الثلاثاء 16-04-2024 14:00:24 م : 7 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

أكاذيب مكشوفة.. لماذا يتهمون الإصلاح بالتحالف مع مليشيات الحوثي؟

الأربعاء 10 إبريل-نيسان 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص / عبد السلام قائد

 

ما زال سيل الأكاذيب يتوالى عبر بعض وسائل الإعلام وعلى ألسنة بعض الناشطين باتهام التجمع اليمني للإصلاح بأنه يسعى للتحالف أو المصالحة مع مليشيات الحوثيين الانقلابية، وبالرغم من أن تلك الأكاذيب لم تستند إلى أي دليل منطقي ومجافية لما هو ملموس في أرض الواقع، وتصدر من وسائل إعلامية وأشخاص معروفين بالكذب، لكن استمرار تلك الحملة المسعورة والتسابق على صناعة الأكاذيب يبدو وكأنها حملة منظمة وممولة ولها أهداف خبيثة ضد البلاد ووحدتها وضد السلطة الشرعية وحلفائها.

واللافت في تلك الحملة المسعورة من الأكاذيب أنها متناقضة فيما بينها بخصوص ما تسميه الأدلة على مزاعم التحالف أو التقارب بين الإصلاح والمليشيات الحوثية، وتثبت تلك المزاعم وما تسوقه من أدلة سخيفة ووهمية وغير منطقية بأنها ليست سوى سباق على صناعة الكذب والترويج له، رغم إدراك الجميع بأنه سيظل مجرد كذب لن يغير من واقع الحال شيئا.

  

- بداية الأكاذيب

بدأت الأكاذيب بشأن سعي تجمع الإصلاح إلى التحالف أو المصالحة مع مليشيات الحوثيين منذ شهر يونيو 2018، عندما دعا القيادي الحوثي محمد البخيتي -في منشور طويل عبر صفحته بموقع فيسبوك- حزب الإصلاح إلى المصالحة مع الحوثيين، وسرد العديد من الأسباب التي تقتضي من الإصلاح المصالحة مع جماعته، فاتخذ بعض المعادين للإصلاح من تلك الدعوة انطلاقا لبدء حملتهم المسعورة وأكاذيبهم الملفقة بشأن المصالحة بين الإصلاح والحوثيين، واتخذوا من ذلك وسيلة لشيطنة الإصلاح بغرض تسميم تحالفه مع السلطة الشرعية ودول التحالف العربي.

تزامنت دعوة القيادي الحوثي محمد البخيتي لحزب الإصلاح إلى المصالحة مع جماعته مع الاستعدادات المكثفة للتحالف العربي والسلطة الشرعية لاقتحام مدينة الحديدة وتحريرها، وهو ما يعني أن تلك الدعوة كانت بمثابة استجداء من الجماعة لحزب الإصلاح في وقت حرج بالنسبة لها، أملا في أن يستجيب الإصلاح لتلك الدعوة، بما من شأنه خلط الأوراق وتخفيف الضغط العسكري على الجماعة في جبهة الحديدة.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يستجدي فيها الانقلابيون المصالحة مع تجمع الإصلاح، بل فقد سبق أن تكرر ذلك عدة مرات، الأولى عندما طلب زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي من قادة الإصلاح زيارته إلى معقله في صعدة، عارضا عليهم المصالحة وتجنيب البلاد حرب أهلية، في أواخر نوفمبر 2014، بعد أن كثف الحوثيون من نشر مليشياتهم في العاصمة صنعاء بتواطؤ ودعم من حليفهم حينها الرئيس السابق علي صالح.

وجاءت هذه الدعوة للمصالحة بعد أن أصدر الإصلاح بيانات شديدة اللهجة ضد مليشيات الحوثيين، ونشرها في وسائل إعلامه الرسمية، وحذرها من مساعيها للانقلاب على السلطة الشرعية والتوافق السياسي ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، لكن اتضح لقادة الإصلاح، بعد لقاء وفدهم مع زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي، أن ما يسعى إليه الحوثيون هو تحييد الإصلاح عن المواجهات عندما يبدؤون في السيطرة على مختلف المحافظات اليمنية واستكمال الانقلاب، فرفضوا طلب المصالحة الوهمية، وسارعوا إلى تشكيل المقاومة الشعبية في مختلف المحافظات التي وصلت إليها المليشيات الحوثية.

وكانت المرة الثانية التي استجدى فيها الحوثيون وحليفهم علي صالح المصالحة مع تجمع الإصلاح، بعد اندلاع عملية "عاصفة الحزم" العسكرية بقيادة السعودية، حيث طلبوا من الإصلاح إدانة التدخل العسكري العربي ووصفه بالعدوان والتحالف معهم ضده، مقابل المصالحة معه المتمثلة في إشراكه في السلطة والإفراج عن قادته المعتقلين في سجونهم، لكن الإصلاح رفض ذلك الطلب وأعلن تأييده لعملية "عاصفة الحزم" والتحالف مع السلطة الشرعية والتحالف العربي، داعيا كافة أعضائه ومنتسبيه للالتحاق بالمقاومة الشعبية والجيش الموالي للسلطة الشرعية في الحرب على الانقلاب.

بينما المرة الثالثة كانت عندما استجدى الرئيس السابق علي صالح المصالحة والتحالف مع الإصلاح، في خطاب له أمام مجموعة من مناصريه القبليين في محافظة صنعاء، بعد أن بدأ الحوثيون يضيقون عليه الخناق، وكان يأمل أن يستجيب الإصلاح إلى دعوته بالمصالحة والتحالف معه كون ذلك سيخلط الأوراق ويطمر خلافاته المتزايدة مع الحوثيين، والتي تطورت إلى حرب خاطفة بين الطرفين في ديسمبر 2017، وانتهت بقتل الحوثيين لعلي صالح داخل منزله بصنعاء.

أما المرة الرابعة والأخيرة، فهي المتمثلة في دعوة القيادي الحوثي محمد البخيتي حزب الإصلاح إلى المصالحة مع جماعته، أملا في أن يسهم ذلك، في حال حدوثه، في خلط الأوراق وتخفيف الضغط العسكري على المليشيات الحوثية في جبهة الحديدة، كما ذكرنا سابقا. وتؤكد حالات الاستجداء هذه، إدراك المليشيات الانقلابية حجم الدور الكبير لتجمع الإصلاح في الحرب على مشروعها الانقلابي من واقع تجربة ميدانية في جبهات الحرب المختلفة، وبالتالي فهي ترى أن تحييده في الحرب عليها سيكون له دور كبير في تخفيف ما تتعرض له من ضغط عسكري وتقهقر في مختلف الجبهات.

  

- تسلسل زمني

بدأت الأكاذيب التي تتحدث عن علاقة بين الإصلاح والحوثيين، أحيانا بزعم التحالف وأحيانا بزعم المصالحة، بشكل خافت بعد دعوة القيادي الحوثي محمد البخيتي لحزب الإصلاح إلى المصالحة مع جماعته، عبر منشور له على فيسبوك، بتاريخ 5 يونيو 2018، تزامنا مع استعدادات السلطة الشرعية والتحالف العربي لمعركة تحرير مدينة الحديدة، والتي توقفت بعد أن قطعت شوطا لإفساح المجال لجهود الحل السلمي للأزمة رغم فشلها من قبل.

لكن تلك الأكاذيب ازدادت بعد أن كتبت الناشطة الحقوقية توكل كرمان منشورا على فيسبوك، في 23 أكتوبر 2018، دعت فيه إلى المصالحة الوطنية وإنهاء الحرب، وترحيبها بالدعوات للتصالح بين الإصلاح والمليشيات الحوثية، فاتخذت الأطراف المروجة لأكاذيب تحالف أو تصالح الإصلاح مع الحوثيين من منشور توكل كرمان كدليل على صحة مزاعمها، باعتبار أن "توكل" قيادية في الإصلاح وحديثها يمثل الحزب، رغم أنه سبق أن أعلن الحزب فصل توكل كرمان منه، فضلا عن كونها لم تكن من قبل قيادية في الحزب، وهو ما يعني أن حديثها يعبر عن وجهة نظرها الشخصية.

كما أن دعوة "توكل" للمصالحة الوطنية لا تختلف عن دعوة مختلف الأطراف للحل السلمي للأزمة اليمنية، وفي مقدمتها السعودية، التي تقود التحالف العربي في اليمن، بالإضافة إلى الأمم المتحدة وغيرها من الحكومات العربية والأجنبية التي تدعم جهود الحل السلمي للأزمة.

وبما أن تلك الحملة من الأكاذيب بدا وكأنها تهدف إلى تسميم العلاقة بين تجمع الإصلاح والتحالف العربي بشكل خاص، فقد لاقت هوى في نفوس الحوثيين، فراحوا يلعبون على ذات الوتر، لكي تزداد تلك الحملة شراسة، أملا في أن تحقق الهدف المأمول منها، كون مليشياتهم ستكون المستفيد الأول منها في حال انفرط عقد التحالف بين الإصلاح والسلطة الشرعية والتحالف العربي.

في البداية، أوعز الحوثيون إلى السياسي الموالي لهم عبد الله سلام الحكيمي، المقيم في بريطانيا، والذي يعمل كوزير مفوض في وزارة خارجية حكومة الانقلاب الحوثي غير المعترف بها دوليا، بأن يجري مقابلة مع قناة "الميادين"، التي تعد لسان حال المحور الشيعي في المنطقة، وأن يتحدث عن حصوله على معلومات سرية تفيد بأن جهودا تبذلها قطر وتركيا لتحقيق تحالف إستراتيجي بين حزب الإصلاح ومليشيات الحوثيين، وتعمد أن يمدح الإصلاح بعض الشيء لإظهار نفسه بالمحايد، ولإضفاء طابع المصداقية على الأكاذيب التي تحدث عنها في حواره مع القناة المذكورة.

حظي حوار الحكيمي مع قناة "الميادين" باهتمام مواقع إخبارية تتبع جهات معادية لحزب الإصلاح، وتكررت بعده دعوات ناشطين حوثيين لحزب الإصلاح بأن يتصالح مع جماعتهم، ورافق ذلك استمرار الحملة المسعورة من الأكاذيب ضد الحزب، ثم ازدادت حدة تلك الأكاذيب، واستمرت معها دعوات قيادات حوثية لحزب الإصلاح بالتصالح مع جماعتهم، كان آخرها دعوة القيادي الحوثي محمد علي العماد لحزب الإصلاح، في 7 مارس 2019، بأن يفتح مقراته في العاصمة صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها مليشيات جماعته، وأيضا الدعوة التي وجهها القيادي الحوثي محمد البخيتي لحزب الإصلاح، في 13 مارس 2019، بأن يجري حوارا جادا مع مليشيات الحوثيين والمصالحة معها.

وبما أن الأدلة التي ساقتها مختلف الأطراف، التي امتهنت الكذب، للتأكيد على صحة مزاعمها بوجود تحالف أو مصالحة بين الإصلاح والحوثيين، تبدو أدلة سخيفة وغير منطقية ولا يصدقها عاقل، ومضي عدة أشهر دون أن تحقق تلك الحملة أهدافها، فقد اتجهت بوصلة الأكاذيب مؤخرا للزعم بأن الدليل على تحالف الإصلاح مع الحوثيين هو انسحاب الإصلاح من عدة جبهات وتسليمها للحوثيين، وأنه يتعمد عرقلة الحسم العسكري ضد الانقلاب، وكأن الحزب هو من يملك قرار الحرب ويقود السلطة الشرعية والتحالف العربي في الحرب على الانقلاب، ويمتلك أسلحة حديثة وجيوشا نظامية وميزانية دولة بأكملها تمكنه من شراء الأسلحة الحديثة واستخدامها في حسم المعركة.

 

- أطراف الحملة

تتعدد أطراف الحملة المسعورة من الكذب الموجه ضد التجمع اليمني للإصلاح، وكل طرف منها مدفوع بأحقاد تجاه الإصلاح ودوره الكبير في الحرب على المليشيات الحوثية الانقلابية وتحالفه مع السلطة الشرعية والتحالف العربي، والشعور بأن الإصلاح يشكل أبرز العوائق أمام المشاريع الطائفية والمناطقية والقبلية التي تسعى إلى تمزيق البلاد وجعلها في حالة صراع لا تنتهي.

 

أما أطراف حملة الأكاذيب الموجهة ضد الإصلاح فهم:

- أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذين كانوا مساندين له في تحالفه مع الحوثيين ومدافعين عن ذلك للتحالف قبل أحداث ديسمبر 2018 في صنعاء والتي انتهت بقتل الحوثيين لعلي صالح في بيته، ويريدون من ترويجهم لتلك الأكاذيب طمس تحالفهم المشؤوم مع الحوثيين والذي تسبب في دمار البلاد، وكانوا هم وزعيمهم أحد ضحايا ذلك التحالف.

- بعض فصائل الحراك الجنوبي الانفصالي، التي ترى أن وجود حليف قوي للسلطة الشرعية بحجم الإصلاح وقوة تأثيره على الأرض، من شأنه إعاقة مشاريع تقسيم البلاد، وهي مشاريع مناطقية وقبلية، لم يتفق رافعوها على صيغة محددة للانفصال والدولة التي يسعون إلى إعلانها، جراء خلافات وثارات تاريخية ألقت بظلالها على المشهد السياسي في جنوب اليمن بشكل عام.

- بعض التيارات السياسية الصغيرة محدودة الحجم والتأثير، ومثل هذه التيارات تدفعها أحقادها لمحاولة النيل من الإصلاح وإلصاق التهم المختلفة به، منها الزعم بأنه يسعى للتحالف مع الحوثيين، لأنه غاضها دوره الكبير في الحرب على الانقلاب، وتحالفه الوثيق مع السلطة الشرعية والتحالف العربي، وهي بذلك تسعى إلى تسميم العلاقة بين الإصلاح والتحالف العربي، أملا منها في إنهاء ذلك التحالف بدافع تهميش الإصلاح وإزاحته من الحرب على الانقلاب والنفوذ الفارسي في اليمن.

- مليشيات الحوثيين، والتي تدفع ببعض قياداتها إلى التعبير عن ترحيب الجماعة بالمصالحة والتحالف مع الإصلاح، أو دعوته إلى المصالحة، وغير ذلك، والهدف تسميم العلاقة بين الإصلاح والسلطة الشرعية والتحالف العربي أملا في انهيارها، لأن ذلك سيتسبب في ضعف الجبهة الأخرى وتحييد الإصلاح عن المعركة، وبالتالي تخفيف أعبائها على الحوثيين.

- استحالة التقارب

هناك عدة أسباب تجعل من مجرد التقارب بين الإصلاح ومليشيات الحوثيين ضرب من المستحيل، فضلا عن التحالف بينهما، وفيما يلي أهم تلك الأسباب:

- الإصلاح حزب سياسي مدني عابر للطائفية والقبلية والمذهبية، بينما جماعة الحوثيين جماعة طائفية عنصرية سلالية إقصائية، ووصل الإقصاء حتى في صفوف السلالة ذاتها، كون عائلة الحوثي أقصت حتى الأسر السلالية التي كانت تحكم اليمن في العهد الإمامي خشية منافستها، فكيف إذن ستقبل بحليف سياسي ينازعها سلطاتها، وكيف سيقبل حزب بحجم الإصلاح أن يتحول إلى مجرد "عكفي" لدى الإمامة وهو حزب جمهوري عتيد؟

- في عالم السياسة لا يوجد تحالف سياسي سري وعداوة ظاهرة ماثلة للعيان في جبهات الحرب والقتال، فهل يعقل أن يتحالف الإصلاح مع الحوثيين سرا ويحاربهم في الجبهات جهرا، وهل سيقبل الحوثيون أو أي طرف آخر بتحالف كهذا؟

- الحوثيون مليشيات مسلحة لا تؤمن بالديمقراطية والحزبية والعمل السياسي، وإذا ادعت أو تظاهرت بالتحالف السياسي مع أي طرف آخر، فهو تكتيك الهدف منه أن تغطي على أهدافها الحقيقية وتستنزف قوة ذلك الحليف لصالحها حتى يضعف فتقضي عليه، وهو ما فعلته مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجناحه في حزب المؤتمر. فهل يعقل أن حزبا سياسيا بحجم الإصلاح سيكرر غباء علي صالح ويتسبب في كوارث جديدة للبلاد؟

- إذا افترضنا بأن الإصلاح تحالف مع مليشيات الحوثيين، وأن الحوثيين قدموا تنازلات في السلطة والنفوذ لحزب الإصلاح، رغم استحالة ذلك، فهذا يعني أن الحرب على الانقلاب انتهت، وسيجسد الطرفان تحالفهما على الأرض وسيخلطان الأوراق على الجميع، ولا يوجد ما يستدعي أن يتحالفا سرا ويتقاتلا جهرا.

- هل يعقل أن يتحول الإصلاح إلى حليف للحوثي، هو يقاتل في الجبهات ضد السلطة الشرعية والتحالف، ليتفرغوا هم لنهب المواطنين والتجار ونهب كافة العائدات والموارد في المحافظات التي يسيطرون عليها؟

- في الواقع، لا يوجد ما يغري حزب الإصلاح للتحالف مع مليشيات الحوثيين، ولا يوجد ما يغري مليشيات الحوثيين للتحالف مع حزب الإصلاح، فالاختلاف السياسي والعقائدي والأيديولوجي والمذهبي والعداوة التاريخية بين الطرفين، كل ذلك كفيل باستمرار العداء بينهما حتى قيام الساعة، وفي أحسن الأحوال استحالة أي تقارب بينهما.

وهكذا يتضح من خلال كل ما سبق أن الحملة الإعلامية المسعورة التي تتهم الإصلاح بالتحالف أو التقارب أو المصالحة مع مليشيات الحوثيين، ليست سوى مجرد أكاذيب وافتراءات مكشوفة، صادرة من قبل أطراف غاضها الدور الكبير للإصلاح في الدفاع عن السلطة الشرعية والنظام الجمهوري ضد الانقلاب، ودوره في حماية الوحدة الوطنية والحفاظ على المكتسبات الوطنية التي حققها أحرار اليمن الأوائل.

كما أنه من الطبيعي أن تظهر حملة مسعورة كهذه، كنتيجة طبيعية للتشوهات التي أصابت الحياة السياسية في اليمن بسبب الانقلاب، وهذا ليس مستغربا، ولكن المستغرب هو أنه لم تظهر إلى الآن حملات أسوأ منها.

كلمات دالّة

#حزب_الإصلاح #اليمن