الجمعة 29-03-2024 18:43:03 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

بينما الإصلاح عزز قيم رمضان..

كيف دمرت المليشيات الحوثية بهجة رمضان!!

الجمعة 25 مايو 2018 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

يمر شهر رمضان للعام الرابع على التوالي في اليمن كغير عادته التي عرفت عند اليمنيين من البهجة والسرور والروحانية والطمأنينة والتكافل الذي عرف في هذا الشهر الكريم، بسبب فعل المليشيات الانقلابية الحوثية التي قتلت فرحة رمضان في قلوب اليمنيين.

 

قيم التكافل

 عرف عن اليمنيين قيم مختلفة الذين يهتمون كثيرا بالشعائر الإسلامية، خاصة في رمضان الذي يعتبر بالنسبة لهم فرصة لزيادة رصيدهم من الحسنات، وذلك عن طريق الاهتمام -بشكل أكبر- بالفقراء والمحتاجين، ففي أغلب المساجد يقيمون إفطارا جماعيا بشكل يومي يحضره العديد من الناس.

 

تعززت هذه العادة منذ مطلع التسعينيات والتي ساهم التجمع اليمني للإصلاح على انتشارها وترسيخها بين المواطنين كثقافة تعاونية وخيرية خاصة في المدن التي ينزح إليها أبناء الأرياف اليمنية بعيداً عن أسرهم إما للدراسة كالطلاب الجامعيين أو العاملين في مهن مختلفة، وتتقطع بهم السبل بعيداً عن أهليهم وأسرهم. وكان لانتشار هذا الأمر سواء في ساحات المساجد أم في مقرات الجمعيات الخيرية أو مساكن العزوبيين التي كانت ترعاها الجمعيات الخيرية التي يشرف عليها الإصلاح، كان له الأثر الكبير في نفوس الناس عززت من التلاحم المجتمعي أوساط المواطنين، الأمر الذي سعت المليشيات الانقلابية إلى هدمه وإلغائه وترك هذه الشريحة تعاني في رمضان بعد أن نهبت المرتبات، ودمرت الجمعيات الخيرية وصادرت أموالها، واختطفت وغيبت القائمين عليها في غياهيب المعتقلات السرية.

حيث لم تقتصر مظاهر التكافل فقط في وجبات الإفطار الجماعي، بل غرس التجمع اليمني للإصلاح الأخوة بين الناس من خلال أيضاً إقامته ورعايته الأعراس الجماعية الخيرية في هذا الشهر، ورعاية الأسر الفقيرة، ورعاية الأيتام والأرامل والمحتاجين، ووثق وربط قيمة التكافل تلك بين المحسنين من التجار والمتبرعين وبين تلك الأسر، حتى أن تلك الجمعيات فاقت ما تقوم به الدولة والحكومة من الرعاية الاجتماعية للمحتاجين.

ومع قيام المليشيات الانقلابية الحوثية بإنهاء تلك الجمعيات الخيرية والتكافلية، إلى جانب نهبها أموال التأمينات والضمان الاجتماعي، ونهب مرتبات الموظفين بشكل عام، تكون قد قفزت بأرقام الفقر والعوز والبطالة في اليمن إلى أرقام قياسية أوصلت معظم اليمنيين إلى حافة المجاعة.

 

قيم روحانية

لم تكن مساجد صنعاء في الثمانينات وحتى بداية التسعينيات تعرف صلاة التراويح الجماعية إلا ما ندر، نظراً لهيمنة المذهبية السلالية على الجانب الديني والتشريعي، حتى ساهم التجمع اليمني للإصلاح مع بعض السلفيين على الحرص على قيام صلاة التراويح في مساجد العاصمة صنعاء، ثم بعد ذلك صلاة التهجد والوتر في رمضان، وانتشرت بقوة في نهاية التسعينيات وبداية الألفية الثانية، مما عزز من القيم الروحية، وصارت أجواء صنعاء كأنها خلية نحل يدوي فيها القرآن والقراءات كل أرجاء صنعاء، أضفى ذلك روحانية وطمأنينة غير عاديين للشهر الفضيل وكأنه كان في حاضرة الحرم الشريف.

وفضلا عن ذلك حرص التجمع اليمني للإصلاح على فتح الديوانيات والمنتديات الأدبية والعلمية في مقراته وفي دواوين منتسبيه تضيف من التحصيل العلمي والثقافي والأدبي من جهة والتبصير بالعلوم الشرعية من جهة أخرى، ناهيك عن تعزيز أواصر الإخاء وترابط المجتمع وتكافله، وعرفت المساهمات الخيرية في كل الأرض اليمنية.

ولم تسلم هذه القيم الروحية من دمار المليشيات الحوثية التي أتت على كل شيء، حتى قطعت الرحم، وقطعت الأواصر بين اليمنيين، وأغلقت المساجد، واختطفت القائمين على هذه القيم والمحسنين، وخيمت على صنعاء والمحافظات التي سيطرت عليها المليشيات أجواء الحزن والظلام والوحشة التي أتت بها المليشيات الانقلابية.

 

ثقافة الكراهية

في مقابل كل تلك القيم والإيجابيات، سعت المليشيات الحوثية الانقلابية إلى العكس من ذلك تماماً؛ حيث مضت تدمر كل قيم المجتمع الإيجابية وتنشر محلها ثقافة الكراهية والانقسام المجتمعي، وثقافة العنف والسطو المسلح والنهب للمال العام والخاص، ونشر البغضاء والعداوات بين اليمنيين، مما جعل في أحايين كثيرة أن يتواجه الآباء مع الأبناء بالسلاح، وكذلك الأخ مع أخيه، أو الجار مع جاره، أو أبناء القرى والحارات المختلفة مع بعضهم البعض بسبب الاستقطاب المليشوي والتحريض المستمر والتخوين والاتهامات المختلفة.

ومن خلال الأزمات المختلفة التي نشرتها المليشيات الحوثية يعاني اليمنيون اليوم كثيراً، وانتشرت حالات الانتحار والاكتئاب والجلطات المختلفة بين المواطنين وخاصة موظفي الدولة الذين يعتمدون على الرواتب المنهوبة من قبل هذه المليشيات والذين لا يجدون ما يسدون به رمق أولادهم.