الخميس 28-03-2024 16:25:02 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

ما مصير الأسلحة التي نهبتها مليشيات الانتقالي من معسكرات الشرعية؟

السبت 14 ديسمبر-كانون الأول 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - أحمد رامي

 

ليس غريباً أن تستولي مليشيات الانتقالي على السلاح الثقيل للواء 33 مدرع بمحافظة الضالع، أكبر ألوية الجيش اليمني بالمحافظة، حيث سبق أن استولت المليشيات ذاتها على أسلحة تسعة ألوية بمحافظتي عدن وأبين عقب انقلاب 10 أغسطس من العام الجاري.

وتمكنت المليشيات، خلال الأيام القليلة الماضية، من نهب صواريخ كاتيوشا مع عربات الإطلاق الخاصة بها، بالإضافة إلى دبابات ومدافع ثقيلة ومجموعة من أصناف السلاح الثقيل والمتوسط والذخيرة التي كانت تعج بها مخازن اللواء.

وبحسب مصادر خاصة تحدثت لـ"الإصلاح نت"، فإن عملية النهب التي قامت بها ما تسمى "كتائب الدعم والإسناد" تمت بمباركة محافظ المحافظة قائد اللواء 33 مدرع اللواء الركن على مقبل صالح، الموالي للمجلس الانتقالي، بأوامر من قائد مليشيات الانتقالي في عدن عيدروس الزبيدي.

وتتعدد أنواع الأسلحة التي سرقتها مليشيات الانتقالي بمحافظتي عدن وأبين بين ثقيل ومتوسط وخفيف كالدبابات والمدرعات و"الشاصات" والمدافع المتوسطة والأسلحة الخفيفة بما فيها الأثاث ومخازن التغذية والرواتب، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الأخرى، ولا توجد إحصائية رسمية بكمية السلاح المنهوب.

وعقب استيلائها على اللواء الأول حماية رئاسية الكائن بقصر "معاشيق"، بتاريخ 10 أغسطس الماضي، تمكنت المليشيات من سرقة مخازن الأسلحة بشكل كامل، في حين أضحى معسكر اللواء الأول، إلى جانب تسعة معسكرات أخرى طالها النهب، أضحت خاوية على عروشها، كمعسكر 39 ببدر، ومعسكر اللواء الثالث حماية رئاسية، ومعسكر الدفاع الساحلي، ومعسكر النقل، ومعسكر اللواء الرابع حماية رئاسية، ومعسكر حماية منشآت، ومعسكري القوات الخاصة والنجدة بأبين، ويعد اللواء 33 مدرع آخر الألوية التي نهبتها المليشيات الانقلابية.

وكان لواء الدفاع الساحلي قد قال -عقب استيلاء مليشيات الحزام الأمني على المعسكر وسرقته للأسلحة بعد انقلاب 10 أغسطس- إن المليشيات نهبت أسلحة اللواء عقب انسحاب الأفراد والجنود من مقره بما في ذلك مدفع ذاتي الحركة وعربة بي إم بي ونقلها إلى مديرية يافع، ناهيك عن سرقة الرواتب ومعدات وأثاث وأجهزة إدارية.

وفي البيان الصادر عن اللواء، بتاريخ 19 أغسطس، أكد اللواء أن من ضمن المنهوبات أطقم وسلاح متوسط وخفيف والتي نقلت جميعها إلى معسكرات المليشيات، ويعكس هذا التصرف صورة المليشيات في تعاملها، بحسب البيان.

وخلال الفترة التي تلت انقلاب أغسطس في عدن، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لدبابات على متن شاحنات كبيرة بمديريات يافع، قالت ألوية الحماية الرئاسية إنها ضمن المنهوبات من معسكراته في عدن، ونقلت المليشيات أيضاً أسلحة نوعية إلى الضالع، وأكدت أن هذا التصرف والتفكير بعقلية القرصان وقاطع الطريق يدحض فكرة إقامة دولة جنوبية كما يدعي الانتقالي.

وسبق للانتقالي أن أنشأ ما يسمى بألوية الصاعقة والتي تتعدى 11 لواء مطلع أبريل من العام الجاري، بينما أسند قيادة هذه الألوية لشقيق رئيس المجلس الانتقالي محمد قاسم الزبيدي، وإلى جانب شغله القائد العام لألوية الصاعقة، يشغل الرجل قائد اللواء الثالث، وهو أكبر وأقوى ألوية الصاعقة بواقع 12 كتيبة وعتاد يتوزع بين دبابات ومدرعات و"شاصات" وأسلحة متوسطة ونوعية، حيث سُلح هذا اللواء من سلاح الدولة المنهوب من معسكرات عدن.

لم تكتف المليشيات بتسليح هذا اللواء من سلاح الدولة المنهوب، بل قامت بتسليمه معسكري اللواء الثالث حماية رئاسية بخور مكسر والقوات الخاصة بالمديرية ذاتها، حيث يقع مقر قيادة هذا اللواء بمنطقة زُبيد مسقط رأس زعيم الانقلاب، وإلى جانب كمية التسليح لمعسكرات الانتقالي في عدن إلا أن نقل السلاح إلى الأرياف أضحى عادة بالتزامن مع حالة التوجس من تقدم قوات الجيش الوطني في أبين.

وكانت شبكة سي إن إن الأمريكية قد ذكرت في تحقيق لها، مطلع شهر سبتمبر الماضي، أن الأسلحة التي وفرتها الولايات المتحدة الأمريكية للإمارات، الشريك الثاني في التحالف، ذهبت إلى الأيادي الخطأ، بحسب الوكالة، التي قالت إن الأسلحة الأمريكية ذهبت إلى مجموعات انفصالية موالية للإمارات.

ويأتي هذا التحقيق بعد تحقيق آخر للشبكة ذاتها بشهر فبراير من العام الجاري، أكدت خلاله بأن السلاح الذي باعته أمريكا ذهب إلى مقاتلين مرتبطين بالقاعدة وداعش، في إشارة إلى تقارب المجلس الانتقالي مع منظمات إرهابية من جهة وتقارب الإمارات مع الإرهاب ذاته من جهة ثانية.

وعلى صعيد متصل، نكصت المليشيات باتفاق الرياض المبرم بتاريخ 5 نوفمبر الماضي، والقاضي بنزع السلاح الثقيل والمتوسط، بالإضافة إلى دمج هذه المليشيات بوزارتي الداخلية والدفاع، وكعادتها ترفض المليشيات تسليم الأسلحة وفق لجنة مُشكلة من قبل التحالف العربي وتتحجج بحججٍ واهية يرى متابعون أنها بإيعاز من الإمارات.

وبالرغم من مرور 40 يوما تقريباً على اتفاق الرياض، إلا أن المليشيات تماطل في تنفيذ ما التزمت به مما يعكس تخبطها، كون المجلس الانتقالي عبارة عن أداة من أدوات الإماراتيين وعصا أبو ظبي المُسلط على الشرعية.

ويعود أسلوب نهب سلاح الدولة إلى مليشيات الحوثي الانقلابية، ويستلهم الانتقالي من الحوثي طريقة السلب والنهب وتقويض سلطة الدولة بقوة السلاح والاستعانة بالخارج.

وتسيطر مليشيات المجلس الانتقالي على عدن بقوة السلاح للشهر الخامس على التوالي، ومنعت الحكومة من العودة إلى عاصمة البلاد المؤقتة لمزاولة عملها، وبالرغم من سيطرتها على عدن إلا أنها ترفض صرف رواتب الموظفين بحجة أن هذا من مهام الحكومة والتي طردتها أساساً، وبين هذا وذلك يستمر التصرف الهمجي، كما لو كانت مليشيات الحوثي التي لا تختلف عنها، كما يرى الشارع العدني.

كلمات دالّة

#اليمن