتطبيق القرارات الأممية والمرجعيات الثلاث حزمة واحدة وكل لا يتجزأ، كما رد عليه فخامة الرئيس هادي، لكن وزير الخارجية خالد اليماني كان أكثر وضوحاً وتفصيلاً ورداً على هذا العرض، حيث قال: "لا يمكن تصور إدارة الميناء وتوفير الأمن فيه بمعزل عن مدينة الحديدة، بل لا يمكن تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الساحل الغربي وحماية الملاحة الدولية دون مغادرة كافة المليشيا الحوثية للمحافظة كاملة بما في ذلك خروجها من مينائي الصليف ورأس عيسى ومؤسسات الدولة".


فالمبعوث الأممي، كما هي المنظومة الأوروبية التي ينتمي إليها، يساوي بين عصابة انقلابية إرهابية وغير شرعية، وبين سلطة شرعية منتخبة من الشعب تم الانقلاب عليها بقوة السلاح، ويعتبر الحوثيين طرفا يجب التفاوض معه، مما يجعل رسالته على المحك وتزيد من تعقيدات الأزمة اليمنية، في الوقت الذي يراها غالبية اليمنيين ومعهم المجتمع الإقليمي أس المشكلة اليمنية واليد الإرهابية في المنطقة.


اليمنيون لا يرون أن المشكلة هي الحديدة فقط أو الخلاف حول من يديرها؛ فالحديدة جزء من أزمة اليمن الكبرى المتمثلة في الانقلاب على الدولة وسلطة الشعب الشرعية التي قادت البلاد لأعوام عديدة حتى جاءت مليشيا إرهابية مسلحة فانقلبت على النظام ودمرت كافة مؤسسات الدولة ومؤسسات القطاع الخاص وزعزعة أمن البلاد، ما يفرض ويحتم على السلطة الشرعية القيام بواجبها في تحرير كل شبر من أرض الوطن وعودة الدولة ومؤسساتها وسلطتها الشرعية وبسط سلطتها من العاصمة صنعاء.


ثمة أمور خفية تدار من خلف الكواليس الدولية بشأن الملف اليمني؛ ففي الوقت الذي تنتفض بعض الأطراف الدولية محذرة من تحرير الحديدة عسكرياً "وانعكاس ذلك سلباً على الحالة الإنسانية في المحافظة"، يقابل بصمت القبور من قبل هذه الأطراف في حالة مدينة تعز المحاصرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام وتتعرض أحياؤها المكتظة بالسكان إلى قصف يومي بالأسلحة الثقيلة من قبل هذه المليشيا وارتكابها مجازر مروعة بحق سكانها وتمنع عنهم الدواء والغذاء ومياه الشرب، الأمر الذي أصاب اليمنيين بخيبة أمل جراء هذه المواقف الدولية المتخاذلة التي تنظر لليمن والمنطقة ككل لا من منظار مصالح شعوبها بل من منظار مصالحها الخاصة وحسب.