الخميس 28-03-2024 21:23:04 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

بالأسماء والتفاصيل.. الكشف عن خفايا التعذيب في سجون المليشيات الانقلابية بصنعاء

الإثنين 20 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 05 مساءً / الاصلاح نت - متابعات

   

تعددت أساليب التعذيب الذي تفردت بها مليشيات الحوثي والمخلوع في سجونها بحق المواطنين الأبرياء الذين اختطفتهم من بيوتهم ومقار أعمالهم وجامعاتهم فقط لأنهم كانوا مناهضين للانقلاب أو لم يكونوا في صف الانقلاب.

 

"العاصمة أونلاين" استمع لشهادات متعددة لمختطفين مفرج عنهم قضوا أكثر من سنتين في سجون الانقلابيين وتعرضوا لأشد أنواع التعذيب والتنكيل.

 

كانت البداية مع المختطف المحرر "عمر الذيفاني" الذي قضى في سجن الأمن السياسي بصنعاء الخاضع لمليشيات الحوثي والمخلوع أكثر من ستنين تعرض فيها لأبشع أنواع التعذيب.

 

كشف الذيفاني في حديثه لـ"لعاصمة أونلاين" عن أساليب وطرق بشعة للتعذيب تنتهجها مليشيات الحوثي والمخلوع في سجن الأمن السياسي بصنعاء، والذي يقبع فيه المئات من المعتقلين غالبيتهم من الأبرياء.

 

وقال عمر: "إن المحققين في سجن الأمن السياسي يقومون بتعليق المختطف- وهو أنواع (منه التعليق على رجل واحدة أو يد واحدة)، الصعق الكهربائي والضرب باليد والعصا والسوط في جميع الجسم وكسر عظام الصدر، وأنكاها شد الرجلين كل رجل في جهة واللطم ودقدقة الرأس".

 

وتابع عمر بقوله: "أما ما تعرضت له من تعذيب جسدي هو التعليق والضرب باليد والعصا والسوط والخنق حتى الإغماء والسقوط في الأرض ودقدقة الرأس وفلخ الرجلين وشدهما كل رجل في جهة".

 

تعذيب نفسي

 

أما التعذيب النفسي قال عمر إنه تعرض لتهديد بالسلاح والتصفية الجسدية وتهديده بعائلته أنهم سوف يؤذوهم والتهديد بالسجن مدى الحياة والوعود الكاذبة والتهم المزيفة وغيرها من الأساليب.

 

المساجد إلى سجون

 

وعن سجن زين العابدين الذي حولته مليشيات الحوثي والمخلوع من جامع يرفع فيه اسم الله إلى سجن لتعذيب المواطنين بأساليب لم يسمع بها من قبل ولا يصدقها العقل. حدثنا المختطف المحرر محمد الجحدري، حيث وصف طرق التعذيب الذي يتعرض لها المختطفون هناك بالوحشية وغير المعقولة.

 

قال الجحدري إن مسؤولي التعذيب يقومون بتعليق المختطف لمدة 4 ساعات إلى 20 ساعة حتى تقطعت أعصاب أيدي بعضهم ووضع المختطف في الحوش وصب الماء البارد عليهم وإدخال مجانين عليهم.

 

وأضاف الجحدري بأن "المشرفين يقومون بفتح الأبواب بقوة عند التحقيق، وفي الليل عند النوم، ويعتدون على المختطفين بالضرب المبرح بالعصي وبأعقاب البنادق حتى تكسرت عند بعضهم فقرات في الصدر أو الظهر واللطم على الوجه".

 

وتابع الجحدري بقوله: "تعرضت أنا شخصيا للتعذيب النفسي أكثر من الجسدي عندما كانوا يقومون بربط عيوني برباط محكم وتقييد أيدي وأرجلي بالحديد من أول يوم اختطفوني من الظهر إلى بعد صلاة العشاء وأثناء التحقيق".

 

وكشف أن مشرفي المليشيات في زين العابدين أدخلوا عليه المجانين كنوع من التعذيب والسب والشتم والتهديد بالضرب وإخفائه قسرا أكثر من 3 أشهر.

 

المختطف المحرر سمير الضبياني يقول: "منذ اختطافي يوم الإثنين الموافق 22 /2/ 2016م من جولة الثقافة بصنعاء بقيادة المدعو أبو محمد المطهر مشرف مديرية السبعين تلقيت ألوانا من العذاب حتى الإفراج عني لفترة استمرت سنه وثمانية أشهر".

 

وذكر المختطف الضيباني أنه مكث " 10 أيام فترة التحقيق مربوط العينين ومربط اليدين والرجلين طوال الفترة لمحاولة إجباره على القول بما لم يفعل، منها 3 أيام بلياليها تحقيق متواصل يبدأ العصر وينتهي قبل الفجر يتناوب عليه عدد من المحققين لا ينام فيها أبدا، وفي اليوم الرابع أغمي عليه من شدة ما تلقى من التعذيب".

 

وأضاف الضبياني الذي نقل فيما بعد إلى سجن احتياطي هبرة حديثة بقوله: "كان يتم تعليقي لمدة 6 ساعات متواصلة مربط اليدين إلى الخلف ووضع مدكى في الوسط طوال التحقيق ورفع إحدى الأرجل".

 

وقال إن من طرق التعذيب الذي تعرض لها وتعرض لها الأغلبية هي "كلبشة" الأيدي من الخلف مع الأرجل والجلوس على الصدر والبطن وتسمى (السمكة).

 

وتعرض الضبياني لمحاولة الشنق والصعق بالكهرباء والضرب بالسوط والأيدي في كل مكان وكذلك التهديد بالقتل وبخلع الأظافر، كما هددوه بأولاده أنهم سيحضرونهم ويعلقونهم أمامه

 

أشد أنواع التعذيب

 

ومن أشد أنواع التعذيب التي سردها لـ"العاصمة أونلاين" أنهم أخبروه بأنهم قاموا بقتل ابنه عبد الرحمن وإحضار تلفونه أثناء التحقيق كانوا أخذوه أثناء اقتحام البيت بعد اختطافه.

 

كما تعرض للسجن الانفرادي في زنزانة مظلمة بسجن هبرة لمدة شهرين كاملين وعدم السماح له بدخول الحمام سوى مرتين خلال 24 ساعة الأولى 12 ظهرا والثانية 1 بعد منتصف الليل وأحيانا مرة واحدة وكانوا يصرفون شمعة كل أربعة أيام ويضيئها السجان وقت الأكل فقط.

 

ومنع الضبياني من زيارة أهله وكذلك منع من لبس النظارة الطبية لمدة ستة أشهر منها شهرين في الزنزانة الانفرادية وأربعة أشهر داخل العنبر مما أدى إلى زيادة في ضعف النظر وتم اخذ مبالغ مالية من الأسرة بحجة إخبارهم بمكانه ونقله إلى مكان أفضل وتخويف الأهل والمراجعين بأنه اعترف بأشياء وانه سيعدم والأفضل أن لا يسألون عنه.

 

وعن بقية المختطفين في سجن هبرة أكد الضبياني أنه يتم التضييق عليهم بشكل عام وعدم السماح بالزيارات داخل العنابر وعمل شباك لنافذة الزيارة كي لا يستطيع المختطف محادثة أهله أثناء الزيارة ومنعهم من الشمس إلا ساعة في الأسبوع وفي الغالب لا يتم هذا.

 

العلاج ممنوع

 

وعن المرضي وحالتهم المستعصية قال الضبياني أن مشرفي السجن لا يسمحون لهم بالعلاج ولا الخروج إلى المستشفى وفتح المجاري فوق السجناء أكثر من مرة في بدروم سجن احتياطي هبرة.

 

المختطف المحرر نبيل الحورى، الذي قضى في سجن هبرة قرابة العامين، قال إنه مكثت شهرين كاملين في إخفاء قسري لا يعلم الأهل أين هو وضل طول تلك الفترة بنفس الملابس الذي اختطف وهو يرتديها ولَم يسمح له بدخول أي شيء من ملابس أو غذاء، وأكد أن أسرته دفعت مبالغ مالية كبيرة منذ اختطافه وحتى خروجه كان آخرها مليون ريال.

 

سجناء صعدة

 

وعن السجون السرية بصنعاء والتي معظم نزلائها هم من أبناء محافظة صعدة المستضعفين حدثنا أحد المختطفين المفرج عنهم رفض الكشف عن اسمه، صاحبهم لفترة في سجن لا يعلم مكانه حتى اللحظة.

 

وقال إنهم أودعوه في مكان لم يستطع تحديده وتوعدوه بالويل والثبور وشاهد سبعة أشخاص مكبلين بالقيود الكبيرة المسماة "مراود" يرتدون ملابسهم متسخة يتبولون في صحاح كوثر ويقضون حاجتهم أمام بعضهم في غرفه صغيرة طولها أربعة متر وعرضها مترين ونصف تقريبا وفيها ثلاث نوافذ مبنية بالطوب والاسمنت منعدمة التهوية تماما إلى درجة أن السقف يقطر من الحمى.

 

ويواصل (ص.ن) بقوله: "سألت أحد المساجين عن صاحبي الذي أخذوه معي وأدخلوه إلى المكان قبلي همس لي قائلا نزل صوتك أكيد في الغرفة ألي جنبنا سألته وهل هناك غرفه ثانيه قال نعم وفيها ??سجين قبل صاحبك سائلتهم منذ متى أنتم هنا؟ فأجابني كل واحد له فترة مختلفة عن الآخر فمننا من له سنتين والبقية بين الستة الأشهر والعامين لا يعرف عنهم أهلهم الا أن الحوثيين هم من أخذوهم".

 

ومن صنوف العذاب الأخرى ويتعمد مشرفي السجون تأخير الأكل عن موعده ناهيك عن رداءته تسلم وجبات الصبوح 11ظهرا، والغداء الساعة 2, والعشاء 9 مساءً وأحيانا لا شيء.

 

وتعرض الكثير من المختطفين لمرض الكلى وانفجار الدودة الزائدة بسبب المياه الملوثة يقول أحدهم أنهم كانوا يجدون الديدان في الماء وأنه غير صالحة حتى للوضوء فضلا عن الشرب وكانوا يضطرون للشرب من الحمام.

 

تكديس السجناء

 

أما عن الزنازين يقوم المشرفون عليها بحشر أكبر عدد ممكن في الزنزانة الواحدة حيث يتم حشر 36 نفرا في زنزانة 1*1,5 متر.

 

وأصيب الكثير من المختطفين بفيروس الكبد, الحساسيات, الحكة, الهبوط الجدري, الحكة مع انتشار القمل والبعوض والأمراض الجلدية الجرب (أمراض جلدية), التسمم الغذائي, أمراض التنفس والصدر والزكام , أمراض الكلى والأملاح بسبب المياه

 

مشرفو السجون

 

وكشفت مصادر متطابقة لـ"العاصمة أونلاين" عن أسماء مشرفي سجون الدولة الخاضعة لسيطرة الانقلابين والسجون السرية التي استحدثتها المليشيات ومن يقومون بتعذيب المختطفين البعض منهم قتل تحت التعذيب.

 

وأكدت المصادر أن المدعو "أبو هاشم" واسمه الحقيقي طه المحاقري من المحاقرة مشرف سجن زين العابدين الواقع في منطقة حزيز جنوب العاصمة صنعاء وأن معاونيه (المحققين الذين يقومون بالتعذيب) هم: "ابو معيظ" من حزيز و"ابو جعفر" من سنحان والمدعو "ابو الليث" واسمه "فؤاد النوعه" وأبو سيف الحرف من محافظة إب والمدعو "عرفات عرفات" المشرف المالي.

 

وعن سجن احتياطي هبرة، قالت المصادر: "إن مدير السجون يدعى "أبو حمزة" واسمه "يحيي صلاح" من صعدة ومدير سجن احتياطي هبرة ""أبو علي" واسمه "علي يحيي الهميل" والمدعو "أبو أحمد" رياض المتوكل، هيثم العرجلي، طه المحطوري، وهاني احمد علي السريحي، مسؤول التعذيب مع عبد الخالق المطري، وهو أحد المسجونين الجنائيين استخدمته المليشيات في التعذيب ويعتبر الصندوق الأسود لسجن احتياطي هبرة وكذلك بسام سراج وحمير المصوص من المساجين اللصوص الذي سيرتهم المليشيات لتعذيب المختطفين ويعملوا منظفين ومراسلين.

 

ومن ضمن الزبانية اللذين يقومون بأعمال التحقيق والتعذيب، المدعو "ماهر السريحي" ويكنى بـ"أبو جبريل" من الحيمة ومن ضمن المحققين وهو من أنصار المخلوع المدعو "يوسف الخضمي" من ريمة أمن سياسي و"فهد الصلوي" من تعز أمن سياسي وفؤاد الحاشدي، من حاشد عسكري وشخص اسمه أبو مالك وآخر أبو شهاب، وابو يوسف الهميلان, سليم الهميلان, واثنان آخرين من صعدة.                      

 

ويعمل المدعو "يحيى حمادي محمد سريع" مديرا للأمن السياسي بصنعاء وهو سجين سجنه المخلوع على عبد الله صالح في فترة حروب صعدة وهو شاب ثلاثيني يقوم بتعذيب المختطفين وكذلك المدعو "صالح.." وبندر و"عبده مارش" هم من ينظموا الزيارات ويتسلمون المبالغ المالية من أسر المختطفين ويصادرونها.

 

مصادرة أموال المساجين

 

وأكدت المصادر لـ "لعاصمة أونلاين" أن مشرفي سجن الأمن السياسي يقومون بمصادرة المبالغ المالية بين الفترة والأخرى ويمنعون دخول الأكل والزيارات عن أغلب المختطفين.

 

وكشفت المصادر عن أن المدعو "أبو عقيل" وهو شخصية غامضة ومعاونه "ابو كاظم" واسمه محمد صالح ضيف الله، يعملان على إذلال أسر المختطفين وهو المتحكم الأول بالسماح للزيارات أو منعها بدون مقدمات.

 

وبحسب ما تحدثت عنه عدد من أسر المختطفين فإن "أبو عقيل" شخصية غريبة الأطوار ولا يرد على تلفوناته وهو ممن يقوم بتعذيب المختطفين.

 

ويعمل "طه اسماعيل محمد الديلمي"، و"أبو هديل" علي حسين، كمشرفين على سجن احتياطي الثورة، ويشرف على السجن المركزي المدعو "ابو هلال" وآخر يكنى "أبو ربيش" واسمه الحقيقي "يحي صالح هيبل"، أما سجن البحث الجنائي فيشرف عليه المدعو محمد وهاس "أبو رائد".

 

وتواصل مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية انتهاكاتها بحق المواطنين الأبرياء في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتهم، والتي أبرزها الاختطاف والقتل تحت التعذيب منذ انقلابها على الدولة والشرعية في الـ 21 من سبتمبر 2014م

 

ومنتصف أكتوبر الماضي، كشفت وحدة الرصد بمركز العاصمة الإعلامي عن أعداد السجون التابعة لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح بالعاصمة صنعاء، حيث وصلت إلى 107 سجنا وتتوزع بجميع مديريات العاصمة التسع وتمارس فيها أبشع صنوف التعذيب والإهانة للمختطفين.

 

المصدر: العاصمة أونلاين