الخميس 28-03-2024 17:39:08 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

المعاقون..معركة اليمن المؤجلة!

الجمعة 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص/ فهد سلطان

  

من أي باب تأتي إلى الحرب, فستجد الكوارث ماثلة أمامك من كل اتجاه؛ فمشكلاتها العميقة وما تخلفه من كوارث إنسانية, كفيلة بإبقاء الأوضاع متدهورة لفترة قد تطول, وربما تصل الى عقود طويلة.

قوافل من الأشخاص ينضمون يومياً إلى ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب الحرب وما تخلفه من آثار كارثية على المجتمع, ولا يقتصر ذلك على أوضاعهم المأساوية, بل بتفاقم معاناتهم وانقطاع المساعدات الحكومية عن الكثير منهم, وبات التسول وطلب الصدقة الوسيلة الوحيدة لمواصلة العيش لهذه الشريحة التي تكبر كل يوم أشبه بكرة الثلج. 

وتبقى القضية الأهم والتي يجب أن تأخذ حظها من النقاش, هي أن ذوي الاحتياجات الخاصة هُمشت تماماً جراء هذه الحرب، وحُرمت من كل سبل المساعدة في الوقت الذي تفوق أعدادهم في اليمن تعداد سكان بعض الدول، رغم عدم وجود إحصائية رسمية لعددهم قبل وأثناء نشوب الحرب منذ قرابة الثلاثة أعوام، إلا أن المشهد العام يولد انطباعاً بأن أعدادهم في تزايد مستمر.

تفيد بعض الإحصائيات أن أعداد المعاقين يتجاوز ثلاثة ملايين وسبعة مئة ألف معاق حركياً، فيما الحرب الدائرة حالياً في البلاد يعتقد أنها خلفت اثنين وتسعين ألف معاق، وفقاً لإحصاءات الاتحاد الوطني لجمعيات المعاقين، فإن قصف المنازل المأهولة بالسكان وزراعة الألغام وخصوصاً في محافظة تعز جنوب اليمن تخلف يومياً عشرات المعاقين.

وفي الوقت الذي تظل فيه جهود المنظمات الدولية والمحلية الساعية إلى مساعدة المعاقين في اليمن محدودة ومتواضعة لأسباب تتعلق بأوضاع الحرب، فإن بعض المنظمات الدولية تبذل جهوداً جيدة في هذا المضمار.

ووفقا لبيانات اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، فقد تمكن قرابة خمس وعشرين ألفاً وأربعمائة من المعاقين الاستفادة من الدعم المقدم من اللجنة الدولية خلال عام 2016، حيث حصل اثنا عشر ألف وثمانمائة مريض على العلاج الطبيعي، وأنتج ما يزيد ثلاثمائة واربعة وتسعين طرفًا اصطناعيًا وخمسة آلاف وتسعمائة وسبعة وسبعين مريضاً تمكن من الاستفادة من أجهزة تقويم العظام.

وكانت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" قالت إن المعاقين في اليمن يواجهون تحدّيات متزايدة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية، لافتة إلى وجود نحو ثلاثة ملايين معاق من بين 21.2 مليون يمني يحتاجون إلى المساعدات، ومؤكّدةً أن العديد من المعاقين لا يستطيعون الحصول على أدوية ضرورية، ويعانون من العزلة في منازلهم.

وتقول تقارير محلية أن محافظة تعز لها نسبة كبيرة من الإعاقات التي خلفتها الحرب الدائرة في المحافظة، بما ينبئ بقادم مخيف, وتظل المأساة مستمرة مع زيادة استهداف المدنيين من قبل المليشيات الإنقلابية التي تقصف الأحياء والمنازل السكنية بشكل عشوائي، ومن لم يمت بالقذائف كان له نصيب من الإعاقة.

فالقذائف الموجهة لم تكن وحدها الفاعل الحقيقي، بل تبقى مشكلة الألغام هي المشكلة الحقيقية التي باتت تؤرق الكثيرين من أبناء محافظة تعز، وهو ما يعني استمرارها لما بعد الحرب.

حيث عمدت المليشيات الانقلابية على زرع الألغام الفردية في كثير من المناطق التي تقع تحت سيطرتها وبمجرد انسحابها منها أو تحريرها يجد المدنيون مشكلة كبيرة في العودة إلى مناطقهم التي هجروها أو هجروا منها.