السبت 20-04-2024 13:42:44 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

صفوان الشرجبي ضحية جديدة للإرهاب بعدن

الخميس 10 مايو 2018 الساعة 06 مساءً / الإصلاح – خاص/ فهد سلطان

فشل جديد يضاف إلى الفشل السابق الذي اتسمت به مدينة عدن عاصمة البلاد المؤقتة جنوب البلاد، بعد تزايد حدة الاغتيالات بحق عدد من الخطباء والمرشدين والمواطنين والسياسيين دون أن يتم الكشف عن تلك الجهات التي تقوم بهذه الأعمال الإجرامية منذ التحرير 2015م وحتى اليوم. 

أمس الأربعاء سيارة خصوصي نوع كرولا بيضاء ترجل منها ثلاثة مسلحين يرتدون لثاماً على وجوههم وفوراً أطلقوا النار على القيادي في التجمع اليمني للإصلاح "صفوان الشرجبي" مدير عام الشؤون القانونية في صحيفة 14 اكتوبر وارده قتيلاً ثم لاذوا بالفرار.

عرف صفوان بدماثة أخلاقة وتعامله الراقي مع شباب الحي الذي يعيش فيه, وخلال رمضان عرفته حلقات التحفيظ والمساجد داعياً وواعظاً للشباب، حيث يحظى بحب واحترام الجميع بلا استثناء، بل ينقل عنه محبون أنه من الشخصيات التي لا يختلف عليها احد ولا يجود له خصوم، فنبله وأخلاقه وتعامله الراقي مع الجميع اكسبه حب الناس جميعاً.

يكتب أحد أصدقائه "فهمي المغلس" بأن آخر لقاء مع الشهيد صفوان كان الأحد الماضي "فقد مررت بجانبه وهو بالشارع الرئيسي وأشرت له بيدي مسلما فابتسم "صفوان" واتى الي واحتضنني كعادته، وقال لي والله إني احبك في الله فقلت والله وأنا كذالك!, فهمست في أذنه ممازحا: أيش معك هنا أنت مستهدف فقال آه انا من اللي يشتينا!

فتح "الشهيد صفوان" موضوع الشهيد شوقي كمادي – شيخنا جميعاً - ونحن نمشي باتجاه مسجد الثوار وقال لي بالله لا تخلينا اطلع معك لمسجد الثوار لأني لا أريد أن أتذكر شيخنا، فمازحته قائلا إلى متى يا أخي هو قد فاز فنظرت الى وجهه وهو يبكي عندما شاهد الصورة المعلقة بالشارع، وربت على كتفي وانطلق باكيا، وأنا تركته وذهبت لأني لا أريد البكاء في الشارع"!!

وكتب عنه سمير حسن بقوله: "واهمون من يعتقدون أنهم يوهبون الموت لمن أرادوا قتله وإسكات صوته ونسوا أن الحياة لله يوهبها من يشاء وبها يصطفي من عباده من يشاء بأمره قال تعالى: (وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)، ونسوا أن الموت في سبيل إعلاء كلمة الحق ما هو إلا هبة ورفعة وشهادة يوهبها المولى -عز وجل- بها من عباده من يريد لا كما هم يريدون..حسبنا الله ونعم الوكيل.

اغتيال الشرجبي تعد الجريمة رقم 37 وكل الحوادث السابقة على مدى الثلاث السنوات الماضية منذ تحرير المحافظة لم يتم الكشف عن المنفذين أو الجهة التي تقف خلفهم, ليس ذلك فحسب بل أن عدد من المواطنين سبق أن أمسكوا بأحد القتلة وسلموه إلى السلطة المحلية بالمحافظة إلا أن التحقيقات لم تخرج ولم يحال إلى أية محاكمة، فيما تحدثت مواقع صحفية أن الشخص الذي سُلم للأجهزة الأمنية بعدن في فترة سابقة تم الإفراج عنه بعد بضعة اشهر من دخوله السجن.

حادثة مقتل الشيخ صفوان الشرجبي ضاعفت من طرح الأسئلة المجتمعية عن حقيقة ما يجري في عدن، ولماذا تكتفي الأجهزة الأمنية بالتزام الصمت، وكيف يمكن قراءة ما يجري أمام لغة التهديد والوعيد والتخوين التي تخرج بين الحين والآخر تستهدف حزبا معينا وفصيلا معينا؟!، وهل المواطنون هناك سواء أمام القانون والحكومة تعمل على خدمتهم وحمايتهم؟!

وبالنظر إلى توسع دائرة عمليات الاغتيال في المحافظة، بعد أن كانت تستهدف رجال المؤسسة الأمنية والعسكرية، وأفراد «المقاومة الشعبية»، عادت منذ عامين ونصف العام لتطال العلماء والشيوخ والمصلحين، والذين ينتمون إلى التيارات المعتدلة بوجه خاص، يرافق ذلك غياب أي تصريح من قِبل الأجهزة الأمنية في المحافظة، يوضح من يقف وراء تلك الجرائم، التي خلقت حالة من الأرق والقلق لسكان المدينة الكثير وحصدت العشرات.

وشهدت مدينة عدن أعلى نسبة مغادرة لعشرات الخطباء وأئمة المساجد من الذين لم يعد يشعرون بشيء من الآمان وحافظاً على أرواحهم, كما أن المساجد التي اغتيل أئمتها وخطبائها تم تعين خطباء بدلاً وأئمة من لون واحد، حيث لم تسجل أية حادثة بحقهم منذ تم تعينهم وحتى اليوم.