الجمعة 29-03-2024 16:57:34 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

انتهاكات مليشيات الانتقالي.. الوجه الآخر للحوثيين

الأربعاء 18 سبتمبر-أيلول 2019 الساعة 09 مساءً / الاصلاح نت-خاص-أسماء محمد

 

تواصل مليشيات ما يعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا ممارسة الانتهاكات المختلفة بحق مناوئيها، منذ انقلابها على الشرعية في العاشر من أغسطس الماضي.

وأصبح الجميع عرضة لتلك الممارسات الخارجة عن القانون والتي وصفها بعض الناشطين بأنها جرائم حرب وضد الإنسانية، والتي تتم على نطاق واسع.

  

وجهان لعملة واحدة

تشابهت مليشيات الانتقالي مع مليشيات الحوثي في طريقة تعاملها مع مناوئيها، فهي تلجأ إلى العنف المفرط واستخدام أبشع الأساليب قد يكون أقلها الإخفاء القسري.

تعد الأساليب التي تلجأ لها لتلك المليشيات، وسيلتها الوحيدة لإرهاب خصومها، وإسكات أي صوت مناوئ لها، في محاولة لفرض وجودها بالقوة جراء رفض المجتمع اليمني لها.

وينتهج ذات الأسلوب ما يعرف بـ"داعش"، الذي بدا أكثر دموية من أي تنظيم آخر، بأساليبه المختلفة التي يستخدمها بما يتناسب مع أهدافه التي يسعى لها.

  


انتهاكات بشعة

بدأ مسلسل تلك الانتهاكات قبل تنفيذ الانقلاب في العاشر من الشهر الماضي، فقد بدأت مليشيات الانتقالي بالتضييق على المدنيين وتفتيشهم وترحيل بعضهم خاصة العمال، لكن الأعداد كانت قليلة لتزداد عقب التمرد بشكل كبير.

فقد تم ترحيل العشرات من المدنيين الذين ينتمون إلى المحافظات الشمالية، وتعرض الكثير منهم للسرقة والنهب وإخراجهم من عدن بصورة غير أخلاقية.

ثم تركزت تلك الانتهاكات على أبناء محافظتي شبوة وأبين الذين تصدوا لمليشيات الانتقالي وأفشلوا محاولات تمددهم، وكانت الجرائم تتم بناء على الهوية والفرز المناطقي الذي يزيد من حدة الشرخ المجتمعي.

من بين تلك الانتهاكات اقتحام سكن طلابي في حي مدينة الشعب، واعتقال الطلاب الذين ينتمون لشبوة دون إبداء أي سبب، وكذلك تنفي تلك المليشيات عمليات مداهمة واقتحام لكثير من المنازل، بينهم قائد لواء النقل العميد أمجد خالد الذي تم نهب منزله وقتل شقيقه، لأنه فقط من مؤيدي الشرعية.

وتعرض العديد من المواطنين للاختطاف والتعذيب والاعتقال، فضلا عن إعدام 11 جنديا جريحا في مستشفى الرازي بأبين، واقتياد جرحى آخرين من الجيش كانوا في مستشفى ابن سيناء بذات المحافظة إلى جهة مجهولة، إضافة إلى إعدامات للمعتقلين وتصفيات جسدية، وإحراق المنازل، وسحل البعض بينهم قادة عسكريون.

ونال الكثير من الناشطين والصحفيين حصتهم من تلك الممارسات، بينهم الصحفي محمد الميسري الذي اختطفته مليشيات الانتقالي واقتحمت منزله وتعرض خلال تلك المداهمة أحد الشباب لطلق ناري أودى بحياته.

تم استغلال تلك الأحداث من قبل مليشيات الانتقالي التي قامت بالسطو ونهب بعض الممتلكات العامة والخاصة، فقد عثر السكان على جثة المواطن رضوان علي الذي يملك مطعماً شعبياً في مديرية بئر فضل بعدن، وذلك بعد أن اقتادوه إلى جهة مجهولة، وإغلاق مطعمه، بحجة أن مالكه ينتمي للمحافظات الشمالية.

ومؤخرا تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر مليشيات الانتقالي وهي تقوم بإعدام عدد من أسرى الجيش في أحد مداخل عدن.

كما قتلت تلك المليشيات في الثالث عشر من الشهر الجاري، اثنين من المواطنين بالضالع، وتم نشر صورهم وهم يغرقون في دمائهم.

وما تزال عمليات استهداف جنود الجيش مستمرة، فقد نجا قائد اللواء 21، جحدل العتيقي، من محاولة اغتيال بكمين مسلح، تعرض له في منطقة ضيقة بأبين.

وقتلت تلك المليشيات خلال الشهر الماضي أكثر من 300 مدني بينهم نساء وأطفال في أبين وعدن، وفق إحصائيات حقوقية. بينما تحدث "المرصد اليمني الأمريكي لحماية حقوق الإنسان" عن رصد الفرق التابعة له أكثر من سبعة آلاف انتهاك ضد المدنيين في تلك المحافظتين إضافة إلى شبوة خلال أغسطس.

وذكر المرصد أن تلك المليشيات المدعومة إماراتيا قامت بتصفية 132 عسكريا داخل المستشفيات، وكذا إعدام 109 جنود ينتمون لقوات الحماية الرئاسية كانوا أسرى لديهم.

  

إدانات واسعة

قوبلت تلك الممارسات باستنكار وإدانات واسعة النطاق، فقد دعت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي، لوقف موجة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها مليشيات الانتقالي بحق مدنيين من محافظتي عدن وأبين، مطالبة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بسرعة التدخل لوقف تلك الممارسات.

كما أكد وزير الإعلام معمر الإرياني أن تلك الجرائم التي وصفها بالإرهابية والانتهاكات البشعة التي وثقتها مقاطع الفيديو تنم عن حقد دفين وتكشف الوجه الحقيقي لمليشيات المجلس الانتقالي والمشروع التدميري الذي تحمله لأبناء المحافظات الجنوبية، وهي جرائم حرب لا تسقط بالتقادم وسيلاحق كافة المسؤولين عنها في المحاكم الوطنية والدولية.

أما وزارة حقوق الإنسان، فاستنكرت تلك الممارسات الانتقامية، وحملت مليشيات الانتقالي المسؤولية عن تلك الجرائم، مشيرة في الوقت ذاته إلى زيادة الانتهاكات عقب استهداف طيران الإمارات لقوات الجيش الوطني.

بينما دعا مستشار وزير الإعلام مختار الرحبي إلى رصد تلك الانتهاكات، وتوثيق الشهادات لتقديمها لمنظمات دولية والقضاء المحلي والدولي، كونها جرائم لا تسقط بالتقادم.

  

رصد خروقات

عقب صدور البيان السعودي الإماراتي في الثامن من الشهر الجاري الذي شدد على ضرورة الحوار بين الانتقالي والحكومة، رصد ناشطون العديد من الانتهاكات، بينها مداهمة مليشيات الانتقالي منزل قائد شرطة الدوريات وأمن الطرق العقيد لبيب العبد، ونهب محتوياته وسيارته الشخصية في منطقة الممدارة بمديرية الشيخ عثمان في الثامن من الشهر الجاري.

وفي ذات اليوم أيضا، سقط قتلى وجرحى بينهم الطفلة "هبة حمادة" في هجوم مسلح لمليشيات الانتقالي على منزل العقيد محمد البوكري، أركان حرب لواء النقل حماية رئاسية، في دارسعد، إضافة إلى تزايد حالات الإخفاء لمواطنين في محافظتي عدن ولحج حيث تم الإبلاغ عن ست حالات خلال أسبوع واحد.

كما اتهمت وزارة الكهرباء مليشيات الانتقالي في الثامن من الشهر الجاري بتعطيل جهود الحكومة في تحسين خدمة الكهرباء بعدن، والذي تسبب بتدهور كبير في مستوى الخدمات بما فيها خدمة الكهرباء.

وفي التاسع من الشهر الجاري، اعتقلت مليشيات الانتقالي مدير عام صندوق التقاعد في وزارة الداخلية العميد فضل العبادي بعد مداهمة منزله في مديرية دارسعد.

أما في العاشر من سبتمبر، فاقتحمت تلك المليشيات منزل محمد جمال الكازمي، وهو أصغر شهيد جنوبي في مديرية البريقة في الحرب ضد الحوثيين في 2015، واعتقلت شقيقه علي، إضافة إلى حديث مسؤولين في الدائرة المالية للسلطة المحلية بعدن عن ذهاب الإيرادات الفرعية المختلفة إلى جهات غير معلومة.

وباتت تلك الانتهاكات المستمرة حتى اليوم دليلا واضحا على صعوبة الحديث عن سلام مع مليشيات انقلابية، لا تعرف إلا طريق العنف والرغبة بإقصاء الجميع.

  

اتساع رقعة الغضب الشعبي

يبدو أن الغضب الشعبي إزاء تلك الممارسات يتزايد، فقد بدأ اليمنيون في داخل وخارج البلاد في الخروج في مظاهرات وتنفيذ وقفات احتجاجية مختلفة رفضا لممارسات الإمارات ومليشياتها، والمطالبة بطردها من التحالف العربي، خاصة مع استمرارها بدعم تلك العناصر.

ومؤخرا بدأ التصعيد ضد تلك المليشيات، فقد انفجرت عبوة ناسفة في مديرية المنصورة بعدن، أثناء مرور آلية عسكرية تتبع مليشيات الحزام الأمني، سقط جراءها اثنان من المدنيين.

وقتل عنصر وأصيب أكثر من سبعة آخرين من مليشيات الانتقالي، في هجومين منفصلين على حاجزين أمنيين بعدن وأبين، نفذه مسلحون موالون للشرعية.

يتزامن مع ذلك تعزيزات عسكرية للحكومة الشرعية إلى أبين، في ظل الحديث عن دعم السعودية للجيش بمضادات طيران حديثة.

الجدير ذكره أن نائب وزير الخارجية اليمني، محمد الحضرمي، شدد بأن الحل في اليمن يكمن في الوقوف بكل شفافية ووضوح أمام أي انحراف عن أهداف تحالف دعم الشرعية، مؤكدا ثقة الحكومة بالسعودية وقدرتها على إحداث حالة تصويب للمسار.

كلمات دالّة

#اليمن