الجمعة 29-03-2024 04:30:08 ص : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

5 من أبنائه سبقوه في الفداء والخلود.. شيخ المناضلين "حمد رقيب" يعانق المجد

السبت 21 مارس - آذار 2020 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت – خاص

 

سطر أحد مشايخ قبيلة الجدعان في محافظة مأرب قصصاً بطولية في الدفاع عن اليمن والجمهورية في وجه مليشيات الحوثي الإرهابية ومشروعها الإمامي، قبل أن يخلد اسمه في سجل الشهداء، بعد أن قدم أربعة من أبنائه دروساً في النضال من أجل الكرامة والوطن والجمهورية، طوال أكثر من خمس سنوات.
وقالت مصادر في مأرب إن الشيخ حمد ناصر حسين رقيب الجدعي، البالغ من العمر 65 عاماً، استشهد الجمعة، وهو يصد ببندقيته مليشيا التمرد الحوثي غربي المحافظة.
وأوضحت أن الشيخ الشهيد خاض معارك ضارية وكبد المليشيات الحوثية ضربات موجعة، وشارك في انكسارها، منافساً بذلك جنود الجيش وشباب المقاومة ورجال القبائل.
وحسب أبناء القبيلة، فإن الشيخ حمد استطاع تفجير دبابة حوثية بقذيفة "آر بي جي"، واستمر يطارد المليشيا حتى بعد أن بدأ عناصرها بالفرار، رغم مطالبة الشباب منه الرجوع إلى منزله بعد انتصاره على عناصر المليشيا.
ومنذ انطلاق طلائع المقاومة الشعبية ضد مليشيا الإمامة الحوثية في 2014، لم يتوانَ الشيخ حمد عن اللحاق بجبهات الدفاع عن الأرض والهوية مع أبنائه الذين استشهدوا، وهم: عبد الله، عبد الخالق، عبد الرحمن، محمد، وحفيده رياض صالح.
ويقول أبناء مأرب إن الشيخ المناضل صاحب تاريخ طويل في النضال الوطني، بدأ مع بزوغ فجر ثورة 26 سبتمبر 1962م.

الشيخ المناضل في سطور:
في السابعة من عمره تقريباً شهد فجر ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م، فتشرّب حبها ومضى على درب ثوارها، وعاش بطلاً مقداماً جسورا، عُرف بالإصرار والعزيمة.
جاهد نفسه مبكراً وتعلّم القراءة والكتابة على التراب كونها الطريقة المتوفرة لتعلم الكتابة والقراءة، وأصر في أواخر عمره أن يحفظ كتاب الله، فحفظ عشرة أجزاء، وشغلته معركة الدفاع عن الوطن كسائر أبناء اليمن الذين هبوا دفاعا عن الكرامة والحرية عن الاستمرار.
التحق بركب المقاومة في 2009م ضد مليشيا الحوثي أثناء محاولتها اجتياح محافظة الجوف.
استمر في مشواره المقاوم للمليشيا والدفاع عن الجمهورية.
قدّم أربعة من أولاده شهداء قضوا في صفوف الجيش الوطني والمقاومة دفاعا عن الوطن، وقبل أن يلتحق بهم سبقه حفيده شهيدا.
رغم كبر سنه أبى أن يكون مع القاعدين وجمهور المتفرجين، فتوشح سلاحه الشخصي وهب للدفاع عن منطقته أمام التمدد الحوثي الإيراني فارتقى شهيدا مجيدا في معركة الكرامة يوم الجمعة 20 مارس 2020م.
ينحدر الشهيد حمد ناصر رقيب من قبيلة الجدعان، القبيلة التي أبلت بلاءً حسناً في هذه المعركة الوطنية وقدمت خيرة أبنائها شباباً وشيوخا، حتى بات كل منزل من منازل الجدعان إلا وفيه شهيد أو جريح على أقل تقدير.
الشهيد يعد ثالث إخوانه في آل رقيب، الذين سجلوا رقماً صعباً في التضحيات الوطنية.
يلتحق الشهيد بأبنائه الأربعة شهيدا، وقد سبقهم أربعة من أبناء أخيه مبروك ناصر رقيب، وثلاثة من أولاد أخيه الآخر مبارك ناصر رقيب، واثنان من أحفادهما.
يُعانقون المجد في سماء الحرية ويصنعون التاريخ في ميدان الفداء، ذلك ما يصنعه الأبطال على الأرض، مؤكدين عزمهم وإصرارهم على النضال حتى تحرير كل تراب اليمن من عصابات القتل والدمار الحوثية الإيرانية.
سجل الشهيد كلمات خالدة قبل أن يعمدها بالدم، بحسب من كانوا معه في أيامه الأخيرة، حيث قال: "واجهنا المليشيا الحوثية، وضحينا بخيرة رجالنا، ولن نسمح للحوثي أن يدنس تراب مأرب".

كلمات دالّة

#اليمن