السبت 04-05-2024 18:34:24 م : 25 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

السلالية وسقوط المقدس.. الأسباب والنتائج (الحلقة 1)

الإثنين 21 فبراير-شباط 2022 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت-خاص-عبد العزيز العسالي

 


أسباب سقوط المقدس:
يعيش الشعب اليمني حربا سلالية عنصرية إرهابية مليشاوية انقلابية منذ ثماني سنوات ولا زالت.. حربا إجرامية أهلكت الحرث والنسل ودمرت كل مقدسات الإسلام: الدين، والدماء، والأعراض، والعقول، والأموال.. حربا تحصد أرواح الأطفال والنساء والعجزة خلّفت آلاف الشهداء والجرحى من ذوي الإعاقات الدائمة، وقبل ذلك نفذت السلالية العنصرية انقلابا إرهابيا على الشرعية السياسية وإجماع الأمة.. حربا تقصف المدن الآهلة بالسكان بمختلف أنواع الأسلحة بما فيها السلاح المحرم دوليا، وصواريخ بالستية تدك المدن، ناهيك عن آلاف المختطفين والمخفيين قسريا.

كما أنها تمارس تجريف الهوية الوطنية وتمزيق النسيج المجتمعي، عبر ماتسميه بالهوية الإيمانية التي لا تعني عندهم سوى تكريس حكمهم السلالي وإضفاء طابع القداسة عليه بوصله للنبي وآل بيته من خلال خرافة الولاية والاصطفاء. وستبقى آثار حربهم النازية التي يشنونها اليوم على اليمنيين غائرة في الجسد اليمني لأجيال قادمة.

يقف العقلاء أمام هذه الفظائع النازية والإفساد الإرهابي المليشاوي السلالي العنصري متسائلين:
- ما هي الأسباب؟
- ما الدوافع والعوامل؟
- ما الأهداف؟
- لماذا هذا السحق للشعب اليمني بتلك الصورة المرعبة؟

أسئلة ينطقها العقلاء، ويضمرها الغالبية.. أسئلة تبحث عن إجابة واضحة تقدم تفسيرا منهجيا وتحليلا علميا عميقا لتلك الحروب النازية المهلكة للحرث والنسل منذ قرون.. إنها أسئلة قديمة جديدة يطرحها كل من ينظر في تاريخ اليمن منذ 1200 عام.

كاتب هذه السطور سيسلط الضوء -قدر المستطاع- في هذه الحلقة على أبرز الأسباب المحورية لهذا الإرهاب والعنف الحوثي، متوخيا تبسيط العبارة والإيجاز، تاركا الإجابة عن الدوافع والعوامل نظرا لاتساعها وتعقيداتها.

الكاتب سيستعرض الأسباب في أطر مفاهيم فكرية تاريخية وعقدية، وتحت كل مفهوم نقاط إيضاحية وذلك على النحو التالي:

السبب الأول: التمذهب سبق التدوين
هذا مفهوم منهجي فكري كبير، ويحتاج إلى وقفات طويلة، أزعم أنه استوعب الكثير من السياقات التاريخية، لكني عملت جاهدا على تفكيك هذا المفهوم وتقريبه وذلك في النقاط التالية:

1- حقد الإقطاعية الفارسية:
حقد الإقطاعية الفارسية ناجم عن عدة أسباب أهمها: السقوط السريع لإمبراطوريتي فارس والروم وذلك خلال زمن قياسي جدا لم يتجاوز 13 عاما.

2- تحرير الأنباط:
كان الأنباط مستضعفين تحت نير الإقطاعية الفارسية يشفطون المستنقعات ويحولونها إلى مزارع ثم يكدحون ليلا ونهارا في الزراعة مقابل القوت اليومي فقط.

3- تمثل تحرير الأنباط في تمليكهم الأرض -بقرار الفاروق- عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقد جسد الفاروق في قراره لوازم عقيدة التوحيد، وحولها إلى آليات تحرير المجتمع النبطي، ومعلوم أن شعار الفاروق الناضج "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟"، وهذا يعني أن عقيدة التوحيد تتضمن تحرير الروح وتحرير العقل وحرية الفرد والمجتمع، لأن عقيدة التوحيد عقيدة عدل اجتماعي ومساواة للمؤمن بها وغير المؤمن بها.. "جئنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد"... إلخ.

4- تهاوت أقاليم الإمبراطوريتين سريعا، مع فارق هو أن أرض الشام لم تكن بيد الإقطاع الرومي، فكانت خسارة عرب الشام (عملاء الروم) امتيازات سياسية واجتماعية.

5- الإقطاعية الفارسية خسرت القيادة والمال... إلخ، ولأن الإقطاعية الفارسية لديها إرث ثقافي وحضاري متراكم لقرون عديدة استطاعت قبل الإسلام التأثير على الثقافة الرومية خلال فترات صراعهما.

السبب الثاني: التنظيم الفارسي المضاد

الخبرات الثقافية الفارسية المتراكمة كوّنت مطبخا سياسيا مضادا للدولة الإسلامية، ولا شك أن رجال ذلك المطبخ هم دهاة الحقد الفارسي والذين طبخوا على نار هادئة (عناصر مخابراتية تقمصت الولاء للدولة الإسلامية).
من جهة أخرى كان اختيار العناصر من رجالات دولتي الغساسنة والمناذرة الذين فقدوا مصالح وامتيازات بسبب سقوط الإمبراطوريتين.
أضف إلى ذلك أدوات تنفيذ من الأرقاء وغيرهم.

النتيجة:
- اغتيال الفاروق رضي الله عنه.
- تخطيط دقيق جدا خلق تكتلا من شباب المسلمين داخل الأقاليم ذوي الطموح للسلطة.
- كانت عناصر المطبخ تنفث سمومها في صدور الشباب الطامح وبعض رجالات القبائل لتأجيج الأحقاد، من خلال اختراع الأكاذيب، وهو الأكثر، ومن خلال تضخيم بعض الأحداث التي تحصل وتفسيرها بالمقلوب، مثل ترويج الأكاذيب ضد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقد بلغت الأكاذيب أكثر من 100 أكذوبة وفندها الخليفة واحدة واحدة في جلسته مع الشباب ثم أثنى عليهم وأعطاهم ما يريدون، لكن المطبخ الفارسي الحاقد كان متحكما.

- الأدلة على تحكم المطبخ الفارسي: التقاء البغاة من كل الأقاليم في يوم واحد.
- الرسائل التي وجدها البغاة في حوزة شخص مجهول بأنه رسول الخليفة عثمان إلى أمراء الأقاليم بأن يقتلوا الشباب.
- انتهى الموقف بتضحية الخليفة بنفسه ولم يقاتل المتمردين.

- ودليل أقوى:
بعد الاتفاق بين علي ومعاوية الذي نص على أن معاوية يقدم سجلا بأسماء المتهمين بقتل الخليفة عثمان، ويبايع الخليفة علي في ذات الوقت، فوجئ الفريقان ليلا بهجوم على المعسكرين.
- تم تبادل الاتهامات بين الفريقين.
- هذه الطعنة الثالثة الأخطر نفذها المطبخ الفارسي.
- ترتب عليها انقسام الأمة الإسلامية رأسيا حتى اليوم.
- وجه المطبخ طعنة رابعة هي: اغتيال الخليفة الرابع وفق خطة تحمل دلالة تثبت وجود المطبخ.
كيف لا، ومنفذو اغتيال علي ومعاوية وعمرو بن العاص نفذوها في ساعة محددة هي عند خروجهم لصلاة الفجر في17 رمضان فاستشهد علي وجرح معاوية وقتل حارس عمرو.

- طعنة خامسة عمقت الجروح السابقة وهي مقتل الحسين عام 64 هـ.
- ترتب على مقتل الحسين:
فوضى متعددة الألوان والرايات وانطلاقة الفرس نحو تأليف تاريخ مزور للعهد الراشدي بدءا من يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وهلم جرا. ثم استمر الفرس في تزوير التاريخ من عام 64 هـ وحتى عام 156 هـ. وبلغ إجمالي الكتب التي زورت التاريخ أكثر من 400 مجلد.
بدأ المسلمون بتدوين التاريخ في القرن الثالث الهجري، فوجدوا أن المسافة الزمنية كبيرة، وكل الرواة قد ماتوا والتاريخ المتوارث شفويا متضارب، فاتجه المؤرخون للاستئناس بما كتبه المطبخ الفارسي.

- إخفاء أول تاريخ:
أول تاريخ إسلامي هو تاريخ ابن جرير الطبري، رحمه الله، توفي عام 310 هـ، وهنا اختفى هذا التاريخ طيلة 400 عام. ثم ظهر وقد لحق التحريف ثمانية أجزاء منه وهي الخاصة بالقرون الثلاثة الهجرية.

السبب الثالث، انقلاب العباسيين:
كان المطبخ يرسخ التمذهب من خلال توظيف الأحداث وتضخيمها وتزويرها خلال فترة الدولة الأموية. وجاء الانقلاب العباسي ضد الأمويين بجيش فارسي.
ظل المطبخ الفارسي ينظم ويعبئ النفوس ويعد الرجال طيلة 31 سنة، وتكلل الانقلاب عام 132هـ.
القارئ للتنظيم العباسي الفارسي يستطيع أن يستنتج مدخلات تلك التعبئة وأن تكريس التمذهب وتقديم الإجابات كما يريد المطبخ الفارسي، وذلك حول القضايا الدينية والسياسية والفكرية والجهوية والعشائرية والقرشية والهاشمية والعلوية.

السبب الرابع: ظهور حركة الكذابين في مجال الحديث

نلفت انتباه القارئ نحو جملة "حركة الكذابين"، ذلك أن هذه الجملة تعني -بكل ما تحمله الجملة من معنى- الحركة التنظيمية من حيث الدقة والدهاء الشيطاني الذي يخدم فكرة التنسيق والتكامل بين الكذابين على الرسول صلى الله عليه وسلم.

السبب الخامس: ظهور روايات الفضائل

ظهرت روايات كثيرة جدا مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم، تضمنت فضائل الرجال والأُسر، والقبائل، والعشائر، والبلدان. هذه الروايات بدأت من وقت مبكر بعد معركة الجمل وصفين.
الهدف من روايات الفضائل هو ترجيح كفة التفاضل الديني في من يتولى الزعامة، وليس الكفاية التي تخدم الأمة، أي أصبح تصعيد الحاكم ليس لخدمة الأمة وإنما تصعيده لأجله هو. ومن يقرأ المراسلات بين النفس الزكية (من ذرية علي) وبين الخليفة أبو جعفر المنصور العباسي يجد العجائب والغرائب فيما تضمنته من حجج تثبت الفضائل للأشخاص المتصارعين على الكرسي.

- نماذج سريعة:
بلغت روايات فضائل علي بن أبي طالب 400 رواية بدون تكرار، ومع التكرار وصلت قرابة 1000 رواية.
- بلغت فضائل أبي بكر 380.
- بلغت فضائل عمر 350.
- عثمان أقل عددا.
ناهيك عن فضائل ذرية علي فيكفيك أنهم أنبياء معصومون عند الشيعة وهم أعلم الناس وأزهدهم وأفقههم عند السنة.
- بلغت فضائل الشام أربعة مجلدات - مجلدان في فضائل الشام، ومجلد في فضائل من سكن الشام، ومجلد في فضائل سكنى الشام.
- يقابل ذلك روايات وصية الحق الإلهي بالحكم لعلي وعياله وذريته.
- الأكثر غرابة هو أن روايات فضائل علي بتلك الأعداد انتقلت إلى كتب أهل السنة، حيث كان أهل السنة يعللون عملهم هذا بأن هدفه سحب بساط الحب لعلي وأولاده، تفويتا للفرصة على الشيعة.

السبب السادس: زمن تدوين السنة

- يتفق علماء السنة قاطبة أن القرن الثالث الهجري هو ربيع السنة النبوية، وتحديدا من بداية خلافة المتوكل العباسي عام 232 هـ.، والذي قضى على مدرسة المعتزلة وفتح المجال لمدرسة الحديث.
- كتب الأمهات الست عند أهل السنة كلها ظهرت بعد خلافة المتوكل وحتى عام 304 هـ.
- هذا السياق الزمني له أثره وتوازناته في ذهن الراوي والمؤلِّف.
- ظهرت كتب الشيعة في القرن الرابع.

السبب السابع: انقلاب البويهيين
- انقلب البويهيون من شيعة فرس عام 334 هـ.
وادعى البويهيون أنهم زيدية ذرا للرماد في العيون، وأنهم مع الحرية الفكرية للجميع، والحقيقة الواقعية كانت غير ذلك، حيث كان البويهيون مظلة للنشاط الشيعي الاثنى عشري تحت شعار الحرية.
واستمرت حكومة البويهيين 110 سنين تماما.

- انقلابات متزامنة:
تزامنت انقلابات شملت أقاليم الدولة الإسلامية قبل وأثناء وبعد انقلاب البويهيين وكانت الانقلابات مغلفة بغلاف قبلي عشائري وسلالي وجهوي وحزبي.
- العبيديون في المغرب.
- الفاطميون في مصر .
- القرامطة في البحرين.
- علي بن الفضل في اليمن.
- الحمدانيون في حلب... إلخ.
- الهادي الرسي في صعدة وصنعاء، غير أن الرسي كان قد سبق انقلاب البويهيين بـ50 عاما.
باختصار، تعددت أغلفة الانقلابات، غير أن المضمون الفكري كان شيعيا بامتياز.

تلك الانقلابات تؤكد الدور الخبيث للمطبخ الفارسي الحاقد. وعليه، يمكننا القول إن مفهوم التمذهب سبق التدوين يعطينا دلالات كثيرة أبرزها:

- عصر التدوين كان إفراغا للمخزون الذهني الشامل لكل التصورات والتحليلات وتبريرات الصراعات الفكرية وإجابات على التساؤلات، ودحض الاعتراضات، وتقعيد للمذاهب، واستدراكات، وتعديلات، وإضافات، وترسيخ، وتكريس... إلخ.
- للقارئ أن يتساءل: ماذا لو كان حصل العكس، أي التدوين سبق التمذهب، ثم يقيس الأمور عكسيا؟
- الانقلاب العباسي شيعي الدوافع والمضمون والأهداف، ولكن العباسيين تظاهروا بالتسنن كسبا للشارع.
- الثقافة الفارسية نجحت في اختراق العقل المسلم سياسيا وفكريا وثقافيا... إلخ.

السلالية في اليمن:
انقلب المأمون على الأمين وذلك عام 198 هـ تقريبا، وكان الشيعة هم جيش المأمون، لكن الشيعة كانوا قد طبخوا شخصيات مغمورة قالوا عنها إنها من البطنين- إبراهيم بن طباطبا وإخوانه نموذجا لتكوين كتلة البطنين حيث انقلب ابن طباطبا واستولى على الكوفة وظل حاكما فيها قرابة 5 سنوات كون المأمون انشغل بحروب فارسية أخرى طيلة 5 سنوات فأكثر.

- أحمد الجزار في اليمن: إبراهيم طباطبا أرسل أخاه أحمد الجزار يحكم اليمن فوصل صنعاء واتجه إلى صعدة، وسنعود للحديث عن جرائمه في الحلقة الثانية.
انتصر المامون في الكوفة وهرب الحاكم بن طباطبا، فخرج أحمد الجزار هاربا من اليمن على خلاف بين المؤرخين.

- الحسين الرسي:
الحسين الرسي غير معروف عند محققي التاريخ - الشماحي نموذجا في كتابه "اليمن والحضارة" أشار إلى أن الرسي مجهول، حيث ظهر في الكوفة بعد هروب طباطبا، ربما كان يتهيأ للإمارة لكن المأمون تتبع فلول الشلة، فتخفى الحسين بن القاسم وهرب إلى مصر، مخلفا دعاية عميقة روجها المطبخ الفارسي تخفيفا للهزيمة وتمجيدا للحسين بأنه نجم العترة النبوية.
ظل المأمون يتتبعه طيلة 10 سنوات فتنكر وخرج من مصر إلى الحجاز، وفي الحجاز خفف من اللهجة العسكرية واكتفى بالتوعية حول الحق الإلهي.

الهادي الرسي:
يحيى بن الحسين قدم إلى صعدة وصنعاء عام 280 هـ أولا، ثم عاد إلى الحجاز، ثم عاد إلى صعدة عام 284 هـ، ومن هناك أعلن مايسمى مذهب أهل البيت، وبعد شهور قليلة وصل لواء من طبرستان مكون من 4000 مقاتل حراس للهادي وعصابة تخريب وإفساد.

شروط الخلافة عند الهادي:
وضع الهادي 14 شرطا للخليفة منها: أن يكون من البطنين، وأن يخرج الخليفة بالسيف يقتل من لم يبايع.
إنها نفسية متعطشة للدماء اليمنية، ولك أن تتعجب أن القتل ليس للحاكم الظالم، وإنما القتل يطال الناس الأبرياء من فلاحين وتجار وغيرهم. استطاع الهادي الرسي غسل أدمغة القبائل لاعتبارين: الأول، الجهل والأمية المستشريان في أوساط المجتمع القبلي. والثاني، استغلال عواطف العامة توظيفا وشحنا خاطئا واستغلالا لحب النبي صلى الله عليه وسلم.
الجدير ذكره أن المؤرخ المصري محمد علي سالم قال إن الهادي الحقيقي اتجه إلى الهند بحثا عن مكانة سياسية فقتل هناك، وإن الذي دخل اليمن هو شخص آخر.

لماذا اليمن؟
مبررات اختيار الفرس لليمن:
1- البعد الجغرافي عن مركز الخلافة العباسية.
2- منعة جبال اليمن.
3- قوة القبائل القتالية.
4- سهولة توظيف المفاهيم الدينية مثل فضائل اليمنيين وتوظيف العصبية بأنهم أحفاد الأنصار وذرية آل البيت.
5- توظيف كاذب لمقولة إن عليا بن أبي طالب وصل إلى صنعاء، والصحيح أنه وصل إلى عسير فقط.
6- استغلال نهم القبائل في الفيد.
7- الانتقام من اليمنيين.. هذا من أقوى المبررات، ذلك الانتقام يعود لسببين وجيهين جدا: الأول، أن إمبراطورية فارس إبان فتحها كان أغلب قادة الفتح يمنيون. والثاني، أن جيش معاوية يوم الجمل وصفين كان أغلبه يمنيون.
تلكم هي باختصار أهم وأبرز الأسباب الكامنة والصانعة والمكرسة للإجرام السلالي المتعطش للدماء.

النتائج الخطيرة:
ترتب على الأسباب الآنفة نتائج كارثية على اليمنيين أبرزها:
- تزييف الوعي اليمني باسم الدين.
- تحريف معاني ودلالات النص القرآني من بعد مواضعه، أعني إزاحة وتمييع السنة الكونية الدينية الحاكمة للاجتماع وهي الشورى، فقد تم إزاحتها وإعادة تموضعها في موقعين لا علاقة لها بهما لا من قريب ولا من بعيد، الأول موقع فقهي ينطبق عليه حكم المندوب مثل المضمضة أو الاستنشاق. والثاني، أنها "مُعْلِمةٌ"، وهو كلام غريب عجيب لا وجود لهذا المصطلح في الفقه ولا في الأصول ولا في غيرهما.
- تلغيز النصوص:
تحولت نصوص الشريعة إلى ألغاز غامضة معماه وبالتالي تعطيلها.
- انفصال مدمر:
انفصال بين أحكام الشريعة وسنن الاجتماع ومن هنا جاءت الطوام والبلايا في مجال الثقافة السياسية وتغييب الفكر الناظر في سنن الله في النفس والاجتماع.
- حضور الروايات وإحلالها محل القرآن، بل أعطيت الروايات من القداسة والتحصين بأنها قاضية على القرآن والعياذ بالله.
- حضور التاريخ بكلاكله:
التاريخ حاضر بحمولاته الفكرية المرهقة والمكبلة والمربكة للعقل.
- أدخلت السياسة في أصول الدين:
أصبحت السياسة من أصول العقيدة والرافض لهذا القول كافر حلال الدم والعرض والمال.
- تحصين الحاكم:
فوجود الحاكم ليس لخدمة الأمة والشعب وإنما تنصيبه لأجل استعباد الرقاب ونهب الثروات كحق ديني له مشروع من عند الله من فوق سبع سمٰوات.
- ضياع آليات حماية كرامة الإنسان:
إهدار كرامة الإنسان أخطر النتائج على الإطلاق، لأن الشريعة جاءت لحماية الإنسان فتحولت الشريعة بسبب العقول المريضة إلى أداة هدم للإنسان.

شواهد تاريخية:
الشلل الفكري العاجز عن تحويل القيم إلى آليات تحمي كرامة الإنسان نجده في عشرات الشواهد منها: أن أحمد بن حنبل كان تحت الجلد، وبحسب الروايات كان حول أحمد من الفقهاء الآلاف يريدون تسجيل أقواله، ولو أن تلكم الأعداد اقتحمت القصر وأسقطت الفجور والطغيان السياسي لكان أفضل جهاد.
- تكرر القتل عموما وفي اليمن خصوصا، ولكن لا تفكير أبدا في وضع آليات تحمي كرامة الإنسان وحريته وحقوقه.

خلاصة الخلاصات: السلالية العنصرية أهدرت كرامة الإنسان اليمني فأُهدِرت معها كل الحقوق.

نلتقي بعونه سبحانه مع الحلقة الثانية بعنوان "سقوط المقدس.. صور من الإرهاب السلالي".

كلمات دالّة

#اليمن