الأحد 05-05-2024 15:17:57 م : 26 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

في ارتفاع مخيف لأرقام ضحاياها.. المواطنون في إب من جحيم العيش إلى مشنقة الانتحار

الأحد 26 يوليو-تموز 2020 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص / عبد الرحمن أمين

فرارا من ويلات الحرب الطاحنة، والفقر المدقع الذي طال معظم سكان البلاد، جراء الحصار وانقطاع الرواتب وارتفاع الأسعار، وقسوة الحياة بمختلف جوانبها على الإنسان اليمني، لم يجد الكثير من اليمنيين مخرجًا آخر سوى الموت كخيار وحيد، بمشنقة نصبوها لأنفسهم أو بجرعة سم أو بطرقٍ أخرى، هناك حيث تتعدد الأسباب والموت واحدُ، حيث يتسابق الكثير منهم إلى أجلهم المحتوم قبل الأوان.

لا توجد إحصائية رسمية حديثة حول أعداد ضحايا الانتحار في اليمن، إلا أنه لا يكاد يمر أسبوع دون أن تقرأ خبرًا لانتحار مواطن يمني إما داخل البلاد أو خارجها، أو في السجون التي تكتظ بالآلاف من المعتقلين، ناهيك عن عشرات الحالات في المناطق الريفية النائية، بالإضافة إلى تكتم الأسر على حالات انتحار أبنائها.

ووفقا لتقرير نشرته منظمة الصحة العالمية، فقد جاءت اليمن في المرتبة الثالثة من بين البلدان العربية في حالات الانتحار، وأكد التقرير أن ظروف الحياة المعيشية الصعبة تأتي في مقدمة أسباب الانتحار.

وتأتي محافظة إب في المرتبة الثانية بعد محافظة صنعاء في تسجيل حالات الانتحار، وفقا لأرقام العام الماضي، حيث سجلت المحافظة 15 حالة انتحار، في ظل تفاقم الظاهرة وارتفاع ضحاياها منذ الانقلاب الحوثي الذي أدى إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.

غير أن ما تم تسجيله من أرقام لهذا العام في محافظة إب لحالات الانتحار شكل قلقاً متزايداً في المحافظة وقفز بها إلى الصدارة، حيث ذكرت آخر الإحصائيات أن محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية سجلت خلال الربع الأول فقط نحو 22 حالة انتحار.

ويؤكد عدد من سكان وأهالي محافظة إب أن تنامي حالات الانتحار في المحافظة يعود إلى أن الكثير من المواطنين يجدون أنفسهم أمام وضع يصعب تقبله أو التكيف معه، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين.

وتجمع العديد من المصادر المطلعة أن تزايد حالات الانتحار في محافظة إب يأتي نتيجة الضغوط النفسية التي يعيشها المواطنون في البلد الذي يشهد حرباً دامية منذ ست سنوات، إضافة إلى صعوبات المعيشة المادية للمواطنين وقسوة الحياة بمختلف جوانبها، وارتفاع الأسعار بصورة جنونية، وانقطاع الرواتب وانعدام الدخل، وغيرها من الأسباب الناتجة عن الحرب والتي أدت إلى ضغوطات نفسية قادت الكثير من الناس إلى الانتحار مفضلين الموت على الحياة.

وغالبا ما تكون الأسلحة هي أكثر الأدوات استخداما في حوادث الانتحار، يليها الانتحار عن طريق الشنق، ثم السقوط من أماكن مرتفعة، ثم الحرق بالنار، إلى جانب الانتحار عن طريق تناول مواد سامة.

وبحسب إحصائيات حصلت عليها صحيفة "الشرق الأوسط"، فإن أغلب المنتحرين تلقوا التعليم الأساسي، في حين جاء المنتحرون من فئة الأميين في المرتبة الثانية، بينما كان أقل عدد من المنتحرين هم ممن تلقوا التعليم الجامعي.

وكان المواطن"ع. م. أ" قد أقدم على الانتحار في شهر أبريل الماضي في منطقة الرمادي بمديرية فرع العدين غربي محافظة إب، نتيجة تدهور أوضاعه المعيشية والتي قادته إلى الإقدام على الانتحار.

ويعول المواطن الذي انتحر أربعة من الأطفال وزوجته ووالدته، حيث أقدم على الانتحار بعد أن تدهورت أوضاعه المعيشية بشكل كبير.

وفي مارس الماضي، انتحر مواطن في مدينة القاعدة بعد إصابته بحالة نفسية نتيجة تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وفي نفس الشهر أيضا، أقدمت فتاة في مدينة إب على الانتحار، في ظروف وملابسات غامضة.

وقالت مصادر محلية إن فتاة تدعى "م. ن. أ" (15 عاما) أقدمت على الانتحار في منزلها بمدينة إب، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وفي فبراير الماضي، أقدم رجل مسن على الانتحار شنقاً في محافظة إب بسبب تردي الوضع المعيشي الذي يعاني منه، على خلفية ما تسببت به الحرب التي أشعلت فتيلها مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً.

وفي الشهر نفسه، انتحر مالك بقالة في مدينة إب، بسبب حجم الضغوط الضريبية التي تعرّض لها من قبل موظفي الضرائب الحوثيين، في ظل تراجع إيرادات المبيعات.

كلمات دالّة

#اليمن