الجمعة 03-05-2024 00:06:13 ص : 24 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تعبئة طائفية عبر المساجد ودورات ثقافية في الأقبية.. مليشيا الحوثي تواصل تلغيم المجتمع

الثلاثاء 28 إبريل-نيسان 2020 الساعة 11 مساءً / الإصلاح نت – متابعات

 

 

دأبت جماعة الحوثيين منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء على تغيير خطباء المساجد وإحلال خطباء جدد، يحملون أفكارها، ويدينون لها بالولاء المطلق لتتمكن من نشر الأفكار التي تعزز من قبضتها على المجتمع.

وتعمل الجماعة بين الفترة والأخرى على إلحاق الخطباء في ما تسميها الجماعة "دورات ثقافية"، يتم خلالها تجديد الولاء لزعيم الجماعة الارهابية وحثهم على الالتزام بالبرنامج الذي يفرض عليهم. 

وتشدد الجماعة على الخطباء تكثيف الخطب التي تحث على "الجهاد في سبيل الله" ومواصلة حث الناس على الدفع بأبنائهم إلى الجبهات بتصوير الحرب الدائرة على أنها مقدمه لتحرير فلسطين وعلى أنهم يخوضون معركة مقدسة ضد أمريكا وإسرائيل. 

يقول أحد الخطباء الذين تم تغييره مؤخراً بعد تلقيه عدة دورات مع الجماعة أنه تم تغييره لأنه لم يلتزم بترديد شعار الصرخة في نهاية الخطبة. 

ويضيف الخطيب الذي فضل عدم ذكر اسمه، لدواعي أمنية، أن الجماعة تنفق ميزانية كبيرة على الجانب الثقافي وتسند المهمة إلى من تسميهم "الثقافيين" والذين تلزمهم بحضور التجمعات الشعبية والمناسبات الاجتماعية ومجالس القات ومنحهم ما تسمى بالرعاية الشهرية وإلزامهم برفع تقارير يومية عن مسار عملهم المتمثل في عنوان الدرس الذي تم تقديمه وعدد الأفراد الذين حضروا وكيفيه التجاوب مع الدروس. 

في المناطق التي لم تجد فيها الجماعة موالين لها تأخذ أحد أفراد المجتمع أو الخطيب السابق وتلحقه في "الدورات الثقافية" التي تعقد في أماكن غير اعتيادية وغير معلومة، يتم خلالها تلقين المستهدفين خطابات عبدالملك الحوثي وتوزع لهم خلال فتره الدورة كتيبات تحمل الفكر الشيعي المتطرف المستوحى من إيران.

يصعد "عبد الوهاب" المنبر في يده وريقات تتضمن الخطبة التي تم إرسالها في الغالب عبر تطبيق "الواتس أب" وحين انتهائه من الخطبة يردد صرخته الحوثية، ليكون نهاية الشهر على موعد مع مبلغ ثلاثين ألف ريال تعتمدها الجماعة مكافأة للمختصين بالتعبئة الطائفية.

أبو عبد الرحمن أحد خطباء مساجد محافظة ريمه يقول: "تركنا المنابر ومهامنا في توعية الناس وتقديم القيم السامية للدين الإسلامي الحنيف، لأننا أدركنا أن مشروع الحوثيين مفاده أن نتخلى عن مبادئنا وقيمنا لنكون مجرد أبواق تبث الفرقة وتحرض على العنف والاقتتال". 

وأضاف: واجهنا وواجه الكثير من الخطباء والأئمة خلال الفترة الماضية كثير من المضايقات والتهديدات وتهديدات بالاعتقال والسجن ففضلنا ترك المنابر حتى لا نساهم في تضليل الناس ولا نتعرض للمخاطر. 

وزارة الأوقاف الخاضعة لسيطرة الحوثيين بصنعاء تصدر تعميماً كل خميس بالخطبة المقرة ليوم الجمعة وترسلها للخطباء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبحسب سكان في مناطق سيطرة الجماعة فإن الخطب التي يستمعون لها تدور كلها حول الجهاد ودعوة الناس للإنفاق وإرسال أولادهم إلى الجبهات غير آبهين بالأزمات المعيشية التي يواجهها الغالبية العظمى من السكان. وتسببت تلك الممارسات في عزوف كثير من المواطنين عن حضور صلاة الجمعة وارتياد المساجد....

المصدر اونلاين