الخميس 18-04-2024 21:43:49 م : 9 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

حرب المليشيات الانقلابية على منظمات الإغاثة في إب.. طرد واختطاف وتهديد

الأحد 09 يوليو-تموز 2017 الساعة 01 صباحاً / الاصلاح نت - متابعات

    

لم تكن حادثة مغادرة منظمة "أطباء بلا حدود" نهاية مارس 2017، من هيئة مستشفى الثورة العام بمدينة إب، إلا واحدة من الدلائل والشواهد التي تؤكد هيمنة المليشيات على أنشطة المنظمات الإغاثية والإنسانية والطبية، ومن سيخالف شروط وقوانين المليشيات فمصيره الاختطاف والإهانة والاعتداء وصولاً إلى الطرد وتوقيف أي أنشطة تقوم بها.

 

اعتراف رسمي

 

وكشف عميد كلية الطب والعلوم الصحية بجامعة إب - وسط اليمن- عن فشل مشروع سكن طالبات الجامعة بسبب ممارسات ومضايقات عدة تقوم بها مليشيات الحوثي وصالح الانقلابيتين.

 

وأكد د. عبدالله المطري -عميد كلية الطب والعلوم الصحية، ومدير مستشفى جبلة الجامعي- أن سكن الطالبات التابع لكلية الطب تعذر تنفيذه بعد انسحاب الجمعية الممولة للمشروع، إثر مطالبة المليشيات لها بمغادرة المحافظة.

 

وكتب د. المطري على صفحته بموقع التواصل الإجتماعي (الفيسبوك) أن المشروع الذي تصل كلفته إلى 430 مليون ريال تم سحبه بعد تعرض مندوب الجمعية للاختطاف من قبل مليشيات الحوثي وصالح بمحافظة إب لمدة عشرة أيام وبعد الإفراج عنه أعطي مهلة لمغادرة المحافظة، وهو ما أدى لتعثر تنفيذ المشروع.

 

فشل مشروع سكن الطالبات

 

وأوضح المطري بالقول: "عذراً لمن أبلغناهم بأن مشروع سكن طالبات كلية الطب والعلوم الصحية في رحاب مستشفى جبلة الجامعي بتكلفة أربعمائة وثلاثين مليون ريال سيتم البدء بتنفيذه هذا العام لأن المشروع لن يتم، والسبب أن الجمعية الممولة أبلغتني بالانسحاب بعد احتجاز عضو مجلس إدارتها لمدة عشرة أيام، وبعد الإفراج عنه تم إعطاؤه مهلة يوم لمغادرة محافظة اب".

 

وأضاف: "عذراً لبناتنا طالبات سكن جامعة إب؛ لأن ما تم وعدكن به بتحسين ظروف السكن والمعيشة لن نستطيع تنفيذه لنفس السبب".

 

توقف أنشطة إغاثية

 

وأشار إلى أن أنشطة إغاثية أخرى توقفت بعدد من المديريات لذات الأسباب التي مارستها مليشيات الحوثي وصالح الإنقلابية.

 

وقال إن أنشطة إغاثية تنفذها جمعيات ومنظمات في الرضمة والقفر توقفت رغم أنها كانت بدأت أنشطتها الإغاثية بنشاط فاعل وعملي ولامست حاجات المجتمع.

 

عريضة اتهام

 

وعلق الكاتب أحمد طارش خرصان على ما نشره عميد كلية الطب بالقول: "تشبه بيان استقالة من الحياة - تلك كانت رسالة الدكتور المطري - ، وعريضة اتهام مكتملة الأركان، وخطاب وداع أخير، لكنه مؤلم وموجع إلى الحد الذي معه، تصبح المجازفة بالبقاء تحت رحمة مثل هكذا عاهات عملية مضنية وشاقة ومكلفة".

 

وأضاف: "من اعتقال طاقم الهيئة الطبية الدولية مروراً بمغادرة أطباء بلا حدود طوارئ مشفى الثورة، وانتهاءً بإلغاء مشروع السكن الجامعي لطالبات كلية الطب بجامعة إب، إثر احتجاز أحد أعضاء مجلس إدارة الجمعية الممولة للمشروع، والذي لم يتوقف عند ذلك الإجراء ليتجاوزه إلى طرد ذلك الشخص خارج محافظة إب، وكأن إب لا تصلح سوى لتلك الجيف والرمم المتنامية على حساب ما تبقى من أمل لنا في هذه البلاد".

 

إب تعرفهم

 

وأردف خرصان على صفحته بالفيسبوك: "لم يفصح الدكتور عبدالله المطري -عميد كلية الطب ومدير مستشفى جبلة - عن هوية الجهة التي تولت الاعتقال وتوجيه طلب المغادرة، لكن إب تعرف ملامحه وتقاسيم وجهه الجاف من كل قيمة وخجل، وتدرك جيداً كيف تتذكره متى ما تطلب الأمر ذلك".

 

وذكر خرصان بحوادث نهب وتهبش واعتداء على ممتلكات جامعة إب وسطو على المال العام تمارسها المليشيات الإنقلابية فقال: "لم تكن الواقعة هذه لتشبه فتح باب في سور الجامعة، ولن تكون حالة سطو لرجل متهبش حاول إدخال محطته الغازية إلى أملاك الجامعة، لكن هذه الواقعة تجاوزت كل شيء ونالت من كل أمل متبقٍ، يكاد ينحصر في أمل عودة هؤلاء إلى جادة الصواب وبما يفسح الطريق لنسيان الضغائن والأحقاد".

 

وختم حديثه بالقول: "يتبخر مشروع بمئات الملايين نظير نزوة غير محسوبة، وتتوقف أعمال الإغاثة الإنسانية في مديريتي الرضمة والقفر نتيجة تصرف أحمق وسلوك همجي، دون أن يكون هناك أي تحرك لإيقاف مثل هذه المهزلة وبما يمنع تدخلات الحمقى والجهلة، ويتخذ الإجراء الرادع لمثل هكذا عاهات".

 

اختطاف طاقم الهيئة الطبية الدولية

 

وفي الـ29 من مارس الماضي خطفت مليشيات الحوثي وصالح 9 من أفراد الهيئة الطبية واقتادتهم إلى سجن البحث الجنائي بالمحافظة والخاضع لسيطرة المليشيات.

 

وظل الطاقم الطبي للهيئة الطبية الدولية مختطفاً لأيام مما اضطرها للتهديد بإيقاف أنشطة المنظمة في حال استمرار اختطاف أفرادها وتعرضها للانتهاكات، وتم الإفراج عنهم بعد وساطات عدة أفضت إلى توقف أنشطة المنظمة ومغادرتها إب بعد أيام من مغادرة أطباء بلا حدود للعمل من هيئة مستشفى الثورة العام.

 

التضييق على مشاريع خيرية

 

وفي رمضان الفائت فقد حاولت مليشيات الحوثي وصالح، وعبر مدير مكتب التخطيط، إغلاق مطبخ خيري يقدم وجبات غذائية يومية مقدمة فاعلي خير لنحو 400 أسرة يومياً من النازحين.

 

وقال عدد من أبناء المحافظة وناشطين بأن إصرار المليشيات على التضييق على المنظمات والجمعيات والناشطين في الأعمال الخيرية والإغاثية أمر غير مقبول ولا يمكن السكوت عليه، مؤكدين أن هذه الخطوة أضرت بالآلاف من الفقراء والمحتاجين فضلاً عن انقلاب المليشيات، والذي جلب الدمار والحرب على الوطن والمواطن وأضر بكافة مناحي الحياة.