الالتفاف حول آل البيت

الهدف الرئيسي من عيد الغدير هو تقديس سلالة الإمام علي (ذرية الحسن والحسين فقط). إن ربط الناس بالمعاصرين من هذه السلالة هو ما يميز بين الهادوية وبين الاثني عشرية الذي تؤكد احتفالاتهم وجوب التمسك بالأئمة المعصومين وانتظار المهدي -عجل الله فرجه- كما يقولون!!

وبعد قيام الثورة الإيرانية يتم الدعوة للوقوف مع الثورة الإيرانية التي لا تشترط قائداً من آل البيت، أما في اليمن فقد كان يتم التأكيد على أن الحل هو في مناصرة أولاد رسول الله، وهو ما يظهر في زوامل المحتفلين بعيد الغدير حتى قبل ظهور حسين الحوثي عندما كانت الهادوية في صعده تكاد تكون متمثلة في قطبين مرجعيين: أولهما مجد الدين المؤيدي الذي تقول رواياتهم أن نسبه يرجع إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، أما الثاني فهو بدر الدين الحوثي الذي ترجع رواياتهم نسبه أيضاً إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب، وعند ظهور الصحوة الهادوية وإحياء التراث الإمامي توزع الناس بين هذين العالمين، وكان بينهما ــ واتباعهما بالضرورة ــ تنافس وخلاف وصراع خفي، وظهر من بين أتباعهما من يجد حساسية عند الاحتكاك بأتباع الطرف الآخر. كانت دعوات يوم الغدير قبل ظهور حسين الحوثي تدعو لوجوب الالتفاف حول آل البيت جملة كما في هذه الزوامل:

حب أهل البيت في صدري قلادة        وعلى قلبي وشم

من يموت بحبهم نال الشهادة      يوم بعثات الأمم

                ويمينه ذي يشل بها كتابه

سلام يا عترة نبينا          يا نسل أمير المؤمنينا

       يا ساجدين الليل بعد قراءة القرآن

وان حبكم واجب علينا      مثل الرضى للوالدينا

وان حبكم في الصدر يا عبادة الرحمن

أو قول الآخر:

سلام ما البارق يلوح    على نجوم الأرض ضوح

أنتم سفينة نوح          كنز المسلمين

يا كاذيا عادة مروح     يا عاكفين على الشروح

عدوكم مقبوح        في دنيا ودين

فالحديث عن نجوم الأرض وسفينة نوح يشمل جميع علماء العترة في صعدة على الأقل، في حين كان البعض يخصص مثلاً مجد الدين المؤيدي:

يا سيدي مجد الهدى    يا سم ناقع للعدى

            واتقبلوا منا السلام

وان به معاند قد بدى     نابي لنا واحنا الفدى

              نسقيه كاسات الهمام

او مثل هذا الزامل:

ياسلامي عد ما البرق يلمع      عد قطر الغيث فوق الغمامة

تغتشي المختار طه وآله        من على الجانح نزور المدينة

بعد مجد الدين با اصف واتبع      وارضي الرحمن وارضي رسوله

كرسي الزيدي وللدين مرجع      من يخالف مجد ربي يزيله

على أن بعضهم كان يناشد مجد الدين أن يوحد صف السلالة:

سلام يا بيت العدالة        ونخص به طه وآله

ومجد وباقي السلالة      من حماة الدين

والشر قد مدد حباله         وابليس قد فلت رجاله

يا مجد يا حامي الرسالة       وحد الصفين