الأربعاء 24-04-2024 04:30:32 ص : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

كيف يُدير قادة مليشيا الحوثي "عصابات النهب" في صنعاء؟ (تقرير)

السبت 21 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 08 مساءً / الاصلاح نت - متابعات / العاصمة أونلاين
 


"يتألمون ولا يتكلون"، ربما يكون هذا هو التعبير الواضح والجلي، لما يعايشه المواطنين في العاصمة صنعاء، في ظل سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية على مؤسساتها، وتحديدا منها الأمنية والعسكرية، خصوصا مع انتشار عصابات السلب والنهب المنظمة، التي طالت عدد من المواطنين فيها.

وشكا عدد من المواطنين في العاصمة صنعاء، تعرضهم لعمليات سلب ونهب، شملت البضائع والمحلات التجارية، وكذا السيارات، اضافة الى الأموال النقدية، وسط تجاهل كبير من سلطة الأمر الواقع المتمثلة بجماعة الحوثي الانقلابية، من قبل المواطنين الذين تعرضوا لعمليات سلب ونهب، وقاموا بإبلاغ الأجهزة الأمنية بذلك دون جدوى.

في ثنايا هذا الموضوع، يكشف مصدر أمني لــ "العاصمة أون لاين"، كيف باتت عملية السلب والنهب تتم بطريقة منظمة، يديرها أناس من القيادات المحسوبة على جماعة الحوثي، لترهيب المواطنين، وأصحاب رؤوس الأموال، من غير الموالين لها، والذين ليس لهم أي ارتباطات ودوافع سياسية أو حزبية.



نقطة البداية!

كانت الساعة تشير الى الحادية عشر مساء، حين عاد، أحد التجار إلى منزله، على متن سيارته الخاصة، إذا بعصابة مسلحة، مكونة من سبعة أشخاص على متن سيارتين، تدعي أنها تتبع لما يُعرف باللجان الشعبية التابعة لمليشيا الحوثي، تطلب منه تنفيذ الأمر، والذهاب معهم الى قسم الشرطة، بحجة وجود بلاغ أمني عليه.

وحين رأى، التاجر، العصابة تحيط بسيارته، ذات اليمين والشمال، ويوجهون الأسلحة إليه، لم يجد حينها سوى الذهاب معهم، والاستجابة لطلبهم، وهو يقود سيارته، بينما كان المسلحين، نصفهم على متن سيارة من أمامه والأخرين خلفه، يطلبون منه الوصول الى حيث يريدون.

يقول المصدر لــ "العاصمة أون لاين"، أن العصابة أوصلت التاجر الى أحد المناطق البعيدة قرب حزيز، جنوب العاصمة، وفي مكان مُظلم أوقفوا السيارة، وطلبوا من المقاول تسليم كل ما معه، من أموال وبطائق ومستندات ووثائق السيارة وغيرها.

وأوضح المصدر، أن العصابة قامت بنهب مبلغ يصل الى نصف مليون ريال، اضافة الى الوثائق التي كانت بحوزته والبطائق وغيرها، ثم أمروه بالنزول من على سيارته، لكي يقوموا بنهبها، بيد أن السيارة لم تستطع أن تشتغل، ففر خمسة من العصابة بعد نهبهم نصف مليون ريال، وبقي اثنان، حاولوا تشغيل السيارة ونهبها، لكنهم لم يستطيعوا، الأمر الذي دفعهم لإرغام السائق على ايصالهم الى مكان معين وسط العاصمة.

وتابع، صعد التاجر على سيارته، ثم طلب منه بقية العصابة اعطاءه مبلغ خمسون الف ريال لكي يسلموا له الوثائق، ولم يعد يملك حينها عدى ثلاثون الف ريال، لم تنتبه لها العصابة حين قامت بسرقة المبلغ الأول من السيارة، حاول اعطاءهم ثلاثون الف لكنهم رفضوا، وأخذوا المبلغ وطلبوا منه ايصال المبلغ المتبقي في أحدى البقالات، وسط العاصمة، فغادروا وهم مدججين بالسلاح، بكل سهولة وبساطة. حد قوله.



عجز أمني!

يواصل المصدر حديثه بالقول، "حين وصل التاجر الى منزله، لم يكن مصدقا انه قد نجى من الموت بأعجوبة، وقام على الفوز بإبلاغ قسم الشرطة، شارحا لهم ما حدث، وطالبا منهم النجدة للقبض على هذه العصابة، واستراد ما قامت بنهبه من اموال ووثائق شخصية، بيد أنه تفاجأ بالرد من قبل الأجهزة الأمنية، أنهم لا يستطيعوا ان يقدموا له أي شيء، لأنه ليس الأول، فقبله العشرات من المواطنين قد تقدموا ببلاغات حول هذه العصابة، التي قال أنها كبير جدا، ويديرها متنفذين كبار، وأن اخراج حملة امنية تحتاج بلاغ من القسم الى الوزارة وغيرها من الاجراءات التي تهدف الى اقناع المواطن بالتسليم، والاذعان لهذه العصابة.



نجاح شخصي!

ولأن العصابة قد أخذت الوثائق، وطلبت مبلغ مالي، أخذت نصفه، وتم الموافقة على ترك بقية المبلغ من التاجر، مقابل طرح الوثائق من قبل العصابة، فقد تم تحديد المكان، ظنا منهم أنه لن يجرؤ بعمل أي شيء، كما تم مع العشرات من قبله، بيد أنه طلب من أبناء قبيلته، الحضور بسلاحهم للقبض على العصابة، وهو ما تم بطريقة ناجحة حين ذهبوا لأخذ المبلغ المتبقي، ولم يتوقعوا أنهم وقعوا في فخ كبير تم نصبه لهم من قبل المقاول، مع أفراد قبيلته.

ووفقا للمصدر، فقد قام التاجر وأبناء قبيلته، بالقبض على احد أفراد العصابة بينما فر الأخر، بعد تبادل إطلاق النار بينهم، انتهت بالقبض على أحدهما وتسليمه الى قسم الشرطة.

وكشف المصدر، أنه وعقب ايصال أحد أفراد العصابة الذي تم القبض عليه، الى القسم، قام بالكشف عن بقية أفراد العصابة، ليتم القبض عليهم من قبل الأجهزة الأمنية، وعددهم نحو 25 فردا كانوا يقطنون في أحد الفنادق وسط العاصمة.



صعدة رأس الأفعى!

وأكد المصدر، أن القبض على أفراد هذه العصابة كشفت أن هناك جهات كبيرة تدير هذه العصابة، إذ تفاجأ المقاول وتفاجأت رجال الأمن، بوصول عدد من المشايخ من مديرية آنس، بمحافظة ذمار، للوساطة والإفراج عن هذه العصابة.

يقول المصدر، ورغم وصول مشايخ ووجاهات عديدة للتوسط لدى التاجر للإفراج عنهم، إلا أن المفاجأة الكبيرة حين وصل قيادي حوثي من صعدة يُدعى أبو أحمد للمطالبة بالإفراج عن هذه العصابة، كونه بحسب الافادات التي تقدم بها بعض أفراد العصابة في محاضر التحقيقات، أن له ارتباط كبير في هذه العصابة، التي تهدف الى اذلال رجال المال والمقاولين وغيرهم لكي يقبلوا بسياسية المليشيا الانقلابية أو أن مصيرهم مع أموالهم الهلاك والموت.

وأشار المصدر، الى أن القيادي الحوثي، قام بإرغام المقاول بعمل التنازل عن هذه العصابة، بعد أن قام برد المبلغ المنهوب مع الوثائق، وهو ما تم حيث حاول القيادي الحوثي ارجاع المبلغ للمقاول لكنه رفض واعاده اليه، كمبلغ لما يُسمى المجاهدين، خوفا من أن يتم التعرض له في وقت اخر.

وهكذا تٌقاد العصابات المنظمة من قبل مليشيا الحوثي، وتعمل على اذلال التجار وأصحاب رؤوس المال، لكي يقبلوا بالشروط الذي تفرضه المليشيا عليهم تحت مسميات متنوعة، وتقديم قادة المليشيا بعد القبض على هذه العصابات من قبل المواطنين كمنقذين لهم فحسب.



خوف مسيطر على الناس!

وفي رده على عدم تفاعل الناس مع المواطنين الذين يتعرضون لمثل هذه السرقات والتقطع من قبل العصابات والتي تمشي وسط العاصمة دون خوف أو وجل، وهم مدججين بالأسلحة، يقول المصدر، أن الخوف بات المسيطر على قلوب الناس، من هذه العصابة، التي لا تعرف سوى لغة السلاح والموت والقتل.

وكشف، إن هذه المليشيا وبحكم أنها تعمل كعصابة، فقد وفرت الغطاء الكامل لكل أفراد العصابات المختلفة، لتلتقي معهم في هدف واحد، هو النهب والسلب والقتل، مشيرا الى أن الكثير ممن قامت هذه المليشيا بسلبهم ونهبهم، تتم بحجة وجود بلاغات أمنية كاذبة، ومن ثم القيام بسلبهم كل ما يملكون.

وأضاف، أن بعض المواطنين طلبوا التدخل من المواطنين بأنهم يتعرضون للسرقة من قبل عصابات، ولكن الكثير لم يجرؤ أن يقوم بمحاولة انقاذه، وبعضهم تعرض للتصفية ولم يتمكن أحد من نجدته والوقوف معه، خوفا من هذه العصابات الحوثية المسلحة التي تنتشر في العاصمة كانتشار النار في الهشيم. حد وصفه.