الأربعاء 24-04-2024 02:20:06 ص : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الصحفيون المختطفون في معتقلات الحوثيين..معاناة لا تنتهي!!

الخميس 01 فبراير-شباط 2018 الساعة 09 مساءً / سهيل نت - خاص
 

 

للعام الثالث على التوالي يعيش الصحفيون اليمنيون المختطفون في معتقلات المليشيا الحوثية أوضاعاً إنسانية سيئة، وتتدهور حالاتهم الصحية حيناً بعد آخر.


عشرون مختطفاً من الصحفيين طاردتهم المليشيات الانقلابية من بيوتهم ومقار أعمالهم أو من أماكن سكناهم ونزلهم من بعض فنادق العاصمة صنعاء قبل ثلاثة أعوام.


الصحفي عبدالخالق عمران ورفاقه هشام اليوسفي، هشام طرموم، صلاح القاعدي، حسن عناب، حارث حميد، عصام بلغيث، أكرم الوليدي، هيثم الشهاب، وحيد الصوفي، إبراهيم المجذوب، عبدالله المنيفي، حسين العيسى، أمير باعويضان، محمد الصقري، طلال الصبري، محمد عبدالجليل شرف، وعبدالله السييلي.


لم يكونوا حملة سلاح إلا أقلامهم التي ينافحون بها عن يمنهم الكبير ويفضحون زيف المليشيات وادعاءاتهم وعمالتهم وأفكارهم الضالة التي غرروا بها على اليمنيين واستوردوها من وراء الكهوف وخرافات الأباطيل والأساطير الفارسية.


مع كل موسم برد قارس تزداد معاناة الصحفيين المختطفين، كما غيرهم من سياسيين وأكاديميين ومثقفين ممن اختطفتهم المليشيات من بين أهاليهم وذويهم من عمران وصنعاء وذمار وإب والحديدة وتعز والبيضاء وصعدة، تمنع عنهم المليشيات الحوثية أغطية الشتاء، كما تمنع عنهم العلاج وغيره من متطلبات مواجهات موسم الشتاء القارس.


تواصلنا من مع مصادر قريبة من الصحفيين لمختطفين لنبحث عن جديد معاناتهم فكانت الحصيلة التالية:
أخ المخرج الصحفي توفيق المنصوري يفيد قائلاً: "من حوالي شهرين تمنع المليشيات الزيارة عن توفيق أخي وعبدالخالق [عمران] بشكل خاص، وتسمح بين الفترة وأخرى الزيارة للباقي، يعني مش زيارة أسبوعية في الشهر تقريبا مرة أو مرتين".


يضيف: "وطبعاً منعت المليشيات إدخال أي ملابس أو بجايم للبرد.. راجع أهالي الصحفيين المختطفين تلك المليشيات ولكنها لم تسمح لهم بإدخال الملابس"..


لم تكتف المليشيات بمنع ملابس الشتاء وأغطية البرد، لكنها تمنع عن المختطفين الصحفيين "حتى الأكل والشرب والعلاج ما تسمح بإدخاله لهم، يقولوا السجانين للأهالي يجيبوا لهم فلوس فقط إذا يشتوا يدخلوا لهم أكل أو تغذية"، يقول شقيق توفيق.


ويوضح قريب توفيق: "الأهالي يقولون إن الحوثيين يسرقون من الفلوس التي تعطى للمختطفين كمصاريف ضرورية النص بالنص".
لكن المعاناة الدائمة لهؤلاء الصحفيين "الذين يعانون من أمراض مزمنة، ويحتاجون علاجاً باستمرار مثل توفيق المنصوري وعبدالخالق عمران وحارث حميد وعصام بلغيث وأكرم الوليدي.. ما تسمح المليشيات للأسر بإدخال العلاج، يقولوا هاتوا فلوس وإحنا نشتري العلاجات"، كما يفيد قريب توفيق المنصوري.


لم يكن هؤلاء الصحفيون وحدهم الذين تم اختطافهم، فقد كان هناك آخرون قريباً من هذا العدد قبل أن يتم إطلاقهم إما عبر المبادلات أو الفديات الباهظة، لكن كان حظ هؤلاء الأكثر معاناة ويتم الاعتراض على إطلاقهم من قبل المليشيات الحوثية.


المليشيات الحوثية كانت الأكثر غدراً بهؤلاء لأنهم كانوا يوماً ما في ساحات التغيير والثورة يرقبون نشاطهم الإعلامي عن كثب لما رأوا من قوة تأثير أقلامهم في تغذية الثورة متفانين لها فقد كانوا شعلة علمها ووهجها. أدركت المليشيات الحوثية التأثير الإعلامي عموماً لفضح مشاريعهم الخبيثة والتي قد تصيب انقلابهم في نكسة لذلك شرعت المليشيات تطاردهم من مقار أعمالهم، ثم لاحقوهم في فنادق العاصمة فندقاً فندقاً مع أن هؤلاء الشباب كانوا يغيرون أماكن سكناهم أكثر من 4 مرات في اليوم إلا أنه تم الترصد لهم في كل مكان، ولذلك تعترض المليشيات على إطلاقهم.


كان هناك زملاء إعلاميون مرصودون كثر لكنهم استطاعوا الإفلات من شراك وأفخاخ المليشيات الحوثية والعفاشية قبل ذلك.
لم تكن معاناة هؤلاء الصحفيين لتقتصر من قبل الحوثيين فقط، بل إن مسؤولين في وزارة إعلام الشرعية يتنكرون لهم ويدسون الدسائس عليهم من الخلف إلى المنظمات الحقوقية الدولية والمختصة بالصحفيين.


الحقوقي والكاتب الصحفي حسين الصوفي كشف عن ذلك من خلال لقائهم بصحفيين دوليين، فكتب على حائطه في صفحة الفيسبوك: "خلال لقاء لنا مع صحفيين غربيين هنا في مارب حاولنا أن نقنعهم بضرورة التعاطف والتضامن مع الصحفيين المختطفين في سجون مليشيا الحوثي، ففاجأونا أن مسؤولين في وزارة الإعلام حذروهم من التعاطف مع الصحفيين المختطفين لأن لهم علاقة بدعم "الإرهاب"!!


يوضح الصوفي في منشور آخر له: "يتعرض خمسة عشر صحفيا في سجون مليشيا الحوثي لأكثر من عشرين نوعا من التعذيب وتهمتهم أنهم يوالون شرعية الرئيس هادي وأنهم يقومون بالتعاون مع السعودية حسب محاضر التحقيق!!


هم لا ذنب لهم ولكن هناك مسؤولين في وزارة إعلام الشرعية في فندق بالرياض قال إن هؤلاء يدعمون الإرهاب"!! وتساءل الصوفي متعجباً: "هل دعم الشرعية إرهاب"؟!!


في التاسع من مايو عام 2015 اختطفت المليشيات الحوثية الدفعة الأولى من الصحفيين وعددهم 9 صحفيين من وسط العاصمة صنعاء وهم: عبدالخالق عمران، توفيق المنصوري، حارث حميد، هشام طرموم، هشام اليوسفي، أكرم الوليدي، عصام بلغيث، حسن عناب، وهيثم الشهاب.
وكشف تقرير حقوقي عن رصد 2250 انتهاكاً بحق الصحفيين اليمنيين معظمها ارتكبتها جماعة الحوثي بنسبة 85%. خلال الثلاث سنوات الماضية.
وأوضح التقرير السنوي الأول عن الانتهاكات الصحفية (ثمن الخذلان) والذي دشنته المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى) الخميس 11 يناير 2018، أن صنعاء مثلت المدينة الأخطر على الصحفيين، طوال الثلاثة الأعوام حيث شهدت أكثر من 1980 جريمة انتهاك بنسبة 88% من إجمالي الإنتهاكات المرصودة.


كما اتخذت المليشيات الحوثية صحفيين آخرين دروعاً بشرية في مخازن للسلاح عرضت حياتهما للقتل وهما الصحفيان يوسف العيزري وعبدالله قابل، وذلك في يوم الإثنين 25 مايو 2015.


وفي يوم الجمعة 26 مايو قتلت المليشيات الحوثية في تعز المصور "تقي الدين الحذيفي"، والمصور والمراسل "وائل العبسي" فيما بترت رجل المصور "وليد القدسي" وأصيب المصور صلاح الدين الوهباني بجروح بليغة.


وفي يوم 16 فبراير 2016 قتلت المليشيات الحوثية قنصاً المصور الصحفي أحمد الشيباني اليوم في محافظة تعز برصاصة قناصة مسلحي جماعة الحوثي و الرئيس السابق صالح في حي الحصب غرب المدينة.


وبلغ عدد الصحفيين الذين قتلتهم المليشيات الحوثية والرئيس السابق صالح حوالي 25 صحفياً ومصوراً قنصاً وقصفاً أو تسميماً أو جعلتهم دروعاً بشرية خلال الـ3 أعوام الماضية.