الخميس 25-04-2024 02:26:26 ص : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تصفيات الأجنحة داخل المليشيا الحوثية.. النار تأكل بعضها

السبت 26 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 06 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

بعد أن أوصلت اليمن إلى الهاوية وأقحمته في حروب ونزيف دم مستمر وأحرقت الأخضر واليابس، تصل اليوم مليشيات الحوثي الانقلابية إلى مرحلة جديدة من إشعال النيران، ولكن النيران هذه المرة تضطرم داخل أحشاء الجماعة السلالية الانقلابية.

على مدى أربع سنوات من الانقلاب المشؤوم وطوال 15 عاما من الحروب التي أشعلتها المليشيات الممولة من إيران في العام 2004، وصلت النيران الحوثية إلى أغلب المحافظات اليمنية، فأحرقت اليمنيين، وحتى أولئك الذين كانوا وقودا لحرب المليشيات، الذين خصصت لهم الجماعة العنصرية عشرات المقابر الخاصة التي امتلأت بالقتلى وخصوصاً من الشباب وصغار السن المغرر بهم.

خلفت نيران الحقد الحوثية الممتدة من صعدة إلى عدن حروقا غائرة في الوطن ونسيجه الاجتماعي واقتصاده الوطني، كما تركت ورائها مآسٍ يصعب معالجتها على المدى القريب، لكن هذه النار التي أشعلها الحوثيون وصلت اليوم إلى داخل أحشاء الجماعة السلالية.

  

النار تأكل بعضها

بات صراع الأجنحة والنفوذ داخل المليشيات الحوثية الممولة من إيران طافياً على السطح كما لم يكن من قبل، وبدأ مسلسل الصراع الدامي والتصفيات المتبادلة، والتنافس على النفوذ والثروة المنهوبة من أموال الدولة وقوت الشعب.

الأسبوع الماضي سلمت مليشيات الحوثي الانقلابية جثة أحد أهم القيادات الميدانية والذي تلقى تدريبات مكثفة على يد الحرس الثوري الإيراني ومليشيات حزب الله، وهو قائد وحدة الدعم اللوجستي للحوثي في جبهة نهم عبد الحميد المرمري المكنى "أبو شداد" إلى أسرته بعد مقتله في ظروف غامضة في صنعاء على يد مسلح حوثي في أحد المقرات السرية للجماعة، وتحدثت مصادر في الجماعة نفسها عن تصفيته من قبل عبد الخالق الحوثي شقيق زعيم المليشيات.

تزامنت هذه التصفية مع احتدام مواجهات دامية بين أطراف حوثية في مديرية مقبنة غربي تعز وخلفت عددا من الجرحى، نتيجة خلاف على أحد الأطقم رفض أحدهم تسليمه للمشرف الجديد وانتهى باعتقال الأول وإيداعه سجناً سرياً.

في هذا الوقت سقط قتيلان حوثيان وعدة جرحى باشتباكات مسلحة بسبب خلافات بين فصائل حوثية بمحافظة إب ووقع أسرى من الطرفين إثر هجوم لمسلحين حوثيين يتبعون أحد المشرفين على نقطة للمليشيات تتبع القيادي الحوثي إياد الأبيض بمديرية السبرة، فقام أتباع الأخير بهجوم مضاد على نقطة تابعة لمن يسمون "السادة"، وهي الحادثة التي عكست الخلافات الحادة التي تعصف بالانقلابيين بالمحافظة.

وجاءت الحادثة بعد يوم من مقتل صادق مفضل ومسلح آخر من أنصار الأبيض وجرح آخرين من طرفي المواجهات التي اندلعت في منطقة "مشيرعة" بمديرية السبرة وسقط فيها عدة جرحى، بسبب خلافات على النفوذ والإتاوات التي يتم تحصيلها من نقاطهم المنتشرة على الخط الرابط بين محافظتي إب والضالع والذي يمر عبر مديرية السبرة جنوب شرقي المحافظة.

ونهاية العام الماضي كشفت مصادر في قبيلة قيفة في محافظة البيضاء أن مليشيات الحوثي كانت قد قررت تصفية القيادي الحوثي أحمد سيف الذهب إثر انسحابه مع مقاتليه من جبهة دمت وقتل اثنين من مرافقي الذهب أثناء محاولة تصفيته من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية في مدينة دمت، فرد على ذلك بتقديم استقالته من المجلس السياسي الحوثي، ليتم استدعائه من قبل الانقلابي مهدي المشاط للضغط عليه وإجباره للعودة إلى صفوف المليشيا الإرهابية، وحين رفض أمر المشاط بمنع الذهب من الخروج من العاصمة صنعاء وجعله تحت الإقامة الجبرية في منزله وتسليم ما بحوزته لكن مسلحين من قبيلته أخرجوه من إقامته الجبرية.

  

مزاد التضحيات والمكاسب

ما ظهر مؤخراً من صراعات دامية داخل الجماعة الانقلابية هو استمرار لسلسلة صراعات بدأت منذ عامين أشعلها التنافس على تقاسم النفوذ والمناصب والإيرادات، وكان من أسبابها أيضاً الادعاء بأحقية المرجعية الدينية والارتباطات الخارجية.

وكشفت مصادر إعلامية الأسبوع الماضي عن خلافات بين قيادات حوثية في الجامع الكبير بصنعاء وحوثيين على ارتباط بالحوزة الإيرانية في "قم" يحاولون السيطرة على إمامة الجامع بواسطة عبد المجيد الحوثي الذي تلقبه الحوزة بـ"حجة الله" وهو ابن عم زعيم التمرد.

والأمر نفسه يحدث في محافظات أخرى تحت سيطرة المليشيا، لا سيما محافظتي عمران وذمار، اللتين ظهرت فيهما مؤخراً مظاهر الخلاف بين حوثيي المحافظتين أنفسهم وآخرين قادمين من صعدة ومحسوبين على مرجعيات دينية ترتبط بملالي طهران، وحتى إن مراقبين يرون أن الأمر ذاته ينسحب على بروز تصدعات في الآلة الإعلامية الحوثية التي بات لها ارتباطات دفعت بها للدخول في الصراع الداخلي.

ولعل ما حدث خلال الأسبوعين الماضيين من قيام أطراف حوثية بنشر قوائم تتضمن أسماء ما قدموه من قتلى في حروبهم، للمزايدة بها على أطراف أخرى، بل وصل الأمر إلى نشر قوائم لقتلى أسر "هاشمية" حوثية بعينها بغرض إبراز حجم ما قدمته من تضحيات لخدمة المشروع السلالي، مما يجعل لها الأحقية في الحصول على المزيد من المناصب والنفوذ والحصة الأكبر من الثروة المنهوبة.

  

تصفيات وملاحقات

لم ينتهِ العام 2018 إلا وقد خرجت الصراعات الحوثية البينية إلى العلن، وكان أبرزها المواجهات التي اندلعت بين مليشيات الحوثي الانقلابية، ومليشيات عمه محمد عبد العظيم الحوثي، في منطقة آل حميدان بمحافظة صعدة، في أكتوبر الماضي، والذي امتد إلى ضحيان ومجز وسقط فيه عشرات القتلى والجرحى، وما تبع ذلك من انشقاقات لشخصيات كانت ضمن المشروع الحوثي الانقلابي.

كما ترددت أنباء في مناطق سيطرة الانقلابيين عن دور أبو علي الحاكم في تصفية قيادات حوثية بينهم القيادي الحوثي يحيى موسى في محافظة ذمار في العام 2017.

ولا يمكن تجاهل الاتهامات المتكررة لرئيس ما يسمى باللجنة الثورية العليا، محمد علي الحوثي، بتسريب معلومات سرية سهلت رصد ومتابعة حركة الانقلابي الحوثي صالح الصماد وأدت إلى مقتله بغارة لطيران التحالف العربي الداعم لاستعادة الشرعية في اليمن في أبريل من العام الماضي، وهو الأمر الذي فتح الباب على مصراعيه لعمليات انتقامية كبيرة داخل أجنحة المليشيا الحوثية التي تتصارع على السلطة والثراء الفاحش.

مطلع الشهر الجاري عثر سكان في مدينة ذمار على جثة نجل أحد قيادات مليشيات الحوثي وعليها آثار خنق، بعد أيام قليلة من العثور على جثة نجل قيادي حوثي آخر مقتولا في حوش منزله.

وأوضحت المصادر أن مواطنين عثروا على جثة نجل القيادي الحوثي البارز قاسم الدولة، والبالغ من العمر 13 عاما، مقتولا خنقا في أحد شوارع حارة الأمير، بمدينة ذمار، دون معرفة الجاني، وذلك بعد أيام من العثور على جثة نجل الحوثي عباس الديلمي مقتولا في حوش منزلهم في حي سوق الربوع بذمار بطلقات نارية في الرأس برصاص مجهولين، في الوقت الذي يجري الحديث بشكل واسع عن اختفاء القيادي الحوثي عبد العزيز خيران المكنى "أبو نصر" منذ أسابيع إثر ملاحقته من قبل قيادات حوثية كبيرة على رأسهم أبو عادل الشرفي في خلاف على أموال كبيرة، حيث إن خيران مسؤول أمني للمليشيات بذمار ويقوم بأعمال الاقتحامات للمنازل ونهبها وملاحقة المعارضين واختطافهم.

كلمات دالّة

#قيادات_حوثية