الأربعاء 24-04-2024 06:24:05 ص : 15 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الخيار الأخير.. اضراب شامل يشل العملية التعليمية في صنعاء

الأربعاء 16 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 01 صباحاً / الاصلاح نت - العاصمة أونلاين

 

 

يستمر الإضراب الشامل للمعلمين والمعلمات في مدارس العاصمة صنعاء، لليوم الرابع على التوالي، والذي بدأت الدعوة أثناء امتحانات النصف الأول من العام الدراسي الحالي، للمطالبة بصرف مرتباتهم المنقطعة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وخلال السنوات الثلاث الماضية، نفذ المعلمون في مناطق سيطرة مليشيات الحوثي عدة وقفات احتجاجية، وإضرابات قصيرة، وصولاً إلى إعلانهم الإضراب الشامل والتوقف النهائي عن التدريس جميع مستحقاتهم المالية المنقطعة لنحو أربع سنوات على التوالي.

 

بداية الفصل.. موعد الإضراب الشامل

ومع حلول بداية الفصل الدراسي، بدلاً من أن توجد حلول لتطوير الأداء في المدارس الخاضعة لسيطرتها وصرف مرتبات المعلمين، كانت مليشيات الحوثي الانقلابية تستعد لتنفيذ حملات استقطاب للطلاب والدفع بهم إلى معسكرات التجنيد.

ومع بدء الفصل الدراسي الثاني، أعلن المدرسون إضرابهم الشامل ورفضوا الحضور إلى المدارس، كما شهدت مدارس أخرى في صنعاء ومحيطها وقفات احتجاجية للمعلمين والمعلمات مطالبين بصرف مستحقاتهم المتراكمة رافضين سياسية التجويع التي تمارسها مليشيات الحوثي ضدهم.

 

مؤشرات مرتفعة

ورصد "العاصمة أونلاين" عدداً من المدراس التي شملها الإضراب ونسبة الإضراب فيها، كما رصد بعضاً من المدارس التي نفذ المدرسون فيها وقفات احتجاجية، حيث توزعت كالتالي:

مدرسة الحسن بن علي 100%، ومدرسة الأمل 100%، مدرسة بلقيس 100%، مدرسة الفوارس 100%، مدرسة موسى بن نصير 100%، مدرسة الهدى والنور100%، مدرسة مصعب 100%، مدرسة النصر 100%، مدرسة نسيبة 100%، مدرسة الفرات، مدرسة المناضل عبد الله السلال للبنات 80%، مدرسة الوحدة 100%، مدرسة بدر الكبرى 100%، مدرسة ابن خلدون 100%، مدرسة أم سلمة 100 %، مدرسة معين 100%.

 

تهديدات حوثية

وقالت مصادر تربوية لـ"العاصمة أونلاين" إن جماعة الحوثي تتوعد بفصل المدرسين المتغيبين عن الدوام والمشاركين في الاضراب والوقفات الاحتجاجية واستبدالهم بآخرين من مقاتليها.

وبحسب المصادر فإن مليشيات الحوثي اتهمت المعلمين المحتجين بالخونة المتعاونين مع الحكومة الشرعية والتحالف العربي المساند لها، في حين توعدت بإلغاء الدراجات الوظيفية وإعطائها لأفراد تابعين لها.

 

وعود كاذبة

من جهة أخرى، قالت مصادر مطلعة لـ"العاصمة أونلاين" أن مليشيات الحوثي تعتزم إطلاق وعود كاذبة لكسر إضراب المدرسين وتوقيف احتجاجاتهم كما جرى في المرات السابقة، ومنها وعود بتسليم "نصف راتب" وسلة غذائية مقدمة من منظمات الإغاثة الدولية.

وسبق وأن أطلقت مليشيات الحوثي الانقلابية وعوداً مشابهة خلال السنة الماضية، وأوقفت احتجاجات واسعة للمعلمين في مدارس العاصمة صنعاء، وما ان عادوا إلى مزاولة أعمالهم حتى نكثت المليشيات وعودها ورفضت تسليم مرتباتهم.

وكانت المليشيات الحوثية قد انتهجت سياسية "التخدير" عبر منح المدرسين "بطاقات سلعية" وبموجبها يتم إعطاء حاملها مواد عينية بقيمة نصف راتب، ولاقت هذه الفكرة استياءً واسعاً في أوساط المدرسين الذين قالوا انها انتهاك أكبر من جريمة قطع المرتب.

واشتكى العديد من المدرسين من استغلال المليشيات لحاجتهم ونهب مرتباتهم مقابل "بطاقة سلعية" أسهمت في إثراء المليشيات حيث أن التجار الذين يتعاملون مع البطاقة من أتباع المليشيات، وكانوا يجبرون المدرسين على اخذ مواد عينية محدد وبعضها غير مرغوب، فيما البعض الآخر منتهي الصلاحية ويرفض التجار تبديله.

 

عراقيل حوثية أمام الحل

ولم تكتف مليشيات الحوثي الانقلابية بنهب مرتبات المعلمين، بل وقفت عائقًا أمام المنحة المالية الخاصة بصرف مرتبات المدرسين، والمقدمة من دولتي السعودية والإمارات بمبلغ "70 مليون دولار أميركي" خصصت مبلغ 50$ شهرياً لكل معلم، عبر منظمة اليونيسيف بالتعاون مع الأمم المتحدة.

وبحسب المصادر فأن القيادي المتطرف "يحيى الحوثي" الذي عينته المليشيات وزيرًا للتربية والتعليم، وضع جملة من العراقيل، حيث اشترط على اليونيسيف أن يتم التصرف في هذا المبلغ بنظر المليشيات الانقلابية في صنعاء، بعد أن يتم توريد المبالغ الى حساب الوزارة في البنك المركزي بصنعاء، وهو ما ترفضه الحكومة الشرعية والدول المانحة.

وكانت مصادر تربوية قد حذّرت من تسليم المبلغ المذكور إلى المليشيات الحوثية، مؤكدة أن جماعة الحوثي سبق وأن فصلت الآلاف من المدرسين والقيادات التربوية واستبدلتهم بآخرين من أتباعها البعض منهم لا يملكون شهادة ثانوية، وأضافت أسمائهم إلى كشوفات المرتبات والحوافز.

 

جريمة كبرى 

وقالت معلمة لـ" العاصمة أونلاين" تلقينا وعوداً عدة بتسليمنا مبلغ 50$ كل شهر مقابل إتمام النصف الأول من العام الحالي واستكمال الدروس وأداء الامتحانات، وفي نهاية كل شهر تصلنا مجموعة من المبررات عن سبب التأخر في التسليم والآن أكملنا النصف الأول ولن نبدأ بالنصف الثاني الا بتسليم رواتبنا، وليس الحوافز فقط.

وأضافت "نشعر بألم "الخديعة" بعد وعود منظمة اليونيسيف المتكررة التي لم نلمس أثراً لها، تماماً كما هي وعود الحوثي ومنها كذبت "نصف راتب" وجريمة "الكروت السلعية" التي ذهبت هي الأخرى أدراج الرياح.

 

تغيير مهنة

ويعاني آلاف المعلمين أوضاعًا معيشية صعبة دفعت بالكثير منهم إلى امتهان مهن غير التعليم لتأمين الاحتياجات الضرورية لأفراد عائلاتهم، كما نزح بعضهم إلى مناطق مختلفة بحثاً عن فرص للعمل وكسب القوت .

والأسبوع المنصرم، وشهدت صنعاء أول حادثة انتحار لمعلم تربوي بسبب تدهور أوضاعه المعيشية وانقطاع راتبة لأكثر من أربعة أعوام على التوالي، تعرض خلالها للطرد من المنزل بعد تراكم الإيجارات وتلقيه جملة من الشكاوى من قبل مالك البقالة يطالبه فيها بسداد الديون المتراكمة أيضاً.

 

الخيار الأخير

وفي حين يعيش أكثر من 135 ألف معلم يمني بلا مرتبات على مدى أكثر من ثلاث سنوات- باستثناء نصف راتب حصلوا عليه خلال ثلاث مرات فقط، ويعانون أوضاعاً معيشية غاية في الصعوبة- أصبح مئات الآلاف من الطلاب خارج أسوار المدارس والبعض منهم تم الزج به في جبهات القتال.

وفي ظل هذه الأوضاع، أكدت مصادر تربوية أن الإضراب الشامل هو الخيار الأخير الذي لجأوا إليه بعد جملة من الإجراءات الاحتجاجية قصيرة المدى طيلة السنوات الماضية، ويهدفون من خلال الإضراب الشامل لأخذ حقوقهم التي سلبتها المليشيات، ولفت نظر العالم إلى قضيتهم المنسية.