السبت 20-04-2024 03:32:49 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

رسائل المبدعين اليمنيين.. في يوم الفن المفتوح

السبت 17 مارس - آذار 2018 الساعة 01 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ فهد سلطان

 

يتوق اليمنيون للسلام والاستقرار.. لقد كان خروجهم في ثورة 11 فبراير 2011 من اجل تلك الغاية النبيلة؛ من أجل بناء يمن جديد تسوده المواطنة المتساوية ويعود اليمني إلى الصدارة تحت ظل القانون!


كان الخروج من أجل الوقوف أمام أية محاولات لخطف الجمهورية, في محاولة لإعادة الإمامة ومخلفاتها البغيضة!


لا يترك اليمنيين مناسبة محلية أو عالمية, إلا ويعبرون عن طموحاتهم وأحلامهم, كلاً بطريقته.. تذهب إبداعاتهم دوماً, نحو المستقبل الذي يحلمون به. وعن الحياة التي ينشدوها, وعن نظرتهم للحياة وللدولة وللوطن وللمحيط الإقليمي والدولي. لقد كشفت عدد من المناسبات طبيعة اليمني وخاصة, ذلك الإنسان الجسور الذي يحلم بعودة الدولة, اليمني الذي ينتمي الى اليمن الأرض والإنسان والتاريخ, وليس من وقع فريسة الرهانات الخاسرة ذات اليمنيين وذات الشمال!


اليوم الخميس يصادق الـ 15 مارس/ اذار 2011 اليوم المفتوح للفن, المناسبة التي دفعت عشرات الرسامين والفنانين من الشبان والشابات للخروج الى الشوارع, يرسمون على الجدران لوحات جمالية, يعبرون عن أحلامهم وطموحاتهم ونظرتهم للحياة وللمستقبل!


في مدينة مارب شرق البلاد خرج العشرات من الرسامين, يصنعون لوحات فنية على الجدران, تحت عناوين عديدة, وهي المرة الأولى التي يخرجون بهذا الزخم وهذه الأعداد.


الرسام حسان عاصم يرسم بريشته معبد سبأ متوشحاً بالعلم اليمني, وهي اللوحة التي تعود باليمن الى أعماق التاريخ, حيث الحضارة وجذور الدولة اليمنية القديمة, الحضارة التي أشاد بها القرآن, فأعمدة المعبد تجسد قوة اليمني في تشييد القصور والمعابد, وهي التي حكى عنها القرآن الكريم بقوله {قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ}!


لوحة أخرى, كتبت عليها "دام عزك يا وطن"، حيث كتبت بشكل إبداعي, حيث كتبت الجملة بألوان العلم اليمني المتداخلة, تجسد الجملة الإيمان العميق بالدولة وأن دوام الاستقرار وبقاء الدولة هي الغاية التي ستكتب للتاريخ وتعلم للأجيال, وعلى مقربة منها كانت اسم اليمن باللغة الانجليزية يتوزع هو الآخر على الجدران.

 


وفي مأرب أيضاً وفي اليوم المفتوح, أخذت ثورة 11 فبراير مكانها الطبيعي لدى الفانين, الثورة التي تعد الحدث الأبرز في حياة اليمنيين في الواحد الحاضر. إنها امتداد طبيعي لثورتي سبتمبر وأكتوبر, هذه الثورة التي أعادت الاعتبار لتلك الثورات وتلك التضحيات الكبيرة, بعد محاولات من قبل النظام السابق على تجاوزها, وتحويل الدولة إلى عهد الإمامة ولو بطريقة ناعمة وغير مباشرة!


من بين اللوحات الإبداعية, أيضاً التي تلفت الناظر للوهلة الأولى, لوحة جميلة تتداخل فيها الألوان الزيتية بجملة قصيرة "ولنا في الفن حياة" وفي الصورة أيضاً تتوشح اللوحة باللون الأحمر مع ألوان أخرى, كما تزين اللوحة بصمات اليدين, إنها توقيعات معمدة بعدد من الألوان في إصرار على الحياة.


عشرات اللوحات عن أهمية المسرح والفن بشكل عام توزعت على جردان المدارس وجامعة سبأ وعلى أحواش البيوت, وأخرى عن الحب "أينما وجد الحب وجد السلام" تحت رسم تعبيري جميل, وأخرى عن أجسام قريبة إلى لعب الأطفال, تعبر عن الحياة وبساطتها, فمأرب التي قدمها الإعلام لدى النظام السابق أنها مكاناً للموت والثأر والحرب, وأنه معاكسة لمنطق الدولة, هي اليوم تأخذ لها حيزاً وموقعاً مهماً, تجسد عظمة هذه المدينة وهي تستعيد دورها من التاريخ الغابر, وهي تعيد صلتها بالحضارات اليمنية القديمة, ذات التاريخ العريق.

 


في مدينة تعز وسط البلاد 256 كم جنوب العاصمة صنعاء, مدينة الأمل والسلام, المدينة التي عرفت عبر تاريخها القديم والحديث بالعلم والثقافة وإنتاج المعرفة, كانت هي الأخرى في مناسبة يوم الفن المفتوح حاضرة وبقوة, فقد كانت اللوحات الفنية والتشكيلية, والحضور للرسامين والفنانين لافت في شوارعها وعلى جدرانها.


في تعز تبرز المرأة بقوة في كل الفعاليات, المدينة التي تتواجد المرأة بقوة وتجد مكانها الطبيعي في كل الفعاليات وكل المؤسسات, فقل أن تجد مناسبة أو ندوة أو فعالية لا توجد فيها المرأة, وهو ما جعل من هذه المدينة لها ميزة تختلف عن باقي المحافظات الأخرى في كل أنحاء اليمن.


على مقربة من احد الجدران الذي كان ساحة للرسوم التشكيلية والإبداعية كان عدد من الشباب والشابات في ساعات الصباح يلونون لوحاتهم في يوم الفن المفتوح بعدد من الرسومات المعبرة والجميلة والتي تحمل رسائل عديدة للداخل والخارج.

 

فإحدى الصور التقطت لفتاة وشاب وهما يرسمان العلم اليمني, تعكس الصورة الإيمان بالدولة وبالجمهورية, وقبل ذلك تحضر المرأة هنا وتشارك أخاها الرجل في هذه الفعاليات الجميلة, وعلى مقربة من تلك اللوحة تتوزع لوحات عديدة ويتواجد الذكور والإناث أيضاً, في لوحات تشكيلية عن ثورة 11 فبراير, وعن المقاومة, وعن سبتمبر وعن المرأة والفن.

 

--------------------

#تصوير أنس الحاج