الخميس 25-04-2024 15:42:55 م : 16 - شوال - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح.. تضحيات كبيرة في معركة التحرير واستعادة الدولة.. ذمار في ركب التحرير (5)

الأحد 06 يناير-كانون الثاني 2019 الساعة 08 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

في نهاية العام 2014، كانت العاصمة اليمنية صنعاء مهددة باجتياح الإمامة لها من جديد، وخرجت حينها حشود اليمنيين من كل القوى في الاصطفاف الوطني لمواجهة عودة الكهنوت، لكن اللافت حينها الحشود الكبيرة وغير المتوقعة التي شهدتها مدينة ذمار، دعما للاصطفاف الوطني وتأكيدا على الحفاظ على الجمهورية والوحدة والديمقراطية وتنفيذ مخرجات الحوار الوطني.

يومها كانت الانتفاشة الحوثية في أوجها تستفز أبناء الشعب اليمني، فامتدت حشود المتظاهرين من مدخل مدينة ذمار الشمالي إلى جنوب المدينة في حشد واحد تعهد بالدفاع عن الجمهورية وحماية مكتسبات الشعب وثورته والوقوف صفاً واحداً ضد جماعات العنف والإرهاب والمليشيات المسلحة التي تحاول أن تفرض أهدافها بقوة السلاح والابتزاز السياسي.

تقدم الإصلاحيون في ذمار صفوف النضال السلمي المقاوم لعودة الإمامة البغيضة، ورفعوا شعارات نبذ العنصرية والطائفية، لكن المليشيات الحوثية كانت تركز على ذمار لجعلها مركز قيادتهم بدلاً من صعدة، وذلك لأهمية موقع ذمار كمنفذ إلى الجنوب نحو تعز وعدن، وإلى الجنوب الشرقي باتجاه البيضاء، ويستندون إلى مقولة "ذمار كرسي الزيدية" التي أثبت أبناء ذمار خطأها.

نظر الحوثيون إلى ذمار كمخزون بشري يمكن أن يوفر لهم أعداداً كبيرة من المقاتلين، في حين كان الجمهوريون فيها يسيرون على خطى أحرار ثورة 26 سبتمبر في مواجهة الخرافة، فذمار المدينة الحميرية التي أنجبت الشهيد الموشكي الذي قارع الإمامة والوريث وعلي بن ناجي القوسي، ورواد الجمهورية البردوني والحضراني وأحمد سلامة، لا زالت تمد اليمن بالأحرار الذين رفضوا عودة الإمامة من جديد.

وحين استغل الحوثيون الظروف القاسية في بعض مناطق المحافظة الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، ونشروا أفكارهم الظلامية في المناطق النائية التي عشعش فيها الجهل، كان أبناء المحافظة يتداعون لتشكيل جبهة وطنية مقاومة للانقلاب الحوثي المدمر، واندفع الإصلاحيون في ذمار ليكونوا في طليعة المقاومة منذ أول يوم، وقدموا العديد من الشهداء في الدفاع عن عمران ووقفوا ضد إسقاط العاصمة ببسالة.

  

إصلاحيون في درب المقاومة

انضم الآلاف من أبناء المحافظة وأغلبهم من أعضاء الإصلاح إلى صفوف المقاومة الشعبية منذ انطلاقتها في مواجهة الاجتياح الحوثي الإيراني، وانخرطوا بعد ذلك في صفوف الجيش الوطني، والتحموا مع رجاله في جبهات مأرب من نهم إلى صرواح، وقدموا تضحيات كبيرة في معركة استرداد الدولة وتحرير اليمن من المليشيا الانقلابية.

وفي منتصف ديسمبر 2015، تشكل مجلس مقاومة محافظة ذمار، وسطر شباب الإصلاح أروع الملاحم البطولية في سبيل الدفاع عن الوطن وأمنه واستقراره، وقدموا تضحيات كبيرة في جميع الجبهات للقضاء على المليشيات الانقلابية، وانخرطوا في ألوية العروبة في صعدة والجوف، واللواء ٢٠٣، ومحور ذمار، ولواء المجد، وكتائب عتمة، متعهدين على العمل بكل الوسائل المشروعة لتحرير المحافظة من مليشيات الحوثي الانقلابية، واستعادة الشرعية ومؤسسات الدولة.

  

كوكبة الشهداء

وفي معارك استعادة الدولة والحفاظ على الجمهورية، اندفع أبناء ذمار، وفي المقدمة أعضاء الإصلاح، وبذلوا أرواحهم، فارتقى المئات منهم شهداء، لا يمكن حصرهم في هذه المادة.

ومن نماذج ذلك، القيادي الإصلاحي صالح عكروت وخمسة من رفاقه الذين قدموا أرواحهم رخيصة في معارك تحرير غرب مأرب في 2015، والتحق به الشهيد صالح الموشكي، وأمين شعبان، وهم من القيادات الشابة في إصلاح ذمار.

وفي 2016، ترجل الشهيد القائد علي بن علي العسودي، وصالح فقعس، والعشرات من شباب الإصلاح ورجاله الذي تصدوا للزحف الإمامي الغاشم.

وفي ذمار، أقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية على استهداف قيادات وكوادر الإصلاح بالاغتيالات الهمجية، فأقدمت في 23 أبريل 2016 على اغتيال القيادي الإصلاحي حسن اليعري أمام منزله، وهو الذي سبق أن اختطفته وغيبته مع عدد من قيادات الإصلاح في المحافظة في أبريل من العام 2015، ثم أطلقتهم بضغوط قبلية.

رحل الشهيد اليعري وهو القائد المحنك لتخسر الحياة السياسية رجلا متسامحاً وسياسيا حظي باحترام وتقدير خصومه قبل محبيه، لتتواصل الأعمال الإجرامية الحوثية مستهدفة قيادات الإصلاح ورموزه في المحافظة المقاومة لعودة الإمامة.

وفي 15 أغسطس 2016، اغتالت أيادي الغدر الحوثية القيادي الإصلاحي الشيخ صالح العنهمي عضو هيئة شورى الإصلاح وهو على سيارته، وبعدها بيومين فقط أقدمت على اغتيال القيادي الإصلاحي الشيخ وهيب الكامل إمام وخطيب مسجد النور فى مدينة ذمار أمام مسجده عقب صلاة العشاء، ومع نهاية مارس من نفس العام اغتالت الشيخ علي سعيد العنسي أحد مشايخ مديرية مغرب عنس وعضو شورى الإصلاح في المحافظة، أمام منزله شمالي مدينة ذمار.

لم تتوقف جرائم الاغتيالات التي طالت القيادات الإصلاحية في ذمار، ففي 11 أغسطس 2017 اغتالت أيادي الإجرام الحوثية الشخصية التربوية وأحد رموز العمل الخيري في المحافظة الشهيد عبد الرزاق الصراري رئيس فرع الإصلاح بمديرية الحدأ، بعبوة ناسفة وضعت بالقرب من منزله في قريته، أثناء خروجه لصلاة العصر.

وما يزال إصلاحيو ذمار يقدمون التضحيات في معركة استعادة الدولة، وهناك العديد من شبابه وكوادره أصيبوا إصابات بالغة، في حين فجرت العديد من المنازل واقتحمت مقراته وصودرت أملاكه وأملاك العديد من أعضائه، واختطف العديد من شبابه وكوادره وناشطيه وإعلامييه وغيبوا في معتقلات الانقلاب الحوثي، ولعل الجريمة البشعة الشهيرة بـ"مذبحة هران" التي ارتكبتها المليشيات الحوثية حين اتخذت المعتقلين دروعاً بشرية للطيران، واستشهد فيها الصحفيين الإصلاحيين عبد الله قابل ويوسف العيزري، وكان معهما القيادي في إصلاح إب أمين الرجوي، وما تزال معتقلات الحوثي وسجونه السرية تمتلئ بأحرار ذمار وغالبيتهم من أعضاء الإصلاح.

  

ملحمة عتمة

ومن جبال وتلال مديرية عتمة التحم الإصلاحيون مع بقية أبناء المديرية الباسلة في أروع بطولات الإباء والتضحية في كل جغرافية عتمة وبإمكاناتهم الذاتية الشخصية مقابل إمكانيات دولة سيطرت عليها المليشيات، والتحق قيادات وأعضاء الإصلاح في عتمة بمقاومتها بقيادة القيادي المؤتمري عبد الوهاب معوضة لمواجهة الإمامة الغازية رافعين شعار "موت بكرامة ولا حياة بِذُل"، وقدموا أكبر التضحيات وأروع صور الفداء للدفاع عن الجمهورية.

واليوم تشكل كتائب عتمة إحدى ركائز الجيش الوطني في مأرب، فيما يخوض أبناء ذمار معارك التحرير واستعادة الدولة في جبهة صرواح التي مرغت وجوه الانقلاب الحوثي في التراب، متعهدين باستكمال تحريرها وبدء العمليات العسكرية في محور ذمار وتحرير المحافظة من سيطرة المليشيات ليعود أبناؤها إليها.