الخميس 28-03-2024 20:24:56 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

حروب الحوثيين وخارطة النزوح القسري في اليمن

الجمعة 02 فبراير-شباط 2018 الساعة 08 مساءً / الاصلاح نت - خاص / فهد سلطان
 

 

 
ملف التهجير القسري والنفي والمصادر للأملاك والإحلال لمليشيات في مناطق متعددة داخل الجمهورية اليمنية وخاصة تلك المناطق التي يسيطر عليها جماعة الحوثيين بقوة السلاح ويفرضون فيها واقعاً انقلابياً مغايراً لمنطق الدولة.
انطلق مسلسل التهجير القسري للسكان اليمنيين منذ حادثة دماج الشهيرة بشكل معلن, في الـ 15 من يناير/ كانون الثاني 2014م, وسبق تلك الحادثة تهجير طائفة يهود آل سالم من محافظة صعدة وعمران 2007م, ومصادرة كل املاكهم ومتعلقاتهم الشخصية والعينية, ثم التواطؤ بعد ذلك مع الكيان الاسرائيلي - وفق صفقة رعتها الولايات المتحدة الامريكية تضمنت - تسليم مجموعة كبيرة من اليهود لدولة الكيان الاسرائيلي, يرافقهم مخطوطات يمنية تاريخية للتوراة لا تقدر بثمن, ظهرت مع اليهود الذين استقبلهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتن ياهو في أواخر مارس/ اذار 2016م.
تبدوا خارطة التهجير "الفردية والجماعية" التي اعتمدها الحوثيون في حربهم ضد اليمنيين, مخيفة الى حد كبير, يقابل ذلك صمت من قبل المنظمات المحلية والدولية, باستثناء اشارات عابرة دون أن ينبني عليها أي خطوات عملية. ولذلك يمكن القول أنه يمتنع أن يصل الحوثيون الى أي منطقة دون أن يرتكبوا فيها جرائم وانتهاكات مروعة مختلفة, يكون التهجير القسري واحدة من تلك الأدوات التي يستخدمونها اينما حلوا أو وصلوا في حروبهم المفتوحة.
الحروب الست.
منذ اندلاع الحرب الاولى في صعدة في يونيوا/ حزيران 2004م وحتى نهاية الحرب السادسة في فبراير/ شباط 2010م , اسفرت نهاياتها عن واقع جديد, وما بين الحرب الاولى والسادسة تبدو الهوة كبيرة بين انتصار الجيش في الاولى انتصاراً ساحقاً وكاد ينتدي التمرد الى الابد وبين الحرب السادسة التي اصبحت جماعة الحوثيين شبه مسيطرة سيطرة تامة على محافظة صعدة بالكامل, ولم يتبقى سوى تواجد شكلي للسلطة المحلية والتي اصبحت في حصار الحوثيين بصورة شبه تامة.
خلال مشوار الحروب الست كانت الدولة وهي تحشد للمواجهة مع كل حرب تستعين بعدد من القبائل داخل صعدة وخارجها, بعد كل توقف للحرب كانت القبائل تدفع ثمن ذلك التأييد يقابله صمت من قبل الدولة ويدفع ذلك كل مرة الى تفجير حرب جديدة, غير أنه ومنذ الحرب الرابعة بدأت معادلة الصراع تتغير, وبدأ الحوثيون يستخدمون أساليب جديدة في المواجهة مع القبائل التي وقفت مع الدولة, وهو الاستهداف للشخصيات الكبيرة والسجن والاختطاف والاغتيال والتشريد الكامل للأسر والبيوت بل والقرى التي شاركت مع الدولة في الحرب, وقدرت عدد من المنظمات ومنها منظمة وثاق للتوجه المدني عدد النازحين بأكثر من 70 ألف شخص يتواجدون في مخيمات مختلفة خارج المحافظة, منذ سنوات وفي وضع انساني واجتماعي صعب.!

خارطة النزوح تتوسع مع توسع الحرب

في أوائل مارس/ اذار 2016م كانت الامم المتحدة في أحد تقاريرها تقرير "للحالة رقم 20 (6 مارس 2016)، قد اشارت الى أن النازحين في اليمن وصل الى 2.7 مليوني نازح, جميهم خارج ديارهم, وفي ظروف بالغة القسوة والتعقيد. وذات التقرير اشار الى أن 82% من اليمنيين بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة. وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين إن 10% من اليمنيين نزحوا من مناطق إقامتهم، وأكثر من نصفهم في محافظات حجة وصعدة وتعز وعمران وأبين والضالع، رغم أن هذه المحافظات تشهد أوضاعاً أمنية سيّئة. وفي أول ملاحظة للباحث سيجد أن 90% من التهجير تم على يد جماعة الحوثيين فيما النسبة الاخرى على يد جماعات مسلحة ومنها القاعدة, حيث والنزوح بسبب هذه الاخيرة محدودة, فيما لم تسجل أية حالة نزوح جماعية بسبب الجيش الوطني أو المقاومة الشعبية في المناطق التي يسيطرون عليها, باستثناء مناطق الاشتباكات فقط, وهو نزوح مؤقت حتى تأمين المنطقة والعودة الى المنازل بسلام.
صعدة وعمران وحجة
في سبتمبر/ ايلول 2010م كانت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قد سلطت الضوء على تقرير حالة يتناول موضوع مخيمات اللاجئين والنازحين داخلياً في اليمن ومواقع تلك المخيمات وطاقتها الاستيعابية واحتياجاتها وأوجه القصور فيها, واشار التقرير الى أنه وحتى تلك الفترة المبكرة كان عدد المخيمات يصل الى 10 مخيمات للنازحين داخلياً (ستة منها في صعدة وثلاثة في محافظة حجة ومخيم واحد في محافظة عمران) علاوة على وجود مخيم واحد للاجئين. هذه الخريطة الاولى للنزوح عكست بشكل مبكر الطريقة التي يتعامل بها الحوثيون مع خصومهم, وكيف أن هذا الوصع سيتكرر وسيستمر وسيتضاعف وسيصل الى ما فوق سبعة ملايين نازح داخلياً وخارجياً, خلال 2018م كما سنكشف عنه في ثنايا هذا التقرير.
ويمكن لنا أن نسير مع التقرير المشار إليه لشبكة " ايرين" كي يوضح لنا خارطة النزوح المبكر الذي تسبب به الحوثيون أثناء الحروب الست, وعلى ضوء ذلك يمكن العودة الى الخارطة الجديدة, منذ انقلاب سبتمبر/ ايلول 2014م وحتى اليوم.
يبدأ التقرير: بمخيمات المزراق (1) و(3) للنازحين داخلياً.
الموقع: يقع مخيم (1) على بعد 35 كيلومتراً ومخيم (3) على بعد 32 كيلومتراً شمال شرق مدينة حرض في شمال محافظة حجة
الغرض: استضافة اليمنيين النازحين داخلياً بسبب النزاع في محافظة صعدة المجاورة للمحافظة.
الطاقة الاستيعابية: يستضيف مخيم (1) 8,906 نازحاً ومخيم (3) 3,440 نازحاً منذ 31 أغسطس 2010م { وسنلاحظ هنا أن النزوح بعد انهاء الحرب مع الدولة والبدء في حرب جديدة خفية بين المواطنين وجماعة الحوثيين المسلحة, نتج عنها نزوح مئات السكان, وكما تؤكد هذه الخريطة أن النزوح بدأ في اغسطس/ آب 2010م؛ أي بعد الحرب ستة شهور على الاقل}.
تاريخ الإنشاء: أقيم مخيم (2) في 20 أغسطس 2009 ومخيم (3) في 27 يناير 2010 وكلاهما تديره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من خلال شريكتها في التنفيذ هيئة الإغاثة الإسلامية - اليمن (الشريك الإداري للمخيم). كما توجد جهات مشاركة أخرى مثل الحكومة اليمنية وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ومنظمة إنقاذ الطفولة وجمعية الأمل غير الحكومية المحلية ومنظمة أطباء بلا حدود ومنظمة أوكسفام.
{ وفي المخيم الثاني والثالث, سنلاحظ أن الاول بدأ في 2009م والثاني اثناء الحرب السادسة والاخيرة في صعدة, وبقليل من التأمل للخارطة وطبيعة وتفاصيل الحرب سنجد أن التهجير القسري كان يسير بوتيرة عالية ويتضاعف من فترة وأخرى, وأن المنظمات الاجنبية اكتفت بالرصد, فيما التزم العالم الصمت, والداخل اليمني بعد اللامبالاة فيما يجري, بسبب غموض الحرب ذاتها}.
مخيم المزراق (2) للنازحين داخلياً
الموقع: على بعد 28 كيلومتراً شمال شرق حرض بمحافظة حجة
الغرض: خدمة النازحين داخلياً بسبب النزاع في صعدة
الطاقة الاستيعابية: 6,400 نازح داخلي منذ أغسطس 2010
تاريخ الإنشاء: 15 نوفمبر 2009م
{ سنلاحظ هنا أن الحرب الخامسة توسعت ليست الى المناطق المحيطة بصعدة فقط كمحافظة عمران وحجة ولكن الى العاصمة صنعاء, وهي الخطورة التي استوعبها البعض بشكل متأخر وبعد فوات الاوان, وسنلاحظ هنا أن التهجير في حجة سار على نفس الوتيرة باختلاف أن التهجير كان هذه المرة عبر زراعة عدد من الالغام في الاحياء والقرى وخاصة التي شهدت مواجهات أو تلك القرى التي وقفت الى جانب جيش الدولة, وهو ما اضطر تلك الاسر الى مغادرة مناطقها ومنازلها تحت ذات التهديد والخوف, وسجلت منظمات محلية ودولية عشرات حوادث تفجير الالغام بأطفال ونساء وكبار سن وغيرهم}.
مخيم خيوان للنازحين داخلياً
الموقع: مديرية خيوان بمحافظة عمران التي تبعد حوالي 100 كيلومتر شمال مدينة عمران
الغرض: استضافة النازحين داخلياً بسبب النزاع في صعدة. وقد جاء معظمهم من مديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، إحدى أكثر المناطق تضرراً من القتال.
الطاقة الاستيعابية: 1,731 نازحاً داخلياً منذ أغسطس 2010
تاريخ الإنشاء: 20 أكتوبر 2009
الجهة القائمة على الإدارة: المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين مع الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية كشريك منفذ. ويتلقى المخيم أيضاً مساعدات من برنامج الأغذية العالمي واليونيسف واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة إنقاذ الطفولة ووزارة الصحة.
ويقع المخيم في منطقة كانت تدور فيها أعمال عنف متقطعة بين الحوثيين ورجال القبائل الموالين للحكومة, كما أن الوصول إلى المخيم لأغراض التقييم يعد أمراً صعباً حسب إفادة الاهالي للمنظمة.!

ثانياً: مخيمات النازحين داخلياً في صعدة
هناك ستة مخيمات للنازحين داخلياً في محافظة صعدة، خمسة منها في مدينة صعدة والمناطق المحيطة بها وهي مخيم الإحساء والبقلات والجبانة والسلام وسام, أما المخيم السادس، وهو مخيم المندبة، فيقع في مديرية باقم في الجزء الشمالي الشرقي من المحافظة.
الغرض: استضافة النازحين داخلياً بسبب الصراع في صعدة
الطاقة الاستيعابية: استضافت المخيمات الستة ما يزيد عن 10,500 نازح داخلي منذ سبتمبر 2010
تاريخ الإنشاء: أنشئ أقدم المخيمات وهو سام منذ ثلاث سنوات وأحدثها وهو الجبانة منذ عشرة أشهر
الجهة القائمة على الإدارة: جمعية الهلال الأحمر اليمني بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
الاحتياجات: أفادت رباب الرفاعي، المتحدث الرسمي باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، أنه يتم تقديم الاحتياجات الإنسانية الأساسية للنازحين داخلياً مثل المياه النقية والمأوى والمواد المنزلية ومنتجات النظافة وخدمات الرعاية الصحية الأساسية.
{ وهذه هي المخيمات التي نزح إليها الناس بسبب المواجهات بين الجيش الرسمي والتمرد الحوثي, وكان اغلب النازحين من غير الموالين للحوثيين, وهذه المخيمات تفككت في فترة سابقة فيما بقيت المخيمات الاخرى قائمة, بل توسع دائرة النزوح من داخل المحافظة كلما توسع النفوذ الحوثي وزادت سيطرته على صعدة وفرض امر واقع بقوة السلاح.