الجمعة 29-03-2024 05:30:02 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

جمعة الكرامة..الجريمة السياسية الأبرز في تاريخ اليمن الحديث

الأحد 18 مارس - آذار 2018 الساعة 01 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

يصادف هذا اليوم الذكرى السابعة لمجزرة جمعة الكرامة والتي كانت أبرز الجرائم السياسية اليمنية في العصر الحديث.


حيث خرجت كل فئات الشعب اليمني مشاركة في هذه الثورة ولم تكن حكراً على حزب أو قوى سياسية بعينها أو فئة من الناس..


وكغيره من القوى السياسية سعى التجمع اليمني للإصلاح للمساهمة في التغيير السلمي رافضاً كل أساليب العنف أو ما يؤدي إلى العنف رغم أنه كان القوة الأبرز في الساحات وأفراده يتوزعون على كل لجان الثورة وساحاتها يقدمون أرواحهم في سبيل القضية اليمنية والثورة السلمية ورسالتها السامية.
واحد وأربعون شهيداً من شهداء جمعة الكرامة البالغ عددهم نحو خمسين شهيداً؛ أي بنسبة 95% كانوا محصلة ضحايا شباب التجمع اليمني للإصلاح الذين كان لهم الدور الريادي في ثورة الشباب السلمية.


خرج شباب الإصلاح في ذلك اليوم كغيرهم من شباب اليمن وهم يحلمون بغد أمثل بعيداً عن منغصات الحياة التي صبغ بها صالح اليمن في عهده..خرجوا يحلمون بعيش رغيد، بعدالة متساوية، بنظام وقانون، بأمن واستقرار، وكانت آمالهم مرتفعة فوق دون السحاب..لم يهمهم من يتصدر الثورة، ولا من يكون قادتها بقدر ما كانوا يهمون تحقيق تلك الآمال والأحلام وهم يرون العالم من حولهم ينهض ويرتقي.


في يوم جمعة الكرامة وما قبله وما بعده، كان شباب الإصلاح من مختلف فئات التنظيم، يشاركون في كل فعاليات الثورة؛ يحرسون المنافذ، وينظمون الساحات والمسيرات، وكانوا يتسابقون لحماية زملائهم الآخرين.


كانت لجنة النظام المشكل معظمها من شباب الإصلاح هم دائماً في مقدمة الصفوف لا يتراجعون ولا يتباطؤون عن فعل كل يكون في صالح الثورة بعيداً عن المناكفات والترهات. ولما كان يوم جمعة الكرامة كان شباب الإصلاح متحفزاً كعادته في كل المنافذ حارساً ومضحياً، لذلك في تلك المجزرة كان معظم الشهداء منهم تم استهدافهم بشكل منظم ومقصود، ولم يسلم من ذلك حتى الصحفيون منهم، فكان أول شهداء الصحافة في ذلك اليوم الشهيد جمال الشرعبي، ورئيس الدائرة الإعلامية بالتجمع اليمني للإصلاح في محافظة عمران الشهيد محمد الثلايا. ورغم الجراح الكبيرة التي تكبدها شباب الإصلاح لم يسع للانتقام أو حمل السلاح بل سعى جاهداً بعد تلك الجريمة نحو الحل السلمي والمتمثل في المبادرة الخليجية التي ساهم في إنجاحها وعدم جر البلاد إلى جحيم الصراع رغم تعرضه للتخوين من قبل شباب الثورة وأنه باع الثورة وشهداءها وقضيتها من منطلق المسؤولية الحريص على كل فرد من أفراد اليمن في ساحات الثورة أياً كانت انتماءاتهم السياسية.


حافظ التجمع اليمني للإصلاح على الخط السلمي للثورة حتى النهاية رغم أنه دفع الثمن الأبرز في هذه الثورة من دماء منتسبيه من مختلف المستويات والشرائح، وقدم التنازلات تلو التنازلات طالما تفضي هذه التنازلات إلى إنجاح الثورة.


ورغم أن الإصلاح كان الأكثر تضحية في الثورة إلا أنه لم يمن ولم يطالب باستحقاقات تلك التضحية؛ حيث شارك في حكومة الائتلاف الوطني التي تشكلت بموجب المبادرة الخليجية بأربعة وزراء فقط مثله مثل الحزب الاشتراكي والناصري، في حين كانت المعتقلات تمتلئ بشبابه من الساحات، ومنتسبوه يقصون من وظائفهم ومراكزهم في بعض المؤسسات التي كانوا ينتسبون إليها.


كما شارك التجمع اليمني للإصلاح بقوة في إنجاح الانتخابات الرئاسية التوافقية التي تم فيها انتخاب عبدربه منصور هادي رئيساً لليمن بموجب المبادرة الخليجية، وشارك في كل الحملات الإعلامية والدعائية لترشيح الرئيس هادي والخروج من هيمنة الحكم الفردي العائلي في ظل الجمهورية الذي اختطف فيه صالح الجمهورية ونظامها ومؤسساتها.


ولم تأتِ محطة مؤتمر الحوار الوطني إلا وكان الميدان الآخر الذي هيأه الإصلاح لإنجاح هذا المؤتمر دون افتعال أية عراقيل أو انسحابات من لجانه رغم تمثيله الزهيد وحسب كبقية المكونات الأخرى بحصة قليلة لا تساوي حجمه ولا تضحياته ومع ذلك سارع لتقبل كل ما من شأنه نجاح المؤتمر وكان أول مكون سياسي يوقع على مخرجاته.


لقد سقط الجدار وسقط معه النظام، ولم يُسلِم الشباب أرواحهم على السور فحسب، بل أمامه بمئات الأمتار، ولم يفتحوا ثغرة للنور فقط، بل اقتلعوا الجدار من أساسه لينشر الضوء أشعته على أرجاء اليمن، ويبدد دياجير الظلمة والطغيان الكالحة.