الخميس 25-04-2024 22:46:43 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الحوثيون وتدمير التعليم.. نهب الرواتب وتغيير المناهج ومسخ الهوية الوطنية

الأحد 08 ديسمبر-كانون الأول 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص- اسامه الليث

 

أقدم الحوثيون -منذ انقلابهم على السلطة الشرعية- على ممارسة الكثير من الانتهاكات في حق التعليم والمعلم معا، ابتداء من تعيين شقيق عبد الملك الحوثي وزيراً للتعليم، الذي لا يحمل أي مؤهل علمي يجعله مستحقا لهذا المنصب، سوى أنه درس على يد والده بدر الدين الحوثي، تلاها تغيير المناهج وزج سيرة مؤسس جماعتهم في المقررات الدراسية، ليصبح المعلم رسولهم في نشر أفكارهم المتطرفة للأجيال القادمة، محافظا بذلك على أبسط حقوقه، باستمراره في وظيفته دون الحصول على أدنى المستحقات، والعمل في الميدان ببطن خاوية، بعد أن حصرت خياراته بين أمرين فقط، العمل بدون راتب، أو الفصل والاستبدال.

لم تكتفِ المليشيا بارتكاب هذه الانتهاكات، بل قامت بإقصاء 60 معلماً ومعلمة وعشرة من مدراء عدد من مدارس أمانة العاصمة، خلال أسبوع واحد فقط كمرحلة أولى قبيل بدء العام الدراسي، فضلاً عن قيامها خلال أربع سنوات باختطاف مئات المعلمين من مدارسهم ومنازلهم والزج بهم في سجونها، واتهامهم بالخيانة والعمالة.

إنها الوزارة التي لا تتوانى في ارتكاب أبشع الانتهاكات في حق هذا الجيل، إذ حولت المدارس الواقعة تحت سيطرتها إلى محاضن طائفية لتجنيد الطلاب للقتال بطرق مختلفة، وتنفيذ دورات تعبوية، وإصدار التعميمات المفخخة لخدمة أجندتها الهادفة لمسخ الهوية اليمنية، ومحاولة استبدالها بهوية دخيلة تقوم على توجهات وأفكار طائفية، مما أدى إلى تضاعف أعداد الطلاب المتسربين من المدارس. وبحسب إحصائيات رسمية، فإن عددهم وصل إلى 3.5 ملايين، مقارنة بـ1.5مليون كانوا قبل الانقلاب الحوثي.

 

تحريف تاريخ اليمن:

على مدى الأعوام الأربعة الماضية، سعت المليشيات الحوثية إلى تغيير المناهج التعليمية، وبالأخص في المرحلتين الابتدائية والإعدادية بشكل يخدم أفكارها وأيديولوجيتها، وزرع تعليماتها وأجنداتها في أذهان الطلاب، وعملت على تكريس تعليمات وصور ودروس "بدر الدين الحوثي"، وحذف الفتوحات الإسلاميةَ وسير الصحابة وأمهات المؤمنين من المناهج التعليمية.

مصادر تربوية بصنعاء كشفت عن إجراء المليشيات الحوثية تغييرات واسعة في المناهج الدراسية استهدفت بتغييراتها المناهج الخاصة بطلاب المرحلتين التمهيدية والأساسية، وقد تم هذا التغيير بشكل خاص في مواد القرآن الكريم والتربية الإسلامية، في محاولة منها لإضفاء طابع شرعي عليها.

ولفتت إلى أن اللجان الحوثية غيرت المنهج الدراسي لمادة القرآن الكريم الخاص بالصف الثاني والرابع الابتدائي، مضمنة إياه تفسيرات لعدد من السور تستند إلى ملازم حسين بدر الدين الحوثي، كما تضمنت دروساً تحرض على القتل والعنف والكراهية والفتنة، وتحث على ثقافة الموت، وتمجيد ما يسمى آل البيت والحسن والحسين.

مسؤول بوزارة التربية والتعليم، نتحفظ عن ذكر اسمه لدواعٍ أمنية، يحدثنا عن الهدف من هذا التغيير للمناهج قائلا: "المليشيات تسعى جاهدة إلى تغيير قيم المواطنة والمساواة والهوية الحضارية، وإذابة الفوارق الطبقية والعنصرية والطائفية في البلاد".

وأضاف: "تلك الخطوات جريمة خطيرة تنذر بكارثة حقيقية ستعمل على تدمير مستقبل الأجيال، مما يهدد بتغيير فكر الأطفال، وخلق جيل مشوه وعدائي على المدى البعيد يعتنق الفكر الطائفي والمذهبي".

وتابع: "منذ تسليم مقاليد وزارة التربية والتعليم ليحيى بدر الدين الحوثي، عملت المليشيات على حوثنة التعليم والعملية التعليمية، بتغيير المناهج الدراسية للمدارس الحكومية والأهلية، وتدريس مناهجها وأفكارها الطائفية المتطرفة، وهو ما من شأنه أن يتيح لهم السيطرة على عقول ما يقارب خمسة ملايين طالب في المرحلتين الأساسية والثانوية فقط".

وأكد أن "المليشيات تسعى من وراء تغيير المناهج الدراسية إلى تفخيخ عقول الطلاب وشحنهم طائفياً، والزج بهم في جبهات القتال، وكذا تبييض صورتها كمليشيا انقلابية خاضت 6 حروب ضد الدولة، وهو ما تم من خلال حذف كل ما له صلة بتمرد صعدة في المناهج الدراسية، واستبداله بإشارات إيجابية عنهم، والانقلاب الذي قاموا به بصفته "ثورة"، فقاموا بالتحريف الواسع لتاريخ اليمن، وتغيير القضايا المتعلقة بالثورة اليمنية ضد النظام الإمامي وتمجيداً له، ومحاولة ترسيخه من جديد بعد أكثر من نصف قرن من الثورة عليه عام 1962 والانتقال للنظام الجمهوري".

  

مقتل أكثر من 1500 معلم ومعلمة:

كشف تقرير نقابي حديث عن سلسلة من الانتهاكات الحوثية بحق العاملين بالقطاع التعليمي، وأكد التقرير مقتل 1500 من العاملين في القطاع التعليمي بينهم معلمون ومعلمات، وإصابة 2400 آخرين على يد مليشيات الحوثي منذ 4 سنوات.

وأشار التقرير إلى توثيق النقابة 276 حالة اختفاء قسري لمعلمين اختطفتهم مليشيات الحوثي من منازلهم ومدارسهم ولم يشاهد أي فرد منهم بعد ذلك، كما لم تتلقَ عائلاتهم أي إجابة من الحوثيين بشأن مصيرهم.

كما وثق التقرير قيام المليشيات -منذ انقلابها على السلطة- بهدم 44 منزلاً من منازل المعلمين وسوّتها بالأرض باستخدام الألغام في محافظات صعدة وعمران وحجة وصنعاء.

وأشار إلى أن 60% من إجمالي العاملين بالقطاع التعليمي باليمن البالغ عددهم 290 ألف موظف لم يحصلوا على رواتبهم منذ 4 أعوام بعد أن نهبتها المليشيات الحوثية وسخرتها لأتباعها وللمجهود الحربي.

أما تهجير المعلمين من منازلهم ومدارسهم ومناطقهم فإنه أصبح سمة أربع سنوات من الحقد الحوثي على اليمنيين، حيث فر آلاف المعلمين من بطش واضطهاد المليشيات الحوثية الإرهابية، وأصبحوا بلا مأوى أو عمل، الأمر الذي شكل معاناة أخرى لقطاع واسع من التربويين.

 

محاضن طائفية للتجنيد:

اتخذت المليشيات الانقلابية من المدارس محاضن طائفية، وحولتها إلى وسيلة لاستقطاب الطلاب إلى التجنيد وتدريبهم، ومنصة للحشد والتعبئة والدعم لجبهات القتال.

وبحسب تقارير مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، فإن ظاهرة تجنيد الأطفال بمناطق الانقلابيين تضاعفت لتصل إلى أرقام قياسية، وأكد أن الأطفال يشكلون ثلث المقاتلين في اليمن.

 وفي نفس السياق، قالت الدكتورة "وسام باسندوة"، رئيسة مجلس أمناء المبادرة العربية للتثقيف والتنمية، في ورقة بحثية قدمتها خلال ندوة نظمتها المبادرة العربية بالقاهرة بعنوان "التعليم والتحديات الراهنة بالمنطقة العربية"، إن المليشيات الحوثية قامت بعمليات تدمير ممنهجة لأوجه الحياة ومؤسسات الدولة، وعلى رأس ذلك يأتي استهداف قطاع التعليم من خلال تجنيد الأطفال وما سواه.

أحد المعلمين الذين التقينا بهم يؤكد أن كثيرا من طلاب المدرسة التي يعمل فيها ومدارس أخرى كثيرة، ذهبوا للقتال مع المليشيات، إمّا بقوة السلاح أو بالإغراءات، ومنها المحاضرات، واستقطاب الطلاب الى الدورات الثقافية (الطائفية) الحوثية التي لا تنقطع.

 من جهتها، قالت إحدى المدرسات في مديرية السبعين إن الوضع في المدرسة متدهور لدرجه لا يستطيع أحد تخيلها، فالتهديدات شبه يومية، كما هو الحال للزيارات وأخذ الطلاب للدورات، وإخراجهم للطواريد لسماع محاضرات الحوثيين الضيوف.

نستعرض هنا أبرز تلك الممارسات والانتهاكات المقترفة بحق التعليم، في هذا الجانب، خلال العام الدراسي الماضي، وفقا لشهادات طلاب وأولياء أمورهم، ومدرسين.

- في بداية يناير الماضي، ألقى مشرف ميداني تابع للمليشيا، في مدرسة "معاذ" بصنعاء، محاضرة دينية طائفية محرضا الطلاب على الانضمام للقتال في صفوف الحوثيين باعتباره عملا جهادياً، حسب زعمه.

- في مدرسة هائل وسط العاصمة صنعاء، أشرف مسؤول حوثي على تدريب الطلاب وتأهيلهم قتاليا على عروض عسكرية لمقاتلين من المليشيات يتوشحون الشارات الخضراء، ويؤدون حركات قتالية استعراضية.

- في مدرسة سالم قطن بالعاصمة، أجبر مشرفون حوثيون الطلاب من الصف الخامس وحتى التاسع، على تسجيل أسمائهم تمهيدا لأخذهم إلى الجبهات، حسب تصريحات لأولياء أمور بعضهم.

 - في 16 فبراير، نفذت المليشيات رحلة لطلاب مدرسة الكبسي للبنين، ومدرسة القديمي للبنات، بمنطقة الجراف شمال العاصمة صنعاء، دون علم أهاليهم، إلى القناة التعليمية الواقعة تحت سيطرتهم، وإخضاعهم هناك لدروس طائفية من ملازم حسين الحوثي.

- قام وكيل مدرسة "سيف بن ذي يزن"، الواقعة بمديرية التحرير وسط العاصمة صنعاء، بتدشين حملة تجنيد واسعة بين الطلاب، وتفريغهم لحضور دورات طائفية وحثهم على ترك الدراسة والالتحاق بالتجنيد مقابل الإغراء بالمال.

ومنذ مطلع مارس الماضي، شهدت المدرسة حملة استقطاب واسعة ومنظمة للطلاب، إلى جانب جملة من الأنشطة الطائفية التحريضية الهادفة إلى تشويش النهج الوسطي المعتدل للإسلام، ولا زالت الحملة مستمرة حتى كتابة هذا التقرير. 

- نهاية شهر مارس، نقلت المليشيات مجموعة طلاب من مدرسة "الحسن" بمديرية معين على متن سيارة وأرسلتهم دون علم أهاليهم إلى جبهات القتال، بعد أن أغرتهم بالمال، وهي الطريقة التي تستخدمها عادة لخداع طلاب المدارس والأطفال دون سن الـ15.

 - في الـ4 من أبريل، تعهدت المليشيات لطلاب الشهادتين الأساسية والثانوية في مدرستي "عمر بن عبد العزيز" بحي دارس، و"الإمام الشافعي" بمديرية بني الحارث شمال العاصمة صنعاء، بنجاح كل من يحضر منهم الدورات الطائفية، دون الحاجة لدخول الامتحانات.
 

 

اعتداءات وانتهاكات بحق الطالب والمعلم:

لم تكتفِ المليشيات بتلك الانتهاكات لإخضاع العملية التعليمية بالكامل تحت تصرفها، بل عمدت إلى إغلاق بعض المدارس واقتحام أخرى، والاعتداء والتهديد واختطاف مدرسين وطلاب وتعذيبهم.

فعلى سبيل المثال، في العام الماضي أغلقت مدرسة الروضة بقرية القابل شمال العاصمة صنعاء، ومنعت الطلاب من دخولها بحجة احتمال استهدافها بغارات التحالف. 

- اقتحمت مدرسة الصديق في حي عصر بالعاصمة صنعاء، وقامت بإنزال العلم الجمهوري من سارية المدرسة، ومنعت الطلاب من ترديد النشيد الوطني، وعينت مشرفاً من عناصرها على المدرسة، ليمارس كافة الوسائل لتعبئة الطلاب بالأفكار الطائفية، وتحريضهم على الانضمام إلى صفوف المليشيا، مقابل امتيازات خاصة سيحصلون عليها.

- اقتحمت المليشيات مدرسة صروح المجد الأهلية بصنعاء واعتدت على المعلمات لإجبار الطلاب على التجنيد.

- نفذت لجان تابعة للحوثي نزولا ميدانيا إلى مدرسة الإتقان بالحصبة، ضمن برنامج لاستجواب الكوادر التربوية في المدارس المستهدفة بتحقيقات حول نوع التخصص وأرقام الهواتف.

- تعرضت إحدى مدرسات مادة التربية الإسلامية بمدرسة شهداء الجوية في بني الحارث، للتحقيق بعد أن سألتها طالبة حوثية عن مصير شهداء المليشيات، فأجابتها المعلمة بقولها: "الله أعلم"، على إثر ذلك وفي اليوم التالي مباشرة، داهم المسلحون المدرسة بالتعاون مع مديرة المدرسة "ريم المحويتي" للتحقيق مع تلك المعلمة، بل وصل الأمر إلى التحقيق مع الطالبات وتهديدهن باعتقال أهاليهن وسجنهم.

وفي الـ14من مارس الماضي، اعتدى قيادي حوثي يدعى "أحمد الكبسي" على الطالبة "سمية الشهاري" بمدرسة حفصة للبنات، لانتقادها سير العملية التعليمية بعبارة ساخرة على ورقة الامتحان، بل وصل الأمر إلى تهديد المليشيات للطالبة بإعدام والدها وأخيها، واستدعت الإدارة ولي أمرها وأجبرته على الاعتذار نيابة عن ابنته قبل أن تصعد القضية أكثر وينفذ الحوثيون تهديدهم بإعدامه مع نجله.

- وفي 8 أبريل، أقدمت مليشيا الانقلاب على قطع أصبع الإبهام لوالد المعلمة "ناهد الفودعي"، بعد اختطافه وتعذيبه على خلفية رفض ابنته (المعلمة) لإملاءات المليشيات واتهامها بالتحريض ضدهم، وقد تم استدعاء جميع مدرسات مدرسة حليمة السعدية بالحصبة وسط العاصمة صنعاء للحضور إلى منطقة الثورة التعليمية للتحقيق معهن إثر تهمة التحريض التي اتهمت بها المليشيات تلك المعلمة.

وفي اليوم التالي اعتدت "الزينبيات" على طالبات مدرسة الروضة الأساسية بشارع المطار بمديرية بني الحارث بالضرب ورمي الأحجار عليهن، بعد انتفاضتهن ضدهن، ورفضهن ترديد الصرخة، أو عمل إذاعة مدرسية موجهة تروج لحادثة اغتصاب فتاة بالخوخة من قبل جندي سوداني، حسب ما روجت له حينها المليشيات على نطاق واسع.

- وفي 16 أبريل الفائت أيضا، أقدمت مليشيا الحوثي، في اعتداء سافر، على تهديد طالبات مدرسة الرسالة بصنعاء، لإجبارهن على كشف النقاب من على وجوههن تحت تهديد السلاح بحجة البحث عن طالبة أقدمت على تمزيق شعاراتهم الطائفية بالمدرسة.

  

رسوم شهرية إجبارية:

تتفاقم الأعباء على أولياء أمور الطلاب بسبب انتهاكات وجشع المليشيا التي فرضت رسوماً إضافية على الطلاب في المدارس، حيث أصبح على كل طالب دفع مبلغ يتراوح بين ألف ريال إلى ألفي ريال شهريا، مما دعا الكثير من أولياء الأمور إلى سحب أبنائهم من المدارس لعدم تمكنهم من دفع مبالغ إضافية في ظل انقطاع الرواتب، وعدم توفر مصادر دخل كافية لإعالة الأسرة.

كما قامت المليشيات بطرد عشرات الطلاب هذا العام، لعدم سدادهم القسط الشهري من الرسوم غير القانونية التي فرضتها، وهو الأمر الذي حذرت من خطورته منظمة "سياج" اليمنية لحماية الطفولة، والتي أكدت في أحد تقاريرها أن هذا الإجراء الحوثي سوف يؤدي إلى زيادة نسبة الأطفال المتسربين من المدارس، وتوقعت أن يفقد أكثر من 3 ملايين طفل يمني حقهم في التعليم.

  

توجيه الإذاعات المدرسية وتنفيذ دورات طائفية:

أصدرت المليشيات تعميما للمدارس في صنعاء والمناطق الأخرى الخاضعة لسيطرتها تلزمها بإقامة إذاعات مدرسية موجهة بما يتوافق مع أفكارها، وإلقاء الخطابات التحريضية المعممة من قبلها. 

وضمن التعميمات الموجهة للمدارس، تعميم خاص يجبرها على إقامة سلسلة فعاليات بإحياء عدة مناسبات طائفية، إحدى هذه المناسبات ذكرى وفاة حسين بدر الدين الحوثي، حيث وجهت بإيقاف العملية التعليمية في جميع المدارس الحكومية والأهلية بأمانة العاصمة لمدة شهر كامل، واستبدال الحصص الدراسية بفعاليات دعائية لصالح الحوثيين طيلة هذه المدة.

وفي 18 فبراير الماضي، صدرت أوامر بإيقاف التعليم في مدرسة الموهوبين، مدرسة جمال عبد الناصر بصنعاء، من أجل تنفيذ دورات طائفية إجبارية لجميع الطلاب، يتم فيها تدريس الفكر الحوثي، كما قامت بإلغاء تدريس مادة القرآن الكريم في مدرسة الميثاق في قاع القيضي بمديرية السبعين جنوب العاصمة صنعاء، واستبدلتها بدروس ودورات طائفية.

كما فرضت مدرسين موالين لها لتدريس مادة التربية الإسلامية على مدارس الرشيد بحي السنينة بصنعاء ومدارس أخرى، في سياق تسييس التعليم لخدمة مشاريعها الخاصة.

وفي 4 أبريل الفائت، استخدمت مليشيات الحوثي مدرسة جمال جميل بمديرية التحرير بصنعاء لإقامة ندوة ثقافية لموظفي المنطقة والمجلس المحلي، وتم خلالها نقل محاضرات عبر الدوائر التلفزيونية لعبد الملك الحوثي. وحسب مصادر تربوية، فإن عددا من مدراء المناطق التعليمية ومدراء المدارس انسحبوا من اللقاء بطريقة مفاجئة فور بدء كلمة زعيم المليشيات عبر دائرة تلفزيونية.

جاء ذلك بعد دعوة الوزارة جميع المدراء للحضور إلى مكتب التوجيه والإرشاد للمشاركة في برنامج طائفي تعبوي تنفذه لجميع موظفي المؤسسات الحكومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

  

سرقة رواتب المعلمين:

ظروف معيشية صعبة لم تعد تخفى على أحد، قوض فيها الحوثيون كل معاني البقاء والاستقرار النفسي والمعيشي، وكان المعلم البسيط المنقطع راتبه منذ أربع سنوات أبرز ضحايا تلك الانتهاكات، ومن نجا منها معرض للموت جوعاً هو وأسرته، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن 60% من إجمالي العاملين في القطاع التعليمي باليمن البالغ عددهم 290 ألف موظف لم يحصلوا على رواتبهم بشكل منتظم منذ 4 أعوام، وأن أكثر من 9 آلاف تربوي من المعلمين النازحين لا يتقاضون رواتبهم شهريا، مما جعلهم عاجزين عن تلبية احتياجاتهم الأساسية في المعيشة والحياة.

كما أن المعلمين الذين نهبت المليشيا رواتبهم أصبحوا عاجزين عن المطالبة بحقوقهم خوفاً من أساليب القمع والبطش، واعتبار من يطالب بحقوقه خائنا.

واكتفى بعض المعلمين بالفتات الذي يلقيه لصوص الحوثي، وهو نصف راتب كل 6 أشهر لا يسد رمق شخص بمفرده، فضلاً عن أسرة تنتظر ما يطفئ لهيب الجوع، لينتهى الحال ببعضهم إلى العمل في مهن شاقة من أجل الإيفاء بالالتزامات الأساسية لأسرهم.

إلى جانب ما قام به لصوص مليشيا الحوثي في التربية والتعليم من نهب لرواتب المعلمين، فإن أيديهم طالت حتى المعونات والمساعدات التي تقدمها منظمات دولية لقطاع التعليم، ومنها ما سمي بالحافز المخصص لمساعدة المعلمين للتغلب على أزمة انقطاع الرواتب، المقدم من منظمة اليونيسف، الذي لم يسلم من العبث والسرقة.

تلك هي الأزمة الأشد إنهاكاً لمئات الآلاف من الموظفين، في الوقت الذي تستفرد فيه مليشيات الحوثي بالفساد، ونهب رواتب وإيرادات مؤسسات الدولة.

كلمات دالّة

#اليمن