السبت 20-04-2024 08:20:45 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

وقفات على هامش ثورة 2011م ..

مآلات التوقيع على المبادرة الخليجية

الثلاثاء 20 فبراير-شباط 2018 الساعة 08 مساءً / الإصلاح – خاص – زايد جابر

 


وقفات على هامش الثورة ... الحلقة الخامسة والأخيرة (5)


ثالثا: المبادرة الخليجية :
هي مشروع اتفاقية سياسية اعلنتها دول الخليج في 3 أبريل 2011 لتهدئة الثورة الشبابية الشعبية السلمية اليمنية التي أندلعت في 11 فبراير 2011م، وذلك بطلب من الرئيس ( السابق ) علي عبد الله صالح بعد موجة الاستقالات والانشقاقات في صفوف النظام والتي أعقبت ما عرف بمجزرة جمعة الكرامة في 18 مارس 2011م والتي راح ضحيتها أكثر من 57 قتيلا من الشباب المعتصمين سلميا في ساحة التغيير في العاصمة صنعاء ، وتضمنت المبادرة ترتيب نقل السلطة في البلاد. من الرئيس صالح لنائبه عبدربه منصور هادي مقابل ضمانات سياسية وقانونية للرئيس صالح وأفراد أسرته وكل من عمل معه من الملاحقة القضائية ، وقد جرى خلاف واسع وجدل كبير بشأن المبادرة بين كافة الاطراف ، وجرى تعديل المبادرة أكثر من مرة بطلب من الرئيس صالح ، وفي 23 نوفمبر 2011، جرى في الرياض في المملكة العربية السعودية وبرعاية خادم الحرمين الشريفين التوقيع على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وهي عبارة عن خطوات تفصيلية مزمنة تتعلق بكيفية تنفيذ المبادرة اتفق عليها المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه واللقاء المشترك وشركاؤه برعاية مبعوث الامين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر.

 


1: المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه:
المؤتمر الشعبي العام هو الحزب الحاكم منفردا قبل التوقيع على المبادرة الخليجية ، اما حلفاؤه فهم أكثر من عشرة أحزاب صغيرة نشأ معظمها بدعم النظام السابق أو انشق من احزاب المعارضة الرئيسية وهذه الاحزاب هي : (حزب البعث العربي الاشتراكي القومي (جناح العراق ) ،حزب الجبهة الوطنية ، الاتحاد الديمقراطي للقوى الشعبية.، الحزب الناصري الديمقراطي حزب جبهة التحرير ،حزب الشعب الديمقراطي ، حزب الوحدة الشعبية.، الحزب القومي الاجتماعي.، حزب الخضر اليمني ، حزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية ، وحزب الرابطة اليمنية .) وهذه الاحزاب موقفها تابع لموقف المؤتمر الشعبي العام الذي كان هو الاخر مرهونا بموقف علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام .

 


صالح والمبادرة الخليجية :
بعد احداث جمعة الكرامة (18مارس2011)وما تلاها من انشقاقات في النظام وتوقع الكثيرون سقوطه السريع طلب الرئيس صالح الوساطة الخليجية وخصوصا السعودية من خلال ارسال وزير خارجيته مساء الجمعة (21مارس)برسالة الى الرياض حيث تقدم هو بمشروع تسوية يتضمن خروجه من السلطة مقترنا بخروج اللواء علي محسن الأحمر ,ومن خلال ذلك تبلورت فيما بعد المبادرة الخليجية التي كانت خلاصتها تنحي صالح عن السلطة لصالح نائبه بعد مرحلة انتقالية مقابل ضمانات تقدم له من المحاسبة والمساءلة وتشكيل حكومة ائتلافية ، وما من شك ان موقف صالح وطلبه التسوية السياسية كان نتيجة قراءة دقيقة لمتغيرات الواقع العسكري والقبلي والسياسي في اليمن بعد الثورة ، وتحديدا بعد تداعيات جمعة الكرامة والتي أفقدته عاملين من عوامل قوته واركان نظامه :


1ــ ورقة الجيش وصعوبة الحسم العسكري
عندما بدأت الثورة الشبابية كان الرئيس صالح يتفقد المعسكرات ويلوح بالقوة العسكرية لحسم ما كان يراه تمردا على الشرعية الدستورية ,وكان يكثر من زيارة اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الاولى مدرع والتي تجاور ساحة التغيير ، وبعد اعلان اللواء علي محسن الاحمر انشقاقه وتأييده للثورة ومعه عدد من الوحدات العسكرية ادرك صالح ان اي مواجهات عسكرية لن تكون نتائجها بالنهاية لصالجه ,صحيح انه كان لايزال يسيطر على اهم وحدات الجيش (الحرس الجمهوري) الذي يقوده نجله ، وهو يتفوق عتادا وعدة على قوات الفرقة الاولى مدرع القوة المرشحة للصدام معه في حال الحسم العسكري ,لكن الخبراء العسكريون كانوا يؤكدون انه "بقدر امتلاك جيش النظام لسلاح تدميري وتدريب قتالي عال لأفراده ، وانتشار جيد لقواته حول وداخل صنعاء ,الا انه يعاني من انعدام الخبرة القتالية ، وضعف في العقيدة القتالية (الجانب المعنوي) ، وتفكك في بنيته وضعف الاستفادة من اية قوة مسلحة اخرى ، بل دخوله في مواجهات مع المدنيين الذين يشكلون حاضنه الاجتماعي ما جعلهم يضربون حصارا خانقا على اهم وحداته . وكما تعاني الفرقة الاولى مدرع من قلة التسلح وضعف التدريب والانتشار مقارنة بالحرس الجمهوري فإنها قادرة على المنافسة وربما التفوق من خلال الاستفادة من عوامل ضعف جيش النظام التي هي عوامل قوتها في جوانب متعددة كخبرة افرادها وامتلاكهم لعقيدة قتالية عالية نابعه من ايمانهم بضرورة التغيير وقبول المحيط المجتمعي لها وحصول دعم لها من قبل القوى القبيلة المسلحة "(14)فالدخول في صراع عسكري عواقبه وخيمة ونتائجه كارثية .


2ــ فقدان الرئيس ورقة القبيلة
مع بداية اندلاع المظاهرات ضد صالح قام بزيارات متتالية للمناطق القبلية المحيطة بالعاصمة ومعظمها تتبع قبيلتي حاشد وبكيل ، وهما من اكبر واكثر القبائل اليمنية تأثيرا في الحياة السياسية اليمنية ، والتقى بالمشايخ والشخصيات القبلية المؤثرة ، وحاول استمالتهم الى صفه ضد الثورة التي قال انها لا تستهدفه وحده وانما تستهدفهم ايضا كمشايخ وقبائل واذا كان الرئيس " قد حالفه الفشل في تحشيد وتعبئة قبائل حاشد وبكيل لمصلحته مع بداية الثورة فانه يمكننا القول انه قد اخفق ايضا في محاولته الاعتماد على قوته العسكرية لضرب رأس القبيلة بهدف توجيه الدرس لبقية الأطراف القبلية الأخرى وحتى السياسية المناهضة لسياسته " (15) بل ادت هذه الحرب الى نتائج عكسية حيث تداعى كبار مشايخ القبائل اليمنية لإعلان تضامنهم مع اسرة الاحمر وانضمامهم للثورة وقد سعوا لتوحيد جهودهم فاعلنوا عن تأسيس تحالف قبائل اليمن برئاسة الشيخ صادق الاحمر في 30يوليو2011م ليضاف الى تحالفات قبلية سابقة ـــ تأسست قبل الثورة الشبابية بسنوات ــ مثل ملتقى قبائل مأرب والجوف, ومجلس التضامن الوطني, وملتقى أبناء المناطق الوسطى, وملتقى حاشد, والتي أعلنت جميعها تأييدها لثورة الشباب الشعبية السلمية , وأعلنت أنها لا تقبل حلا لا يتضمن الرحيل الفوري للرئيس صالح.

 


وقد حاول الرئيس إنشاء تكتل قبلي موال له حيث دعا رجال القبائل لمؤتمر سمي "المؤتمر الوطني العام للمشايخ والأعيان" في16أغسطس 2011م ، والذي أعلن دعمه للشرعية الدستورية والرئيس صالح ، بيد أن رفض قادة قبليين بارزين الحضور أفشل المؤتمر الذي اُختصرت مدته من يومين إلى ساعتين فقط (16) لقد تغيرت الخريطة القبلية في اليمن ولم يعد ميزان القوة القبلي يرجح كفة النظام بسبب الانشقاقات المتتالية وزخم الثورة, واستمرار توافد القبائل إلى ساحات التغيير. ورغم ان أبناء القبائل تركوا اسلحتهم وانضموا الى المعتصمين سلميا الا ان بعض القبائل المحيطة بصنعاء وعلى رأسها قبيلة أرحب قد حملت السلاح و منعت اللواءين 61 و62 من الحرس الجمهوري من التوجه بالأسلحة الثقيلة والدبابات إلى صنعاء خشية استخدامها لقمع المتظاهرين ودخلوا في مواجهات مع هذه القوات منذ 24مايو2011م ،وظلت الاشتباكات بينهم وبين قوات الحرس بشكل متقطع ولم تنته بشكل نهائي الا بعد انتخاب الرئيس هادي في 22فبراير2012م ، لقد فقد الرئيس علي عبد الله صالح ورقة القبيلة -الركيزة الأساس التي استند عليها نظامه- وكان ذلك أحد الاسباب الرئيسية لقبوله للمبادرة الخليجية ، وان ظل يماطل في التوقيع عليها لتحسين شروط تفاوضه والخروج من السلطة باقل قدر من الخسائر ، لقد فقد النظام اهم اركان قوته فاذا اضفنا الى ذلك مئات الالاف من المدنيين في الشوارع ، والموقف الدولي من قتل المدنيين ، كل ذلك جعل نظام صالح على يقين تام من ان خيار الحرب ستكون تكلفته كبيرة على الطرفين ، لكن الاهم ان النتيجة ستؤدي للتغيير وسيسقط نظام صالح ,وسقوط نظام صالح عسكريا سيخسره كثيرا فهو يضع الرئيس وأبنائه واعوانه رهن المسائلة وسيفقدون وضعهم المالي والدبلوماسي والوظيفي وقد لا يجدون بعد اية حرب دولة تمنحهم حق اللجوء في أراضيها وربما يتعرضون للملاحقة المستمرة كما هو الحال في لبيبا مع معمر القذافي وأولاده.

 


2ــ اللقاء المشترك وشركاؤه
اللقاء المشترك هو اطار(تحالف سياسي ) يضم احزاب المعارضة الرئيسية في اليمن وهي ( التجمع اليمني للإصلاح ، الحزب الاشتراكي اليمني، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري ، حزب البعث العربي الاشتراكي (جناح سوريا ) ،حزب الحق ، اتحاد القوى الشعبية ) وقد تأسس لأول مرة عام 1996م، ولكنه فعل نشاطه المعارض للنظام منذ 2005م ، اما شركاء المشترك فهي القوى والشخصيات السياسية والاجتماعية التي اتفقت مع المشترك في معارضة النظام وليست منضوية في احد مكوناته ، وقد شكلت مع المشترك اللجنة الوطنية للحوار الوطني في مايو 2009م وبعد اندلاع الثورة الشبابية في فبراير 2011م ، اعلن المشترك وشركاءه المجلس الوطني لقوى الثورة والذي ضم معظم القوى المنخرطة في الثورة ماعدا الحوثيين ، ومثل المجلس الوطني لقوى الثورة ( المشترك وشركاؤه ) الطرف الثاني في المبادرة الخليجية مقابل المؤتمر وحلفاءه .

 


الموقف من المبادرة الخليجية

خاض المشترك حوارات مضنية مع الحزب الحاكم خلال الفترة (2006 ــــ 2010م ) ، ولكن خلافا لحواراته السابقة فقد أصر المشترك على اجراء اصلاحات سياسية حقيقية قبل الدخول في انتخابات برلمانية التي كان يسعى لها النظام حتى لا تدخل البلاد في مرحلة فراغ دستوري ، ولاشك "أن رفض اللقاء المشترك( قوة المعارضة الرئيسية ) لمشاريع الحوار مع النظام الحاكم وكذا الدخول في انتخابات شكلية في عامي 2009- 2010 م أدى إلى إنضاج شروط الثورة الشعبية، ولو أن اللقاء المشترك قبل بذلك في حينه لكان أسهم في تمييع التفاعلات الاجتماعية وتنفيس الأزمة السياسية للنظام وتأجيل إنضاج شروط الثورة وهذا ما كان يهدف إليه النظام." (17) وعندما اندلعت الثورة الشبابية لم يتأخر عنها المشترك كثيرا ، اذ اعلن في 20فبراير2011م دعمه ومشاركته في الثورة ودعى اعضاءه وانصاره في عموم محافظات الجمهورية للانخراط في الثورة وانجاحها ، لقد مثل المشترك الحامل السياسي للثورة ،وقد رفض المشترك في البداية دعوات الرئيس وحزبه للعودة للحوار لإدراكهم انها لعبة من الرئيس لتخفيف الاحتقان وافشال الثورة ، لكنهم اعلنوا موافقتهم على المبادرة الخليجية التي طرحت رسميا بنسختها الأولى بتاريخ 10/4/2011,ويبدو ان صالح كان يتوقع ان احزاب المشترك سترفضها بسبب الضغط الثوري الذي كان شباب الثورة يمارسونه على احزاب المشترك ، حيث كانوا يطالبون برحيل فوري وغير مشروط لصالح وعائلته ، ومحاكمته كما حدث في الثورة المصرية ,كما كانوا يرون ان نقل السلطة لنائب الرئيس لا يلبي طموح الثوار باعتباره جزء من النظام الذي ثاروا عليه ، وكان صالح يعتقد ان رفض المشترك للمبادرة امر مؤكد وبالتالي فانه سيوفر له الغطاء والدعم الإقليمي والدولي لتصفية الثورة والساحات .ولو بالقوة المسلحة ,بيد ان موافقة المعارضة دفع صالح للاعتراض وطرح شروط جديدة وقد استجابت دول مجلس التعاون الخليجي لبعض مطالب صالح بما لا يخل بجوهر المبادرة واحدثت عليها تعديلات متكررة حتى وصلت الى نسختها الخامسة ، لقد خاض المشترك حوارات مضنية مع الوسطاء الخليجيين والاوربيين والولايات المتحدة الامريكية للوصول الى المبادرة الخليجية والالية التنفيذية على الرغم من الضغوط التي واجهتها قيادات احزاب المشترك من شباب الثورة المتحمسين والتي وصلت حد اتهام المشترك بإجهاض الثورة وتحويلها الى أزمة سياسية بين المؤتمر والمشترك بقبوله بالمبادرة الخليجية التي جاءت لإنقاذ صالح بناءا على طلبه ولا علاقة لها بالثورة ، والحقيقة ان القراءة الموضوعية للمبادرة الخليجية ونتائجها تؤكد انها كانت لمصلحة جميع الاطراف بما يعني انها كانت في مصلحة اليمن ، فاذا كانت المبادرة قد مثلت طوق النجاة للرئيس السابق وحزبه وانقذتهما من المصير الذي لاقته الانظمة التي ثارت عليها الشعوب ، الا انها ايضا قد انقذت الثورة والثوار من مخاطر كانت متوقعة من الحسم الثوري الذي كان يدعو له الشباب ، وذلك للأسباب التالية :


1) أن النظام لم يكن قد فقد كامل قوته العسكرية والشعبية ، صحيح ان جزءا كبيرا من الجيش كان قد اعلن انضمامه للثورة وتعهد بحمايتها ، ولكن بالمقابل كان لا يزال مع النظام قوات الحرس الجمهوري وهو قوة عسكرية ضاربة ، والاكثر تدريبا وتسليحا في الجيش اليمني ، وجزء كبير من هذه القوة كانت تتمركز في الجبال المحيطة بالعاصمة ، وبالتالي لو اصر الثوار على الزحف الى دار الرئاسة كما كان يدعو البعض لحدثت مجازر وسقط آلاف القتلى ، وقد تقود الى حرب أهلية لا يستطيع احد ان يتنبأ بنهايتها ، صحيح أن النظام كان سيسقط في النهاية ــوهو ما دفعة للقبول بالمبادرة الخليجية ــ ولكن بثمن باهظ كنا في غنى عنه .


2) ان الحسم الثوري حتى وان افترضنا أنه كان سيتم بسهولة وبدون ممانعة كبيرة من النظام ، فان الراجح أنه كان سيفتح صراعا جديدا بين قوى الثورة المختلفة والتي كانت تتهيأ لوراثة تركة النظام ، وكانت مؤشرات هذا الصراع قد بدأت في محافظة الجوف بين الحوثيين والقبائل الموالية للإصلاح ، فعندما انهارت السلطة المحلية ومعسكرات الجيش والأمن في المحافظة اندلعت مواجهات عنيفة بين الطرفين سقط فيها مئات القتلى والاف الجرحى ، وعجزت قيادات المشترك عن احتواء هذا الصراع رغم ما كان يمثله من خطر على الثورة التي كانت لا تزال في شهوره الاولى.

 
3) لم يكن للثورة قيادة موحدة وانما كانت تضم قوى وتيارات سياسية واجتماعية ومذهبية مختلفة ولو تم اسقاط النظام بالقوة لسقطت كل محافظة او اكثر بيد القوة الابرز فيها، ولان الحرب كانت ستقضي على قوات الفرقة الاولى مدرع (الموالية للثورة ) وقوات الحرس الجمهوري (الموالية للنظام ) ، وهما ما تبقى من الجيش اليمني ، وهذا يعني ان حكومة الثورة لن تجد جيشا ولن تستطيع ان تستعيد المناطق الواقعة تحت سيطرة هذا الفصيل المسلح او ذاك من فصائل الثوار او حتى غير الثوار ، وكانت مؤشرات هذا السيناريو تلوح بالأفق فقد سقطت محافظة صعدة كاملة واجزاء من محافظتي عمران وحجة في شمال اليمن بيد الحوثيين " انصار الله " كما يسمون انفسهم ، كما سقطت محافظة ابين واجزاء من محافظتي شبوة وحضرموت بيد تنظيم القاعدة " أنصار الشريعة " كم يسمون انفسهم ، ولم يتم استعادة ابين من القاعدة الا بحرب قادها الرئيس الانتقالي وحكومته وبدعم امريكي واقليمي ، في حين لا تزال صعدة خارج سيطرة الدولة وتحت حكم جماعة الحوثي المسلحة حتى اليوم !


4) ان المبادرة الخليجية لم تقض على فرصة التغيير وهو هدف الثورة التي خرج وضحى من أجلها الشباب ، وانما نصت على ذلك بآلية تنفيذية مزمنة صنعها اليمنيون أنفسهم بمشاركة ودعم المجتمع الاقليمي والدولي ، وهذا التغيير المنشود هو ما يفترض ان يخرج به مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي تشارك به كافة قوى ومكونات المجتمع ، والذي كان ــ اي مؤتمر الحوار الوطني ـ احد مطالب الثوار قبل المبادرة الخليجية
لهذا يمكن القول" بأن العملية السياسية شكلت الصيغة الأرقى في تلك الظروف للحفاظ على كيانيه البلاد وحماية الثورة السلمية وتجنيب البلاد الانزلاق نحو الحرب الأهلية."(18) والتي لم تكن سيناريوهات نتائج تلك الحرب لصالح الثورة السلمية باي حال.

 


الهوامش..

14ـ "توازن النار " دراسة خاصة بمركز أبعاد للدراسات والبحوث ، العدد الأول ، اكتوبر 2011 م ، ص25
15ــ عبد الحكيم هلال ، "تحولات الدولة والقبيلة .. آل الاحمر ومسار الثورة اليمنية" ، توازن النار قراءة للحالة اليمنية ،اصدار مركز ابعاد للدراسات والبحوث ، المرجع السابق ص126.
16ــ تقرير تحليلي بعنوان "تقوض نظام صالح " ، الجزيرة نت بتاريخ 26/4/2011م.
17ــ د/ ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ، في كلمته أثناء افتتاح دورة اللجنة المركزية التاسعة للحزب في الفترة 5- 7يونيو 2013، في العاصمة صنعاء ، صحيفة الثوري ، العدد (2236) ، بتاريخ 6/6/2013م ،ص2.
18ــ د/ ياسين سعيد نعمان ، المرجع السابق.