الخميس 28-03-2024 16:00:59 م : 18 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح وقياداته في مرمى الإرهاب..

الحوثي والقاعدة وداعش.. تكامل الأدوار وتنوع الأدوات

الأربعاء 06 فبراير-شباط 2019 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

بدت مكامن الإرهاب في اليمن واضحة لا تخطؤها العين، وصار للإرهاب بؤرة ذات ثلاث أوجه، وذلك من خلال الكثير من الأدلة والشواهد التي تثبت واحدية المنبع واتحاد الهدف، وإن اختلف الشكل والشعار.

إرهاب ثلاثي الألوان، "الحوثي" و"القاعدة" و"داعش"، ورغم التضاد العقائدي إلا أن الغطاء واحد هو إيران، التي تدعم مشاريع التخريب في الوطن العربي، وترعى جماعات العنف، إن بشكل رسمي كما تفعل مع الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان وغيرها من المليشيات المسلحة في دول عربية، أو عبر جماعات الإرهاب التي مهمتها تفجير وتدمير وقتل ما عجزت المليشيات عن الوصول إليه لتدميره وما لم تتمكن من قتله.

في الأيام القليلة الماضية، كشفت وزارة الداخلية اليمنية عن ضبط خلايا إرهابية تابعة لجماعة الحوثي تعمل تحت ستار "داعش" و"القاعدة" تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، واستهداف قيادات الدولة، وتنفيذ عمليات الاغتيالات.

هذه آخر الخيوط المتكشفة تباعاً، تكشف أيضاً أن مليشيات الحوثي الإرهابية هي من يوفر الغطاء لتنظيمي القاعدة وداعش، وبرعاية من إيران ومشروعها الذي يرعى الفوضى في المنطقة، ويدير خلايا الإرهاب في ابتزاز للعالم، ثم يترك الحوثي ليبتز الإقليم بدعوى محاربة الإرهاب الذي هو أداة الحوثي.

 

تكامل الأدوار

وحين تعجز القاعدة وداعش في الوصول إلى الهدف، تكون مليشيات الحوثي حاضرة كما حدث في بداية يناير الماضي، حين شنت مليشيات الحوثي المرتبطة بإيران، هجوماً بطائرة مسيرة مفخخة "درون" على قاعدة العند العسكرية للجيش اليمني في محافظة لحج جنوبي البلاد، في عملية إرهابية راح ضحيتها عدد من الجنود ليلحق بهم بعد أيام رئيس الاستخبارات العسكرية اللواء محمد صالح طماح، ونائب رئيس هيئة الأركان اللواء صالح الزنداني.

منتصف يناير الماضي كشف نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية المهندس أحمد الميسري أدلة جديدة عن إرهاب الحوثي، وساق الأدلة الدامغة على وقوف مليشيا الحوثي الانقلابية وراء تنفيذ عديد من العمليات الإرهابية التي استهدفت قيادات أمنية وعسكرية في العاصمة المؤقتة عدن وبعض المحافظات اليمنية المحررة تحت مسمى "تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين" لزعزعة الأمن والاستقرار والتصوير بأن الحكومة الشرعية والأجهزة الأمنية غير قادرة على تأدية مهام عملها في حفظ الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة.

كان الميسري يتحدث في مؤتمر صحفي بعدن وقال إن قوات مكافحة الإرهاب في لحج ألقت القبض على خلية إرهابية (اغتيالات وعمليات إرهابية في عدن)، وأن هذه الخلية ممولة من مليشيا الحوثي، وأن الخلية الإرهابية اعترفت بتلقيها تدريبات في محافظتي ذمار وصنعاء على أيدي قيادات حوثية لتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات في العاصمة المؤقتة عدن وبقية المحافظات اليمنية المحررة وبتنفيذ عمليات اغتيالات وتفجيرات استهدفت قيادات عسكرية وأمنية في العاصمة المؤقتة عدن، وأن هناك أدلة دامغة على تورط المليشيا الانقلابية في دعم وتمويل الإرهاب المتمثل بتنظيمي داعش والقاعدة وتمويل تنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية.

  

إرهاب مُسير

بيد أن إرهاب المليشيا الحوثية صار أكثر قدرة وتنظيماً من خلال امتلاك المليشيا لطائرات الدرون المفخخة. وقبل أيام قليلة أصدر مركز أبعاد للدراسات والبحوث تقريراً بعنوان "الانتحار المسير.. سلاح الحوثي الإستراتيجي"، قال بأن مليشيات الحوثي تستخدمها لتصفية حسابات سياسية في المستقبل في حال التوصل إلى حل سياسي، واستخدامها خارج إطار الدولة في عمليات إرهابية لاستهداف سفن تجارية وشركات نفطية في المنطقة والعالم، ما قد يشجع جماعات إرهابية مثل القاعدة وداعش على امتلاكها وتنفيذ أعمال إرهابية كونها باتت أسهل وأسرع طريقة لتنفيذ العمليات الانتحارية بدل السيارات المفخخة، وأن هذه التكنولوجيا قد يستغلها الحوثي لرعاية ودعم جماعات طائفية في المنطقة.

لقد بدا واضحاً منذ انقلاب الحوثيين في سبتمبر 2014 كيف استغلت التنظيمات الإرهابية في اليمن حالة عدم استقرار الأوضاع الأمنية التي وفرها الحوثي للتمدد، غير أن جهود مكافحة الإرهاب بين الجيش اليمني والتحالف العربي أسهمت في انحسار المد الإرهابي الذي ترعاه مليشيات الحوثي الإيرانية في المناطق المحررة، وحين يضيق الخناق على الحوثي في جبهات القتال ويتراجع أمام ضربات الجيش وطيران التحالف، فإنه يلجأ إلى تكثيف التعاون مع القاعدة وداعش لتنفيذ عمليات مشتركة في المناطق المحررة لتوسيع مساحة الإرهاب.

  

إرهاب الحقيقة وصوتها

بالأمس فقط كشف نائب مدير الشرطة بمديرية المخا عادل السعدي، في مؤتمر صحفي، أن تحقيقات الأجهزة الأمنية والسلطات المختصة حققت نتائج متقدمة لتحديد هوية المسؤولين عن جريمة التفجير الإرهابي بعبوة ناسفة استهدفت مطعماً في المدينة في 28 من يناير المنصرم، والتي خلفت العديد من الشهداء والجرحى المدنيين بينهم إعلاميون في شبكة أبو ظبي للاعلام.

وقال إن المنفذين هربوا بعد وقوع الجريمة، ويتواجدون في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية الإرهابية، وهو دليل واحدية الإرهاب الموجه الذي يقع الصحفيون والإعلاميون في مرماه بشكل مباشر، فقد ارتكبت المليشيات الحوثية أبشع الجرائم والانتهاكات بحق الصحفيين والإعلاميين اليمنيين بتصفيتهم وبالاعتداء المباشر عليهم، واقتحام ونهب مقرات الصحف والقنوات والإذاعات، وحجب المواقع الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي في حملات ممنهجة تستهدف إسكات الأصوات التي تكشف فظائعهم.

ولعل أبشع الجرائم التي ارتكبتها المليشيات الحوثية المدعومة من إيران هي المجزرة الشهيرة بـ"مذبحة هران" بذمار والتي راح ضحيتها العشرات من الناشطين والسياسيين الذين وضعهم الحوثيون دروعاً بشرية في مايو من العام 2015، وكان على رأسهم مراسلا قناتي سهيل ويمن شباب يوسف العيزري وعبدالله قابل والقيادي في التجمع اليمني للإصلاح بإب أمين الرجوي.

  

الإصلاح في مرمى الإرهاب

هذا ما يمارسه الحوثي من إرهاب شمالاً ويقع في مرماه كل فئات الشعب وراح ضحيته العديد من قيادات الإصلاح الذين استشهدوا اغتيالاً كما حدث في ذمار في العام 2016 من اغتيال عدد من قيادات الحزب بينهم القيادي البارز حسن اليعري.

وفي الجنوب يتكامل الإرهاب الحوثي هذه المرة بواجهة القاعدة وداعش التي اغتالت العديد من القيادات العسكرية والمدنية، ووجهت سهام إرهابية إلى كل الشخصيات التي كان لها أدوارا بارزة في مقاومة المليشيا الحوثية وتحرير عدن، فاغتالت العشرات، وأغلبهم قيادات وكوادر في التجمع اليمني للإصلاح، الذي كان المتضرر الأكبر من الإرهاب الثلاثي شمالاً وجنوباً.

وكما استهدف الإرهاب الحوثي -الوثيق الصلة بتنظيمات الإرهاب الأخرى- قيادات الإصلاح بالاغتيالات والاعتقالات والإخفاء، فقد كانت مقرات الحزب شمالاً وجنوباً هدفاً، حيث تعرضت للاقتحامات والنهب والتدمير والحرق، في الوقت الذي كانت مليشيات الحوثي والتنظيمات المنسجمة مع مشروعها تنشر ثقافة الترويع والإرهاب في المجتمع اليمني ككل.