الجمعة 03-05-2024 13:48:28 م : 24 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الامتداد التاريخي للإرهاب الحوثي الانقلابي

الإثنين 07 ديسمبر-كانون الأول 2020 الساعة 08 مساءً / الاصلاح نت-خاص- عبد العزيز العسالي

 

 

مستهل:

السلالة الفارسية في اليمن خلال 1100 عام تاريخها إرهاب، مجازر دموية جماعية وفردية، تدمير وتخريب وإحراق للمزاع وتخريب صهاريج المياه وردم للآبار والزواج القسري بالنساء بعد التنكيل بأسرة المرأة.

إنه من الصعب استعراض هذا التاريخ الأسود في مقال كهذا.

ما سنذكره في هذه السطور يمثّل راس جبل الجليد، ولكي يستطيع القارئ الإلمام بالموضوع فقد قسمنا الموضوع إلى المحاور التالية: 

1- الرسّيّة الفارسية.. لماذا اليمن؟

2- الجذور العقدية والفكرية للإرهاب الحوثي.

3- صور إرهابية من تاريخ السلالية. 

4- الإرهاب السلالي.. نتائجه وآثاره.

5- ما العمل؟

 

المحور الأول: االرسية الفارسية.. لماذا اليمن؟

قال تعالى: "ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو أشد الخصام. وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد

فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد".

 

خلفية الحقد الفارسي تجاه اليمن:

الرسية الفارسية هي تجسيد للحقد الفارسي ضد اليمن، لأن أغلب قادة وجيوش الفتح الإسلامي هم من اليمنيين.

تهاوت ركائز الإقطاع الفارسي أمام جيش رسالة التوحيد والعدل والمساواة والرحمة، فقد تم إخراج الناس من عبادة الإقطاع إلى الحرية التامة، وكان قرار الخليفة الراشد الفاروق رضي الله عنه الذي قضى بتمليك الأرض لعامة الفلاحين الذين كانوا يعملون منذ قرون في فلاحة الأرض وشفط المستنقعات وتحويلها أراضٍ زراعية، كل ذلك مقابل ما يسد جوع الفلّاحين وأسرهم. 

هنا تهاوت ركائز الإقطاع والظلم والاستغلال البشع، فاشتد حقدها الأسود على رسالة الإسلام عموما وعلى الفاروق خصوصا، وعلى اليمن بصورة أخص، فقرر الفرس الانتقام من اليمن، معتبرين اقتحام اليمن مقدمة لإسقاط الدولة العباسية. 

وفعلا، دخل جيش الطبريين اليمن لحماية الرسي الفارسي المتقمص رداء الهاشمية زورا وبهتانا، وسقطت بغداد فيما بعد بيد البويهيين الفرس في عام 334 هـ، أي بعد أربعة عقود من دخول الرسية إلى اليمن. 

لقد استغل الرسي جهل القبيلة بالتاريخ والشريعة رافعا شعار البطنين، عازفا على الوجدان المسلم المحب للرسول صلى الله عليه وسلم، فاستلب حرية القبائل طوعا وكبلها بمفاهيم الاستبداد وزج بالقبيلة في جحيم الصراع الديني الذي لا يخمد معتبرة أنها تعبد الله، وهذا أسوأ أنواع الامتهان للإنسان.   

 

المحور الثاني: الجذور العقدية والفكرية للإرهاب الحوثي:

الهادي الرسي وضع 14 شرطا للحاكم -الخليفة أو الأمام- حسب الثقافة الشيعية الفارسية، وكان أخطر الشروط الإرهابي الدموي السلالي العنصري المتسيد هو الشرط الثاني، والذي نص أن الإمام يجب عليه الخروج بالسيف يقاتل من لم يبايع، وهذا الشرط الإرهابي الدموي يعكس الحقد الأسود تجاه اليمنيين، إنه لن يقتل الحاكم التابع للدولة المركزية العباسية، وإنما يقتل الأبرياء،

وأسوأ مما سبق هو قول الرسي إن هذه الشروط هي تشريع النبي صلى الله عليه وسلم وإنها التفسير السلالي للقرآن، التفسير الذي منحه الرسول صلى الله عليه وسلم للرسي وكل من ادعى الانتساب للبيت الفاطمي فهم البابوات الذين استخلفهم النبي لتفسير القرآن.

 

فتح شهية الفيد: 

لم يكتف الرسي بما سبق وإنما فتح شهية الفيد أمام القبائل بأنه سيغزو بهم بغداد وينهبوا خيراتها وسيحكمونها، حد قول المؤرخ الماركسي علي محمد زيد.

 

استقدام كوماندوز: 

لم يف الرسي مع القبائل، وإنما استقدم جيشا من الطبريين جعلهم حراسه وجيش المهمات الخاصة كما سنوضح لاحقا.

 

المحور الثالث: إغراق اليمن في بحر من الدماء: 

من أين ابتدئ الحكاية..

كيف الوصول إلى النهاية؟

     (البردوني رحمه الله). 

 

توفي الرسي وخلف أولاده الثمانية، كل يدعي أنه الجدير بالخلافة، وانطلق كل منهم إلى قبيلة وبدأت المصاهرات والزواج وانتهاء بوعود الفيد من القبائل الأخرى. 

لقد تم تدمير جوهر الإنسان اليمني واستلاب إرادته طوعا، بطريقة الغش والتزوير وقلب لحقائق شريعة الإسلام التي قررت بل وحسمت قضية كرامة الإنسان، وهدمت السلالية والعنصرية.

إن صنيع الرسي استعاد ثقافة الحضارات الفارسية المنحطة التي امتهنت حرية الإنسان وكرامته، وغرس ثقافة الاستعلاء والكبر والتسيد، على أنقاض العدل والحرية والمساواة والشورى. 

ووصل التعصب والتطرف بأولاد الرسي إلى تحريم الإمامة لمن كان شافعي المذهب ولو كان فاطميا.

 

أكبر مذبحة إرهابية: 

كانت المدرسة الشافعية بنجران ووادي مور وزبيد وكان فيها 400 فقيه كلهم شافعية ويقولون إنهم من سلالة الحسن بن علي (فاطميون) فقرر أولاد الرسي قتل أولئك الفقهاء الشافعية، لجأ فقهاء الشافعية لرفع المصاحف على الرماح، شعارهم بيننا كتاب الله، لم تشفع المصاحف لحامليها وتم إبادتهم جميعا. 

 

جرائم علماء البلاط: 

 علماء السلطان كانوا يكتبون تراجم وسير الحاكم السفاح الفاجر، فيصفونه بأنه العالم الفقيه الفلكي الشاعر الزاهد القانت العابد المجتهد... إلخ، وبعد أسطر يقول عنه بأنه فاتك وسفاح وسفاك، وإنه نهب وخرّب وأحرق الزرع وهدم المنازل وصهاريج المياه وردم الآبار وقتل المخالفين بدم بارد، معتبرا تلك الجرائم من صميم إقامة الشرع.

د. حسين عبد الله العمري يقول: "أصبح الصراع الدامي تقليدا دفع الحياة السياسية والاجتماعية إلى المزيد من الاقتتال والانقسام، وفتح الباب للطامحين المتصارعين من أحفاد الرسي حتى أرهق المجتمع وانجرفت البلاد إلى قرون طويلة من الفوضى". 

الإمام أحمد بن سليمان يقول: 

لأقتلن قبيلة بقبيلة

ولأسلبن من العدا أرواحا

ولأكسون الأرض عما سرعةٍ

نقعا مثارا ودما سفاحا

ولأمطرن من السهام عليهمُ

تدع البلاد بين الدماء أقداحا

 

وظيفة الطبريين: 

الرسي وصف الطبريين أنهم بدرجة المهاجرين لأنهم لحقوا بالرسي من طبرستان حراسا له حيث خولهم قطع ثمار المخالفين له، وحرق مزراعهم، وهدم منازلهم، وتخريب الآبار ومصادر المياه، بل وتدمير قرى بكاملها، ويخطب في الناس قائلا لو أطعتموني لما فقدتم من الرسول سوى شخصه. (من كتاب فقيه البلاط محمد بن عبد الله العلوي العباسي).

زبارة ينقل وصف فقيه بلاط لأحد أولاد الرسي أنه الأواه المرتضى لدين الله وجبريل أهل الأرض. (ص 55).

 

القصيدة الدامغة: 

الفقيه المؤرخ الأديب لسان اليمن أبو الحسن الهمداني، المتوفي عام 358 هـ، كتب قصيدته الدامغة عرى فيها دعاوى الانتساب إلى آل البيت وهتك أستارها عن معرفة ودراية فمات سجينا.

المؤرخ ابن النديم في كتابه "الفِهْرِسْت" يترجم للهمداني واصفا كتابه "الإكليل" بأنه لم ينسج على منواله، لكن الهمداني ذكر مثالب بعض القبائل فضاع الكتاب تماما.

 

مواقف عبثية: 

اثنان من أولاد الهادي كل يدعي أحقيته بالإمامة، والثالث يقف ضدهما ويدعي الإمامة، والكارثة هي تجييش القبائل للتناحر، وجرت حروب طويلة بين الثلاثة انتهت بتدمير وخراب صعدة عام 369 هـ.

 

 أولاد العياني بعمران:

ادعى كل منهم الإمامة لنفسه في أواخر القرن الرابع الهجري، وفجروا صراعا مع الدويلات المجاورة، الزيادية واليعفرية، من عام 394 هـ واستمرت 107 سنين، أليس هذا حقد فارسي ضد اليمن؟

أحد حكام بيت العياني قام بتخريب صنعا عام 403 هـ، وادعى أنه فوق النبي ودون الله وأنه ليس بحاجة للقرآن لأنه المهدي المنتظر.

خلال عام 532 هـ وحتى 566 هـ أنشا فرقا ضالة لا تعترف بأي دين ووظيفتها الفتك والقتل بحق المخالفين لدعواهم.

 

أحمد بن سليمان الجارود:

حاكم متعصب مجرم حاقد، دخل مع الملك الحميري الفقيه العلامة والشاعر الأديب المؤرخ نشوان بن سعيد الحميري وتم مطاردته من قبل العصابات وقبائل الفيد وعاش في حضرموت وعاد إلى مأرب وتوفي فيها ودفن.  

وقد نشر قصيدته المشهورة معرضا بالانتساب الكاذب إلى الهاشمية، وهاتان بيتان من روائعه:

 آل النبي هم أتباع ملته

في الروم والفرس والسودان والعربِ

لو لم يكن آله إلّا قرابته

صلى المصلي على الطاغي أبي لهبِ

 

السفاح المجرم عبد الله بن حمزة عيّر الملك نشوان أن جدته يهودية، يقصد أصول اليمنيين يهود، ومثل هذا سمعناه قبل شهور من الحوثية الإرهابية، فرد عليه الملك نشوان: وجدّتكم هاجر زوج النبي إبراهيم ماذا كانت؟

سليمان الجارود هو من شرع تحريم الزواج بالفاطميات.

 

السفاح عبد الله بن حمزة: 

أسوأ السفاحين مطلقا فقد سحق رجالات المطرفية في حراز وباع الأطفال رقيقا واستباح النساء، وأصدر فتوى بقتل المطرفية غيلة وعلنا، لأنهم زيدية أولا ويقولون بجواز الخلافة في غير البطنين، مصرحا بالعقوبة لهؤلاء قبل قتلهم وهي قلع العيون وانتزاع الألسن وبقر البطون أمام أولادهم ويصلبوا بعد القتل.  

إضافة إلى إحراق مزارعهم لأنهم كفار هم وجميع المسلمين، مؤكدا بالقول: 

لقد صح لدينا كفر هذه الأمة. وأعلن حربا مع الدولة الرسولية ولكن فشل، وأصبح تراب قبر هذا الفرعون يطرد الحيات والأفاعي من المنازل.

وفي أيام عبد الله بن حمزة ظهر ثلاثة داخل حارة يدعون الإمامة، أحدهم أعطى جاره 500 درهم فبايعه ظهرا وانقلب عليه مساء وارتفع الشعار "من لقي سيد فعله إمام". 

 

المؤيد القاسمي: 

من أجداد بيت حميد الدين، أصبح حاكما وأصدر فتاواه بأخذ الزكاة ممن لا يملك نصابا بقرة، ثور، خلية نحل، كيس شعير، خوفا أن يحصل انقلاب ضده قبل الفيد وجمع الأموال، وأصدر فتاواه للقبائل بعدم توريث الأرحام.

أفتى بأن المدن اليمنية التي دخلها الأتراك تعتبر كافرة لأن الأتراك كفار، يعني شعب فلسطين اليوم يعتبر كافرا مرتدا لأنه تحت الاحتلال.

بيت القاسم عام1127 هـ ظهر ثمانية أئمة من بيت القاسم أجداد بيت حميد الدين وكل ذهب إلى قبيلة، وهنا تطورت المعايير من البطنين والعلم إلى من كان أبوه ملكا ولو يومين.

 

سفاح المواهب: 

مدينة المواهب بذمار بناها سفاح سلالي وأفتى بقتل المخالف بمجرد الظن، وقد هدم مسجد العامرية برداع والذي بناه عامر عبد الوهاب.

شرّد بيت الرصاص وتزوج ابنتهم بالقوة وقد قال الفقيه ابن الأمير الصنعاني فيها أبياتا يتفطر لها الصخر. 

أولاد صاحب المواهب:

ما بين عام 1006 وعام 1039 هـ ظهر 15 ملكا كل اتجه إلى قبيلة، وعارضهم من بني عمومتهم 11 داعيا، و9 معارضين من بطون أخرى، والكارثة أن المعارضين يستعينون بقبائل والنتيجة ابتزاز وخراب وتدمير وإهلاك للحرث والنسل. 

 

الفقيه سعيد صاحب الدنوة: 

هذا الشخص هجم مع قبائل الفيد إلى لواء إب، وتمكن وأصبح حاكما ثم حارب قطاع الطرق أذناب السلالية فتم بيع الفقيه سعيد من قِبل صديقه المقرب أبو حليقة وقتل الفقيه سعيد ونهبوا مناطق الدنوة واستحلوا أراضيها، وأطلقوا عليه لقب اليهودي.

 

القاضي أحمد الشوكاني: 

بعد وفاة الفقيه الشوكاني عام1260هـ، تم تعيين أخيه أحمد الشوكاني قاضي القضاة وكان يفتقد لقوة الشخصية، الملك يومها كان فيه نزق صبياني قتل ابن الشائف ودفنه بالبيارة، حسب د. حسين العمري.

ثم غدر بمشيخة الجوف - برط فوق الغداء وقتل 15 شيخا فأعلنت القبائل النكف ولكنها عجزت فلجأت إلى تحكيم أحمدالشوكاني، فقال الملك لأحمد الشوكاني: أنا سأحكّمك وأنا من سيكتب الحكم. وكتب الحكم خلاصته ما حصل هو قضاء الله وأن دية المقتولين هي أن تتجه قبيلة الجوف وبرط لانتزاع ما تبقى من أراضي لواء إب وتعز.

كنا نتشكك في هذه القصة، لكننا تواصلنا مع أستاذ تاريخ في جامعة صنعاء من أحفاد القاضي أحمد الشوكاني فقال: حصل هذا حقا أيام جده أحمد الشوكاني.

أيضا، وفي غضون هذه السنوات تقريبا، ذكر صاحب تاريخ الحوليات أن خمسة أئمة ظهروا في غضون خمسة أشهر في كوكبان، وعصِر، وشعوب، وزبطان، وأنهم كلهم يستحقون الملك كونهم من البطنين ويتأسف لأن بعض هؤلاء يقتل بعض مبديا غيظه ماذا سيقول النبي صلى الله عليه وسلم، تلكم هي قطرة من بحر

 

المحور الرابع: النتائج والآثار: 

أ- النتائج:

1- الإرهاب الحوثي موروث سلالي عقدي فكري ثقافي فارسي مطبوع بطابع ديني. 

2- تكريس السلالية والتعصب والإرهاب للمخالف.

3- إغراق اليمن في بحر من الدماء. 

4- تمزيق الوحدة الوطنية. 

5- تكريس العزلة بين المناطق والقبائل اليمنية وتمزيق النسيج المجتمعي وتكريس الأعراف المعوجة المخالفة للدين والعرف السليم. 

 

ب- الآثار: 

1- الولاء للأشخاص على حساب المبادئ، وهذا ما نسمعه اليوم من داخل المدارس وثكنات الانقلابيين تمجيدا لمن يسمونه السيد.

2- الحرس العائلي والأمن المركزي يبيع اليمن في لحظة نزولا عند أوامر الزعيم المقدس. 

3- تم تسليم مقدرات الشعب والدولة لمليشيا الانقلاب.

4- تنفيذ التعليمات حرفيا: البسوا مدني وكونوا مليشيا. 

5- دقوهم بالقناصة.

 

المحور الخامس: ما العمل:

هنالك حكمة لفيلسوف أروربي مفادها: تكسير مجادف الغير لا يعني سرعة قاربك، وهذا يعني أننا مهما عرينا تاريخ الإرهاب السلالي فلن يجدينا شيئا، وعليه، يجب إلى جانب التعرية: 

1- إحياء خطاب الهوية اليمنية الجامعة (المواطنة المتساوية). 

2- وهذا الدور يقوم على عاتق الحكومة الشرعية وإعلامها

وكذا القنوات الفضائية الأهلية ووسائط التواصل الاجتماعي. 

3- المقرر المدرسي والجامعي والإذاعة المدرسية وخطاب المسجد والشعر المسرح والرواية.

4- إنتاج خطاب لمؤسستي الجيش والأمن، محوره الولاء لله، الولاء للأمة، احترام إرادة الأمة، حماية الوطن والمواطن، والوقوف مع الدستور والقانون ومؤسسات الدولة. 

5- وهذا يعني العيش للمبادئ ودفن الشخصنة، دفن ثقافة السلالية والعنصرية والاستعلاء والتسيد الإبليسي والاستكبار.