الأربعاء 24-04-2024 06:04:40 ص : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

دوافع الحرب الناعمة على الإصلاح ..(1)

الأحد 14 إبريل-نيسان 2019 الساعة 10 مساءً / الاصلاح نت- اليمني الجديد
 

 


المتابع في الفترة الأخيرة، لحالة التصعيد الإعلامي من أطراف عديدة ضد حزب الإصلاح، يدرك بوضوح وجود هجمة ممتدة ومفتوحة تتعاظم كل يوم للنيل من هذا الحزب، ويدخل فيها مشاركون من هنا وهناك، جهات إعلامية معروفة وشخصيات سياسية ذات توجهات مختلفة ومواقع وناشطين وصفحات ممولة تتكاثر كل يوم ولا تنتهي شائعاتها.

جميع هؤلاء يشتغلون بمنهجية موحدة ويبدو أن ممولهم واحد ويتحدون لهدف محدد هو خلق أجواء شعبية ناقمة ضد الحزب وصناعة حالة سخط شعبوية تجاهه بتحميله كل شرور البلد وتصويره كأنه وحش مفترس ومسؤول عن كل خطيئة تحدث.

هذا الشغل ليس عفويًا ولا بريئًا وهناك دوافع كثيرة تقف خلفه، تكشفها خيوط هذا العمل، وبقدر ما هو هذا الشغل حالة من التجني العبثي؛ ليس جديدًا لكنه متجدد ويعمل عليه هؤلاء ضد أكبر التنظيمات السياسية في البلاد منذ فترة، هو أيضًا شغل لا تقتصر آثاره على الحزب الذي لديه خبرة طويلة في الخروج من الأزمات وتجاوز مخلفاتها بل يمتد أثره على المعركة الوطنية بكاملها والتي يخوضها الشعب لتحرير البلاد من الإماميين الجدد الذين ما زالوا جاثمين على صدره، بينما ممثلي المجتمع والمنخرطين في معركة استعادة الدولة يوجهون أدواتهم لتسدد بإتجاهات عبثية وخاطئة.

في هذه المقاربة سنحاول الحديث في حلقتين. الأولى سنتحدث فيها عن المعركة الوطنية الدائرة اليوم ودور حزب الإصلاح فيها إلى جانب محاولة بعض الأطراف حرف مسار المعركة وإعادة تعريفها عن طريق استعداء هذا المكون الأساسي في المشارك بقوة في حرب التحرير. وفي الحلقة الثانية سنتحدث عن مظاهر متعددة لهذه الحرب ضد حزب الإصلاح ودوافعها وآثارها الكارثية على عملية التحرير والمعركة الوطنية الكبرى.



* التوصيف المبدئي للمعركة

بداية من المهم أن نؤكد على أمر بديهي، يتفق عليه الجميع، وهو الأمر المتعلق بتوصيف المعركة الدائرة في البلاد منذ أربع سنوات، حيث يخوض الشعب حربًا واضحة وذات هوية محددة وحاسمة، تتمثل في المعركة التأريخية التي انخرط فيها اليمنيون بكامل توجهاتهم وبكل التيارات السياسية الفاعلة والقوى الإجتماعية المتعددة ضد جماعة أقلية مليشاوية طائفية انقلبت على الدولة ودمرت كل الثوابت الوطنية وفرضت حكمًا سلطويًا بصبغة مذهبية تجلت للجميع من خلال ممارساتهم منذ اللحظات الأولى لتحركاتهم.



* المحاولات الجارية لإعادة تعريف المعركة

مقابل حالة الإجماع التأريخي التي يتفق عليه اليمنيون بشأن توصيف هوية المعركة الدائرة في البلد، تجري محاولات عديد، وتبذل جهود جبارة من قبل أطراف عديدة؛ لإعادة تعريف المعركة وصناعة هوية أخرى لها، وذلك تمهيدًا لحرف مسارها تدريجيًا وبما يبرر أي خطوات لاحقة ؛ لإستهداف قوى أصيلة في المعركة الوطنية، متمثلة في حزب الإصلاح.

المحاولات الجارية الآن، تشتغل تحت عناوين متعددة، منها ما يحاول تصوير المعركة بأنها معركة الاصلاح فقط، وبقدر ما يبدو الأمر بأنه يصب في صالح الإصلاح، إلا أن أهدافه الخفية تسعى للقول بأن الإصلاح وحده من يجني مكاسب الحرب وبالتالي فهي معركته لوحده، وهذا الأمر يشكل منطق خطير لكونه ينزع الغطاء الوطني عن الحرب ويحاول بث شائعة تدفع الناس للتكتل على جهة مضادة للحزب بما يفقد المعركة حاضنتها الشعبية وبعدها الوطني ويغذي مشاعر عدائية وصدامات مستقبلية بين الجمهور وبين حزب من صميم المجتمع وفي قلب المعركة الوطنية التي يخوضها الشعب لإستعادة دولته.



* دور الإصلاح في المعركة ..ولعبة المطابخ الإعلامية في قلب صورته

لا شك أن الإصلاح القوة الاجتماعية والسياسية الأبرز داخل الجبهة الوطنية التي تخوض معركة التحرير، ويمثل الحزب بحضوره الواسع وتنظيمه المحكم، نقطة قوة وطنية ورافعة سياسية وإجتماعية لحسم المعركة وإستعادة الدولة التي هي هدف الجميع.

إلا أن الفكرة التي ترددها المطابخ المعادية للحزب والقائلة بأن نتائج الحرب يجنيها حزب الإصلاح، هي شائعة مفضوحة لا يمكن أن تصمد أمام أي نقاش حقيقي، ولا تستند على أي أدلة حقيقية، ولا تعدو كونها شائعة إعلامية مغرضة، تهدف للتعريض بالحزب وتريد خلط الأوراق وتعميم صورة ذهنية مغلوطة عن الواقع.

فواقع الحال يقول بأن الحزب هو أكثر القوى السياسية تسامحًا إزاء تمثيله الإداري وأقل الأحزاب حصولًا على المكاسب، مقارنة بحجمه الشعبي ووزنه الإجتماعي، مع أنها إحدى إستحقاقاته الديمقراطية الطبيعية لو تعاملنا بمنطق الأغلبية والأقلية، ومع كونه لم يحصل على حقه الكامل إلا أنه لم يسلم من الإستهداف بتهمة حيازته على الحصة الأكبر من التمثيل والنفوذ السياسي، هكذا بدون أي إثبات عملي لهذه التهمة التي يرددها البعض.



* مخاطر إستهداف الإصلاح على مستقبل البلاد

الإصلاح مثله مثل كل الأحزاب الريادية الفاعلة، مهما كانت درجة اتزانه ورسوخه وإنشغاله الوطني وعدم قابليته للإنجرار نحو معارك هامشية، إلا أنه يظل مضطرًا للتصدي لكل ما يتهدده من شائعات ولا يمكنه التخلي عن حماية نفسه، وبالرغم من محاولته الدائمة لتكثيف جهوده الكبرى من أجل الدفع بالمعركة الوطنية العامة والتعجيل بالخلاص لهذ الشعب؛ إلا أنه بالمقابل لا يستطيع تجاهل الهجوم الذي يتعرض له الحزب أو ترك نفسه عرضة للسهام المتعددة التي تتناوشه من هنا وهناك.

وبقدر ما يمثل هذا العمل حق مشروع للحزب من أجل الدفاع عن نفسه، فهو بالمقابل سوف يصرف جزء كبير من جهود الحزب وقدراته إلى معارك أخرى عنوانها حماية الذات، ومهما كان الحزب يملك مبررات الكافية والداعمة لخوض معركة الدفاع عن نفسه، إلا أن الحقيقة التي يصعب تجاهلها أو عدم الإلتفات لها وهو أن هذا الجهد المبذول سيخصم من الجهد الذي كان يتوجب صرفه في المعركة الوطنية الكبرى، معركة الشعب مع المشروع الإمامي الذي يعد أخطر مشروع على حاضر ومستقبل البلاد جميعها.

هكذا تؤثر الحملات الإعلامية التي تشتغل عليها بعض الأطراف داخل الصف الجمهوري ضد الإصلاح، على معركة الجمهورية، بهذا يكون هؤلاء كمن يشتغلون ضد أنفسهم؛ لكن الإنتهازية الرخيصة والأحقاد هي من تتحكم بهم وبالتالي فلم يعودون يفرقون بين خصم يقفون معه على أرضية واحدة وبين عدو يتهددهم جميعًا..