الجمعة 29-03-2024 08:55:42 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون في إب.. عبث بالتاريخ وطمس للهوية

الثلاثاء 11 أغسطس-آب 2020 الساعة 07 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد الرحمن أمين

بطريقة استفزازية وغير مسؤولة، تسعى قيادات الحوثي ومليشياتها الإيرانية إلى فرض واقع طائفي مقيت يتماشى مع أفكارها الدخيلة وتوجهاتها ذات الصبغة الإيرانية والنزعة الشيعية الرافضية، والتي عملت إيران على تصديرها إلى اليمن عبر عملائها وأذنابها من هذه الجماعة معلنة البلاد مقاطعة إيرانية فكرا وثقافة.

خطوات عملية وقرارات تصعيدية بدأت المليشيات الحوثية بفرضها وتطبيقها على الحياة العامة في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرتها والواقعة تحت عبثها وفسادها وإفسادها، في مسعى منها لطمس هويتها التاريخية وإحلال واقع دخيل على المجتمع وثقافته.

فمنذ الانقلاب على الحكومة الشرعية، لم تتوقف الجماعة الحوثية عن سعيها الحثيث في مناطق سيطرتها لتجريف الهوية اليمنية عن طريق "حوثنة" المسميات ومحاولة إحلال أفكار الجماعة ذات الصبغة الطائفية بدلا من التنوع الثقافي والفكري في البلاد.

فقد قامت جامعات حكومية في محافظات عدة بتغيير أسماء القاعات الدراسية والتي تحمل أسماء شخصيات أثرت الحياة اليمنية في عدة مجالات فكرية وأدبية وعلمية وسياسية، واستبدلت أسماء القاعات الدراسية في كلياتها بأسماء قتلى وقيادات حوثية.

قبل أن يصل الحوثيون إلى السلطة عبر انقلاب 21 سبتمبر كان عويلهم مرتفعا بدعاوى إقصاء المواطن من الوظيفة العامة ومن مساوئ المحاصصة، إلا أن قراراتهم الأخيرة في اعتماد مسميات وأسماء حوثية خالصة للتوظيف واستبعاد أخرى لا تنتمي إليهم كشفت استخدامهم للمواطن كشماعة يبنون عليها أهدافهم وتمكينهم في وطن يتسع لهم ولفئتهم ويضيق بغيرهم في خطوة تطهير تسعى لحوثنة المناصب وأجهزة الدولة العسكرية والإدارية.

وباسم شرعيتهم الثورية المزعومة عملوا على إلغاء الآخرين وتعيين بدائل حوثية لا تحمل شروط الكفاءة ومعيار النزاهة والانتماء للوطن، وإنما معايير الانتماء للفكر والتوجه بشكل خاص، وهذا ما لوحظ في المناطق المسيطر عليها.

ففي مطلع العام 2019، استكملت المليشيات إجراءات فصل قرابة 500 معلم ومعلمة من أبناء محافظة إب في إطار سعيها لحوثنة التعليم وبقية مؤسسات الدولة، إذ تعد هذه الخطوة ضمن سلسلة من الخطوات لـ"حوثنة" الحياة الأكاديمية في مناطق سيطرة المليشيات الموالية لإيران، بعد أن انتهت من "حوثنة" الكثير من القطاعات الرسمية، ابتداء من الجيش والأجهزة الأمنية والأجهزة الحكومية المدنية، وصولا إلى المدارس والمستشفيات والمرافق الأخرى في مناطق سيطرتها.

وتفيد مصادر محلية في المحافظة أن المليشيات الحوثية أقدمت خلال الأشهر الماضية على تغيير أسماء عدد من الشوارع والأحياء في محافظة إب ومديرياتها ضمن مساعيها لطمس الهوية اليمنية وتنوعها الفكري والثقافي.

وذكرت المصادر أن قادة الجماعة شنّوا حملة منذ مطلع العام الحالي لـ"حوثنة" المحافظة، شملت تغيير أسماء 3 شوارع رئيسية، وأسماء 7 حارات تقع في مركز المحافظة.

وأشارت المصادر إلى قيام الجماعة بتغيير أسماء حارات كل من الخلقة، والمنصوب، وجوبلة، وحراثة، والذهوب، والسبل، وكاحب، وغيرها، إلى أسماء عناصر وقيادات ورموز حوثية.

ووفقا لمصادر إعلامية أخرى، فإن تسريبات حوثية تؤكد اعتزامها في سياق مخططاتها إجراء عمليات استبدال واسعة في قادم الأيام لأسماء شوارع وأحياء عدة، واقعة في نطاق مديريتي المشنة والظهار، التابعتين لمركز إب.

وطبقاً للمصادر تُعد حارات الجاءة والجباجب والجبانة والنزهة وعسم والمعاين والمدقة والمعقبة وغيرها، من بين حارات إب التي سيستهدفها التغيير الحوثي خلال الفترة المقبلة.

ويشير تقرير لصحيفة الشرق الأوسط إلى أن عدداً من المباني والمعالم التاريخية والأثرية القديمة كالجامع الكبير في إب وغيره من المعالم الأخرى تقع في نطاق بعض الحارات التي سيطال أسماؤها الاستهداف الحوثي عما قريب.

ومن بين الشوارع التي أقدمت الجماعة على تغير أسمائها -وفقاً لأجندتها- شارع العدين، الذي يعد أكبر شوارع إب، حيث أطلقت عليه شارع "الشهيد القائد"، في إشارة منها إلى قائدها الصريع حسين الحوثي، وكذا تغيير اسم جولة العدين إلى مسمى جولة "الرسول الأعظم".

وكانت الجماعة قد أطلقت في وقت سابق اسم "الصماد" على مبنى "المجمع التربوي" التابع لجامعة إب. وفي منتصف فبراير الماضي، عملت المليشيات في مدينة جبلة (جنوبي إب) على تغيير اسم مدرسة الثورة للبنات إلى مدرسة "فاطمة الزهراء" واسم "مجمع الصالح الثانوي للبنين" إلى مجمع "الشهداء".

وفي الوقت الذي أقدمت فيه المليشيات خلال نفس الفترة على تغيير أسماء القاعات الدراسية في جامعة إب، وأطلقت عليها أسماء قادتها القتلى، عملت أيضاً على تغيير أسماء مدارس الشهيد الزبيري في العدين، ومدرسة عائشة النموذجية بمدينة إب، ومدرسة السابع من يوليو في الظهار، وأطلقت عليها مسميات أخرى ذات طابع طائفي.

كلمات دالّة

#اليمن