الجمعة 19-04-2024 21:59:36 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

اليمن اليوم في ظل المليشيات الحوثية

الإثنين 11 ديسمبر-كانون الأول 2017 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - خاص

   

بعد أن خلت لها ساحات صنعاء وخلت من مقاومة الحوثيين فرضت المليشيات الحوثية واقعاً جديداً في العاصمة الجميلة التي لوثها الحوثيون بجرائمهم ضد الإنسانية.. قتل وتفجير، واختطاف، وتشريد، ونهب..خماسي جديد تفرضه المليشيات الحوثية في الواقع اليمني اليوم بفعل سيطرتها على أجزاء حيوية من اليمن اليوم بعد انقلابها الدموي في سبتمبر 2014، بعدما تخلص اليمنيون من الثالوث الكهنوتي لأجدادهم (الفقر والجهل والمرض).

ولم تكد المليشيات الحوثية تجهز على حلفائها السابقين حتى استفردت بالموقف وتحولت إلى غول كاسر يلتهم كل ما حوله، وهي التي كانت ترمي بجرائمها على حلفائها، فقامت بتصفية الكثير من قيادات المؤتمر الشعبي العام في صنعاء وحجة وعمران وطوق أمانة العاصمة، فضلاً عن اعتقال آخرين.

ففي محافظة حجة وحدها قامت المليشيات الحوثية بتصفية 30 شخصية مؤتمرية وتفجير 20 منزلاً وتضرر ١٠٦ منازل بأضرار مختلفة بجانب ما تم تفجيرها بينها محال تجارية، واختطاف أكثر من مائه وخمسين آخرين بينهم مسؤولون وقيادات ومشايخ وأطفال، كل ذلك خلال أسبوع فقط.

 

فقد ذكرت مصادر ميدانية قيام المليشيات الحوثية بتصفية الشيخ محمد هديش شيخ قبيلة بني سراع في مديرية الشغادرة بمحافظة حجة عقب تصفية الشيخ أكرم خالد الزرقة وسبعة من أسرته.

وجاء تصفية الحوثيين لهذه الشخصية القبلية بعد يومين من تصفية الشيخ وعضو مجلس النواب محمد العميسي وهو أحد مشايخ مدينة الخوخة الساحلية، وكذلك تصفية الشيخ أكرم خالد الزرقة وسبعة من أسرته في حجة.

ولم تسلم حتى النساء في صنعاء من الاختطافات واقتحام بيوتهن ونهبها كما جرى اختطاف أكثر من 100 امرأة في تظاهرة صنعاء التي خرجت تطالب بتسليم جثمان الرئيس السابق صالح أو الاعتداء عليهن بالرصاص الحي والهراوات.

كما شهدت مختلف الجوانب الثقافية موجة تطييف عنيفة من قبل المليشيات للمناهج التعليمية وفرض الطقوس والشعارات الطائفية على المساجد والمدارس.

ووسط كل هذه الجرائم قامت المليشيات الحوثية بقطع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على اليمنيين في محاولة منها للتغطية على جرائمها حتى لا يعرفها العالم، وربما تستيقظ المدن اليمنية على جرائمَ كثيرةٍ لم توثقها أي من المنظمات ولا وسائل الإعلام.

 

إدانة منظمات حقوقية

منظمة "رايتس رادار" من جهتها دانت هذه الجرائم والانتهاكات من قبل المليشيات الحوثية. وقالت المنظمة في تقريرها الصادر اليوم من لاهاي: "إن الانتهاكات لحقوق الإنسان خلال الأيام الماضية فاقت كل التوقعات، من حيث كثافة عدد الحالات ومن حيث خطورتها، سواء في العاصمة صنعاء أو في بقية المحافظات اليمنية، التي طالتها انتهاكات المسلحين الحوثيين والتي تشكل كلها انتهاكات واضحة للقانون الدولي الإنساني، وقد تصل بعضها الى مستوى جرائم حرب".

وأوضحت المنظمة أن عدد البلاغات التي تلقتها في ادعاءات انتهاكات حقوق الانسان في العاصمة صنعاء والمحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي منذ 1 كانون أول/ديسمبر وحتى مساء أمس الأحد 10 كانون أول/ديسمبر بلغت 153 بلاغا، منها 27 بلاغا لانتهاك فردي و126 بلاغا لانتهاكات جماعية، أغلبها ارتكبت في العاصمة صنعاء".

 

ومن بين أبرز البلاغات التي تلقتها رايتس رادار، إدعاءات قيام مسلحي جماعة الحوثي بارتكاب "إعدامات جماعية للعشرات من قيادات وأعضاء وأنصار حزب المؤتمر الشعبي العام وقوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، خلال يوم واحد في محيط جامع الصالح، بمنطقة السبعين في صنعاء، يوم 4 كانون أول/ديسمبر الجاري".

 

ومن ضمن البلاغات أيضا قيام المسلحين الحوثيين بقتل وتصفية بعض أفراد عائلة صالح وقيادات حزبه وحراسته وجيرانه وتدمير ممتلكاتهم وبيوتهم واقتحام منازلهم وحصارهم وخطف بعضهم، خلال يومي 3 و4 كانون أول/ديسمبر الجاري.

 

كما ذكرت البلاغات "ارتكاب جماعة الحوثي لعمليات قتل جماعي، تهجير جماعي، حصار وتدمير وقصف مقار حزبية واقتحام مقار عمل، مصادرة معدات عمل، نهب أموال عامة، تقييد حريات عامة، والاعتداء على مظاهرة نسائية، واعتقال واحتجاز جماعي، في العديد من أحياء العاصمة صنعاء ومن بينها شارع مجاهد، وشارع حدة، وشارع الجزائر، وشارع عمّان، وشارع بغداد، وشارع إيران، خلال العشرة الأيام الماضية".

من يعرف تاريخ الإمامة في اليمن يدرك كيف قامت الإمامة بتدمير اليمن لمدة قرون من الزمن، ورمت به في عصور التخلف والجهل والمرض، الأمر الذي يعمل أحفادُهم اليوم على إعادتها من جديد لمواصلة تدمير اليمن التي كلما حاول أبناؤها النهوض بها وانتشالها من أمراضهم ومستنقعاتهم حتى تنبت هذه النبتة الخبيثة من جديد لتقضي على كل ما تم إنجازه وإصلاحه.

ينتظر اليمنَ مستقبلٌ قاتمٌ من القتل والتفجير والتدمير والاختطاف والنهب والتمييز العنصري والسلالي في ظل هذه المليشيات التي دمرت الأخضر واليابس وعاثت في كل شيء وصار كل شيء عندها سوق سوداء فهي لا تعرف إلى الأخلاق سبيلاً.