الجمعة 26-04-2024 01:57:00 ص : 17 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

إيران تسحب خبراءها العسكريين بعد انتصارات الجيش الوطني

الإثنين 11 ديسمبر-كانون الأول 2017 الساعة 10 مساءً / الإصلاح نت - خاص

   

لم تكن إيران لتخفي دعمها الصريح للمليشيات الحوثية في اليمن من حيث تبنيها ورعايتها وتنشئتها ومواصلة الدعم حتى بعد انقلابها على السلطة في 21 سبتمبر 2014، وهي التي فاخرت أنها أسقطت العاصمة العربية الرابعة بعد بغداد وبيروت ودمشق ثم صنعاء.

الدعم الإيراني بدأ من تسعينيات القرن الماضي وازدادت وتيرته مع حروب صعدة الستة في مختلف المجالات.

وكانت أشهر مظاهر الدعم هو دعم المليشيات بالأسلحة المختلفة من الخفيف وحتى الثقيل بالصواريخ، والمعدات العسكرية والمالية عبر سفينتي "جيهان1" و"جيهان2" اللتين قبضت عليهما المخابرات اليمنية متلبسة بجرمهما في عامي 2010 و2012.

وعلى الرغم من إنكارها أحياناً علنا لتزوي الحوثيين بالسلاح إلا أنها تعود وتعترف عبر وسائل الإعلام من باب التفاخر والتحدي. ولم يثتصر الدعم عبر الأسلحة فقط بل زودت الحوثيين بالخبراء وتطويرهم لعدد من الصواريخ والمتفجرات والألغام التي تعاني منها المناطق المحررة إلى اليوم.

اليوم وبعد التقدم الكبير لقوات الشرعية في الساحل الغربي وتلقي الحوثيين هزائمَ مستمرةً ومقتلِ أحد مستشاريها وخبراء الصواريخ في مديرية أرحب الأسبوع الماضي بغارات جوية لمقاتلات التحالف العربي، قامت إيران خلال الثلاث الأيام الماضية بسحب 40 مستشاراً وخبيراً عسكرياً من اليمن برفقة موظفين تابعين للأمم المتحدة في اليمن.

مصادر ميدانية ملاحية كشفت لموقع "العربية نت" أنه تم إجلاء مستشاري إيران قبل ثلاثة أيام مع موظفين أمميين، عبر ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه مليشيات الحوثي، الأمر الذي عمل علامات استفهام كبيرة حول تزامن وتوافق عملية الإجلاء لهؤلاء المستشارين مع بعض البعثات للأمم المتحدة.

وقد سبق تلك التحركات الإيرانية، إجلاءُ طهران موظفي سفارتها من صنعاء، بعد قصفها من قبل قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في المواجهات التي دارت بينها وبين المليشيات الحوثية الأسبوع الماضي.

وأرسلت إيران عشرات الخبراء العسكريين إلى اليمن لدعم جماعة الحوثي وتطوير قدراتها العسكرية وخاصة في مجال الصواريخ.

طهران التي تدعم المليشيات الحوثية بكافة أنواع الدعم العسكري والسياسي والحقوقي والمالي وعموم الدعم اللوجيستي لم تُخفِ هذا الدعم وكان أبرز تصريحاتها أن "العاصمة العربية الرابعة صارت في قبضتها" أثناء الانقلاب في سبتمبر 2014.

مراقبون ومحللون سياسيون يرون أن هذه الإنسحابات الإيرانية من اليمن وخاصة في الجبهة الساحلية الغربية سيكون تأثيراً جزئياً فقط على الجهة الغربية بينما يتم تعزيز الجبهات الشرقية والشمالية في صنعاء وصعدة ولن يؤثر كثيراً في مواجهات المليشيات الحوثية على الأرض كونه لا يزال عددٌ من الخبراء متواجدين في صعدة وعمران وصنعاء، في تحدٍ إيرانيٍ للتحذيرات العربية والدولية من تدخلها في اليمن.

وفي نظر المراقبين فإن تأثير الانسحاب فقط سيكون فقط في جانب الصواريخ الباليستية التي كانت تطلقها المليشيات الحوثية على المملكة العربية السعودية وبعض الجبهات الأخرى والتي يبدو أن المليشيات قد استنفدت إمكانياتها الصاروخية خاصة بعد إثباتها عدم فاعليتها من جهة وضربها بشكل مستمر من قبل طيران التحالف من جهة أخرى.

فهل أدركت إيران أن حجم مليشياتها في اليمن يتقلص وأن زوالها قد اقترب لتقوم بسحب خبرائها ومستشاريها بعد تلقيها ضربات متتالية وإصرار الشرعية والتحالف العربي على الحسم العسكري؟!