الجمعة 29-03-2024 02:28:26 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

اليمنيون في رحاب القرآن

الأحد 27 مايو 2018 الساعة 03 صباحاً / الإصلاح نت- خاص / فهد سلطان

 

رمضان يا شهر القرآن, فيك انزل هذا الكتاب المبين، وفيك تُضاعف الاجور والثواب، وفيك ليلة هي خير من آلف شهر.


فيك تحيا المساجد بجو من الإيمان والرهبة, يتزاحم الصغار والكبار ايضاً عليك قراءة وتلاوة، وتنتشر الحلقات في كل زوايا المساجد, ومع انتهاء الصلاة يأخذ كل موقعه وينقطع عمن حوله، ليعيش جوه الخاص مع القرآن الكريم, بل تغلق حِلقُ العلم مؤقتاً، وتفتح مدارسة وقراءة القرآن الكريم وحده.


قبيل آذان المغرب بدقائق ومع وقت السحور ايضاً, تلبد الاجواء في عدد من المساجد اليمنية، سواء في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات باصوات يمانية خاشعة, ترتل آيات من الذكر الحكيم, اعتاد اليمنيون على سماعها مراراً, حتى باتت لها مذاق خاص، تجعل من رمضان شيء اخر لدى الجميع, فمن ذا الذي يسمع للقارئ الشيخ محمد حسين عامر أو للشيخ القريطي ولا تسكن نفسه ويخشع فؤاده بل وتسيل الدمعة من عينيه، وخاصة من يعيشون في هذه الأثناء خارج وطنهم بسبب الحرب التي فرضت عليهم, ويتوقون للعودة مرة ثانية.


مدارس التحفيظ - التي تنتشر على طول البلاد وعرضها - هي الاخرى، لها حكاية اخرى مع القرآن الكريم, فخلال العام يعمد الطلاب على الحفظ والمراجعة، وتزداد بينهم همة التنافس والاستعداد للمسابقات العامة، التي يذهب الناس لمتابعتها باهتمام واقبال شديد، ويقدم كوكبة من الحفاظ مناظر ومشاهد تبعث الامل في النفوس، في برامج تذاع وتبث على وسائل الإعلام المختلفة. استمر ذلك لعقود قبل أن توقف من قبل اعداء الحياة واعداء القرآن ايضاً.


ومن تلك الذكريات الجميلة, يشتد التنافس في المسابقات القرآنية, والمتسابقون من كل الاعمار ومن الذكور والاناث، يحدوهم الأمل في الفوز بخيري الدينا والاخرة، ورجال الخير هناك لا يملون من الدعم لمثل هذه المشاهد التي تعكس حب اليمنيين الكبير لكتاب ربهم, ومن خلف هذه المسابقات ملايين الناس تتابع باهتمام شديد حتى بدى هذا البرنامج الرمضاني (في رحاب القرآن) جزءا من رمضان الناس.


ومع اقبال العشر الاواخر من الشهر الكريم يزداد الاقبال على القرآن الكريم وخاصة فئة الشباب، حيث يآوي الناس الى المساجد بإقبال مضاعف وتفتح الاعتكافات، وينقطع الجميع للقرآن الكريم، فمع صلاة التراويح من أول الشهر، تفتح في هذه الأيام صلاة القيام بعد منتصف الليل وحتى اوقات السحر، في جو إيماني جميل لا يتكرر إلا في هذا الشهر الفضيل.