الخميس 18-04-2024 09:27:07 ص : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون والقاعدة وداعش..العلاقات الشائكة

الإثنين 28 مايو 2018 الساعة 02 صباحاً / الإصلاح نت- خاص/ محمد عبدالكريم

   

توقف عمليات!

يتساءل كثيرون عن ظاهرة توقف عمليات القاعدة في مناطق سيطرة الحوثيين واستمرار وتجدد تلك العمليات في مناطق الشرعية!

إنه لافت للإنتباه، وربما يدعو المراقبين للتوقف عند هذه الظاهرة.

ثمة تشابه بين طرح القاعدة وداعش من جهة، وبين طرح الحوثي وشعاراته من جهة ثانية، غير أن القوى الغربية تكيل بمكاييل متعددة؛ فالقوى الشيعية يراها الغرب مقبولة، ويمكن استخدامها من دون أية مشكلة ذلك انها لاتمثل تهديدا على مصالحها، وكما يقولون نحن ننظر الى الأفعال وليس الى الأقوال. ووفقا لما جاء في وثائق ويكيليكس إن الحوثيين لم يستهدفوا مصالح أمريكية ولا مواطنين أمريكيين، أما القاعدة وداعش فإنها منظمات أثبتت الأحداث أنها وجدت من أجل القتل.

وتختلف القاعدة عن داعش أن الأُولى وقع اختراقها بعد قيامها، أما داعش فقد اتفقت دمشق وتل أبيب وطهران وقوى غربية على صناعتها فهي تخدم جميع أولئك.

ثمة عوامل تتصل بالقاعدة وداعش؛ فالعمليات الواسعة للقتل بدون سياسة، أي جماعة تحمل السلاح بدون سياسة فهي مجموعة للقتل من أجل القتل

يسهل اختراقها وتحييدها أو تجنيدها وتوجيه عملياتها.

 

بيئة خصبة للمخابرات العالمية

 

قيل لكل نظام قاعدته..

ثمة محددات لعمليات القاعدة وداعش، تتمثل في صلتها بنظام صالح وعلاقتها بإيران والحوثيين.

 

نظام صالح:

 

أثبتت الأحداث وما نشر في وثائق ويكلكس ووسائل الإعلام أن القاعدة في اليمن وداعش لاحقا كانتا تحت السيطرة. 

إقرار صالح بوجود خلايا نائمة لم تستخدم بعد، وذلك عقب قصف منزله في الثنية شارع حدة 2015 والخلايا النائمة معروفة أنها تتبع منظمات سرية والقاعدة تحديدا ثم داعش، وحديث أحد القاعديين للجزيرة عن صلته بعمار صالح وكيل الأمن القومي وقتل سياح أسبان وبلجيكيين.

 

 وفقا لوثائق ويكلكس فقد تحدث صالح لوفد أمني أمريكي برئاسة جون برينان عن وجود أدلة على قيام حزب الله اللبناني بتدريب الحوثيين، موثقة في اسطوانات (سيديهات) لدى عمار صالح. 

يقول التقرير إن الأمريكان سألوا عمار صالح عن تلك الاسطوانات فنفى وجودها، يدل على تستر عمار على الحوثيين وحزب الله، وذلك يعني أن المخابرات الإيرانية جندت عمار لصالحها هل بعلم عمه؟ أم لا؟ لا يعرف. غير أن تكذيبه لعمه وأمام الأمريكان له دلالات واسعة .

 

استهداف الأمن السياسي

 

استهدفت القاعدة عناصر الأمن السياسي على نطاق واسع ولم تقع عملية واحدة لاستهداف الأمن القومي، أو استهداف أسرة صالح.

شيوع عمليات القاعدة وداعش عقب نقل السلطة لاحقا على نطاق واسع بين عامي 2011 -2014 ووقوع عمليات تفجيرات واغتيالات غير مسبوقة، من أبرزها عملية السبعين ومقتل أكثر من مائة جندي، وعملية وزارة الدفاع (العرضي) وهما عمليتان لم يسبق لهما مثيل في الدموية.

 ومنها عمليتا مسجدي بدر والحشوش مطلع 2015 والتي اجتاح الحوثيون المناطق المختلفة على إثرها.

 

 إيران علاقة حميمية

 

علاقة إيران بالقاعدة قديمة لقد جذبت شعارات إيران المناوئة لأمريكا، القاعدة، والقاعدة لطبيعتها الظاهرية الحرفية وانعدام البعد السياسي يسهل اختراقها وربما كانت إيران أكثر من وجد سهولة في اختراق القاعدة، هناك ثلاثة أدلة وليس مجرد قرائن:

- عبور أبو مصعب الزرقاوي من إيران ومعه مجاميع من القاعدة الى العراق، وتأسيس التنظيم في العراق، وقد لعب دورا كبيرا في اشعال الطائفية في العراق، وجعل اهل السنة ميدانا لحرائق الشيعة.

- تمثل إيران أهم مركز مالي للقاعدة، وفقا لتقارير أمريكية لم يحدث أن استهدف القاعدة مصالح إيرانية كما لم يستهدف مصالح (إسرائيلية)

 

 ايران ونظام بشار

 

مثل نظام بشار مركزا لاستقبال القاعدة وداعش وإرسالهم الى العراق.

ظهر شاكر العبسي 2007 القادم من دمشق في مخيم نهر البارد الفلسطيني في طرابلس ، لبنان ، ليعرض سكان المخيم للإبادة، ومجموعة تابعة للمخابرات السورية قامت بعمليات 7 يوليو 2007 في لندن.

استضاف عناصر في سجون خاصة وأطلق لبعضهم برعاية مخابراته العنان للاستقطاب منهم أبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، وله صلة خاصة بأبي بكر البغدادي.

ظهر تنظيم داعش بعد اطلاق عناصره من السجون الخاصة لإنقاذ نظام بشار من الإنهيار وأعطي ثلثا سوريا لتغدو الحرب ضد (الإرهاب) وضد الثورة السورية.

وفي العراق مكن المالكي ذو الولاء لإيران لداعش لاجتياح مناطق شمال العراق

وتمكن داعش من تدمير شمال العراق وشرق سوريا وهدم الموصل والرقة وقام بتدميرهما على اوسع نطاق.

عرف داعش بعدم التفاوض الا مع حزب الله ونظام بشار، لذلك ليس مستغربا أن تتوقف عمليات القاعدة وداعش في مناطق سيطرة الحوثيين ليس لأنهم محترفون أمنيون بل لأن القاعدة وداعش مصنوعتان بالأساس، ولإيران وصالح (والحوثيون لاحقا) نصيب وافر في صنعهما والسيطرة عليهما وتوجيه عملياتهما. ووجود الحوثي في الأمن السياسي، ثم بصورة أكبر في الأمن القومي والسيطرة الكاملة عليهما يجعل أي عملية لأي من القاعدة أو داعش منعدمة إلا في حالة استعادة الدولة والعاصمة وحينها سيتم تحريك عناصر باسم التنظيمين لعمليات كتلك التي تقع في عدن أو في حضرموت أو شبوة.

 

الخلاصة

 داعش والقاعدة تشترك في صناعتها واختراقها دول مختلفة ومخابرات ومنها إيران ومن ثم الحوثيون الذين ورثوها من نظام صالح مع معلومات وخبرات استخباراتية ايرانية، وسيمثل استعادة الدولة اليمنية أكبر ضربة لتلك الجماعات الإرهابية ولمن يوظفها في تحالف الانقلاب.