السبت 20-04-2024 03:38:53 ص : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

بعد قائمة الـ40 المطلوبين للتحالف.. كيف تبدو العلاقة بين شركاء الإنقلاب؟

الجمعة 10 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 05 مساءً / الإصلاح نت - متابعات

    

تصاعدت وتيرة الأحداث في اليمن، خلال الأسبوع الجاري، بِدأ من ارتفاع حِدة المواجهات بين المليشيات الانقلابية، والجيش الوطني، في عدة جبهات، وتحديدا في تعز، وجبهة نهم شرقي العاصمة صنعاء، مروراً بإطلاق المليشيا صاروخ باليستي إلى العاصمة السعودية الرياض، في تطور لافت، لمسار الحرب في اليمن.

 

وتلا ذلك، إعلان التحالف العربي بقيادة السعودية، لــ 40 شخصية من قيادة مليشيا الحوثي، على رأسها زعيم المليشيا عبد الملك الحوثي كمطلوبين، ورصد التحالف مبالغ مالية طائلة لمن يدلي بمعلومات عن هذه القيادات الإرهابية العملية لإيران، وفقا لما وصفها التحالف، الذي أعلن الاثنين الماضي، إغلاق كافة المنافذ اليمنية، كإجراء مؤقت لمراقبة ومنع الأسلحة المهربة إلى مليشيا الحوثي، وهو ما أدى إلى نشوب أزمة خانقة، انعدمت بموجبها المشتقات النفطية والغاز، وارتفاع أسعار المواد الغذائية بأشكال جنونية، وتحديدا في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الانقلابية، التي دأبت على استثمار الأزمات، كفرصة لجني مزيدا من الأموال لأتباعها.

 

ولعل الأمر اللافت، في تلك القائمة التي أعلن عنها التحالف، هو خلوها من أية أسماء تتبع لحزب المخلوع صالح، وهو ما أعده مراقبون، تطور مهم في مسار الشراكة بين مليشيات الحوثي وصالح، والذي بات التحالف بينهما يتجه نحو مزيدا من الانفراط، كون التحالف بينهما ليس له أي مداميك قوية، تعمل على حمايته من الانهيار والسقوط.

 

مستقبله الوجودي

 

خلال الأيام الماضية، شهدت جبهة نهم شرق العاصمة صنعاء، مواجهات عنيفة، بين المليشيات والجيش الوطني، استطاع الأخير تحرير عدد من المواقع الاستراتيجية فيها، والوصول إلى أول نقطة في مديرية أرحب، القريبة من مطار صنعاء الدولي، شمال العاصمة.

 

وفي الوقت الذي انحسرت فيه رقعة سيطرة الانقلابين، على عدد من المواقع التي كانت تحكم سيطرتها عليها، أدى التصعيد العسكري الأخير للجيش مسنوداً بالتحالف العربي على أرض الميدان، في سقوط عدد من القيادات الميدانية، في جبهات نهم وتعز وميدي، حيث أشارت وسائل إعلامية إلى سقوط أكثر من 600 من عناصر المليشيات الانقلابية بينهم 22 قياديا ميدانيا بارزا في نهم، في مشهد يعكس الضربات الموجعة التي تلقتها المليشيا خلال الأسبوع، بينهم عدد من القيادات العسكرية البارزة الموالية للمخلوع صالح.

 

وفي هذا الصدد، يؤكد الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي، أن الضغط العسكري للتحالف في الميدان الذي ترافق مع انحسار رقعة سيطرة الانقلابيين، دفع بصالح إلى تحسس مستقبله السياسي والوجودي في اليمن، مع جعله أكثر طرفي حلف الانقلاب استجابة لالتقاط ما وصفها "بالانعطافة المعلنة للتحالف نحو التفاهم مع الانقلابيين" حد وصفه.

 

توظيف أدوار

 

وأشار التميمي، في حديثه لــ "العاصمة أون لاين"، الى "أن هناك مؤشرات عديدة تؤكد أن الشراكة بين الحوثيين وصالح تتجه نحو الانفراط، لأنها أصلا لم تتأسس على مدماك قوي من المشتركات، فقد علم الجميع بدوافع شراكة كهذه في وجه تحديات طارئة، أملت على الطرفين الحاجة إلى توظيف الأدوار مرحليا، في ظل افتراق مبدئي في المشاريع السياسية لكلا الشريكين".

 

وأضاف: "منذ اللحظة الأولى فطن الحوثيون إلى أهمية اقتناص فرصة الإمكانيات الهائلة التي أتاحها لهم المخلوع صالح، وأظهروا حرصاً على الهيمنة العسكرية والسياسية، والبقاء الفعلي في واجهة الانقلاب مستغلين رغبة صالح في التواري خلف هذه الواجهة".

 

وتابع: "هذا الأمر أثار القلق لدى الحوثيين فبدأوا بمحاصرة مشروع صالح السياسي وبدأوا باستهدافه بشكل مباشر، وبلغت ذروة المواجهة في تعمد توجيه الإذلال السياسي له في مناسبة أراد من خلالها إظهار شعبيته وحضوره في البيئة السياسية الحاضنة للانقلابيين، وأعني بها الاحتفال بذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في أغسطس الماضي بميدان السبعين بصنعاء، إلى جانب استهداف أحد أهم مساعديه العسكريين خالد الرضي في المربع الأمني المغلق لصالح".

 

حالة مصادرة

 

من جهته، رأى عبد السلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات الاستراتيجية، "أن العلاقة بين الحوثيين وصالح ليست في حالة تفكك فحسب؛ بل تمر بحالة مصادرة الطرف الأقوى وهم الحوثيون، للطرف الأضعف وهم صالح وأتباعه، وبالتالي تصبح القوة العسكرية التابعة لصالح في يد الحوثيين".

 

وأشار عبد السلام في حديثه لــ "العاصمة أون لاين"، إلى أن الرصيد المجتمعي للمؤتمر ينقسم بين الشرعية والحوثيين، وفترة زمن الحرب هي التي ستحكم من يرث شعبية حزب صالح، الشرعية أم الحوثيون؛ لأن الحرب لو طالت سيرث الحوثي امتداد المؤتمر القبلي إلى جانب سيطرته على قوة صالح العسكرية".

 

تفكيك طرفي الانقلاب

 

وعن أسباب خلو القائمة التي أعلنها التحالف كمطلوبين من المؤتمر والموالين لصالح، أوضح رئيس مركز أبعاد للدراسات، أن في الحرب عادة لا يمكن وضع قوة خصمك في بوتقة واحدة لمواجهتها، بل لا بد من استغلال الفجوات، وتفكيك بعض منها.

 

وأرجع خلو القائمة من أتباع صالح إلى الأسباب التالية، أولا لهز الثقة بين حليفا الانقلاب، مليشيا الحوثي وصالح، ثانيا لكسب جزء من المؤتمر التابع لصالح في ظرف حرج يمرون به، بعد استقواء الحوثي عليهم، ثالثا للحصول على مشروعية إضافية لعمليات نوعية للتحالف ضد الميلشيات.

 

وأضاف أن "السبب الرابع، يكمن في عزل رأس هرم الحركة الحوثية عن قاعدتها؛ لتسهيل التفكيك المستمر للحركة، وخلق شكوك بين قادتها العسكريين المستهدفين والسياسيين، خامسا، رسالة من التحالف أننا قد نقبل تحول الحركة إلى حركة سياسية لكن نستهدف الجانب العسكري منها".

 

خارج المواجهة

 

أما الكاتب ياسين التميمي، فقد أرجع خلو القائمة التي أعلن عنها التحالف العربي، من الموالين لصالح، إلى أن الأخير بات خارج المواجهة العسكرية والسياسية للتحالف.

 

وفي هذا السياق، يشير ياسين التميمي الى أنه و"على الرغم من أن التهديدات التي مثلتها صواريخ الانقلاب على الرياض، إلا أن الأخيرة، اختارت أن توجه اللوم إلى الحوثيين وإيران، وصعّدت في وجه الحوثيين، وأعلنت قائمة بأربعين شخصاً منهم، اعتبرتهم في عداد الحوثيين.

 

وأكد التميمي، أن خلو هذه القائمة من صالح وأنصاره يشير إلى أنه بات خارج دائرة المواجهة مع التحالف. وقال: "ولعل خلو هذه القائمة من صالح وأنصاره دليلاً واضحاً لا يقبل الشك بأن هذا الأخير بات خارج دائرة المواجهة السياسية والعسكرية مع التحالف، فيما يغرق الحوثيون في استحقاق هذه المواجهة وليس أمامهم من خيار سوى الاستمرار في هذا الاتجاه لتصعيب مهمة التحالف ورفع ما أسماه بـ"كلفة مهمته العسكرية في اليمن". حد وصفه.

 

المصدر: العاصمة أونلاين