على وقع المعارك الدائرة في شمال البلاد وعلى أكثر من جبهة، والخسائر الكبيرة التي منيت بها مليشيات الحوثي في الأرواح والعتاد وأسراب النعوش وقوافل الجنازات لقتلاها الذين غررت بهم وزجت بهم في محارق الموت، على وقع مسمع ومرأى هذه الخسائر بدت هذه المليشيات كما لو أنها كلاب مسعورة تستعدي كل شيء، فما آلمها من الخسائر في صفوفها وفقدان الكثير من قياداتها الميدانية انعكس هنا على الأرض في محافظة إب لتسجل الأيام القليلة الماضية معدلا قياسيا في جرائم القتل والاختطافات والانتهاكات بحق المواطنين.

ازدياد أعداد القتلى بشكل ملحوظ جراء المعارك الدائرة في نهم صنعاء وصرواح مأرب وحزم الجوف وغيرها من الجبهات الملتهبة والتي التهمت المئات من مقاتليها، جعل مليشيا الانقلاب في حالة من الهستيريا والتخبط والاستنفار العام ودفعها لشن حملة من الاختطافات في صفوف المواطنين العزل لتعويض النقص الحاد في صفوفها نتيجة الضربات العنيفة التي تتلقاها على يد الجيش الوطني.

حملة التحشيد والاختطافات هذه راح ضحيتها شيخ قبلي في مديرية النادرة شرق مدينة إب، حيث أقدمت عناصر من مليشيا الحوثي، السبت الماضي، على تصفية أحد زعماء القبائل في المديرية بعد أن رفض الاستجابة والرضوخ للجماعة من أجل مساندتهم في التحشيد ورفدهم بالمقاتلين للدفع بهم إلى جبهات القتال في محافظة الضالع المجاورة.

وذكرت مصادر إعلامية أن مسلحين حوثيين أقدموا على إعدام القيادي في حزب المؤتمر الشعبي العام محمد عبده الوعيل في مركز مديرية النادرة التابعة لمحافظة إب.

وأوضحت المصادر أن عناصر الجماعة أطلقوا النار على الشيخ الوعيل بعد أن رفض الاستجابة لمطالبهم بضرورة حشد مقاتلين من منطقته للذهاب إلى جبهات الضالع المشتعلة، وبينما أثارت الحادثة غضب أبناء المنطقة التي ينتمي إليها القتيل، غادر القتلة الحوثيون المنطقة إلى مدينة إب دون أن يتعرضوا لأي مساءلة من قيادات الجماعة الذين وعدوا بالإتيان بوساطة قبلية لاحتواء الموقف.

تأتي هذه الحادثة بعد أكثر من شهر على اختطاف قيادي مؤتمري آخر من أبناء محافظة إب، فقد أقدم الحوثيون على اختطاف رئيس نقابة المهن في محافظة إب محمد الخيرات على خلفية تهم وجهت إليه بالتخابر مع "العدوان" على حد وصفهم، ليتم تغييبه في سجونهم الممتلئة بالمختطفين وتبوء كل المحاولات والوساطات للإفراج عنه بالفشل.

وفي مديرية العدين، اختطفت مليشيا الحوثي الإنقلابية العشرات من المواطنين في ظل انتهاكات متكررة يتعرض لها أبناء المديرية.

وبحسب المصادر، فإن أغلب المختطفين من أسرة آل الشهاري من بينهم الشيخ حميد أحمد أمين الشهاري، وهو أحد الوجاهات البارزة في بيت الشهاري، إضافة إلى مواطنين آخرين ينتمون إلى أسر أخرى، كما تعرض العديد من أبناء قرية "قمنة" المطلة على منطقة وادي الدور بعزلة خباز لعمليات اختطاف واقتياد إلى سجون المليشيا بمركز مديرية العدين.

وفي مديرية يريم، اختطفت مليشيا الحوثي أربعة مواطنين واقتادتهم إلى سجونها الخاصة. وفي مدينة إب اختطفت المواطن خالد لطف من حوش محكمة شرق إب، بعد الاعتداء عليه وربط عينيه، واقتادته إلى جهة مجهولة.

وفي شارع الدائري الغربي أمام مركز "ظمران" التجاري، تم الاعتداء على عمال بالضرب من قبل قيادي حوثي، وبعد اعتدائه عليهم استدعى طقما حوثيا لاختطافهم والزج بهم في سجون المليشيا بإدارة الأمن.

ويقدر حقوقيون أن عناصر الجماعة أقدموا على خطف أكثر من 5 آلاف مواطن طيلة أشهر السنة الماضية، أغلبهم من مناطق صنعاء وإب وذمار والحديدة وحجة، واقتادوهم إلى سجون سرية، من بينهم العشرات من النساء.

وعلى صعيد جرائم القتل، فقد قتل المواطن "شهاب أحمد الحداد"، وأصيب المواطن "وليد النجار" برصاص مسلح يدعى "أحمد حديجان" بقرية "الكولة" مديرية الرضمة. وفي مدينة إب، قتل المواطن "عمر ثابت بابكر" إثر اشتباكات مسلحة جرت في سوق الظهار بين مسلحين حوثيين. أما في مديرية ذي السفال، فقد قتل المواطن "رضوان صادق عبده ياسر" برصاص مسلحين في المديرية. وفي مديرية المخادر، أقدم مسلح على قتل المواطن "محمد محمد ناجي نشوان".

وعلى صعيد الانتهاكات الأخرى، فقد اقتحمت مليشيا الحوثي منزل القاضي جلال محمد محمد المقدم الكائن في جبل الشجاع بمدينة إب وروعت النساء والأطفال ونهبت بعض محتويات المنزل.

وفي منطقة "عيقرة"، اعتدت مليشيا الحوثي على بيت وأرض الدكتور بشير العواضي ونهبت محتويات المنزل قبل إشعال النيران فيه وإحراقه.

وفي مدينة إب أيضا، اقتحم قيادي حوثي مع مسلحيه منزل المواطن"أحمد قاسم العبيطري" وروعوا النساء والأطفال في ظل فوضى عارمة وانفلات أمني غير مسبوق.