السبت 20-04-2024 17:10:48 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

هل تنجح الحملة الأمنية بتعز في استعادة مؤسسات الدولة؟!

الأربعاء 25 إبريل-نيسان 2018 الساعة 10 مساءً / موقع الإصلاح – خاص/ فهد سلطان

   

حيثيات الحملة الأمنية

الاثنين الماضي انطلقت أول حملة عسكرية أمنية من نوعها, تحت إشراف مباشر من محافظ تعز الدكتور أمين أحمد عبدالحميد, لاستعادة مؤسسات الدولة وبسط هيبتها وملاحقة المطلوبين على ذمة مقتل موظف الصليب الأحمر حنا لحود الذي قتل السبت 21 ابريل/ نيسان 2018م, وقبله استهداف خطيب جامع العيسائي عمر دوكم (40 عاماً), أثناء خروجه من الجامع عقب صلاة الجمعة والذي توفي بتاريخ 30 مارس/ آذار 2018م الماضي.

انطلقت الحملة الأمنية باتجاه المنطقة الشرقية للمدينة, التي يتواجد فيها أغلب مؤسسات الدولة الرسمية, واصطدمت الحملة برفض وتعنت بعض المليشيا الخارجة على القانون حسب تعبير الحملة ذاتها, وهي ذات المنطقة التي يتواجد فيها عدد من الشخصيات المطلوبة والمتهمة بعمليات اغتيالات داخل المحافظة.

عصر الإثنين - لحظة انطلاق الحملة - العقيد عادل عبده فارع المكنى (أبو العباس) والذي يعمل ضمن اللواء 35 صدر عنه تسجيل صوتي تناوله عدد من الناشطين, وهو يتحدث عن الحملة في يومها الأول, وهو الموقف الذي ظهر جلياً رفضه الشديد لتسليم مؤسسات الدولة التي تقع في المربع الذي تستهدف الحملة استعادة المؤسسات فيه, معاتباً المحافظ أنه لم يكن هناك تنسيق مسبق معه بخروج الحملة, رغم أن قيادة الحملة تبرر علمه وبمعرفة المحافظ وتم إشعار الجميع, كما أنه في ذات التسجيل أشار إلى أنه مستعد لحماية المؤسسات وحماية المحافظ في نفس الوقت, ولكنه في الوقت ذاته يرفض تسليمها, وهو الموقف الذي رفضته الحملة العسكرية, وأصرت على استعادة مؤسسات الدولة وبأي ثمن, وولد استهجان كبير لدى المتابعين لما يجري في تعز, ومحاولة تكرار تجربة الحوثيين بصنعاء.

 

تصريحات رسمية

 

المتحدث الرسمي باسم قيادة محور تعز العقيد عبدالباسط البحر قال في تصريح صحفي: "إن قوات الجيش والأمن والشرطة العسكرية تمكنت من دحر العناصر المتمردة التي حاولت مهاجمة أماكن قريبة من مقر المحافظة المؤقت ومكتب التربية بالمحافظة".

وأضاف أن مطاردة الجيش والأمن لتلك العناصر في أحياء المدينة القديمة يوم أمس، أسفر عن مقتل عدد من المطلوبين أمنيا على رأسهم أسامة الشرجبي الملقب ابو أسيد المشتبه بانتمائه للتنظيمات الإرهابية، وإلقاء القبض على آخرين.

صباح اليوم الأربعاء قال البحر في صفحته على "الفيسبوك": "إن المدينة تشهد هدوءاً نسبياً مشوباً بالحذر، وتوقف نسبي للمواجهات التي شهدتها المدينة خلال الساعات الماضية، وذلك بعد مواجهات عنيفة بين قوات اللجنة الأمنية وعناصر خارجة عن القانون في عدد من أحياء المدينة, وهو ذات التصريح الذي أدلى به وكيل محافظة تعز عارف جامل في تصريح مقتضب منشور على وسائل التواصل الاجتماعي, مؤكداً أن المشكلة ستنتهي خلال يوم آخر إلى مساء الخميس على أكثر تقدير".

الأهم الذي لقي اهتمام من الشارع التعزي هو تأكيد البحر "أن الحملة سوف تستمر حتى تحقق كامل أهدافها بنجاح، وتطهر كل أحياء المدينة من العصابات الخارجة على القانون وإخضاعها بشكل كامل لسيطرة مؤسسات الدولة".

 

قتلى في صفوف الحملة الأمنية الرسمية

 

تضاربت المعلومات حول عدد القتلى من الطرفين إضافة إلى المدنيين, في اليوم الأول للحملة أعلنت وسائل إعلامية عن مقتل ثلاثة أشخاص في صفوف الجيش الوطني وسبعة جرحى, يقابله اثنان من القوى الخارجة على القانون, بينهم خالد الصنعاني والذي قتل داخل إدارة أمن تعز في اليوم الأول للحملة, ومواطن وإصابة امرأة تعمل ناشطة, تدعى صفاء هزاع أصيبت بطلق معدل كبير 12/ 7 وترقد حالياً في العناية المركزة داخل مستشفى البريهي. 

الشهداء في صفوف الجيش, والذين نشرت أسماؤهم بصورة رسمية, هم مرافق قائد المحور محمد عبدالسلام, ومرافق قائد الشرطة بسام عبدالباسط الشميري, ومرافق رئيس عمليات اللواء ٢٢, محمد احمد حميد, وجميعهم قتلوا قنصاً من قبل عصابات ومليشيات الخارجة على القانون, كما قتل نجل مدير قسم شرطة ٢٦ عبدالله رشاد القدسي.

الناشط عبدالعزيز سرحان نشر على صفحته "فيسبوك", معلومات تفيد عن إقدام مجموعة مسلحة في المربع التابع لكتائب أبي العباس الثلاثاء على اختطاف اثنين من أفراد الجيش الوطني جوار مدرسة ٢٢ مايو في منطقة الدائري, وحسب سرحان فقد اختطفت المجموعة هلال محمد عثمان جندي في الجيش الوطني بمارب، وأحمد سيف علي جندي في اللواء 22 ويرابط في جبهات شرق المدينة, بعد المداهمة لمنزل الجندي هلال حيث كان يتواجد مع صديقه أحمد حمود لتقتادهما من المنزل.

مع وصول عارف جامل تناقلت أخبار غير رسمية عن وساطة لتسليم مؤسسات الدولة لطرف محايد, وهو الأمر الذي نفذته اللجنة الأمنية, وأكدت في نفس الوقت أنها عازمة على استلام بقية المقرات الحكومية وإخلائها من العصابات, ولا يوجد أي حديث عن طرف ثالث لاستلام المؤسسات الحكومية فنحن قمنا بالحملة الأمنية لاستلام المؤسسات الحكومية, بقرار من الدولة وعندما جئنا لأخذ المؤسسات فوجئنا بعصابة ففرض علينا استخدام القوة ضد هذه العصابة وقدمنا شهداء من أجل استعادة الدولة فإذا كان من طرف ثالث لاستلام المؤسسات فنحن الطرف الأول والثالث والأخير لاستلام مؤسسات الدولة وتحركنا جاء بأمر رئاسي.

أعطينا مهلة عبر الوساطة للعصابة لتسليم أنفسهم وإخلاء المقرات والمؤسسات الحكومية حقننا لدماء الأبرياء وهناك جهود مبذولة لعمل ذلك ما لم فنحن مجبرون على استخدام القوة ضد هذه العصابة لاستكمال استعادة مؤسسات الدولة.

 

اعتقال عدد من المطلوبين

 

اليوم الأربعاء نقلت وكالة «الأناضول» الإخبارية عن العقيد عبد الباسط البحر، نائب المتحدث باسم القوات الحكومية في المدينة، إن «القوات اليمنية نفذت خلال اليومين الماضيين، حملة أمنية في المدينة، بهدف تطهيرها من العناصر الخارجة على القانون».

وأشار إلى أن الحملة أسفرت عن اعتقال 21 مطلوباً يشتبه بتنفيذهم عمليات اغتيال ونشر الفوضى، وإن القوات الحكومية تحقق مع المعتقلين وسيتم الإفراج عمن تثبت براءته منهم.

وأكد أن العملية تمكنت من تطهير منطقة العرضي شرقي تعز، بالكامل من العناصر الخارجة على القانون.

وأشار البحر إلى أن قيادي يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة يدعى أسامة الشرجبي لقي مصرعه، في اشتباكات مع الجيش، خلال الحملة.

وأمس الأول الإثنين، بدأت القوات الحكومية في تعز، حملة أمنية لتعقب مسلحين متمردين على السلطات الشرعية، يتمركزون في عدد من المقرات الرسمية والعمارات في منطقة العرضي.