الأربعاء 24-04-2024 19:38:33 م : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

المدينة المذبوحة بالسلام!

الجمعة 23 فبراير-شباط 2018 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت/ المركز الإعلامي إب (تقرير)

 

السلام المزعوم في إب ، الجميع يتمناه، والجميع لا يريد لمدينته حرباً أو خراباً، لكن المدينة لن تعود إلى أبنائها طواعية من قبل الانقلابيين، ولو كانت لديهم النية لتسليمها ما دخلوها من الأساس.

تسعى الحكومة إلى استعادة المحافظة وإحلال السلام فيها، بعد أن استنفدت كل السبل ولم يبق أمامها من خيار سوى الحرب، الحرب التي ستسعى أن تحل السلام بإحلال مكانها.

 

تذبح المدينة على مقصلة السلام الزائف، وتصادر الكرامة على مشنقة الوهم، وفي الوقت التي تجنح فيه المدينة وأبنائها للسلام تفخخ المليشيا المحافظة من الداخل وتغذي كل أدوات الصراع ليدوم لها المقام.

لو ذهبنا لمذهب دعاة السلام..الحرب مشكلة وليست حلاً، والسلام خيار كل أبناء إب، لكن كيف يمكن لنا تفهم مثل هذا المنطق والمليشيا تزج بكل أفراد الأمن وقوات الجيش في المحافظة إلى الجبهات؟!

كيف يمكن أن نتحدث عن السلام والمليشيات تشكل الفرق الميدانية وتفرض التجنيد القسري على المواطنين وتدفع بهم إلى جبهات القتال في عددٍ من المحافظات؟!

السلام المزعوم فقط وفق المعطيات المتوفرة، بقاء المحافظة تحت ربقة الانقلاب، ومواصلة المليشيات الإنقلابية جرائمها تحت هذه اللافتة البراقة.

 

تصعيد حوثي

 

تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية، تحركاتها العسكرية في محافظة إب، وسط اليمن، من خلال التجنيد الإجباري للطلاب والشباب الذين تدفعهم بالإكراه إلى جبهات القتال في محافظات تعز والحديدة والضالع.

 

وبالتوازي مع ذلك قالت مصادر محلية، إن مليشيات الحوثي الانقلابية، تسعى إلى تفجير الموقف عسكرياً في إب، في ظل أحاديث عن سعي الحكومة الشرعية تحرير المحافظة المحتلة منذ أكثر من 3 سنوات.

 

وتشير المصادر إلى أن المليشيات دفعت خلال الأيام الماضية، بتعزيزات عسكرية كبيرة وآليات ثقيلة، إلى مرتفعات جبلية بمديريات حزم وفرع العدين القريبتين من محافظة الحديدة من الجهة الغربية.

 

وتقول المصادر بأن استعدادات الحوثيين تأتي في إطار خوفها من تقدم القوات الحكومية باتجاه محافظة إب، إضافة إلى محاولة منها إلى استخدام تلك المواقع في قصف القوات المتواجدة على الساحل الغربي، الأمر الذي سيدفع طيران التحالف العربي إلى قصفها وفق مراقبين محليين، وهو الأمر الذي سيشكل خطراً على المدنيين الذين لطالما أوهمت المليشيا الرأي العام عبر شبكاتها الناعمة الحرص عليهم من خلال بالحديث عن مدينة السلام.

 

إلى ذلك قالت مصادر إعلامية، إن المليشيات تفعل ذات الشيء في مرتفعات "المنار" ومرتفعات في مديريتي بعدان والشعر المحاذيتين لمحافظة الضالع من جهة الشرق، والتي هي الأخرى تشهد مواجهات بين القوات الحكومية والانقلابيين.

 

قتلى وجرحى بالعشرات

 

ووفق المصادر المطلعة، فإن المليشيات الانقلابية، جندت خلال شهري يناير وفبراير الجاري، مئات من المجندين قسراً ودفعت بهم إلى جبهات تعز والحديدة والضالع ، وأن عشرات منهم قد قتلوا في المواجهات وفي غارات لمقاتلات التحالف العربي.

 

وتشير مصادر طبية في مديريات الحزم والفرع والعدين، وصول عشرات الجثث لقتلى حوثيين ومجندين أطفال من أبناء تلك المديريات خلال الشهر الجاري، إضافة إلى العشرات من المصابين.

 

في غضون ذلك تتوافد على مستشفيات إب عشرات الجثث والإصابات من جبهتي تعز والضالع المجاورتين.

 

الشبكات الناعمة للحوثيين

 

مع كل حديث عن تحرير إب من مليشيا الانقلاب، تقفز أصوات المدافعين عنها إلى الواجهة، أصوات بعضها حريصة وصادقة، وأخرى مأجورة، الأولى ارتضت بالواقع المتاح وتخشى المخاطرة والمجازة، وفي مخيلتها الصور المفزعة القادمة من مدن الحرب وهذه الأصوات يمكن مناقشتها وتفهم حرصها.

 

الأصوات المأجورة التي ترتفع مع كل حديث عن التحرير، مشكلة المحافظة معهم، كونهم شبكات الإنقلاب الناعمة، الشبكات التي تغيب أصواتها عند ارتكاب مليشيا الحوثي جرائمها بحق أبناء المحافظة، وتحضر مع الحديث عن الترتيب لتحرير المحافظة وإحلال السلام الدائم فيها.

 

تحت ذريعة السلام تذبح المدينة من الوريد إلى الوريد، وتمتص مواردها وخيراتها شبكات من النفعيين واللصوص والنهابة، وتحت اللافتة البراقة تمتهن كرامة المدنيين وتنهب أموالهم وتنتهك أعراضهم.

 

ضجت المنظمات الحقوقية والإنسانية بتقاريرها عن جرائم المليشيات في المحافظة، وسجلت أرقاماً مهولة لم تخطر على بال أحد، المدينة التي تأتي في صدارة المحافظات في جرائم الاختطاف والنهب وتفجير المنازل والتعذيب حتى الموت.

 

كل تلك الجرائم التي لم تغفلها عين، غابت عن دعاة السلام الزائف بل غُيّبت من قواميسها لمصالح ذاتية وأنانية، على حساب أهاليهم ومحافظتهم.

 

حين احتلت المدينة، كانت المليشيا تعلم أنه سيأتي اليوم التي سيتم تحريرها وطردهم منها، فعمدت إلى تشكيل هذه الشبكات الناعمة كي تعمل على تجميل قبحها وتحسين صورتها لدى الرأي العام، في محاولة منها للبقاء أكثر مدة ممكنة.

 

وبناء على ذلك تعمل اليوم تلك الشبكات على تخويف الناس من التحرير واستعادة المحافظة تحت مبرر حرصها على السلام، في الوقت الذي تواصل فيها المليشيات كل جرائمها بحق أبناء المحافظة.

 

تواصل الأبواق المأجورة دفاعها المستميت عن المليشيات بلافتة الدفاع عن سلام إب، وسلام إب لن يأتي إلاّ بالبندقية ..البندقية التي فتحت زنادها للتو تنتظر أمر الإطلاق.