الجمعة 19-04-2024 13:33:09 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

سلسلة ومحطات النهب المختلفة

الحوثيون ينهبون المساعدات الإنسانية بتواطؤ من منظمات دولية

الثلاثاء 30 مايو 2017 الساعة 01 صباحاً / الاصلاح نت - خاص

   

مع حلول شهر رمضان، ومتطلباته المختلفة، تحاصر المواطن اليمني العديد من متطلبات الحياة وخاصة منها الحاجات الضرورية، يعيش اليمنيون ظروفاً مادية بالغة الصعوبة في ظل محاصرة المليشيات الانقلابية لليمنيين من جبهات مختلفة، وعلى رأسها الحرب وأزمة الرواتب، ومصادرة المساعدات الإنسانية المختلفة التي تخفف من معاناة الناس.

في مواسم رمضان من كل عام كان الناس قبل الانقلاب يتسابقون للعمل الخيري وفتح العمل الخيري الذي يخفف من معاناة المواطنين كثيراً، غير أن المليشيات الانقلابية قامت بالقضاء على كل أبواب التكافل الاجتماعي والخيري، فصادرت الجمعيات الخيرية وأغلقتها بعد نهبها، وقامت باختطاف العديد من العاملين فيها، ولم تكتف بذلك حتى عمدت إلى التقطع للمساعدات الإنسانية الخارجية ونهبها، وتكوين الثروات الطائلة على حساب ملايين اليمنيين.

وتعمد المليشيات الانقلابية إلى محاربة المواطنين على كل الجبهات السياسية والعسكرية والاقتصادية والإنسانية وتتخذ كل الوسائل لقتل المواطنين والتضييق عليهم، وحتى المساعدات الإنسانية الإغاثية عمدت المليشيات الانقلابية لمصادرتها والتكسب بها ببيعها في السوق السوداء وتكوين الثروات الطائلة منها، دون الالتفات إلى معاناة المواطنين.

حيث ظهرت مظاهر المجاعة في تهامة وحتى في عواصم المدن المختلفة وخاصة تلك التي تخضع لسيطرتها وعدم السماح للقوافل الإنسانية الوصول إلى المواطنين.

التحالف العربي قدم مساعدات إنسانية جمة لليمنيين وخاصة مركز الملك سلمان للإغاثة، ويقول تحالف دعم الشرعية في اليمن إن السعودية قدمت مساعدات بلغت مليارا وسبعمائة مليون دولار، كانت كفيلة بتغيير الوضع الإنساني ومحاربة المجاعة، لولا استيلاء الحوثيين على قدر كبير منها.

 

تواطؤ المنظمات الدولية مع الانقلابيين:

مع كل المحطات التي تقوم بها المليشيات الانقلابية بمصادرة المساعدات الإنسانية لا نجد موقفاً واضحاً من المنظمات الدولية يدين تلك التصرفات أو يوضح حقيقة ما يجري للرأي العام. واتهمت الحكومة اليمنية والمنظمات المحلية والنشطاء أكثر من مرة تلك المنظمات الدولية بالتواطؤ مع المليشيات الانقلابية.

في مرات عديدة طالبت الحكومة اليمنية الأمين العام تغيير منسق الشؤون الإنسانية جيمي ماك-غولدريك، متهمة إياه بالتحيز للمليشيات والخروج عن حدود مهامه.

واتهمت الحكومة المنسق المقيم للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جيمي ماكغولدريك بالانحياز لمليشيات الحوثي وبغياب النزاهة والشفافية في عمله، وتؤكد أنه يقوم بتوظيف موقعه لصالح خدمة أهداف الانقلابيين.

وهاجم وزير الخارجية الدكتور عبدالملك المخلافي، في فبراير الماضي، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "جيمي ماكغولدريك"، على خلفية قيام الحوثيين بمنع دخول مسؤول أممي رفيع من دخول تعز وإطلاق النار على موكبه اليوم الثلاثاء.

ودعا الوزير المخلافي الوكيل الأممي "ستيفن أوبراين" وكذا الأمين العام للأمم المتحدة إلى فضح مواقف المنسق الأممي في اليمن "ماكغولدريك"، واتخاذ موقف قوي بحق الحوثيين.

ولم تقتصر تلك المطالب فقط على تغيير جيمي ماك، فقبله تم طرد القائم بأعمال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان جورج أبو الزلف، في نهاية عام 2015، لتحيزه الكامل للمليشيات الانقلابية، وتم اتهامه من قبل الحكومة اليمنية برفع تقارير مغلوطة ومنحازة للحوثيين.

واتهمت بعض المنظمات الحقوقية والسياسية أيضاً استيفان أوبراين لتحركاته "المثيرة للريبة". رئيس منظمة "معًا من أجل يمن أفضل"، الناشطة من لندن، همدان الهمداني، انتقد تحركات استيفان أوبراين، وقال إنه "يثير الريبة في تحركاته المتكررة وزياراته المتعددة لمنطقة صعدة وتسليم المساعدات الإنسانية الدولية لمنسقين تابعين لجماعة الحوثي، ونقلها إلى المناطق الموالية للحوثيين، بتجاهل متعمد من قبل منسق الأمم المتحدة، في تواطؤ واضح ودعم مقصود للمجموعات المسلحة الخارجة عن القانون في انتهاك صارخ لقوانين الأمم المتحدة التي تمنع التعاون مع مثل هؤلاء الخارجين عن القانون".

وعلى الرغم من منع المليشيات الانقلابية دخول أوبراين إلى تعز للاطلاع عن قرب على معاناتها ووضعها الميداني في 28 فبراير الماضي إلا أنه لم يدل ولو بتصريح واحد يوضح منعه من قبل المليشيات أو يدين تلك التصرفات رغم أن موكبه تعرض لإطلاق نار من قبلهم ومنعه من دخول المدينة، مما عزز كثيراً من الشكوك بتواطؤ المنظمات الدولية مع الانقلابيين.

وكذلك صرح المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن بورنيما كاشياب في 11 ديسمبر عن وصول المساعدات الإغاثية إلى سكان مدينة تعز، في نفس الوقت الذي احتجزت فيه المليشيات الانقلابية في اليوم الأول 31 شاحنة محملة بالمواد الغذائية والإنسانية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي المقدمة لأبناء تعز، وتسخيرها لصالح مجهودها الحربي، مما عزز أيضاً عدم ثقة اليمنيين بالمنظمات الدولية، واعتبرت منحازة للانقلابيين.

ونفى ائتلاف الإغاثة الإنسانية في تعز وصول أية مساعدات إغاثية إلى تعز، في نفي واضح وصريح لتصريحات بورنيما كاشياب.

وكشف المتحدث باسم قوات التحالف اللواء الركن أحمد عسيري "للجزيرة" عن حصول برامج الإغاثة التابعة للأمم المتحدة في اليمن على مليار وسبعمائة مليون دولار.

وتساءل عسيري عن مصير هذه الأموال الضخمة التي حصلت عليها المنظمات الدولية من التحالف العربي, قائلاً: "كيف للمنظمات الإغاثية أن تتباكى على الوضع الإنساني في اليمن دون أن تشرف على البرامج الإغاثية ولم تفصح عن مصير هذه الأموال بشفافية ليعرف الشعب اليمني أين تذهب"!!

 

مطالبات بتغيير مسار المساعدات الإنسانية:

ونظراً لأن المليشيات الانقلابية تقوم بالسطو على المساعدات الإنسانية، وتواطؤ المنظمات الدولية في ذلك، طالب التحالف العربي بالإشراف على ميناء الحديدة وإدخال وتوزيع المواد، ومنع استيلاء المليشيات عليها.

الحكومة اليمنية من جهتها أكدت أكثر من مرة على جاهزية موانئ عدن والمكلا وتجهيز ميناء جاف في مارب لاستقبال المواد الإغاثية القادمة من السعودية براً.

وفي رسالة وجهها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي إلى منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن جيمي ماكجولدريك، طالبت فيها الحكومة اليمنية بتغيير مسار المساعدات الإغاثية من الحديدة إلى موانئ أخرى.

وأكدت الرسالة أنه لم يعد هناك أي مبرر منطقي لإبقاء مسار المساعدات الإنسانية إلى مدينة تعز عبر ميناء الحديدة الذي يجعل المساعدات معرضة للخطر من قبل المليشيات في الوقت الذي تتوفر مسار أمنه من مدينة عدن.

وتصر الأمم المتحدة والمنظمات المرتبطة بها على عدم تحويل مسار المساعدات الإنسانية من ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه المليشيات الانقلابية إلى موانئ أخرى كالمخاء بعد تحريره أو إلى ميناءي عدن والمكلا. واعترضت أكثر من مرة على تحرير محافظة الحديدة ومينائها من قبضة المليشيات متذرعة بالوضع الإنساني وأن تحريرها سيفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن.

 

بعض محطات مصادرات قوافل المساعدات:

  • في 2 ديسمبر 2015 صادرت المليشيات الانقلابية شحنة كبيرة من الأدوية التي كانت منظمة الصحة العالمية تنوي إدخالها لإغاثة المرضى المصابين بأمراض مزمنة في تعز، لاسيما مرضى الفشل الكلوي، الذين أكدت مصادر ميدانية انعدام الأدوية التي يحتاجونها.
  • في 10 ديسمبر 2015 المليشيات تحتجز 31 شاحنة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي وتمنعها من دخول مدينة تعز..
  • في 4 يناير صادر الانقلابيون (مليشيات صالح والحوثيين) أكثر من 12 ألف سلة غذائية مقدمة من المنظمات الإغاثية للمحاصرين في المدينة.
  • وأضاف المصدر إن المسؤولين الميدانيين في المعابر أبلغوا ائتلاف الإغاثة إن 12500 سلة غذائية ستدخل للمدينة المحاصر، غير إنه في اليوم التالي لم تدخل إلا 400 سلة فقط.
  • في 20 يناير صادر الانقلابيون 286 شاحنة محملة بالمواد الغذائية يفترض أن تدخل محافظة تعز، والتي تحاصر منذ 9 أشهر وتعاني من أوضاع إنسانية قاسية.
  • الأحد 18 ديسمبر 2016، قام الحوثيون بمصادرة مساعدات إنسانية ممولة من برنامج الأغذية العالمي، مقدمة لـ5500 أسرة فقيرة في محافظة المحويت.
  • وفي 11 مارس 2017 أوضح وزير الإدارة المحلية ورئيس اللجنة العليا للإغاثة في اليمن عبدالرقيب فتح الدبعي، إن مليشيات الحوثيين والرئيس المخلوع علي صالح احتجزت ونهبت منذ اغتصابها السلطة إلى آذار (مارس) 2017، أكثر من 63 سفينة إغاثية في موانئ الحديدة والصليف وعدن. وذكر أن الميليشيات تقوم أيضاً بنهب ومصادرة عدد من قوافل الإغاثة المخصصة للمحافظات الخاضعة لسيطرتها باسم الجهد الحربي، ثم تقوم ببيعها في السوق السوداء.
  • في 20 من أبريل 2017، أقدمت مليشيات الحوثي وصالح على احتجاز قافلة مساعدات مخصصة لمحافظة تعز.

وأفاد مجلس التنسيق بين منظمات المجتمع المدني بأن القافلة مكونة ‏من 200 شاحنة تحمل مواد مخصصة لـ12 مديرية، واحتُجزت في الحديدة.

كما صادر الانقلابيون أدوية ومستلزمات الغسيل الكلوي الخاصة بـمستشفى الثورة في تعز في جريمة تهدد حياة المئات من مرضى الفشل الكلوي.

  • وخلال شهر مايو الجاري 2017 ، أقدمت المليشيات الانقلابية على مصادرة كميات كبيرة من التمور كانت "منظمة صدى للتنمية والتأهيل الخيرية" قد منحتها لمخيم اللاجئين الإرتريين في مديرية الخوخة جنوب محافظة الحديدة.
  • وبالمجمل كشف نائب وزير الإدارة المحلية عبدالسلام باعبود الخميس الماضي أن المليشيات الانقلابية نهبت 63 سفينة مساعدات، وصادرت 550 قافلة إغاثية خصصتها برامج الإغاثة الإنسانية للشعب اليمني.