الأربعاء 24-04-2024 15:29:53 م : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الصحفي صلاح القاعدي.. كيف فقد أذنه اليسرى في سجون الانقلاب!

الإثنين 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 04 مساءً / الاصلاح نت/ متابعات

   

في الثامن والعشرين من أغسطس 2015م اختطف الصحفي صلاح القاعدي هو وثمانية من أقاربه من مقيل كانوا فيه بحي السنينة واقتيد إلى قسم الجديري، كان اختطاف أقاربه خطة كي تصل إليه المليشيات التي تكره كل ما هو حر لتلحقه بزملائه التسعة.

 

بعد مضي أول ليلة من الاختطاف استمر صلاح في قسم الجديري ثلاثة أشهر منعوا عنه الزيارة مدة أسبوعين، وبعد شهرين طلب سجانوه مبلغ خمسين ألف ريال وضمانة تجارية، ووعدوا بإطلاقه فلما جاء الليل أدخلوا عليه راديو ليستمع معهم كلمة سيدهم.

 

بعد شهر من تعذيبه نُقل إلى احتياطي هبرة، بحث عنه أهله وأخبرهم السجانون بهبرة انه غير موجود، ولكن زوجته لحظته من شباك الزنزانة بعد أن سمع صوتها، قالت لهم فمن يكون هذا؟ قالوا بكل بجاحة: هذا صلاح لكن ممنوعة زيارته، جلست الزوجة شهرين تراجع حتى سمح لها بالزيارة.

 

أودع في بدروم سجن هبرة شهرين تحت أسواط العذاب وشدة التنكيل بكل أشكاله ثم نُقل إلى الدور الثالث، وبعد أن نُقل زملاؤه الصحفيون التسعة من سجن الثورة إلى سجن هبره أعادوه إلى البدروم بين زملائه، كان التعذيب يومياً تفتيش ملابسهم ويدخلون عليهم من السجناء المجرمين أو المرضى النفسيين كي لا ينام بعد التعذيب.

 

أتى والد صلاح القاعدي؛ الشيخ المسن الذي يعاني من شلل نصفي يتكئ على عصاه بجسد نحيل وقلب منكسر، وبرفقته والدة صلاح التي تضررت عيناها لكثرة بكائها على ابنها، أتوا من قريتهم البعيدة في محافظة حجة لرؤية صلاح للمرة الأولى منذ اعتقاله وكلهم شوق وألم ولوعة.

 

تقول زوجة صلاح: "إن عمتها وعمها رغم عجزهم وضعف صحتهما، كانا يذهبان يوميا إلى بوابة سجن الأمن القومي يسألان عن صلاح ويستعطفان الحراسة لرؤيته، ولكن الحراس كانوا ينكرون وجوده لديهم فيرجعون بقلوب تعتصرها الحسرة والألم، فالمليشيات لم ترحم عجزهما ومرضهما وتقدم سنهما".

 

وتضيف زوجة صلاح أن "والدة صلاح تكاد تفقد بصرها من شدة حزنها على ولدها"، وتقول: "تمر الليالي وأنا أسمعها تبكي بشدة وتبتهل إلى الله أن يخرج صلاح من السجن ويعود سالما غانما لطفله ولها ولوالده وأسرته".

 

لم تستطع زوجة الصحفي المختطف صلاح القاعدي أن تخفي دموعها ونحيبها الحزين على زوجها، وتمزق قلبها على ابنها أوس، وهو يبحث في الوجوه عن أبيه ولا ينطق بكلمة سوى بابا.

 

تقول: "كلما أتى أخي لزيارتنا تعلق أوس به بشدة وينادي عليه "بابا" وإن رأى رجلا وهو على النافذة ينادي بابا.. طفلي يفتقد بشدة لوالده ويحن إليه، عندما يرى صورته معلقة أو أعطيه إياها يقوم بتقبيلها ويردد "بابا" يريد والده ليسمعه ويعود إليه".

 

وتضيف باكية: "عندما ذهبنا لزيارته أنا وطفلي، رآه من خلف القضبان صرخ بشده "بابا..بابا" أراد الارتماء بحضنه، وأن يحمله والده بين ذراعيه، فحالت قضبان السجن بينهما، فشاهدت صلاح في تلك اللحظة يمسح دموعه، ثم طلب مني رؤية أوس وهو يخطو أمام عينه، تركته يمشي أمامه فمشى وكان يجرى بمرح منتظرا أباه يسابقه، فاتجه إليه ولكنه انصدم بالقضبان، فرجع إلي باكيا يشدني نحو أبيه لأدخله إليه".

 

الصحفي صلاح القاعدي الذي يبلغ من العمر 25 عاماً ويعول أباً مشلول وأما ضعيفة وزوجة وطفلهِ أوس، يتعرض للتعذيب والإخفاء ويمنع عنه الزيارة، وفقد "أذنه اليسرى" جراء التعذيب الشديد من زبانية المليشيات، هو وزملاؤه الصحفيون الذي نقلتهم المليشيات الى الأمن السياسي مهددة إياهم بالتصفية الجسدية.

 

المصدر: العاصمة أنلاين