الجمعة 29-03-2024 13:09:43 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

عدن في ظل حكم الانتقالي.. إرهاب واغتيالات وفوضى أمنية

الإثنين 09 ديسمبر-كانون الأول 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص- احمد رامي

  

لم تكن عودة التنظيمات الإرهابية إلى الساحة خلال الأيام القليلة الماضية محض صدفة بعاصمة البلاد المؤقتة، عدن، كونها تأتي بعد تصريحات لقائد وحدة مكافحة الإرهاب الموالي لما يسمى بالمجلس الانتقالي وتزايد أعداد عمليات الاغتيال والتصفيات التي طالت عددا من العسكريين وتجارا وشخصيات اجتماعية.

وكانت آخر عملية اغتيال راحت ضحيتها امرأة أمس الأول السبت بعد أن قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار عليها بحي ’’الممدارة‘‘ بمديرية الشيخ عثمان قبل أن يلوذوا بالفرار ليتكشف معها حجم الكارثة، كما يلف الغموض الواقعة التي أتت بعد ساعات من عمليات اغتيال مماثلة طالت العشرات.

إن البشاعة في القتل والتي تطال الناس في الشوارع وازدياد استهداف شرائح مختلفة من المجتمع خلال الأسبوعين الماضيين يفتح الباب أمام التساؤلات: كيف يحدث هذا بعد عام من استتباب الأمن بعدن؟ ناهيك عن عودة التنظيمات الإرهابية من جديد وتبني ما يسمى بتنظيم ’’داعش‘‘ لعملية تصفية نائب مدير القوى البشرية للحزام الأمني العميد محمد صالح الردفاني السبت الماضي بمديرية المنصورة.!!

يبقى التساؤل ما هو المغزى من تبني تنظيم ’’داعش‘‘ الإرهابي لقتل القيادي بالذراع العسكري للمجلس الانتقالي؟ ماذا عن ضباط البحث الجنائي الموالين للحكومة اليمنية؟ من الذي قتلهم؟ إن المجلس الانتقالي يريد أن يعطي إيحاءً بأنه المستهدف بالتزامن مع دعوة صحيفة الأمناء الموالية للمجلس ذاته في عدد الأحد 8 ديسمبر بوجوب عودة القوات الإماراتية إلى عدن لمكافحة الإرهاب.

يأتي هذا الجنون في عمليات القتل بعد تهديد قائد وحدة مكافحة الإرهاب بإدارة أمن عدن ’’يسران مقطري‘‘ من خلال منشور بصفحته على فيسبوك بتاريخ 18 نوفمبر، قائلاً بأن الإرهاب بات محدقاً بعدن، في إشارة إلى عودة مسلسل التصفيات كون هذه الوحدة هي مخلب المجلس الانتقالي.

لكن تبني التنظيم الإرهابي ’’داعش‘‘ لعملية تصفية القيادي بالحزام لم يلق قبولاً لدى المواطنين كون فحوى البيان استخدم مصطلحات مغايرة لما كان يستخدمه في السابق، حيث ورد اسم ’’مدينة‘‘ في البيان وليس ولاية، كما هي عادة التنظيم الإرهابي، ناهيك عن استخدام مصطلح ’’المدعو‘‘ بخلاف المرتد الذي يستخدمه الإرهابيون كالعادة، إضافة إلى إيراد مصطلح ’’مليشيا‘‘ وهو ما يثير الشك عن الجهة الحقيقية التي تقف خلف القتل بعدن.

وقع الجندي بخفر السواحل ’’مصطفى منصور‘‘ ضحية الفلتان الأمني الذي تشهده عدن، وذلك بعد قيام مسلح مجهول كان يستقل دراجة نارية بتصفيته بالقرب من سوق الحجاز بمدينة المنصورة، ليرتفع عدد الاغتيالات بعدن إلى سبع حوادث اغتيال وأربع محاولات فاشلة، وضمن من تمت تصفيتهم ضابطان بالبحث الجنائي.

وكان المختطف السابق بسجن ’’بير أحمد‘‘ ياسر الحسني قال إن من يملكون الأدلة على تورط الإمارات في عدن ستسعى الأخيرة لتصفيتهم، يأتي هذا بعد اعترافات لمختطفين سابقين ضمن برنامج ’’أحزمة الموت‘‘ يفيد بتورط الضباط الإماراتيين في ملف التصفية التي طالت كوادر وشخصيات يمنية بعدن.

وإضافة إلى تصفية ضباط جهاز البحث الجنائي، فإن عمليات التصفية لعسكريين ورجال أعمال وقضاة تتوزع على أربع مديريات، حيث تتساوى مديريتي الشيخ عثمان والمنصورة بعدد القتلى بواقع 3 لكلٍ منهما، وتصفية واحدة بمديرية خور مكسر، ليرتفع العدد إلى 7، في حين توزعت المحاولات بالتصفية بين استهداف بعبوات ناسفة ورصاص نالت الشيخ عثمان نصيب الأسد بواقع محاولتين والمنصورة محاولة واحدة والبريقة محاولة واحدة أيضا.

وعلى اعتبار أن ملف التصفيات خلال السنوات الثلاث الماضية من الملفات الحساسة المدثر بأحجية والذي لم يلق طريقاً إلى القضاء، إلا أن التستر على الجناة ومن تم ضبطهم على مسرح الجريمة يشير بسبابة الاتهام صوب أدوات الإمارات خاصة مع اعتراف ’’شلال علي شائع‘‘ بالقبض على الكثير من خلايا القتل بما فيهم قتلة ’’جعفر‘‘، إلا أن تهريب المتهمين بقتل الشيخ سمحان راوي إلى جانب التستر على قتلة الشيخ عبد الرحمن العدني جريمة أخرى على اعتبار أن القتلة تسلمهم ’’هاني بن بريك‘‘ حينها.

المجلس الانتقالي الذي استولى على العاصمة المؤقتة بتاريخ 10 أغسطس من العام الجاري بقوة السلاح، يسعى جاهداً لإعاقة عودة الحكومة اليمنية لمزاولة عمالها من خلال افتعال الفوضى الأمنية وانتهاج التصفيات ضد الخصوم كما هو الحال اليوم.

ويحيي أبناء عدن الذكرى الرابعة لاغتيال محافظ عدن الأسبق ’’جعفر محمد سعد‘‘ في حادثة يلفها الغموض، في الوقت الذي قال فيه مدير أمن عدن إن الجناة قد ألقى القبض عليهم، بينما تطالب أسرة ’’جعفر‘‘ بسرعة محاكمة الجناة.

وتأتي هذه الأعمال بعد تلكؤ ما يسمى بالمجلس الانتقالي بتنفيذ اتفاق الرياض ورفضه تسليم السلاح المتوسط والثقيل، وهو ما نصت عليه المبادرة السعودية ضمن "اتفاق الرياض" الذي تم بتاريخ 5 نوفمبر الماضي، ومن أهم بنوده في الشق العسكري نزع السلاح الثقيل والمتوسط ودمج التشكيلات العسكرية ضمن وزارتي الداخلية والدفاع، وهذا ما يرفضه المجلس الانتقالي ويسعى لتعطيله بشتى الطرق

كلمات دالّة

#اليمن