الجمعة 29-03-2024 13:32:16 م : 19 - رمضان - 1445 هـ
آخر الاخبار

الإصلاح وقضايا الدولة.. دور الإصلاح في الحفاظ على الوحدة اليمنية (1)

الخميس 27 ديسمبر-كانون الأول 2018 الساعة 09 مساءً / الإصلاح نت - خاص

 

مدخل

ثمة قضايا يقع الاختلاف بشأنها، ويتطور الاختلاف إلى انقسام، ويقع ذلك في الغالب نتيجة لسبب جوهري، قلة المعرفة أو انعدامها، في تصنيف القضايا والخلط بينها، وأكثر القضايا مدعاة للإجماع، وعدم احتمالها للجدل والاختلاف والحوار والتفاوض والمساومة، تلك التي تتصل بالدولة ومنطقها ومسلماتها الثابتة، التي لولاها لم تكن هناك دولة على الإطلاق.

حين لا تكون معروفة، أو يقع تجاهلها فإن النخب السياسية تكون سببا أصيلا في إضعاف الدولة وتعريضها للتقويض، وتلك مشكلة عميقة الجذور، وجزء من سلوك الأحزاب والقوى السياسية والسلطة ذاتها.

 

ثوابت عالمية

ثمة ثوابت عالمية تتصل بالدولة، ومسلمات غير قابلة للنقاش، ولا تطرح أبدا للحوار أو التفاوض أو المساومة، وبها وبوجودها كانت دول، وحين يقع التشكيك فيها، والسماح أو التساهل مع ما يتناقض معها، فإنها تكون بداية النهاية للدولة، تعمل على إضعافها، ثم تقويضها بالضرورة، والثوابت العالمية تنطبق على الدولة أيا كان نظامها، ملكيا أم جمهوريا، تعدديا أم نظام الحزب الواحد، وهناك ثوابت خاصة تتصل بالدولة، مثل طبيعة النظام الذي لا يصلح غيره مع طبيعة البلد، مثل النظام الجمهوري، والتعددية، ومدنية الدولة.

 

الإصلاح ووحدة الدولة

من المسلمات المتصلة بالدولة، أنها دولة واحدة، ولا تسمح بالتشكيك بوحدتها، بأي درجة، ومن ثم لا يجرؤ أحد فرد أو جماعة أو حزب على الدعوة للطائفية أو المناطقية أو الانفصال، وتعد محرمة مجرمة، ويجب على الدولة ممثلة بالسلطة، الوقاية منها، وإنهائها في المهد، ولولا الصرامة في التعامل مع وحدة الدولة لم تبق دولة واحدة، ولصارت الدولة الواحدة دويلات وكيانات صغيرة، أي ممزقة، ولم تعد توصف بأنها دولة.

إن التجمع اليمني للإصلاح، يعد وحدة الدولة من ثوابته التي لا تقبل التشكيك أو الجدل، وفي الوقت الذي وقعت فيه قوى وتنظيمات وجماعات في الترويج لما يناهض وحدة الدولة، وفي مقدمتها الحوثية، التي بنت منطلقاتها على مرتكزات تشطيرية تفكيكية للدولة اليمنية، فقد عبرت في أكثر من مناسبة عن تفاهم مع الانفصاليين، وظهرت وقائع تجمعهم فيه الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، فضلا عن أحاديث محمد عبد السلام عن تقرير المصير.

والحقيقة الساطعة أن الحوثية على الرغم مما تطرح من شعارات تظهرها عابرة للحدود، إلا أنها في الوقت نفسه جماعة تشطيرية انفصالية، وتدرك أن سيطرتها على الشمال تعطي كل المناطق التي لا تدين لها الدوافع للانفصال، ذلك أن أفق الجماعة طائفي مناطقي بامتياز، وتعتبر أن مناطق مثل تعز يجب السيطرة عليها، وفي الوقت نفسه منع مواطني تعز من أي نشاط، بل منع توظيفهم في محافظات أُخرى. وتحدث أبو علي الحاكم منذ سنتين في ذمار ، بكل وضوح، أن الهزيمة في تعز ستعني أن يكون المدير في صعدة من تعز وتهامة.

الشاهد أنه حتى تعز وتهامة وهما من الشمال (سابقا) غير مقبولتين في دولة الحوثي (المناطقية الطائفية التفكيكية).

الحوثية انفصاليية محدودة في شمال الشمال، وحتى شمال الشمال تظل فيه أقلية. إن الحوثية في منطلقاتها وسلوكها حركة تفكيكية للدولة اليمنية، ولعل أكبر دليل دامغ، انسحابها من عدن ومحيطها، وتوقفها عند الحدود الشطرية السابقة، في تعز ودمت والبيضاء، وعلى الرغم من انهزامها وانسحابها من المخاء وغيرها من المناطق، إلا أنها لا تسمح بمجرد السؤال، لماذا؟ وذلك لسبب بسيط جدا ومعقد جدا (السيد) هو الحق والمقدس فلو سلم كل البلاد لاحتلال أجنبي فإنه عند أتباعه الحق.

وهناك حراك سلمي ثم مسلح، قوى سياسية جزء من تكوينه وانضمت أحزاب سياسية إلى الحوثية أو انقسمت بين الحوثي والشرعية، لذلك يظل الإصلاح الحزب السياسي اليمني الملتزم بوحدة الدولة اليمنية الرافض لكل الدعوات المناهضة لها، وذلك يحسب له، ويسجل للتاريخ في سجل سيرته كعلامة مميزة له.

إن العقلاء في العالم يعملون في الحفاظ على مصالح بلدانهم، وإن لحقهم جراء ذلك خسائر تمسهم مباشرة فإنها لا تثنيهم عن التمسك بالثوابت الحافظة لبلادهم والوحدة الوطنية لشعبهم.

كلمات دالّة

#الاصلاح #