الجمعة 19-04-2024 05:59:47 ص : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون يتاجرون بالمخدرات لتمويل حروبهم

الثلاثاء 20 فبراير-شباط 2018 الساعة 08 مساءً / الاصلاح نت- خاص
 

 

تنوع المليشيات الحوثية مصادر دخلها وتكسباتها المالية ولو كانت حتى عبر الطرق التجارية المحرمة دولياً في الاتجار بالمخدرات وأعضاء البشر، والاتجار بالتهريب.


كما تنوعت الجبهات التي تمضي فيها المليشيات الحوثية لتدمير الوطن والسعي بمشروعها الانقلابي والتخريبي حتى تضر بها المجتمعات من حولها والسعي في الأرض الفساد. فمن الجبهات العسكرية وفتح الأسواق السوداء ونهب الأموال وزرع الألغام وصولاً حتى المتاجرة بالمخدرات والحشيش.
فقد عثرت قوات الجيش الوطني في جبهة ميدي بمحافظة حجة قبل يومين على كمية من الحشيش بعد ضبطها في أحد مباني المدينة كان الحوثيون يتمركزون فيه، وقد تم إتلافها أمس الأحد.


لم تكن هذه هي العملية الوحيدة التي اكتشفت خلال هذه الحرب، فبين فترة وأخرى يتم الكشف عن عمليات مماثلة تقوم بها المليشيات الحوثية وتعتبرها جبهة من جبهاتها القتالية المختلفة، ولم تكن وليدة هذه الفترة والحرب فقط، فقد تم اكتشاف عشرات العمليات خلال حروب صعدة الماضية بين أعوام 2004 و2010، حيث تسعى للإضرار بالمجتمعات اليمنية والخليجية عبر تشغيلها خطوط الحدود المختلفة بين اليمن والمملكة العربية السعودية عبر محافظات حجة وصعدة والجوف.


ففي نوفمبر 2016 ضبط أمن محافظة مارب شحنة مخدرات للحوثيين كانت قادمة من محافظة حضرموت. حيث نقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة تصريحاً صحفياً عن نائب مدير أمن محافظة مارب، العميد الركن عبده السياغي قال فيه إن الكمية كانت مخبأة في قاطرة تحمل اسمنت، قادمة من محافظة حضرموت.


وأضاف العميد السياغي، أن الشحنة المضبوطة تحوي 352 كيلو من مادة الحشيش والمخدرات، تم إتلافها وحرقها فورا بعد أن تم ضبطها. بين فترة وأخرى يعلن الجيش الوطني عن ضبط كميات مختلفة من المخدرات والحشيش تكون في طريقها إلى الحوثيين الذين هم جزء من شبكة دولية كبيرة للتجارة الممنوعة على رأسهم إيران وحزب الله اللبناني.


المشروع الإيراني عموماً في المنطقة عبر شبكاته المختلفة من العراق إلى سوريا ولبنان والحوثيين في اليمن ينشطون في مجال المخدرات والحشيش لتمويل حروبهم المختلفة من جهة والسيطرة على خطوط التهريب ومعرفتها من جهة أخرى حتى تنشط في الجانب الآخر عمليات تهريب الأسلحة لتمويل هذا المشروع.


ففي ديسمبر 2017 دعا وزير العدل الأمريكي، جيف سيشنز، قضاء بلاده إلى فتح تحقيق بشأن الطريقة التي تعاملت بها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما مع ملف اتجار حزب الله بالمخدرات.


وجاء طلب وزير العدل الأمريكي، بعد تقارير صحفية اتهمت أوباما بالتدخل لوقف تحقيق بشأن شبكة لتجارة المخدرات تابعة للميليشيات اللبنانية.
ونشر موقع "بوليتيكو" الإخباري، تقريرًا يفيد بأن إدارة أوباما عرقلت تحقيقات كانت الوكالة الأمريكية لمكافحة المخدرات تجريها بشأن شبكة لتجارة المخدرات تابعة لحزب الله.


صحيفة اليمن اليوم التابعة للرئيس السابق أوردت صحيفة تفاصيل عدد من شحنات الأدوية التي أرسلتها إيران إلى وزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون في صنعاء، ونقلت عن مصادر طبية قولها: "أن تلك الشحنات من الأدوية تباع حالياً كمخدرات في الأسواق".


وقالت الصحيفة: إن "تلك الأدوية دخلت مناطق الحوثيين كمساعدات طبية بدون أي جمارك أو مرورها على مصلحة الضرائب"، وأكدت أنها حصلت على 6 وثائق تثبت دخول 6 حاويات قدماً تحمل 24 صنفاً من الأدوية البشرية ومن ضمنها أدوية مخدرة ومؤثرات عقلية تصل قيمتها إلى 2 مليون و400 ألف دولار ولا تقل قيمة بيعها عن 6 ملايين دولار أي بما يعادل الريال اليمني قرابة اثنين مليار ريال.


الاتجار بالحشيش والمخدرات مكرس في الفكر الحوثي والإمامي الاثناعشري منذ مئات السنين، وقديماً عرفت فرق مختلفة باستخدام الحشيش وتم تسميتها باسم المادة التي يتناولونها كما عرفت مثلاً عنهم "فرق الحشاشين" التي اشتهرت بأشهر عمليات الاغتيال عبر التاريخ.


وعرفت عن المشروع الإمامي اليمني منذ مئات السنين، كما عرفوا البردقان قديماً وحديثا، وكان يتصدى لهم أبرز علماء اليمن ومفكريها، كما هو الحال عند ابن الأمير الصنعاني الذي عرى المشروع الإمامي قديماً فقال:


وجوزتم أخذ المكوسِ بأرضنا     وتوفيرها ظلماً على كل تاجرِ
ففي بردقان أُنْفِقتْ وحشيشةٍ      وخمر لخمارٍ ولهو لسامرِ
لقد أثرت هذه القبائح بينكم      وقد ظهرت في كل باد وحاضرِ
وأشنع خطب ما يقول خطيبكم     من الكذب المنشور فوق المنابر
منابر كانت للمواعظ والهدى      فما بالها عادت لسخرة ساخر؟!
ملأتم بلاد الله جوراً وجئتمُ       بما سودت منه وجوه الدفاترِ

 

عشرات العمليات التي قام بها الجيش الوطني منذ الانقلاب الحوثي وحتى اليوم للقبض على كميات من المخدرات وصل بعضها إلى أطنان في الحدود المشتركة بين اليمن والمملكة، ناهيك عن العمليات السابقة التي قامت بها العصابات الحوثية وتم إلقاء القبض عليها ومحاكمتها لتقوم المليشيات الحوثية بإطلاقهم من السجون عقب دخولهم صنعاء في 21 سبتمبر 2014، واليوم عادوا لتدمير المجتمعات عبر هذه المواد المخدرة لتكشف عن قبح العصابة وولوغها في كل خبث.