الخميس 25-04-2024 06:59:37 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

21 مارس .. يوم الجيش الوطني

الأربعاء 21 مارس - آذار 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - متابعات / المركز الاعلامي إب

  

اعتلى القاتل أسطح المنازل وأطلق لرصاصته العنان تحصد أعناق وصدور شباب الثورة وهو يعلم علم اليقين أن لا أحد يمكن أن يقف في وجهه أو يوقف آلة الموت التي بيده، ولذلك رأيناه يقتل بوحشية وهو يستند إلى ركن شديد وقوة موحدة يحتمي بها الظالم من انتفاضة شعبه ضده.

قبل تأريخ 18 مارس 2011م، حيث كانت مجزرة جمعة الكرامة، يوم ارتكب النظام السابق أبشع جريمة في تأريخ اليمن المعاصر راح ضحيتها نحو 300 قتيل وجريح من خيرة سباب الوطن، وحتى ذاك المساء الدامي كان الجييش جيش واحد لحماية رأس النظام وعائلته، ولكن ومن بعد ذلك التأريخ وتحديدا ً في 21 مارس 2011م، أصبح الجيش جيشان جيش وطني وآخر عائلي، حين انظم كوكبة من الضابط الأحرار إلى الثورة الشبابية الشعبية وانحيازهم لمطالبها والتعهد بحمايتها وبقيادة الجنرال علي محسن الأحمر، ليبدأ بذلك تشكيل النواة الأولى لجيش الوطن.

 

21 مارس كان ميلاد الجيش اليمني المنتمي للجمهورية والمنحاز للشعب الذي عمل منذ ذلك التأريخ على التصدي لكل المشاريع الأسرية التي حولت الجيش إلى إقطاعية أسرية خاصة، والتصدي لمشاريع تفتيت الوطن من قبل مليشيا الحوثي في الشمال وجماعات الإرهاب في الجنوب، بالتزامن مع حماية الثورة ومكتسباتها.

 

جيش 21 مارس، أطلق عليه في البداية الجيش المناصر للثورة، ولاحقاً عرف بالجيش الوطني الذي أعيد تشكله عقب الانقلاب على مؤسسات الدولة، وذلك عبر نواة أولى في العبر ومأرب بقيادات كوكبة من قيادات جيش أنصار الثورة .

 

الجيش اليمني الجديد هو الجيش الذي يدافع اليوم عن الوطن ويخوض معارك التحرير في كل الجبهات لاستعادة الوطن والدولة لا من أجل شخص أو أسرة أو قبيلة، جيش يمني واحد يجمع ابن تهامه بابن سنحان، وابن صعدة بابن تعز، وابن حضرموت بابن إب ، عقيدتهم حب الله والوطن والدفاع عن الثورة ومكتسبات الجمهورية.

 

عمل النظام السابق وقوى الرجعية والإمامة منذ وقت طويل على مواجهة أي نواه لجيش وطني خالص، فتم قتل نحو 60 ألف جندي في حروب صعدة التي أشعلها صالح مع الحوثيين من أجل القضاء على جيش اليمن، وبعد الثورة كان جيش 21 مارس الهدف الأساسي لقوى الانقلاب التي بدأت باستهدافه في عمران وصنعاء في أيامها الأولى للانقلاب حيث تم القضاء على اللواء 310 وقائد القشيبي ومعسكر الفرقة الأولى مدرع اللذان كانا يمثلان القوة الحقيقية للجيش اليمني بعد الثورة .

 

بعد الانقلاب فككت المليشيا الانقلابية الجيش وحولته إلى مليشيات مسلحة بقيادة مشرفين حوثيين وأفرغت مسمى الجيش من محتواه، قبل أن يشكل كوكبة ضابط اليمن الأحرار النواة الأولى لجيش الجمهورية الثانية في مطلع العام 2015م، الذين حملوا على عواتقهم بناء جيش قوي بأسس وطنية يكون أول أهدافه استعادة الدولة المصادرة، فكان الجيش الوطني الذي يخوض حرباً على طول الوطن وعرضه من أجل استعادة الدولة.


نحتفي اليوم بهذا الجيش وهو يخوض معارك البطولة والاستبسال في جبهات وميادين الشرف والذي تمثل قياداته نسبة كبيرة من قيادات جيش 21 مارس، وأفراده أغلبهم من شباب الثورة التي انحاز لهم أولئك الضباط في ساعة العسرة كما نجدهم اليوم في ساعة عسرة الوطن، التقت مصالح الجميع وتضافرت الجهود في مواجهة الانقلاب كامتداد لأهداف ثورتهم التي جمعتهم فيها الكرامة والمساواة.

 

21 مارس يوم الجيش اليمني.. وبهذه المناسبة يحق لنا أن نفخر بأهم انجاز للثورة، نفخر بوجود مثل هذه المؤسسة الوطنية العظمى التي تتكسر على صخرتها كل المؤامرات والصعاب.


فليحتفي الجنود والقادة وليحتفي الوطن كله بهذا اليوم العظيم في تأريخ الوطن..المجد لأبطال الجيش العظماء وقياداته، والخلود لشهدائه الأبرار والشفاء العاجل للجرحى.