السبت 20-04-2024 14:32:16 م : 11 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

تشويه أعراض اليمنيين.. العقيدة الإمامية وذرائع التنكيل

الأربعاء 23 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

عمدت المليشيا الحوثية الإنقلابية مؤخراً إلى شن حملات اختطافات بحق اليمنيات المقاومات للمشروع الحوثي الانقلابي وتشويه أعراضهن وأعراض اليمنيين عموماً بهدف إخضاع اليمنيين وإجبارهم على السكوت خوفاً على الأعراض وحتى لا يبدون مقاومة للمشروع الحوثي.
واختطاف النساء، موضوع يتجدد كل يوم مع مليشيا إرهابية وإجرامية لا تعرف للأخلاق سبيلا.


قصص وحكايات كثيرة يرويها عدد من ذوي وأهالي المختطفات بينهن مختطفات تم افتداؤهن بمبالغ خيالية مع شحة الإمكانات بعد أن نهبوا كل ما في بيوتهن من أموال ومجوهرات ومقتنيات ثمينة، لكنه السبيل الوحيد لإنقاذ حياتهن وسمعتهن، بعضهن في الستينيات من العمر بهدف الابتزاز ونهب الأموال أو الضغط على أهاليهن.


وبحسب شهود عيان مطلعين على كثير من حالات الاختطاف فإن هذه المليشيا تقوم باختطاف بعض الفتيات من المقاهي أو من جامعة صنعاء وتلفيق تهم باطلة بحقهن للضغط عليهن ليلحقن في صفوف المليشيا أو إجبارهن تحت تلك التهم، ويتم تدريسهن الفكر الحوثي الدخيل على اليمنيين وقد تكونت عقيدة حوثية متعصبة عند بعض هذه النساء اللاتي يتم التغرير بهن إلى دورات الحوثيين الطائفية.


حيث تحتجز المليشيا الانقلابية عشرات النساء في معتقلات خاصة بعضها سرية ولا يتم الوصول إليها دون تقديمهن للمحاكمة أو اتهامهن بأية جريمة.
جرائم وانتهاكات مستمرة من قبل المليشيا الحوثية الانقلابية..هذه المرة في معتقلات أبو غريب فرع صنعاء مع مليشيا لا تقيم وزناً لعرض ولا لكرامة، فقد كانت جرائمهم هذه المرة أكبر من أن يتم إخفاؤها والتستر عنها.


حيث نشر ناشطان حوثيان رسالة موجهة إلى ما يسمى المفتش العام بوزارة داخلية الحوثيين غير المعترف بها دولياً، تضمنت معلومات خطيرة عن تعرض عشرات النسوة للاختطاف من قبل العميد سلطان صالح عيضة زابن، المعين من قبل الجماعة مديراً للبحث الجنائي بأمانة العاصمة.


الرسالة أكدت أن «زابن» يقوم باختطاف وإخفاء النساء، في فلة قام باستئجارها في شارع تعز بصنعاء، وحولها إلى معتقل للنساء، وأن سلطان زابن، يقوم بالمتاجرة بأعراض اليمنيات، وحقق من وراء ذلك ثروة، مكنته من شراء منزل بقيمة 150 مليون ريال، حيث تعمد المليشيا إلى أساليب عديدة، بينها الاختطافات وطلب فديات مالية باهظة من المختطفين أو المجندين قسراً للجبهات بهدف ابتزاز المواطنين وكسب الأموال غير المشروعة لتكوين ثروات ضخمة مالية وعقارية.


وبحسب الرسالة فإن المدعو زابن قام بإحالة 8 نساء إلى النيابة المختصة، إلا أن الأخيرة اضطرت لإحالتهن إلى السجن المركزي بعد أن عجزت عن البت في ملفاتهن بسبب عدم وجود أدلة، كما رفضت النيابة استقبال عشر أخريات قام بتحويلهن «زابن» لعدم توفر الأدلة.
المنظمة اليمنية لمكافحة الإتجار بالبشر حذرت مليشيا الحوثي الانقلابية, من محاولة تبرير جرائم عمليات اختطاف وإخفاء عشرات النساء اليمنيات, وممارسة عليهن أبشع أنواع التعذيب والانتهاك, وبشكل غير مسبوق في التاريخ اليمني.


فقد أوضحت لمنظمة أنها حصلت على معلومات جديدة عن فظاعة ما يحدث من انتهاك وابتزاز وتعذيب وإخفاء للنساء والفتيات في سجون سرية وغير قانونية, وستنشرها قريبا وستعدها بشكل قانوني لتحريك دعاوى قضائية أمام كل المتورطين بهذه الجرائم والانتهاكات أمام القضاء اليمني والدولي ولن تسكت على هذه القضية.


جرائم قديمة جديدة أعادت إلى الأذهان تلك الممارسات البشعة التي قامت بها أدوات إيران في معتقلات أبو غريب في العراق وحماة وتدمر وغيرها في سوريا فالمشروع واحد، وهي محاولة لتركيع المواطنين من خلال الضغط عليهم بأعراضهم كما فعل أئمتهم من قبل، تستدعي ثورة عارمة من قبل الشعب على هذه العصابات ثأراً لعرضه وكرامته وخلاصاً من إجرامهم وقبحهم.


وظهرت للسطح قصص اعتقالات واختطافات نساء من قبل أجهزة أمنية تديرها مليشيات الحوثي في صنعاء، كما هو حال القيادي الحوثي سلطان زابن المعين في منصب رئيس قسم التحقيقات الجنائية في صنعاء، الذي أطلق على الفور حملة ضد ما سماه "البغاء"، وقد تم اعتقال كثير من النساء في إطار الحملة ومن ثم اقتيادهن إلى فلل سرية، بدلاً من إطلاق سراحهن.


من تلك القصص قصة يرويها ابن إحدى المختطفات ل"الصحوة نت" وهي في الستينيات من العمر بعدما نهبوا بيتها ومقتنياتها بالقول:
"بالله عليكم امرأة عجوز، أي فعل فاضح ترتكبه"، وتساءل: "ايش أقول لإخواتي وانسابي؟، "أمي متهمة بالدعارة؟!!"، استغلوا غيابي لأجل لقمة عيشي، ولأن امي لوحدها بالمنزل ليقتحموه وينهبوه وكي يتستروا على أفعالهم يزجون بالنساء في السجون بدعوى الدعارة!.
بكى قهرا وهو يقول: "لا أستطيع حتى زيارتها في السجن او الاطمئنان على حالتها إلا من بعيد أو عبر اشخاص أقول لهم أني فاعل خير، شفتي العذاب الذي أعيشه".


من يقرأ تاريخ الإمامة عبر عصورهم المختلفة سيجد أن تهمة البغاء أو الدعارة كانت من أهم الأساليب التي يطلقونها على فئات من الشعب خاصة المقاومين لهم كنوع من أساليب القهر والسيطرة والإذلال حتى لا يعودوا إلى معارضتهم وهم يكررونها اليوم لذات الغرض بعد أن تأكد لهم أن الشعب يرفضهم رفضاً كلياً ولا يمكنه القبول بحكمهم وتسلطهم، فالنبتة الخبيثة لا قرار لها في الوطن اليمني.

  

التأصيل التاريخي لتهم الأعراض
وقد عرف عن اليمنيين النخوة والغيرة على العرض والشرف وكانوا يقاتلون عن أعراضهم لمجرد السبة البسيطة في العرض فكيف بهذه الأعمال المنكرة، كما عرف عن اليمن أنه مجتمع محافظ لا يداهن في أخلاقه، فكيف بتلك الأفعال التي لم تكن في مجتمع من المجتمعات حتى المجتمعات التي لم يدخلها دين لم تكن بتلك الصورة؟!


في كل عصر من عصور اليمن والإمامة كانت تبرز عند الأئمة تهمة الأعراض لاستحلال دماء اليمنيين والبطش بهم وإخضاعهم لسلطة الإمامة، ولتأليب القبائل على المقاومين للمشروع الإمامي.


وقد كان الهادي الرسي أول من سن سنة الاتهام بالأعراض لمن بعده وكانت تهمة العرض من أشد التهم الموجهة لليمني التي إما تستثير حميته أو تخضعه مكرها.
ونستعرض نماذج من هذا التاريخ الإمامي البغيض الذي شوه اليمنيين في أخلاقهم وأعراضهم، وكيف كانت ذرائع فقط للإخضاع والإكراه.
فقد مضى الهادي ومؤرخه في تشويه صور خصومه ومناوئيه والطعن بأعراضهم، كما في حالة خيوان أثناء مقاومة الدعام القديم في أرحب له بالقول: "وكان مع الدعام بن إبراهيم جند فُسّاق يشربون الخمور ويركبون الذكور، ويفجرون بالنساء علانية، وخبروا أن بعض الجند أخذ جارية غصبا فافتضها وقتل أباها، فعرّفوا الدعام بذلك، فلم يناكر فيه".


ثم في حادثة أخرى يكرر ذات التهمة بالقول: "أقام الهادي إلى الحق بخيوان حتى إذا مضت من جمادى الأولى أيام بلغه أن قوماً في بلد يقال له الأعصوم على مسيرة يوم أو أرجح من خيوان يأتيهم الضيف فيكرمه صاحب المنزل، ثم يأتيه بابنته أو أخته قد زينها فتكون معه نهارها أو ليلها حتى يذكر أنه يمس بطنها وجسمها ويلمس موضع العورة منها وأبوها ينظر وأمها، ولم يذكر أنه يكون بينهما فجور، ولكن صفات قبيحة لا يرون فيها عليهم حرجاً، بل يرون ذلك حلالاً، فسمعت الهادي إلى الحق يقول: ينبغي أن نجاهد هؤلاء القوم ونبدأ بهم قبل جهاد الروم".


ومن خلال هذه الجملة الأخيرة يتضح السبب أن الهادي فقط كان يبحث عن الذرائع التي يقاتل بها القوم ويستولي على بلدانهم، كما يفعل بنوه وأتباعه اليوم في كل البلاد التي توسعوا فيها.


وبقية القصة في هذه الفرية تناقض أولها، حيث أمرهم فقط بإلزام نسائهم اتخاذ البراقع ولا يدخلن الأسواق غير مبرقعات.
وكذلك تتضح الفرية على أولئك القوم من خلال ردهم الشبهة عن أنفسهم تالياً بالقول: "يابن رسول الله، يُكْذَبُ علينا في كثير من الأشياء، ونحن نتوب عن ذلك كله، ونبايعك فبايعوه".


ثم مضى في اختلاق التشويه بآخرين في جيشان بالقول: "ولقد بلغنا عن إبراهيم بن خلف -لا رحمه الله تعالى- أنه دخل إلى بلد تسمى جيشان فأنهبها وأباحها لمن كان معه من العسكر، وسبوا من نسائهم نساءً كثيراً، وحمل بعضهن إلى مكة فبعن بها، وأباح الفجور لأصحابه، وكذلك آل طريف لو قصصنا أمرهم رجلاً رجلاً لطال بذلك الكتاب وأهل اليمن يعرفون منهم أكثر مما يطول به كتابنا.


كما قال في شأن علي بن الفضل الحميري ومن معه بالقول: "فلما صاروا إلى المذيخرة، أظهر ابن فضل لعنه الله المجوسية، وأمرهم بنكاح الأمهات والأخوات، وشرب الخمر، وحرم جميع الحلال، وأحل جميع الحرام، وكفر بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وبما جاء به من عند الله -عز وجل-، وتسمى برب العالمين عليه سخط الله ولعنته ولعنة اللاعنين، وأمر من كان معه أن يسلموا الأموال والحُرَم، ويخرجوا إليه من جميع ما في أيديهم، فشد منهم جماعة ولحقوا ببلدانهم، وثبت هو ومن أقام معه على كفرهم، فكان جميع من عنده من النساء في دار. فإذا كان ليلة الجمعة جمع الرجال فأرسلهم على النساء، فتقع الأم للإبن والأخت مع الأخ فيفجروا بهن في ليلتهن تلك، فمن امتنع من ذلك قتله وأباح حرمته لمن كان معه، تمرداً وكفراً وجرأة على الله -عز وجل- وعتواً وفجورا".


وقال الهادي عن العباسيين: "لا يرحمون العباد، ولا يصلحون البلاد، رافضون معطلون بالنكاح، معتكفون بالسلاح، المكر بينهم ظاهر، وأفعال قوم لوط أفعالهم، وأعمالهم في ذلك أعمالهم، يتخذون الرجال ويأتونهم من دون النساء، ويظهرون الفجور علانية..إن عاهدوا نقضوا، وإن أمنوا غدروا، وإن قالوا كذبوا، وإن أقسموا حنثوا. قد قتلوا الأرامل والولدان، وحرموهم ما جعل الله لهم.. في الفسق منغمسون، وعن الحق مجنبون".

ففي كل قرية تطؤها الهاشمية السياسية وأعوانها، وفي كل عصر يعيدون هذا الأمر من التشويه والرمي بالنقيصة وفي الأعراض كل خصومهم ليستحلوا دماءهم وأموالهم وليخضعوهم ويكرهوهم على عدم مقاومة مشروعهم، كما يفعل الحوثيون اليوم، حيث تكرر في زمن المهدي أحمد بن الحسن ما فعله آباؤه وأسلافه بحق اليمنيين، وهذه المرة أهل الحجرية الذين اجتمع عليهم الوباءان؛ وباء الطبيعة ووباء الإمامة، فقال أحد رواتهم نقل عنه المؤرخ أحمد بن الحسين: "واليمن الأسفل الذي وقع فيه الحطمة والموت والرحلة، أنه اجتمع عليهم الجور والفساد لعدم الغيرة منهم والقدرة على الدفع عن حرمهم وبيوتهم من عساكر الدولة، فإنهم ينزلون بيوتهم ويختلطون بحريمهم وأولادهم، ويقع ما يقع من الفساد وعدم قدرتهم وضعفهم عن الدفع عن أهلهم، وترك الصلاة الواجبة له".


وهكذا يمضي الأئمة ومؤرخوهم (جهازهم الإعلامي) في اختلاق مثل هذه الذرائع والتهم الباطلة إماماً بعد إمام، ومؤرخ بعد آخر، حتى وصل الأمر إلى عهد الإمام المؤيد أحمد بن القاسم بأهل بلاد "فيفا" بالقرب من عسير سنة 1135هـ، من الطعن بهم عرضاً ودينياً وقبلياً واجتماعياً.
فقد روى الكبسي في تاريخه "أن أهل تلك البلاد لا يعرفون الله ولا رسوله، ولا أحكام الإسلام، ولا صلاة ولا صياماً، وكانت أنكحتهم على الجاهلية الجهلاء والغرانيق الأولى..إذا اشتهت المرأة رجلاً تزوجها من دون عقد ولا شهادة، وإذا وصل إليهم الضيف أكرموه وطلبوا له من نسائهم أجملهن يبتن معه في فراشه –إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل –". وأضاف: "إن جيوش المؤيد ارتكبت بحقهم مجزرة كبيرة، ولم يكن لهم سلاح إلا السهام والأوضاف وجيشه مدجج بالبنادق والمدافع، واستولت جيوش الإمام على أموالهم وقراهم وكل ما يملكون. فشردوهم في البلاد، وغني الفليس من أموالهم، وذللوا عاصيها، وملكوا صياصيها".


الأمر ذاته يتكرر عند الإمام يحيى حميد الدين في العصر الحديث، حيث عمل الإمام يحيى على اتهام الأتراك بنشر الرذيلة لتهييج اليمنيين بالمقاومة ضدهم، مما جعل المشايخ يلتفون حول الإمام لمقاومة التواجد التركي في كل مكان في اليمن. ومن ذلك مثلاً قال في بعض رسائله إلى القبائل: "وشاهدنا البلاد التي تولى عليها أعداء الله العجم أدال الله منهم، فرأينا المنكرات وقد عمت، والمظالم وقد طمت، والدماء وقد سفكت، والأموال وقد انتهبت، والفروج وقد استبيحت. ورأينا العجم –استأصل الله شأفتهم- وإذا هم لم يستغنوا بما قد ضربوا على الناس في كل شيء من الأموال، حتى كادوا يأخذون جميع ما يحصل للعرب، بل بعض الناس يطلبونه زيادة على ما يحصل من ماله، وهاهم الآن يطلبون مالا يبلغهم الله إليه، وما نرجوا أن سبب زوالهم وجمع المسلمين على قتالهم، فأوجب علينا ذلك القيام، وبذل النفس في طلب رضى الملك العلام".


"وذكّر [الإمام يحيى] بالمظالم التي ارتكبها الأتراك في اليمن، ودهكهم للرعية بما اشتطوا في فرضهم للضرائب والتعدي على الأموال بما فيها مال اليتيم، وانتهاك الحرمات من شرب الخمور ونكح الذكور وإتيان الفجور، وأتى ببيتين من الشعر لأبي الطيب المتنبي:
وإنما الناس بالملوك ولا تصلح عرب ولتها عجمُ
لا حسب فيهم ولا نسب ولا عهود لهم ولا ذمم


وهكذا قام الإمام يحيى باستثارة حمية الناس ضد الأتراك "بما ارتكبه الترك بحقهم بقوله: "ماذا تنتظرون وقد صارت أموالكم للأعاجم، وصرتم أذلة"، فسدت الذريات وانتهكت المحارم"، ويعود ليتساءل عن القوانين التي سودها الأعاجم بدل شريعة الله وحكمه، ويبلغهم أنه بصدد فتح الجهاد، وتجهيز المقادمة والأجناد... ضد الأتراك.


لم يكتف الإمام يحيى بالحديث عن الأعراض بين الأتراك فقط بل إنه اتهم سكان حراز من الطائفة الإسماعيلية بأنهم أهل باطنية ويقومون بالاختلاط مع المحارم فيقع الناس على محارمهم، مما جعله حافزاً بين بعض القبائل الشمالية لاتباعه والتنكيل بأهالي حراز والإسماعيليين في همدان وغيرها.
لذلك فإن ما تفعله المليشيا الحوثية الانقلابية اليوم ما هو إلا تكرار لما فعله آباؤهم وأجدادهم من قبل، وهي ثقافة وأسلوب قائم من أساليب المشروع السلالي البغيض الذي يرى في غيرهم نقيصة يجب استحلالها، فهم يطلقون ألقاب "شرائف" أو "شريفة" على نسائهم ليطلقوا النقائض على غيرهم، مما جعل الأمور مضطربة والموازين مختلة وديمومة الصراع بين اليمنيين إلى ما لا نهاية.