الجمعة 19-04-2024 13:12:55 م : 10 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

المستشفى العسكري بتعز .. خدمات طبية مجانية بلا دعم حكومي

الثلاثاء 28 مايو 2019 الساعة 01 صباحاً / الإصلاح نت - خاص/ عامر دعكم

  

حقق المستشفى العسكري بتعز، منذ أن حررته قوات الجيش الوطني في 2016/11/17، نجاحًا كبيرًا، ولعب دورًا رياديًا في تقديم الخدمات الطبية المختلفة للجرحى والمرضى، العسكريين والمدنيين، رغم المخاطر التي تهدده والمعوقات التي يعانيها.

فقد أُعيد فتح المستشفى بعد عشرة أيام من تحريره، بعد أن ظلّ قرابة عام ونصف تحت سيطرة مليشيات الحوثي، وعملت إدارة المستشفى على ترميم وإعادة تأهيل أقسامه المختلفة كقسم الطوارئ الذي كان مدمرا وأجهزته بعضها تالفة وبعضها نهبتها عصابات الحوثي، وغرف العمليات، وقسم الرنين المغناطيسي، وترميم وتأهيل العيادات الطبية المختلفة، وقسم العيون، وقسم الأسنان، وقسم الرقود والجراحة، وكذا ترميم جميع إدارات المستشفى وإصلاح ثلاجة الموتى والغسالة المركزية.

وقال مدير المستشفى العسكري الدكتور محمد نعمان الثوابي: "وجدنا المستشفى العسكري أشبه بخرابة، تسكنه الفئران، بعد أن نهبت المليشيات الحوثية كل محتوياته وأجهزته، وكسّرت ما لم تستطع نهبه كطاولات العمليات، التي تقدر قيمتها بـ35 ألف دولار، حيث كسّرتها المليشيات الحوثية ورمت بها إلى القمامة".

وأضاف الثوابي: "قمنا بترميم المستشفى، استدعينا الكوادر الطبية، وأعدنا تشغيله، واليوم المستشفى يعمل بشكل فعّال ويؤدي دورا كبيرا في تقديم الخدمات الطبية للجرحى، حيث تستقبل العيادات الخارجية قرابة 350 مريضا وجريحا يوميًا".

ويقدم المستشفى العسكري خدماته الطبية مجانًا، مثل: المعاينات، الفحوصات، الكشافات، الجهاز التلفزيوني، العلاجات، التخطيط، الطوارئ، وغيرها من الخدمات، كلها تقدم مجانًا، للعسكريين والمدنيين، بل 70% منهم مدنيون، حسب مدير المستشفى.

واستقبل المستشفى خلال عام 2018 م (53) ألفا من أبناء تعز، أغلبهم مدنيون، ويتجاوز عدد العمليات المنجزة منذ 2018 ألف عملية تتوزع بين كبرى ومتوسطة وصغرى.

يداوم في المستشفى استشاريون من مختلف التخصصات (مخ وأعصاب، شرايين وأوردة، عظام، جراحة عيون، مسالك بولية، جراحة عامة)، وغيرها.

ويعمل في قسم جهاز الرنين فريقان، فريق يداوم فترة صباحية، وآخر فترة مسائية، وهذا لم يكن موجودًا حتى قبل الحرب، إذْ كان فريق العمل يحضر باستدعاء.

وافتتح المستشفى، ولأول مرة منذ تأسيسه، عيادة خاصة بالدعم النفسي والعصبي، وهي عيادة مهمة لدعم المصابين لا سيما في ظروف الحرب التي تعيشها تعز.

 

ويظن كل متابع للدور الذي يؤديه المستشفى العسكري والخدمات الطبية العسكرية المجانية التي يقدمها أنه مدعوم بشكل كبير، أو أن الجهات الرسمية المعنية خصصت له موازنة كبيرة، لكن الواقع غير ذلك تمامًا، وسُرعان ما يندهش كل من كان يتوقع خلاف الحقيقة ويفغر فاه عند معرفته بالواقع.

حيث صرح الثوابي للإصلاح نت أن "المستشفى العسكري بتعز ليس لديه أي موازنة كبقية المستشفيات العسكرية في المحافظات المحررة"، مضيفًا: "المستشفى يعمل منذ إعادة تشغيله، بعد تحريره، بدعم من محافظ محافظة مأرب اللواء سلطان العرادة، حيث يدعم المستشفى العسكري بـ(15) مليون ريال شهريا، يقتطعها من ميزانية محافظة مأرب، ورغم أننا وصلنا إلى نائب الرئيس ووزير الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، ومدير دائرة الخدمات الطبية العسكرية وغيرهم، إلا أنهم اكتفوا بالوعود".

وأكد الثوابي أن المستشفى العسكري بتعز لا يستلم غير الدعم الذي يتفضل به محافظ مأرب من أيّ جهة كانت، حتى المنظمات لا تقدم أي دعم للمستشفى، مبررة ذلك بأن هذا مشفى عسكري مدعوم من الدولة، رغم أن 70% من الذين يتعالجون في المستشفى مدنيون.

وناشد مدير المستشفى العسكري الدكتور محمد نعمان الثوابي الجهات المعنية أن تعامل المستشفى العسكري بتعز كما تعامل المستشفيات العسكرية في بقية المناطق المحررة، فحتى الآن لا ميزانية للمستشفى، ولا حتى دخل، فكل خدماته مجانية.

عزان عبد الله، أحد جرحى الجيش الوطني بتعز، قال للإصلاح نت: "لا أبالغ إن قلت إن المستشفى العسكري بتعز من أفضل المستشفيات الحكومية داخل المدينة، حيث يجد الجريح الرعاية المرجوّة والاهتمام اللائق بتضحيات الجريح، وهو أيضًا المستشفى الوحيد الذي يعالج مجانًا".

وأضاف: "نشكر إدارة المستشفى وكادرها وكل العاملين فيه على إنسانيتهم، كما ندعو الجهات العليا في الدولة إلى دعم المستشفى حتى يتمكن من تقديم كافة الخدمات التي تحتاجها جراح الحرب".

القيادي في الحزب الاشتراكي، عيبان السامعي، قال للإصلاح نت: "من خلال زياتنا للمستشفى العسكري ضمن لجنة مكلفة من التحالف السياسي للأحزاب المساندة للشرعية بتعز، وجدناه في وضع يبعث على الأمل ويثلج الصدر".

وأضاف السامعي: "فقد تمكنت إدارة المستشفى من إعادة تأهيله بمختلف أقسامه ومرافقه بل وفتح أقسام جديدة خاصة بالجرحى وتقديم العلاج لهم بالمجان"، مشيرا إلى أن "هذه الجهود الطيبة تنم عن روح المسؤولية والتفاني التي تتحلى بها إدارة المستشفى والطاقم العامل".

واختتم السامعي: "نأمل أن تحتذي بقية المستشفيات حذو المستشفى العسكري كنموذج لامع لمستشفى يقدم الخدمات الطبية والصحية للمرتادين وبما يتمتع به الطاقم الإداري وكافة العاملين من الكفاءة والهمة وحسن المعاملة مع المرضى".

وافتتح في المستشفى مركز تدريبي لتطوير الكادر الإداري والفني، حيث تحرص إدارة المستشفى على تنمية قدرات كادرها وبقائه حيويًا من خلال إقامة دورات تأهيلية، ودورات أخرى في التمريض وفي الانضباط الوظيفي، كي يكون لدى المستشفى كادرا مؤهلا ذا كفاءة عالية.

كما عملت إدارة المستشفى على تشجير حوش المستشفى بالتنسيق مع منتزه السكون في التربة، لتكوين صورة جمالية راقية وجميلة تُريح الجرحى والمرضى.

ومع ذلك، ما يزال ينقص المستشفى الكثير من الأجهزة المهمة مثل C.T SCAN (طبقي محوري)، جهاز تخطيط دماغ، تخطيط أعصاب وغيرها.

كما أن المليشيات الحوثية تستهدف المستشفى بين الفينة والأخرى، حيث تُقدّر عدد مرات قصف المليشيات الحوثية للمستشفى بالعشرات، أبرزها في الرابع عشر من مايو 2017، حيث سقطت عدد من قذائف الهوزر الحوثية على المستشفى وتسببت بتدمير المسجد التابع له والإدارة العامة وغرفتي العمليات والاجتماعات.

وفي الثالث عشر من مارس 2018، سقطت قذيفة حوثية على ذات المستشفى العسكري، نتج عنها إصابة أكثر من 11 شخصا بجراح متوسطة، أغلبهم من الإداريين والعاملين في المستشفى.

وما تزال القذائف الحوثية تتهدد المستشفى وما حوله، حتى إن الجزء الأكبر من الطابق العلوي لا يعمل، بل إنه مدمّر، فهو سهل الاستهداف قنصًا وقصفًا، لا سيما أن المليشيا الحوثية متمركزة في التلال المرتفعة المقابلة للمستشفى والقريبة منه مثل تلة السلال وتلة سوفتيل، ولا حلّ مُجدٍ سوى استكمال تحرير تعز.

كلمات دالّة

#اليمن